عرض مشاركة واحدة
  #78  
قديم 01-27-2015, 10:47 AM
 













































مدخل


~

ظاهِرَة التَّشْفير




(1)





الحزن الذي غمرها كان واضحًا من وضوح ذاك السائل الشفاف الذي احرقت سخونته تلك، جانب خدها..

حاولت أن تقاوم بعد أن رأت أن تلك المرأة قد ابصرت

تساقط تلك القطرات -التي لا تحب لأحد رؤيتها فهي تكشف الضعف- على الدائرة المقعرة التي كانت بين يديها..

تلك الدائرة حوت السائل اللزج، راحت تَطحن الحبوب التي احتواها ذاك المزيج اللزج... بحزن!





فك الشيفرة: فتاة تبكي أثناء تناولها الحساء!!





(2)




مساءً راحت تلك الكرات العملاقة المزخرفة اللامعة، ترتفع بالناس عاليًا وتهبط، وصلت إلى مسامعها ضحكات بعض المستمتعين مختلطة بصرخات البعض الآخر الذين بدأوا بالصراخ...

نظرت إليهم بشحوب وخوف فلم يسبق لها وأن أتت إلى هذا المكان المليء بالآلات، ولا يبدو لها الأمر ممتعًا كما كل الناس هنا يستمتعون!

أرادت الهرب من ذاك المكان فهي هنا غريبة!





فك الشيفرة: فتاة أخرى وسط مدينة الألعاب!!






انتشرت في قصص وروايات القسم هذه الطريقة في السرد التي أطلقت عليها اسم (التَّشْفير)!

فكما في الأمثلة التي قدمتها، يبدو الكاتب هنا هذه الأيام وكأنه (يُشفر رسالة هامة لا يريد لعدوه أن يقع على ما فيها من معلومات)!

يسرد وكأنه لا يريد لك ولباقي قرائه أن تفهموا ما جاء في مشاهد روايته!

لم أعرف السبب... أظن بأن البعض يعده براعة ما، وربما آخرون يعتقدون أنفسهم متميزين!

دعني أقل شيئًا بالنيابة عن جميع القراء المساكين أمثالي خير8،

إذا أردت أيها الراوي أن تسرد عن تناول بطلك الطعام فأخبرنا ولا داعي للتشفير واللف والدوران الذان يصيبانني شخصيًا بالصداع! خير1
أراهن بأن المولع منكم بفك الألغاز فقط من تمكن من فهم ما يدور حوله المشهدان السابقان، وأما البقية فلم يستوعبوا...


تلك يا أحبتي أسوأ خيبة أمل يمكن للراوي أن يقع فيها، ما مغزى ما تكتبه إن كان مبهمًا مشفرًا لا يستوعبه أحد... إن لم أفهم من سردك بأن بطلك يقرأ مثلًا... فكيف بالله عليك قد أفهم الحكاية والصراع والحبكة -_-2....

رسالة يائسة... أوقفوا التشفير!!



ودعونا نبدأ موضوعنا وحيلتنا لهذا اليوم..." class="inlineimg" />








×

×

×






مرحبًا رفاقي، اعتذر على التأخير،


لكن ها أنا ذا مع حيلة جديدة عن (حركة الشخصيات) وأثرها في الرواية!


لننطلق مع الأمثلة..















كان الرجل الذي يقود الموكب طويلًا مليئًا بالثقة واللياقة،


بحيث أوحى للناظر بأنه يملك رشاقة الفهد.


أشرقت عيناه الزرقاوتان بالفضول وهو يتأمل الأسرى.


كان الرجل الواثق يرتدي سروالًا أسود، وقميصًا أزرق حريريًا بلون عينيه،


راقب بصمت، ونظرات متعجرفة.. فيما استجوب حُراسه الأسرى.


أحد السجناء كان مستثارًا بحيث بصق في وجه مستجوبه...


هم الحارس بصب غضبه عليه، فأوقفه ذلك القائد آمرًا:


"ليس الآن سانتياغو!"























كان الرجل الذي يقود الموكب طويلًا مليئًا بالثقة واللياقة،


بحيث أوحى للناظر بأنه يملك رشاقة الفهد.


أشرقت عيناه الزرقاوتان بالفضول وهو يتأمل الأسرى،


وارتفع أنفه الارستقراطي كما لو أنه يبحث عن رائحة ما.


كان الرجل الواثق يرتدي سروالًا أسود، وقميصًا أزرق حريريًا بلون عينيه،


راقب بصمت، وبنظرات متعجرفة.. فيما استجوب حُراسه الأسرى.


أحد السجناء كان مستثارًا بحيث بصق في وجه مستجوبه...


فقام القائد –الذي شعر أن الحارس قد تعرض لإهانة كافية ليقدم على فعل وحشي- برفع يده بخفة في إشارة لمنع الهجمة، وتلألأت ساعة روليكس ذهبية في معصمه..


قال آمرًا:


"ليس الآن سانتياغو!"
















"ليس بعد، لكن الكوارث ستحدث إذا لم يتغير مسار الأمور!"


شعر الرئيس الأشيب ببداية صداع في رأسه، فيما يتابع:


"ألديكِ فكرة عن معنى ذلك؟ أتعلمين كم من الأشخاص سيموتون؟"


ذهلت لصراحته، ولصدقه المفاجئ معها... فلم تحرى جوابًا.


شعرت بأنه قال كل ما لديه، وأنه ينتظر ردها الآن، فقالت:


"سأفعل كل ما أستطيع، سيكون هدفي القضاء عليه... حتى وإن كان.. وإن كان..."
"زوجك؟... أجل، فعدونا كان ومازال زوجك!"
قالها بعذوبة ساخرة.



اضطربت وكررت مؤكدة، وبصوت حازم هذه المرة:


"سأفعلها... فلدي من هم أغلى منه لأحميهم!"


نهض الرئيس قائلًا:


"صَوّبي نحو هدف أعلى إذا ما عجزتِ عن ذلك!"


"ماذا تعني؟ كيف أصوب إلى هدف أعلى؟"
أجاب بذات الأريحية:



"صَوّبي إلي أنا... إن لم ترغبي بمواجهة عواقب اخفاقك!"


وهمس تحذيره الأخير قبل أن ينصرف:


"تذكري ذلك فقط... لا تريدين مواجهتي!"


وانغلق الباب وراءه بعدها...













"ليس بعد، لكن الكوارث ستحدث إذا لم يتغير مسار الأمور!"


مسد الرئيس منطقة ما فوق حاجبه الأيسر الشائب باصبعيه،


وهي المنطقة نفسها التي أحس فيها بصداع، ثم أضاف:


"ألديكِ فكرة عن معنى ذلك؟ أتعلمين كم من الأشخاص سيموتون؟"


ذهلت لصراحته، ولصدقه المفاجئ معها... فلم تحرى جوابًا.


بحركة هادئة مناقضة لمضمون جلستهما،


سكب الرئيس الشاي لكليهما، وملأ كوبه بالقشدة والسكر، ثم حرك الملعقة في كوبه لمدة طويلة وهو يتفحصها بإمعان.


شعرت بأنه قال كل ما لديه، وأنه ينتظر ردها الآن.


"سأفعل كل ما أستطيع، سيكون هدفي القضاء عليه... حتى وإن كان.. وإن كان..."
"زوجك؟... أجل، فعدونا كان ومازال زوجك!"
قالها بعذوبة، ثم التقط قطعة بسكويت من الطبق أمامه،



وغمسها في فنجان الشاي خاصته، ليتناولها بأريحية.


أما هي فقد جعلتها تلك الحقيقة العصيبة تضطرب حتى ارتجفت أصابعها..


أراقت جزءًا من الشاي، فأسرعت تضع فنجانها جانبًا..


كررت مؤكدة، وبصوت حازم هذه المرة:


"سأفعلها... فلدي من هم أغلى منه لأحميهم!"


نهض الرئيس بعد أن مسح شفتيه بمنديل، وقال لها:


"صوبي نحو هدف أعلى إذا ما عجزتِ عن ذلك!"


"ماذا تعني؟ كيف أصوب إلى هدف أعلى؟"
أجاب بذات الأريحية:



"صوبي إلي أنا... إن لم ترغبي بمواجهة عواقب إخفاقك!"


رمى المنديل، ثم تناول كتابه من المنضدة.


لم تكن تراقبه خلال توجهه نحو الباب،


ولذلك أجفلت عندما همس في أذنها:


"تذكري ذلك فقط... لا تريدين مواجهتي!"


وانغلق الباب وراءه بعدها...






×


×


×





بقراءة الأمثلة السابقة أمكنكم استيعاب لب حيلتنا لهذا اليوم كما آمل.


رأيتم الحركة الجسدية... ومدى فائدتها خاصة في الحوار.


وصف الحركة الجسدية في الموقف المناسب قد يكون أحد أكثر الطرق تعزيزًا للشخصيات!


فكل إيماءة تقوم بها شخصيتك تعبر عنها،


حركات الجسد قد تخبرك عن الشخصية أهي عصبية، لطيفة، قاسية، وحشية، جبانة... الخ


وإذا ما أضفت تلك اللمسة لسردك تصبح لديك حياة في النص...


وبالتالي رواية أكثر تشويقًا!








تطبيق من العالم الروائي هذه المرة





×


×









"هل تعلمين كيف تتخلصين من أفكار صغيرة مشوشة تَنْتَثر حولك هنا وهناك دون أسباب منطقية؟!"


شد انتباهها مرة أخرى لتنظر إليه برجاء واضح..


تبسم لها ثم رفع كفيه في الهواء، وأخذ يحركهما وكأنه يلتقط فراشات طائرة حوله ويقول:


"تلتقطينها من عقلك هكذا وهكذا، ثم تَلُمّينها مع بعضها البعض كـكرة صغيرة بين راحتيك."


وفعل بيديه كما يقول بالضبط، وكأنه يلامس كرة بين راحتيه، ليضيف بصوت أجش وهو يحدق في عينيها المتابعتين بدهشة:


"وبعد أن تتأكدي من محاصرتها تمامًا، ترمين تلك الكرة وبكل قوتك، بعيدًا جدًا.."


ورمى كرته الوهمية وهي تحدق بإندهاش متزايد، ليفرد راحتيه الخاليتين ويقول بإبتسامة جذابة:


"وهكذا... يصبح عقلك كــراحَتَيّ يديّ هاتين دون تشوش... دون تخبط... دون ارتباك..."


ذابت ابتسامته ليضيف بنظرات لامعة:


"هذه هي الكرة التي يجب أن ترميها لا أفكارك المميزة..."






×


×


×




تلك كانت حيلتنا لهذا اليوم، آمل بأنكم وجدتموها سهلة ومفيدة..


بانتظار آرائكم، وتعليقاتكم، أو اقتراحاتكم...


وتذكروا يا رفاقي... لا للتشفير!!




































__________________




افتَقِدُني
music4

رد مع اقتباس