مضى أسبوعين للتجهيزات لذلك اليوم كانت مادي قد أعدت قالب حلوى تود إهدائه للشاب الذي أحببته غادرت المنزل باكرا ذاهبة للمدرسة هناك التقت به لينظر إليها و يقول لها: ما الأمر؟
نظرت إليه بابتسامتها الخجولة و هي تقول: أردت أن أخبرك بأمر مهم
قال لها: ما هو؟
قالت: أنا....هلا خرجت في موعد معي؟
لم تستطع أن تنظر إليه مباشرة فهي محرجة و خجولة لتسمع صوت ضحكه الساخر منها ليتوقف العالم من حولها نظرت إليه و هي متألمة للغاية لم تتوقع يوما بأنه سيقوم برفضها ليقول لها: يبدو أنك جننت أنا أخرج برفقة فتاة مثلك؟ لا لا هذه أروع نكتة سمعتها حتى الآن فقط لا تضحكيني أنا لن أخرج برفقة فتاة مثلك في أي مكان
تحطمت كل أحلامها الوردية و الجميلة لقد زاد ذلك الشرخ في قلبها تدافعت دموعها قبل أن تدرك ذلك لترمي ذلك الكيس عليه و تغادر مسرعة من هناك حتى لا يرى دموعها حينما ابتعدت كفاية جلست بهدوء على تلك المقاعد في الحديقة القريبة من المدرسة و تبكي بشدة جميع من أحبتهم انتهى أمرها بكرههم لا تعرف ما السبب وراء كره الجميع لها في المنزل كان الجميع يستعد للذهاب للاحتفال بينما رين يبحث عن مادي في كل مكان لم يجدها ليعتقد بأنها ذهبت للمدرسة لكنه لم يجدها هناك أيضا كان عائدا للمنزل ليتنبه لوجود شخص ما في تلك الحديقة يشبه مادي توقف هناك لينزل من السيارة و يذهب لذلك الشخص ليتفاجأ برؤية تلك الدموع على وجنتيها المحمرتين ليقول لها: ما الأمر آنستي؟ لم كل هذا البكاء؟
نظرت إليه مادي بهدوء ثم تعود بناظريها للأرض ليجلس أمامها و يرفع رأسها ويقوم بمسح دموعها و يقول لها: لا تبكي هكذا فهذا يؤذي النظر و القلب حقا فتاة جميلة مثلك لا ينبغي عليها البكاء هكذا
ابتسم لها بلطف شديد رأت مادي في عينيه حنانا و حبا لم ترهما من قبل وضع سبابته بهدوء على جبينها و يقول لها: سوف يكون لديك العديد من التجاعيد هنا إن استمريت بالبكاء هكذا
ابتسمت بهدوء ليبادلها الابتسام نهض ليمد يده لتمسكها و تذهب معه للسيارة أخذها للمنزل لتبدل ثيابها و ترتدي بنطالا أسودا و بلوزة بيضاء ذهبت لذلك الاحتفال فقط من أجل جدتها انتهى الاحتفال بعد منتصف الليل لينام الجميع عدا مادي التي كانت في شرفتها تنظر للنجوم بحزن شديد في الصباح بعد شهرين كانت مادي في الحديقة تراقب الأزهار و هي جالسة بقربها أتاها ابن عمها ذاك ليقول لها: مادي علينا التحدث
قالت مادي: فيم نتحدث بعد؟
قال الشاب: لقد سمعت بأنك لا تريدين الزواج بي
قالت مادي: و أنت تدرك ذلك منذ البداية صحيح؟
قال الشاب: أجل لكن قولها بهذه الطريقة مزعج للغاية
قالت مادي بمرح : إنها أكثر طريقة مهذبة أعرفها
قال الشاب بانزعاج: تبا لك خيرا بأنك فعلت ذلك هذا يعني أنني لن أتعب نفسي بالقدوم لرؤيتك مجددا
قالت مادي: أجل هذا صحيح فقط غادر من هنا فأنت تزعج أزهاري
انزعج الشاب منها و غادر نظرت مادي للأزهار بحزن و قالت في نفسها: لقد اضطررت لفعل ذلك مجددا لا أحد يود أن يحدثني و لا أن يعرفني فلماذا أتعب نفسي؟
سمعت صوت خطوات شخص ما على العشب التفتت لترى رين المبتسم لها ليقول: صباح الخير
قالت مادي: صباح الخير
قال رين: ماذا تفعلين هنا؟
قالت مادي: أرعى أزهاري كما ترى
قال رين: لكنني أرى أنك تبدين عاجزة أكثر مما ترعين أزهارك آنسة جورياس
قالت مادي بارتباك محاولة إخفاء الأمر: الأمر ليس كذلك أبدا
قال رين: بلى إنه كذلك فقدماك ترتعشان و كذلك يديك لذلك لا أظن بأنك ترعين أزهارك أبدا
قالت مادي: فقط دعني وحدي أحاول أن أهتم بهن الآن
لم يستمع رين لطلبها ذاك ليأخذها لغرفتها وضعها على السرير لينظر لقدمها و يقول لها: يبدو أنك أجبرت نفسك على السير كثيرا لهذا تورمت أصابعك
قالت مادي: هذا غير صحيح
ابتسم لها بلطف ليذهب و يحضر لها بعض الأدوية و هو يقول في نفسه: إنها عنيدة للغاية لكنها بالرغم ذلك لطيفة جدا
ابتسم بمرح عاد لغرفتها ليفاجئ من رؤيتها بتلك الوضعية على الأرض و هي تبدو فاقدة وعيها اقترب منها بسرعة ليقول لها: هل أنت بخير آنستي؟
تفقد نبضها ليجده بطيء للغاية و كذلك تنفسها اتصل على الإسعاف من فوره ليأتوا و يأخذوها للمشفى بعد وقت قصير تحسن وضعها ليقول له الطبيب: أنت طبيبها الخاص صحيح؟
قال رين: أجل أنا كذلك
قال الطبيب: إذا أنت تعلم بحالتها الصحية جيدا و أنها تسوء من سيء لأسوأ صحيح؟
قال رين: أجل أدرك ذلك
قال الطبيب: و الآن هي في حالة حرجة جدا بسبب السم الذي وجدناه في بعض أجهزتها الداخلية
استغرب رين من كلامه ذاك ليقول الطبيب: سوف تبقى تحت الإشراف الطبي لثلاثة أيام ثم سأرى ما سيحدث
قال رين: حسنا و أنا سأرى ما سبب هذا التسمم المريب
غادر رين ليعود للمنزل و يخبرهم بأمر مادي لم يظهر أي منهم اهتماما بالأمر عدا جديها اللذين ذهبا لزيارتها مباشرة بينما قام رين بالبحث عن سبب التسمم ثم تذكر أنها كانت تقوم بإعداد وجباتها بنفسها في الآوانة الأخيرة ليذهب للمطبخ و يبحث عن أي شيء ليسأل الطباخ الرئيسي ليقول: كانت الآنسة تعد وجباتها بنفسها و كانت تحمل دائما معها حقيبة ورقية فيها مجموعة من التوابل لكن كان يوجد شيء غريب أبيض اللون أظنه سائل أيضا تحمله دائما معها في تلك الحقيبة
قال رين: و هل تعرف أين تلك الحقيبة؟
قال الطباخ: أجل أعرف أين هو سأحضره لك
فتح أحد الأدراج القريبة منه ليخرج له تلك الحقيبة و يعطيه إياه شكره رين على ذلك ليأخذه و يقوم بتحليله في معمل ما ليجده سما خطيرا للغاية دهش حقا لاستعمال مادي شيئا كهذا ذهب لزيارتها في المشفى بعد ذلك ليجدها تحدث جديها بمرح شديد ابتسم لتلك الشخصية التي لا تظهر سوى أمام جديها طرق الباب ثم دخل لتنظر إليه بهدوء ثم تبعد عينيها عنه ليقول الجد: حسنا عزيزتي اهتمي بنفسك نحن سوف نغادر الآن
قالت مادي: سوف أفعل جدي
قالت الجدة: رين اهتم بها رجاء
قال رين: سأفعل سيدتي
انحنى لهما ليغادرا بعد ذلك جلس بقربها و قال لها: كيف تشعرين الآن؟
قالت مادي: أنا في أسوأ حال الآن
قال رين: هل هذا لأن خطتك لم تنجح؟
نظرت مادي متعجبة من معرفته بالأمر ليقول لها: لماذا قمت بذلك آنستي؟ أكنت حقا تودين الانتحار؟
قالت مادي: هذا الأمر لا يعينك البتة
قال رين: ماذا تقصدين بأنه لا يعنينني؟ إنه يعنينني بالتأكيد أن تفعل مريضتي لا أن تحاول الفتاة التي أحبها أن تنتحر لأجل لا شيء يفقدني صوابي حقا
قالت مادي: توقف عن تكرار هذا الهراء فقد سئمت منه
قال رين: إنه ليس كذلك أبدا فأنا أحبك حقا مادي و لن أرضى بفعلك ذلك ألم تفكري أبدا بما قد سيحل بالأشخاص الذي يهتمون لأجلك؟ سوف يحزنون كثيرا لذلك لا تفكري بالقيام بشيء كهذا مجددا أهذا واضح؟
قالت مادي: توقف عن قول مثل هذه الأشياء لي فأنا أعلم تماما بأن لا أحد يحبني أو يهتم بي لذا توقف عن قول هذا لي فأنا حقا قد سئمت حياتي سئمتها لا أريد أن أحيا أكثر من هذا
صمت رين و هو حزين لسماعه ذلك منها و دموعها تلك لم تسمح له بقول أي شيء فقط قام باحتضانها بشدة فهي بنظره كانت بحاجة لذلك لم تمنعه من ذلك فهي حقا بحاجة لشخص واحد فقط بجوارها بعد فترة ابتعد عنها لينظر إليها و يمسح دموعها بلطف شديد و يقول: لا تحزني مادي سأكون بجانبك دائما لذا لا تحزني و لا تحاولي فعل شيء كهذا مجددا فأنا حقا سأشعر بالحزن الشديد لو لم أستطع البقاء بقربك و ربما قد أفكر بقتل نفسي أيضا
ابتسم لها بلطف شديد لتبادله الابتسامة تحدثا قليلا حتى نامت مادي ليبقى بجوارها تحسنت صحتها خلال تلك الأيام الثلاث