عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-29-2008, 06:13 PM
 
أسرى غونتانامو !

أسرى غونتانامو !


بقلم الدكتور عدنان علي رضا محمد النحوي


أَسْرى ! أَشَدُّ من الجِبالِ قُلوبُهُمْ --- ويَقيِنُهُمْ بالله لمْ يَتَزلزلِ
وعزيمةٌ أقْسى مِنَ القيد الحَدِي --- دِ يَعُّض مِنْ أيْدٍ تُشَدُّ وأرْجُلِ
وبِعزَّة الإيمان والتوحيد وال --- أمَلِ الأغرِّ المُشْرِقِ المُتَهَلِّلِ
هدفٌ لهُمْ أُسْمى وأَكْبَرُ مِنْ هَوى --- دُنْيا ولَهْوٍ عَارضٍ مُتَزَيِّل
ومَضَوا إِلَيْهِ عَلى الصِّراطِ المسَتَقي --- مِ ! عَلى يَقِينٍ صَادِقٍ مُسْتَبسِلِ
****
حَمَلَتْهمُ في الجوّ طائرةٌ لأَبْ --- عَدِ رُقْعَةٍ ! لِظَلامِ سِجْنٍ مُؤْزِلِ(1)
ما بَيْنَ أَغلالٍ وبَيْنَ سَلاسِلٍ --- شَدَّتْهُمُ لمقاعِدٍ ولأَرْحُلِ (2)
شَدَّتْ على عُنُقٍ أَعزَّ ! على يَدٍ ! --- وبقيَّةِ الأَطْرافِ بَيْنَ الأَحْبُلِ(3)
عَصَبُوا عُيونَهِمُ ! وصَبّوا في العُرو --- قِ مُخَدِّزاً ! حَذَرَ الجَبانِ المُذْهَلِ
نَصَبُوا الحِرَاسَة حَوْلَهُمْ ! فَمُد جّجا --- نِ لِكُلِّ مَشْدودِ الوَثَاقِ مُكَبَّلِ
فَزَعٌ يُمَزِّقُ مِنْ قلوبِ المجرِمِي --- نَ الظالمين المعْتَدِينَ الجُهَّلِ
فكأنّما تِلكَ القلوبُ قُلوبُ طَيْ --- رٍ مُفْزَعٍ واهي الجناحِ مُهَلهَلِ
لا يَسْتَطيعونَ اللِّقاءَ لدَى النِّزا --- لِ ولا مواجَهَةَ الكميِّ الأبْسَلِ
فَرُّوا إِلى جَوِّ السماء ! تَحَصَّنُوا --- بالطائراتِ ! بِكُلِّ هَوْلٍ مُرْسَلِ
بالقاذِفاتِ تَصُبُّ مِنْ أَهْوالِهَا --- وبِكُلِّ بُرْجٍ زاحِفٍ متنَقلِ (4)
فَرُّوا ! ويدْفَعُهُم بِذلِكَ رُعْبُهُمْ --- فَزَعاً بِحِقْدٍ في النُّفوسِ مُؤصَّلِ
*****
واهاً ! يُسَاقُ المؤمِنون وقيدُهُم --- يطغَى على أَيدٍ تُشَدُّ وأرجُلِ
كمْ سبَّحتْ تِلْكَ الأيادي أو دَعَتْ --- لله خاشِعَةً بطرفٍ مُسْبِلِ(5)
ولكَمْ سَعَتْ أَقْدامُهُمْ لله في --- خَيْرٍ يَعُمُّ وفي جَهادٍ أطْولِ
حَمَلوا الأسَارَى والقُيودُ عَلَيْهمُ --- فَزَعاً إلى نائي الدّيارِ مُغَوِّلِ
حَمَلوهُمُ " لِغُوَنْتَنامو " سِجْنِ قا --- عِدةِ الطغاةِ المجرمين السُّفّلِ
حَذَرَ الشّقيِّ المجْرمِ المذْعُورِ مِنْ --- فِئَةٍ أشَدَّ على العَدُوِّ وأَعْجَلِ
ومَضَى الأسَارى والقلوبُ يَقينُها --- بالله أثْبَتُ مِنْ رَوَاسِي الأجْبُلِ
وَهَبَ السكينةَ للنُّفوسِ فأشْرَقَتْ --- بُشْرى وآيَةُ مَوْعِدٍ لم يَخْذُلِ
وُهُدىً يَموجُ على جوانِبهِمْ رضى --- نوراً يَشُقُّ مِنْ الظلام الألْيَلِ
وندىً يرِفُّ ونَسْمَةٌ تْحِنِو فَيا --- لِحُنُوِّ بَرْدٍ في الهَجِيرِ مُظَلِّلِ
ومَضَوا ! وعِزَّةُ دينهِمْ تَسْمُو بِهمْ --- أَمْناً على صَبْرٍ أَعزَّ وأجْمَلِ
عَبَقِ الجِنانِ وفَرْحَةِ اللّقيا بِدا --- ر الخُلْدِ والنُّعمى وطِيبِ المنْزِلِ
عَمَرَتْ قُلُوبَهُمُ على شَوْقٍ يَمُو --- جُ ولهْفَةٍ لعلاً أجَلَّ وأكْمَلِ
هذي البُطولة ! ما أَجَلَّ جمالَها --- شَوقٌ يُلحُّ وعَزْمَةُ الصَبْرِ الجَلي
****



(1)مُؤْزِل : ضيّق ويجلب الضيق . (2) أَرحُل : جمع رحْل . (3) أخْبُل : جمع حبل . (4) بُرْجٍ زاحِفٍ : الدبَّابةَ . (5) طرف مُسْبل : مرسل للدّموع .

__________________

قول الشيخ أنباني فلان*****وكان من الأيمة عن فلان

إلى أن ينتهي الإسناد أحلى***لقلبي من محادثة الحسان

فإن كتابة الأخبار ترقى***بصاحبها إلى غرف الجنان
رد مع اقتباس