بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :-
اتخاذ شخص ما كقدوة لأمر عظيم ، لما فيه من تحفيز
للنفس نحو الأفضل ، والكثير منا لديه وبلا شك قدوة في حياته.
لذا دعوني أحدثكم قليلاً عن قدوتي :-
قدوتي لا مثيل لها في الحياة ، فهي أغلى من في الوجود ، هي أعظم شخص في العالم ، قد ترونها كشخص عادي لكنني ارداها عالمي كله وحياتي كلها ، ألم تعرفوها بعد ؟!
إنها … أمي .
قد تندهشون قليلاً ، كيف تكون امي هي قدوتي ؟! فهي ليست متميزة في القسم الذي أفضله ، في الحقيقة هي لها فضل كبير علي ، فكم من مرة شدت همتي نحو الأفضل ، وكم من مرة شجعتني وحفزتني لأغدو فرداً مهماً في المجتمع ، وكم من مرة ساعدتني في دراستي ، الكثير والكثير من الأشياء الجميلة والرائعة التي فعلتها أمي لتجبرني ومن دون أي تردد على اتخاذها كقدوة لي .
مافعلته أمي في حياتي لا يعد ولا يحصى ، فقد ساعدتني كثيراً في مسابقة الأمير نايف لحفظ الأحاديث النبوية التي شاركت فيها منذ عامين تقريباً ، وبفضل الله عزوجل ثم بفضلها حصلت على المركز الثاني على مستوى المحافظة .
غير ذلك فهي دائماً تنصحني وتبين لي الخطأ من الصواب ، وقد توبخني قليلاً ولكن لا بأس فهذا من أجل مصلحتي .
أمي منظمة في أمورها و حياتها كالنحلة في خليتها ، كلما دخلت لمكان أضاءته بنورها البراق والمشع و ملأته بهجة وفرحة وسرور .
تحب الناس وتوقرهم وتحترمهم وتزورهم وتسأل عنهم بإستمرار ، والناس يبادلونها الاحترام عينه .
تنجز عملها كمعلمة في المدرسة بكل اتقان و جودة عالية ، لطيفة حنونة تعطف على الصغير وتربت على رأس اليتيم لتنال أجر ومثوبة من الله عز وجل .
وقد سبق بسبب رقة تعاملها و حسن اخلاقها أن جذبت إحدى البوظيات للدخول في الإسلام .
متدينة تعرف الله حق معرفة وتوافيه حقه و أحسبها ولا أزكي على الله احداً .
تخشى دوماً من غضب الله جل وعلا ومن عذاب النار ، محافظة على صلواتها ، مداومة على قراءة الأذكار ، مجتهدة في شتى العبادات .
تحدثني دوماً في أمور الدين وعن قصص الرسول صلى الله عليه وسلم و أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين .
تنصح الآخرين بكل يسر و سهولة ولا تغضب منهم إلا عندما تنتهك حرمات الله تعالى .
ففي إحدى المرات قد سبت إحدى المسيحيات و لعنت في الدين الإسلامي .
فأغضب هذا أمي كثيراً لدرجة أن وجهها احمر من الغضب .
عندما تبتسم تملأ قلبي سروراً لامثيل له ولِمَ لا ؟! فهي أمي نور حياتي ، فحياتي من دونها ظلام دامس لا مضئ له .
صوتها عذب كنهر الفرات ، صوتها يفتن المسامع لرقته و عذوبته .
ماهرة في أعمال المنزل وليسما المطبخ ، تعمل على راحتي ليل نهار ، و تسهر حين مرضي ، تخاف علي وتجزع غن اصابني أي أذى أو مكروه .
لا أدري ما أقول عنها اكثر من هذا ؟ فمهما قلت لن أوافيها حقها ابداً !!
فالكلمات تعجز عن وصفها وعن مدحها ، كل ما أستطيع فعله هو دعائي لها بأن يطول الله في عمرها على طاعته جل وعلا ، و أن يحفظها لي من كل شر و أذى ، وأن يجعلني بارة بها في كل وقت .
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته