عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 01-17-2015, 08:16 PM
 
Talking الفصل الثالث - أستطيع أن ارى طيفكِ

]
زقزقة العصافير , ممم هذه رائحة الكاري الذي تعده " اياسو " , منذ مدة لم نتناوله , نهضت من فراشي ورميت الغطاء جانبا , لأحدق في جدران غرفتي بنصف عين , هل أنا في المنزل حقا ؟
فتحت علي الباب أختي " اياسو " مبتسمة وقالت : صباح الخير أوتو , كيف حالك ؟
حككت رأسي بخنصري و انا اجيبها : أه , أنا بخير , حلمت بكابوس مرعب .
أخذت بعض من الملابس للغسيل ونادت علي للإفطار . نزلت الدرج متثائبا , أمس كان فظيعا جيد أنه مجرد حلم
_صباح الخيـ..
لم أكمل قولها حتى ,إلا وركلت جاءت من العدم ألصقتني في الحائط .
_ الركلة الجديدة " ضربة العقرب السام "
عرفتها أنها" كيتسو",نهضت متألما , أرمقها بغضب , لكن ضربة أخرى لحقتني في بطني, ارتطمت على نفس المكان مجددا فصحت : بالله عليكم , دعاني وشأني , لست كيس ملاكمة !
لحقت أختي الأخرى "سومي " , وجهت " كيتسو " إصبعها نحوي وقالت بنبرة آمرة _ كما تفعل دوما _ : اخرس , الطفل الصغير لا يكلم الأكبر سنا منه هكذا .
أردفت على كلامها " سومي " : سببت لنا فضيحة بين الجيران , تستحق عقابا أكبر .
"كيتسو" معلمة كاراتيه تملك مقرا للتدريب , لا تغير من مظهرها على الإطلاق , نفس تسريحة ذيل الحصان على شعرها الأسود الفحمي كل يوم ,لا اعتقد أني رأيتها تبتسم , دائما جدية , كما أن نظرات عيونها العسلية مخيفة , لم ينظر احد إليهما لمدة فوق خمس دقائق !
عقدت ذراعي معا وابتسمت بسخرية, تساءلت مع نفسي : هل ستتزوج يوما هذه الفتاة ؟
تقدمت هي بسرعة نحوي وسددت لكمتها الشهيرة على خدي , هل , هل سمعتني !
" سومي " الشيطان بهيئة بشري , تكبرني عاما فقط, هه لكنها تريد السيطرة على حياتي , تعتبرني كيس ملاكمتها وتجربان كل جديد علي .
_ اهدؤوا جميعا .
أخيرا , الشخص العاقل الوحيد في المنزل أختي الرائعة " أياسو " قالتها فجلسنا جميعا حول المائدة . منذ وفاة والدتي وهي تعتني بنا جميعا , ربة بيت مذهلة تستطيع تدبير كل الشؤون , عكس الحمقاوتين على يميني وشمالي .
بقينا نأكل في صمت الى أن قالت " سومي " : أين أبي ؟
_ ذلك العجوز في المتجر و أين تتوقعين أن يكون .
_ هوي , أوتو , احترم والدك .
التزمت الصمت ولم أرد أن أجيب على " كيتسو " .
ـــــــــ
خرج أوتو من المنزل متذمرا من أخواته, بقي يسير إلى أن وصل لمحل لبيع ألعاب الفيديو , حيث بقي يراقب من الزجاج
انعكس على مرآه طيف تسوبارا , رجعت به ذاكرته لتفاصيل هذا الكابوس -كما سماه- , تنهد بعمق وقال : ما هذا الذي يحدث ؟
التفت للخلف قاصدا أن يذهب لصديقه , لكنه بلع ريقه واتسعت حدقتا عينه, حاول جمع شتات كلماته وهمس : أ ..أ ..أنتِ ..
صفعته الفتاة ما يجعله ينفجر من الغضب وكاد أن يرد عليها بوابل من الشتائم , غير أنها وضعت إصبعها على فمه كي يستمع لما لديها , زفرت بارتياح وقالت : كنت ستفقد وعيك من جديد أوتو .
أبعد يدها عنه وصاح :أخرجي من حلمي يا فتاة .
حركت رأسها بان لا أمل يرجى منه وضعت كلتا يديها على خصرها وقالت : سأشرح لك ما يحدث , أنا الآن عالقة بين عالمين , أنا شبح , و أنت تستطيع رؤيتي لذا يجب أن تساعدني .
تراجع ثلاثة أمتار للخلف وقال : لماذا في أوساكا كاملة وجدتِ غيري , اذهبي أيتها الروح الشريرة دعيني و شأني .
في لمحة عين وجدها أمامه , رسمت على وجهها تعابير مخيفة وقالت بصوت مرعب : بما أنني روح شريرة سيتوجب عليك مساعدتي , وإلا فأنني سأظل ألاحقك وألاحق أطفالك وأحفادك , أدمر حياتـ...
توقفت عن الكلام وجلست بجانب جسده المغمي عليه , زفرت قائلة : سيكون التعامل معه صعبا, صرخت أكثر : لماذا حظي معلق في هذا الفتى الجبان !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استيقظ اوتو , وبقي ممسكا رأسه من شدة الصداع , صار بضع خطوات يريد الجلوس على مقعد خشبي.
ظهرت تسوبارا له من العدم تصيح : لا تقلق أوتو خذ المـاء لتنـهـ..
رمقها بغضب شديد وصاح فيها مشتعلا : أنا بالفعل مستيقظ , الآن صبحت مبللا بالكامل
زمت شفتيها بطفولية وبقيت تلعب باصبعيها خجلة من فعلتها .
عندما راها هكذا لم يجد ما يفعل , ضربها على رأسها بخفة وقال : تشبهين " يوكيمي " .
وضعت يديها على رأسها وهمست : من هذا ؟
_ أخي الصغير .
نهضت أخيرا , ما تزال ترتدي ملابس المستشفى , وهو بقي بنفس الملابس التي التقى بها تسوبارا , ظلا يسيران بمحاذاة الرصيف , لا ينبس احدهما بشيء , أسترقت تسوبارا النظر اليه , يضع سماعات الاذن وينظر للفراغ .
باغتها عندما أدار وجهه نحوها فلم تستطع اشاحت نظرها
_ ماذا ؟
تنفست الصعداء ظنت انه سيوبخهها او شيء من هذا القبيل قالت : لا أدري , ظننتك سترفض مساعدتي و يظل يغمى عليك .
لم تتلق منه جوابا , كان ينظر للناس حوله , الكل مشغول بعمله وحياته الخاصة نظر اليها نظرت ثاقبة وحادة , جعلت الدم يتوقف عن التدفق في عروقها, تنظر في عينه و يفعل المثل ..
تقدم خطوة بعد خطوة , بلعت ريقها ,تجاهلها وبقي يسير . التفتت لترى أين هو ذاهب . وصل لذلك العمود المصنوع من الاسمنت رمقه بنظرات باردة جامدة , سرعان ما بقي يضرب رأسه فيه ويصرخ : أريد الاستيقاظ من هذا الحلم يا أمي ..
كان الناس يمرون عليه ويتساءلون ما به , حاولت تسوبارا تهداته دفعها وبقي يبكي : هل أنا ولد سيء , لماذا مازلت احلم , لا, لا , إنها كاميرا خفيه , التف وهجم عليها ليمسكها من معصميها وبقي يهزها : اخبريني أين الكاميرا ..
لم تستطع ان تجيبه , شعرت بدوار شديد ,تركها فسقطت ,وجه إصبعه نحوها وصاح :من دفع لك المال لإزعاجي , هل هي إحدى حيل " شينتارو " ؟ آه بالتأكيد لما لم أفكر بهذا مازال يحاول الانتقام مني وضع يده تحت ذقنه وتذكر شيئا فقال : لكنه أخبرني إنها ستكون فتاة جميلة _ ليزيد من نبرة صوته _ وأنتِ مجرد فتاة قبيحة .
استدار ليواصل طريقه متمتا : غبية , كيف أساعدها ..
_ هاي أنت ..
_ ماذا تريدين ؟
استدار غاضبا نحوها , لكنها لم تكن تسوبارا المتكلم , بل شخص مفتول العضلات وراءه صديقته تبكي وتقول :عزيزي لقد وصفني بالقبيحة , هل أنا كذلك حقا ؟
بلع اوتو ريقه عندما نزع ذلك الرجل سترته ووضعها على المقعد , كانت نبرته خشنة مخيفة عندما كلم اوتو وقال : هل تسخر من حبيبيتي ؟ سأريك استعد ..
_ أرجوك لا , لا , لم أقصدها هي بل تلك الفتاة , أشار نحو تسوبارا فالتفت الاثنان لها , زاد غضب الرجل وقال : هل تمزح معي , لا يوجد احد سوى حبيبتي, استعد ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل اكلمه ؟ يقولون أنه ليس من الحكمة التكلم مع شخص غاضب , لكن مرت أربع ساعات ونحن نمشي , حتى أن الشمس قد غربت في الأفق , سأكلمه : هاي أوتو كيف حال وجهك ؟
استدار نحوي والشرر يتطاير من عينيه كان خده متورما وعينه اليسرى منتفخة زرقاء اللون حاول فتح فمه لكنه كان هو الأخر مصابا , ابتسمت بتوتر نحوه , أنا متأكدة أنه يريد قتلي , أخبرته أن يتقبل الواقع . لكنه مازال يكرر نفس الجملة " إنها كاميرا خفيه "
وصلنا لمنزله انه من الطراز الياباني القديم , حسنا لا نجد مباني كهذه الآن في اوساكا , تبدو عائله محافظة على التراث , بيتنا مصمم بهندسة بريطانية , كما أنهم يملكون متجرا لبيع المأكولات البحرية ..
دخلت معه للمنزل , نزلت من الدرجة فتاة جميلة , شعرها متدلي على الجانب الأيمن , كما ان لونه يميل للأحمر الداكن بنفس لون عينيها , تبدو هادئة ولطيفة , ركضت نحو اوتو بسرعة, أمسكت بيديها وجهه المتضرر وعقدت حاجبيها معا خاطبته بصرامة : أوتوكامي ماذا قلنا على الشجار ؟
_ لم أكن اقصد بالفعل , الرجل لم يعطني فرصه لأشرح ما جرى ..صدقيني " أياسو "
من جديد التفت الي يرمقني بغضب , بلعت ريقي هدأت عندما رأيت أخته تطهر له الجراح . تبعته دون أن أنبس بشيء لغرفته
_ غرفتك ضيقة , اوتو.
_ لا أقدم خدمة فندق خمس نجوم
قالها ساخرا مني , بعد أن عرف أن أسرتي ثرية يريد إثارة أعصابي , لكني سأهدأ في الوقت الراهن هو بطاقتي الوحيدة للنجاة
استفقت من شرودي مع نفسي , الغرفة ليست سيئة السرير عادي , وفوقه توجد النافذة , في الزاوية توجد خزانته وبجانبها مكتبه
كما ان هناك مكتبة خاصة للمانجا وطاولة صغيره في المنتصف تحتها يوجد بساط أبيض غير منقوش , لا بأس بلون دهان الجدران , أزرق سماوي , كان هو متربعا , شغل لعبة الفيديو ورمى لي بواحدة من الأجهزة : هل تلعبين ؟
حملقت فيه كثيرا , هل هذا أوتو حقا ؟لقد عاملني بلطف , من الصدمة لم أرد فقط جلست بجانبه و انتظرنا تحميل اللعبة , أنها من الألعاب القتالية , أتذكر أن يوري كانت تحبهم كثيرا ..
_ هاي اوتو تمهل انا مبتدئه , لا تقم بحركات كهذه .
_ لا يمكنني أن افعل لكِ شيئا ايتها الضعيفة واجهي حكم الموت بسيفي البتار ..
لقد قضى علي , لوحت باللعبة في الهواء وقلت متملمة : أريد أن نلعب من جديد هذا غير عادل ..
دخلت أخته لترى في العدم جهاز التحكم في يدي ألوح به , نظرت في اوتو ثم ألي , وسقطت مغمى عليها .. دفعني اوتو بعيدا وركض نحوها فزعا : " اياسو " , اجيبيني ..
هااااااا ؟لما هذه الاسرة تعاني من حالاااااات الاغماء !!!!!!!
انتهى الفصل الثالث
__________________
لست هنا

التعديل الأخير تم بواسطة Baka- ; 01-17-2015 الساعة 08:35 PM
رد مع اقتباس