الصُحبة والمُصاحبة والرٍفقة الهنيّة
لاتأتي الا بِمُجانبة صاحب العطاء والعطيّة...
فقد وُصِفَ الصاحِبْ قديماً ومَثَلوه
بمنهل من مناهِل البِحار الزُمُرديّة....
إن سبحتَ فيها أو
إمتشقت قلمك على شُطآنها اللازوردية ...
فلا تجد سوى الراحة والامل والمُصاحبة الحقيقة...
في رَحَابَتِهِ وعَطَاياه وَنقاء سَريرتِهِ اللؤلؤيّة...
وَصِدق نُصْحِه في تَضْميدُ الجِراح بلمساته البلسمية...
كل ذلك يحدث إن وجدنا الصاحب والصُحبة القوية...
وخير مِثال للذي باع نفسه وماله وعياله
فِداءً لصاحب الأنوار السَنِيّة ...
فَلَمْ يَخْسَر مِثْقَالَ ذرّةٍ مِنْ نَفسٍ أو هِبَاتْ أو عَطِية....
بَل إزدَادَ قُرباً مِنْ الحَبِيب فوصل للِدَرَجَاتٍ العَلِيّة...
فَكَانَ الراَبِط بينهما حُب الله ورِسالَتِهِ النَقِيّة...
فصَدَقّهُ وآمَن بِه فكانَ أول الرِجالُ الكُمّل
تابِع لِصاحب الانوار السنيّة...
فتميز بِصِفَات العِلمٌ والإدْراكٌ وَنَسّابْ القبائل والذُريّة...
عُرِفَ عَنَهُ الصِدق والخُلق الكريم ورجاحتُهُ العقلية...
وأثْبَتَ صِدقَهُ وتَصدِيقَهٌ في
إسراء الحبيب ومعراجه للجنّاتِ العَلِيّة...
حِينَ كُذِبَ رَسُولُ الله في رِحلةِ
مَسْراهُ من القبائل الكافِرة القُرشيّة..
وقالوا هذا كَذِب وبُهتان في الأسراء للأرض المقدسيّة...
فوعثاء السفر اليها شهر على
ظهور الأبل ويقول في لمحة بصريّة.....
فضَنوا أنهم سينتصرون في تكذيب القُدرة الالهية...
فأفتُتِنَ من في قلبه ضِعف
وهجر الرسالة المحمديّة...
فلم يجدوا عتاولة قريش إلا الصاحب ليفتنوه
بالخبر طمعاً في التكذيب
بوعود كثيرة وإجزال العطيّة....
فهرولوا للصاحِب وقالوا له
بلسان الواثق المتكبر المليء كُفراً وعنجهيّة..ٍ
أنظر لصاحِبُكَ الذي إتبعت ومُصَدقاً لرسالته المرويّة...
كيف إنطلق لبيت المقدس
كإنطلاق السهم من الرميّة....
مُدعياً إمتطاءه لِدابةٍ لم نعرٍف لها من قبل سَمِيَّا....
تطوي الأرض طياً مُخلفة وراءها أنسامٌ زكيِّة...
فأعينَّا على التكذيب فنُجزِلَ لك الهِبات والعطيّة...
فأنطلق لِسانُ الصِدق في إطمئنان وقال
نعم إني أُصدِقَهُ في ذَلِكَ حتى
وإن إمتطى مسارب الدرجات العليّىة...
فَكَيَفَ نُصَدِقُه حين أتى لنا بتشريعات صادقِةٌ بهيّة...
ونُكَذِبُهُ إن قال إمتطيتُ البُراق في
صُحبة الملك في رِحلةٍ أرضية ....
هنا جَمَدتْ أوصال قريش الكافِرة بصفعاتٍ قوية ...
فعَلِمتْ مِقدار حُب الصاحب للرِفقة السنيّة..
فَسَمِعَ الحبيب قول صاحبه
فأسماه صِدِّيق القبائل والبِريّة ...
وأستمرَّ في الصُحبة وفِداء الصاحِب
من عِناد الكُفر والقبليّة....
حتى أتى وقت الهِجرة لبلد النخيل والخيرات الجَنِيّة ...
فكان رفيق الحبيب وحامي
حامل المناهل للبشريّة..
وبرزت مواقفه في الغار والخوف من الضواري
أن تصل للحبيب من مسارب البريّة...
حينها وصلوا ليثرب فازدانت بيوتاتها بالأنوار السنيّة..
وأنطلقت الدعوة لملء القلوب الضامئة
للحق والجافية للكُفر والتبعية ...
هذا هو أبي بكر رضي الله عنه
وأجزل الله له التكريم والعطيّة...
فكان خير تابعٍ لخير متبوع ...
وصاحبٍ لخير خلق الله جميعاً والبَرِيّة ...
فهل نحرِص على أن نتعلم
كيف نُصاحب مالك المِسك
ونترك بائع البُهت والكَذِب
والتملق والمصلحة الزمنية ....؟
فليس كل من رأى الزجاج قال هي قطعةٌ ماسيّة...
وليس كل من رأى لمحة ضوءٍ يقول
هذه أنوارٌ سنيّة ..
وليس كل من إصفرّ لونه
مثّلنّاه بحجر التِبر المُلقى في البريّة...
فتعلموا إخوتنا كيف نُصاحب
العِفّه والصِدق ونتقي التسرع ونتجمّل بالرويَّة... تقديري وأحترامي لكم جميعاً وجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخيكم...اندبها