مظاهرات أوروبية ضخمة تطالب بتحرك عاجل لإنقاذ غزة
2008-01-28
فلسطين الآن – وكالات - عمَّت الاعتصامات والمظاهرات المدن الكبرى في أوروبا للتضامن مع الشعب الفلسطيني لليوم السابع على التوالي؛ للمطالبة برفع الحصار المفروض على قطاع غزة والتنديد بممارسات الكيان الصهيوني ضد أهالي غزة؛ وطالب المتظاهرون حكوماتهم بالضغط على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لرفع الحصار عن الفلسطينيين وضمان حياةٍ آمنةٍ لهم على أرضهم. وأطلقت "اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة"، نداءاتٍ عاجلة في الأيام الأخيرة تدعو فيها إلى تنظيم تحركات جماهيرية واسعة في كل أرجاء أوروبا للعمل على كسر الحصار المفروض على القطاع وتمكين المواطنين الفلسطينيين من حريتهم. كما طالبت اللجنة في العديد من البيانات والنداءات الصادرة بتحرك جاد للجانب الأوروبي لإنهاء سياسة الحصار، في الوقت الذي تعلو المطالبات بموقفٍ رسمي أوروبي ملموس يؤدي إلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. كما تحدَّث المنسق الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأعرب عن قلقه إزاء الوضع الإنساني المتدهور في غزة، داعيًا إلى التوصل لاتفاق لتخفيف الحصار المفروض على غزة بصورةٍ عاجلةٍ من أجل السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين. وفي السويد نُظمت أمس وأمس الأول اعتصامات حاشدة من مناصري الشعب الفلسطيني من أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية والمسلمة الموجودة هناك أمام رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية في العاصمة استوكهولم؛ تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، واعتراضًا على الحصار المفروض عليه، لا سيما أهالي غزة، وعلى التوازي من ذلك تحركت في مدينة أوبسالا مظاهرة شاركت فيها جماهير غفيرة تُندد بالحصار والعدوان الصهيوني على غزة. وكانت مدينة مالمو، جنوبي السويد، قد شهدت يوم الجمعة الماضي مظاهرةً كبيرةً جابت أنحاء المدينة للتعبير عن السخط والرفض للعدوان الصهيوني والحصار المشدد على الشعب الفلسطيني، ونظَّم أبناء الجالية المسلمة اعتصامات لا زالت مستمرة يوميًّا أعلنوا فيها أنها لن تنفضَّ إلا برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. وفي مدينة يوتبوري نُظمت اعتصامات عديدة منذ الأمس، بدأت بمظاهرة حاشدة حضرها الآلاف من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، وجابت أنحاء المدينة وصدعت بالهتافات التي تندد بالسياسات والممارسات الصهيونية، والحصار اللاإنساني المفروض على الشعب الفلسطيني. وطالب المتظاهرون في الفعاليات التي تحرَّكت في شتى مدن السويد الحكومة والبرلمان وأعضاء البرلمان الأوروبي والاتحاد الأوروبي بالعمل على إيقاف الإرهاب الصهيوني، وقاموا بتسليم مطالبهم للأطراف المعنية من الحكومة والاتحادات. وعلى السياق نفسه أعلن مركز العدالة الفلسطيني بالسويد، أنه سيواصل مع أحزاب وجمعيات أهلية متعددة سويدية، الفعاليات المكثفة الرامية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة؛ وذلك بالتنسيق مع اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، بما في ذلك المشاركة في الاعتصام أمام مقر البرلمان الأوروبي في بروكسيل لهذا الغرض اليوم. وفي العاصمة الألمانية برلين، تظاهر مئات الأشخاص أمس الأحد بمحاذاة كنيسة الملك فيلهيلم المحطمة- وهي المعلم الأبرز في برلين الغربية والمعروفة بكنيسة الذاكرة- للمطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة والوقوف إلى جانب القطاع المحاصر، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية بكثافةٍ، وحملت عدّة نساء مشاركات في المظاهرة علمًا فلسطينيًّا كبيرًا، وشعارات تلفت الانتباه إلى خطورة سياسة التجويع والإفقار التي تمارسها حكومة الاحتلال الصهيوني بحقَّ الشعب الفلسطيني، كما رُفعت في المظاهرة لافتةٌ كبيرة كُتب عليها "ساعدوا غزة". ولفتت معاناة القطاع انتباه قطاعات من الرأي العام الألماني في الأيام الأخيرة، وبخاصة بعد ورود مشاهد اجتياز الفلسطينيين السور الفاصل بين شطري رفح لتوفير لقمة العيش لأبنائهم والدواء لمرضاهم، بينما كانت برلين ذاتها قد شهدت الإطاحة بجدارها. أما في سويسرا تظاهر أكثر من ألفي شخص في مدينة زيوريخ مساء السبت في مظاهرة دعت إليها مؤسسة "حق للجميع"، ومقرّها جنيف، للإعراب عن تنديدهم الشديد بالحصار المشدد المفروض على قطاع غزة، ورفع المتظاهرون الذين جابوا أرجاء المدينة الأعلام الفلسطينية واللافتات الساخطة على سياسة الحصار، واللافتات التي تحذر من عواقب الحصار المتمثلة بالموت الجماعي للحالات الإنسانية والمرضى. وقام المتظاهرون بالاتصال عبر الهاتف بالدكتور باسم نعيم- وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية- شَرَحَ فيها خطورة الأوضاع الإنسانية الناجمة عن الحصار ومنع المستلزمات الطبية وكذلك الأوضاع الصحية والبيئية في القطاع المحاصر من الكيان الصهيوني. وردّدوا الهتافات المطالبة بزوال الاحتلال عن فلسطين، والمنددة بالممارسات الصهيونية بحق الشعب، وحمل بعض الأطفال الشموع للفت الانتباه إلى مأساة قطع الكهرباء عن قطاع غزة، بينما قُرعت الطبول للتحذير من خطورة العدوان المتواصل على المواطنين الفلسطينيين. وطالب المتظاهرون في اللافتات الكبرى المرفوعة البرلمانَ السويسري بإدانة المجازر الصهيونية العدوانية على الشعب الفلسطيني، كما عبّروا عن استهجانهم لما اعتبروها "سياسة أمريكية منحازة في الشرق الأوسط". وتميزت المظاهرة بمشاركة واسعة للأطفال والنساء، علاوةً على تفاعل خلفيات عرقية متعددة، كما حرصت العديد من الأمهات على النزول إلى الشوارع بعربات أطفالهن الرُّضع، للمشاركة في المظاهرة؛ تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتعبيرًا عن الغضب على الحصار والعدوان. وجاءت مظاهرة زيوريخ في ظل تزايد الفعاليات المنددة بالحصار وبالسياسات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في سويسرا، والتي وصلت حد الاعتصام الاحتجاجي قبالة مقر السفير الصهيوني. وفي فرنسا خرجت مظاهرة تضامن مع سكان قطاع غزة أمس بميدان "مارتروا" بمدينة "أورليونز" جنوب العاصمة باريس قام فيها المتظاهرون بإضاءة الشموع كتعبيرٍ رمزي عن تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع، والذي يعيش في ظلامٍ دامسٍ بعد قطع الوقود عنه من قِبل الكيان الصهيوني. وفي إطار تحرك الشارع الأوروبي تضامنًا مع سكان غزة وجهت الجمعية "البلجو-فلسطينية" الدعوةَ إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني اليوم الإثنين؛ وذلك بمساعدة العديد من الجمعيات البلجيكية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية سواء الموجودة في بروكسل أو في الدول الأوروبية المجاورة. وفي بيانٍ صادرٍ عن الجمعية أدان المُوقَّعون الوضع المتأزم والخطير الذي يسود القطاع و"الانتهاكات السافرة" للحقوق الإنسانية والدولية من قِبل الكيان الصهيوني والتي تتمثل في توقيع العقاب الجماعي على مليون 
00 ألف فلسطيني محاصر في القطاع.