عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 01-30-2015, 07:04 AM
 
.




















.






البارت السابع


" اِبِتِسَاَمَةْ تُخَفَيِ خَلَفَهَاْ أَلَكَثَيِرَ مَنْ اَلَاَلَمْ "



أومأت ايجاباً لتعيد كلآرا إليه لكن قبل رحيلها ذهبت لتغسل وجهها وتأكدت من انه ليس محمراً بسبب بكائها ، وسرعان ما عادت إلى موقع عملها لتجد لورا وسيدرك يقفون خارجاً ينتظرونها بفارق الصبر ، سارت أليهم بخطواتً بطيئة خجلاً من ركضها بذلك الشكل دون أن تنطق بشيء ، حتى وإن تحدثت ما لذي ستقوله ؟ ، همهمت لنفسها بأن كل شيءً سيكون بخير ، حاولت قدر الامكان الذهاب اليهم بخطواتً واثقه لعلها تخفف من نفسها المطربة وبث الراحة في قلوبهم حتى وأن كان شيءً يسيراً ، توقفت أمامهما لتتحدث قبل أن يسألها أحدهما عن ما حدث:


_ أعدت كلآرا إلى المنزل ليعتني بها السيد ألفريد كي تستفيق وحقاً فعلت ..


ثم تبسمت لتبت الراحة في قلوبها ، تقدمت منها لورا لتمسك بيدها قائله :


_ لا تعلمين كم أخفتنا عليكِ ، لا تعيديها مجدداً مفهوم ! ..


همهمت بالموافقة ليشير سيدرك بيده إلى الداخل قاصداً بذلك أكامل عملهم ، تنهدت براحه فلم تعلم حقاً كيف خدعتها بتلك الكلمات أو تلك الابتسامة ، عادت إلى عملها ليسير كل شيءً على خير ما يرام ، نظرت إلى ساعت هاتفها بعد أن أنتها وقت العمل ، غيرت ملابسها لتودع سيدرك الذي احتضنها بقوه قائلاً بهدوء :


_ اعتني بنفسكِ اتفقنا ؟ ..


ابتعدت عنه وقالت بشيءً من الضيق :


_ حسناً وأنت ايضاً ..


أومأ أيجاباً لتذهب نحو لورا تاركتاً اياه خلفها ، لم يعجبها تصرفه هذا لتتنهد بهدوءً قائلتاً في نفسها :


_ اخاً يا راسي لما تضيقت من تصرفه هذا ..


توقفت أمام لورا لتمد يدها قائله :


_ لورا سأرحل الان اراكي لاحقاً ، و اريد القول حقيقتاً أنا سعيدة بالتعرف عليكِ ..


نظرت إلى يديها لتمسكها بقوه ساحبتاً اياها لتحتضنها قائله :


_ صديقتين صحيح ، هن يحتضنن بعض ولا يسلمن على بعضهن بالأيادي يا بلهاء ..


قهقهت بسعادة لتبادلها الاحتضان ، تركتا بعض لتشير كلاً منهما إلى الاخرى ، ومن بعدها ذهبت إيلين إلى الخارج قائله :


_ ما بهما يحبان الاحتضان هكذا ! ..


سارت إلى موقف الحافلات لتجلس واضعتاً حقيبتها بجوارها ، طقطقت بقدمها في الارض لتصدر نقماً منتظماً جميلاً بعض الشيء ، توقف رجلاً بجوارها لتنظر إليه متبسمه وتجاهلته من بعدها لتنظر إلى جدول الحافلات قاصدتاً معرفة وقت وصول اخر حافله ، استغل ذلك الرجل غفلتها ليمسك بالحقيبة راكضاً عنها بسرعة ، نظرت إليه بشيءً من الغرابة لتنظر إلى موقع حقيبتها ، ليست موجوده ، ركضت بعده بسرعة قائله :


_ سيدي توقف من فضلك ، سيدي ارجوك توقف .. توقف ..


لم يستجب لندائها ليسرع من ركضه حين علم بانها تلحقه ، توقفت محاولتاً التنفس جيداً فالركض اربع مرتاً في اليوم مرهقاً جداً ، انحنت ممسكتاً ركبتيها لتتنفس بسرعة هامستاً لنفسها بـِ اساً ونفسها متقطع :


_ كيف .. سأعود .. إلى .. ألمنزل الان !!.. كل نقودي .. في .. الحقيبة ..


تمالكت نفسها لتتنهد بقوة والغضب يتملكها :


_ تباً لك من رجلاً حقير ..


قلتها لتسير نحو الموقف ، فكرت قليلاً في العودة إلى محل عملها لكنها استطردت تلك الفكرة فلا تريد اتعاب سيد مرتاً أخرى معها ، اتخذت قرارها بان تعود إلى المنزل سيراً على الاقدام رغم أن السير في الحافلة يستغرق ثلاث ساعات فكيف بالسير على الاقدام لربما يوماً كامل ، أمسكت براسها لتسير بخطواتً سريعة بعض الشيء ، ابتعدت مسافتاً ليست ببسيطة عن موقع العمل ، شيءً فشيء تشعر بان الطريق يصبح فارقاً بعض الشيء ، ومرت أكثر من ساعة على سيرها ليتسلل الخوف إلى قلبها فالطريق اصبح شبه فارقاً فلا يمر منه الا السيارة فقط ، نظرت إلى ساعت معصمها صحيحاً بانها ترتديها للزينه الا انها تنفعها بهذا اليوم المشؤوم ، لتجد بان الوقت الان في تمام منتصف الليل ، شهقت برعب حين شعرت بحركة خلفها لتسير بسرعة دون أن تنظر إلى الخلف فسمعت اصواتاً كثيره وغريبه وفقط صوتين كانا واضحين من بين الأغلبية ..


_ شاركينا الشراب من فضلك ..


_ ايتها الجميلة توقفي لنتسلى ..


ازدادت ضربات قلبها لتشعر بان جسدها كله يهتز مع ضرباته ، لم تنتظر شيءً لتركض بسرعة تعلم بانها لن تنجوا فالمنزل ليس بقريب البته و تعرف بانهم ليسوا اثنان أو اقل بل هم أكثر لربما من عشره فطريقة سيرهم مختلفة وغير متزنة ، صرخ ثلاث منهم بقوة قائلين :


_ أمسكوا بها ..


_ لا تدعوها تذهب ايها الرجال ..


_ أسرعوا اسرعوا لا تتركوها ..


لم تعد تتحمل شيءً البته ، لما يحصل معها كل ذلك اليوم فقط ! ، أصبحت تكره نفسها بشده ، لضعفها لكل ما يحصل معها ، تعثرت حين دهست حجرتاً مدببة لتجرح في يدها اليمنى وركبتها ، حاولت الوقوف بسرعة فامسكها أحدهم من كتفها ورماها في الارض الإسمنتية الصلبة لتصاب بخدش صغيراً في جبينها ، صرخت بغضب قائله :


_ اتركني تباً لك ، دعني وشأني ..


لم يستجب لندائها وامسك كلتا يديها إلى الخلف كي لا تتحرك ، آتا شخصاً اخر وامسكها من شعرها ليشده بقوة حتى يوقفها لتتأوه بألم ، توقفوا جميعهم أمامها ليصرخ أحدهم قائلاً :


_ شباب هنالك غابتاً بجوارنا لنرمي جثتها فيها ..


وأشار إلى الجانب الاخر من الطريق وحقاً كانت مخيفه مظلمه ، زمت شفتيها بخوف ليدفعها الشخص الموجود خلفها لتقاومه صارختاً بقوة :


_ دعني ، أتركوني ..


لم يستجب أحدهم لها ليشد الاخر من شعرها لتصرخ بألم ، بكت بصمت لتتمتم بداخلها داعيتاً بان لا يمسها سواء ، وقع الشخص الموجود خلفها عليها ليترك يديها وفي تلك اللحظة تركها من كان يسمك شعرها حتى لا يقع معهما ، تحركت بسرعة راكلتاً اياه بعيداً عنها لتتدحرج يمينن بسرعة لن تدعهم يمسكوها هذه المرة ، رفعوا صديقهم الواقع ارضاً ليركضوا جميعاً مرتاً واحده خلفها ، وقفت حين سمحت لها الفرصة وركضت بسرعة ، قلبها يؤلمها بشدة لا تريد العيش بعد اليوم أن مسها سواء سحبت كلامها تفضل الموت على يد احد الاشباح على أن يمسكها احد هؤلاء الرجال ، وضعت يدها على قلبها لتسرع قليلاً لكنها لم تعد تستطيع السير بعد ذلك ، وقعت ارضاً قائله بصوتاً كبيراً مترجية :


_ ألكس ..


وشهقت ببكاء لتنقطع أنوار الشارع بسرعة ، وضعت يديها على عينيها لتكمل بكائها بخوف ، هل وصل أم هل أنقطع التيار الكهربائي ؟! ، هذا ما فكرت به فافي كلا الحالتين ستنجو فالظلام حالك فقط أن حاولت لكن قدميها لا تستجيبان لها! ، سمعت صراخاً حاد خلفها لتبعد يدها عن عينيها بسرعة ناظرتاً إلى الخلف ، لا ترا شيء الظلام حالك ما لذي يحدث ؟ ، استمر الصراخ ليتوقف تدريجياً ، لم يكن القمر موجوداً لترا ما حدث لكنها متأكدة بانها رات تلك العينين المحمرتين ، التقت نظراتهما ليتقدم إليها بهدوء وتوقف أمامها ، جلس القرفصاء لتبكي براحه فهيا بأمان الان ، احتضنها بقوة ليقول بهمس :


_ ستكونين بأمامناً الان لن تبتعدي عن عيني بعد اليوم ..


أومأت ايجاباً لتبادله الاحتضان مكملتاً بكائها، ستكون بأمن هذا ما كانت تهدئ نفسها به ..


/


ركب سيارته ليسير بها عائداً إلى منزله ، أنتها دوامه لليوم و ككل يوم ، لكن اليوم كان به شيءً ممتعاً بشدة وهوا تعرفه على فتاتاً جميله سرعان ما احبها لكنه لم يعترف لنفسها بذلك لربما بسبب عدم تأكده من مشاعره بعد ! ، توقف في المرائب ليركن سيارته بالموقف الخاص بها قاصداً بذلك اكمال ما تبقى إلى المنزل سيراً فالحديقة كبيرتاً بعض الشيء ولكنها جميله ومن المريح السير فيها لتغيير الجو بعض الشيء كان فيها بابين رئيسيين اولهم كبير وخاصاً بالسيارات والاخر صغير يخص الزوار ، وكلاً منهما يمتد إلى طريقاً مختلف الكبير إلى مرائب السيارات والصغير مباشرتاً إلى المنزل ، وبكلا الجانبين يوجد الكثير من الحشائش المقصوصة بعنايه وبينها الكثير من الأزهار المنتشرة هنا وهنالك وبالكثير من الانواع المختلفة الجميلة ، وتنتهي كلها لذا الكثير من الاشجار قبيل الحائط الفاصل بين المنزل والشارع ، تنفس براحه ليغير طريقه إلى الباب الخلفي حتى يزيد المسافة قليلاً فلأمر جميل ، شعر باهتزاز شديد في جيبه ليخرج هاتفه نسي تماماً بانهُ وضعه على الوضع الهزاز لينظر إلى المتصل والذي لم يكن سواء والدته ، أغفل الخط فهو أمام الباب ثم فتحه بسرعة ليسير إلى غرفة المعيشة ، جدها جالسة بمفردها أمام النافدة تمسك بين يديها كاس مشروب وترتدي فستاناً بنفسجي الون يصل إلى قدميها بدون أكمام ولا توجد فيه الكثير من الزخارف ، تنهد بملل فكا العادة تشرب حتى تفقد الوعي ليأتي والده ويصرخ عليها ويحدث شجاراً بين الاثنين وينتهي بنوم كلاً منهما بغرفةً مختلفة، لن يسير اليوم على خير حتى و أن سار فستكون تلك معجزتاً عالميه كبرا ، توجه إليها بهدوء لتنظر إليه وتتحدث من بعدها قائله :


_ لما تأخرت اليوم ؟ ..


نظر لها هو الاخر بنظرات بارده ليجيب :


_ أنني أعمل ، لهذا لا تسألي مرتاً أخرى ..


وتركها خلفه غير أبهاً بمناداتها له ، صعد إلى غرفته واغفال الباب ليتوقف أمام خزانته مفكراً قليلاً ، فتح بابها لينظر إلى ما فيها من ملابس مريحه رغم كثرت الملابس الرسمية فيها الا انها تحتوي على القليل من ملابس النوم ، تنهد ليأخذ أحدها ويضعها على سريره ومن ثم توجه إلى الحمام ليأخذ حماماً دافئ مزيح ذلك الحمل الثقيل عن كاهله أو لربما لعله يخففه أن شعر بالدفء قليلاً ، مرت بضع دقائق ليخرج بعدها واضعاً منشفتاً حول خصره والاخرى على عنقه ، تنهد مرتاً أخرى ليسمع صوت موسيقى هادئة من هاتفه فعلم فوراً من انها رساله بريديه ، سئل نفسه قائلاً :


_ الوقت متأخر ومن هذا المتفرق ليراسلني الان ! ..


تجاهلها قليلاً ليرتدي ملابسه ويجفف شعره ومن بعدها اخد هاتفه ليرى تلك الرسالة والذي لم تكن من احد الا من الشركة المصنعة تحثه على وجود مسابقه عملتها لمشتركيها ، لم ينتظر طويلاً حتى حذفها من هاتفه فأخد بعض الملفات الموجودة على مكتبه ليطلع عليها ويرى بان بعضها يحتاج إلى المراجعة في وقتاً لاحق ففتح حاسوبه ليرسلها إلى سكرتيرته حتى تتطلع عليها وتخبره بالمستجدات بعد رؤيتها ، أغفله بعد أن أنتها ليذهب إلى وسط غرفته حيث يوجد سريره المزدوج وتمدد عليه بعشوائية ، نظر إلى العلية ذو اللون الابيض والذي تتوسطها ثريا كبيره متشكلة بالشكال غريبه وجميله في ألان نفسه ، نقل نظرة إلى جدران غرفته ذي اللون الاسود فالحائط لأول الموجود في أعلا راسه يوجد به الباب الذي آتا منه والذي بجواره من اليمين يوجد به الباب الاخر الخاص بالحمام وفيه طاولته الموضوع عليها العديد من الكتب والملفات الخاصة بالعمل ، ثم الذي يليه يوجد به نافده كبيره مطله على الجزاء الخلفي من المنزل وعليها خزانته الكبيرة واخر حائط هوا الذي يستند عليه سريره وطاولتين صغيرتين من جانبي السرير الاولى عليها مصباح والاخرى عليها المنبه الخاص به ، وأمام السرير وباب الحمام توجد ثلاث ارائك تتوسطهم طاوله زجاجيه دائريه الشكل وبأسفلها سجاداً أسود واخر شيء البلاط ذو اللون الابيض ، تململ من النظر إلى غرفته ليقرر التفكير بشيءً اخر وهوا والديه وحالهم الذي لم يتغير منذ أن بلغ سن الثالثة عشره ، جلس باستقامة ليتمتم بنفسه قائلاً :


_ بالحديث عنهما لم تكن هنالك مشاكل منذ أن كنت صغيراً فما الذي حدث ! ، أن الامر مريباً بعض الشيء ..


أنها جملته لينطرق الباب بوقاع منتظم وتوقف من بعدها فعرف حينها بانها لوسي أبتسم ليقول بهدوء :


_ تفضلي ..


أطلت براسها ليبتعد شعرها الاشقر عن ظهرها متدلياً إلى جانب وجهها الابيض المستدير لتنظر


له بسعادة بعينيها الخضراء قائله :


_ قلت تفضلي وليس تفضل ، وهذا الشيء يعني بانك عرفت من الطارق قبل أن ترى وجهه ، صحيح ! ..


أبتسم ليوما براسها قائلاً :


_ نعم تماماً ، وهل ستجلسين على الباب هكذا ! ..


تقدمت بجسدها النحيف القصير بعض الشيء لتقول ببلاهة :


_ لا لن أجلس هنالك معلقه به ، ولما لم تنم إلى الان ؟ ..


_ هذا السؤال موجهاً لكِ ..


قالها بسرعة لتنفخ خديها فها قد أمسكها متلبسه ، تنهدت لتقول :


_ لم أستطع النوم ، وكل هذا بسبب والدتي ..


تغيرت تعابير وجهها ليظهر عليها الحزن فرفع سيد يده مشيراً لها بأن تتقدم لتفعل و تجلس بجواره ، أمسك خديها وشدهما باتجاهين مختلفين قائلاً :


_ ألم أقل لكِ بأن هذا الشيء يحصل دائماً ولن يتغير الا بمعجزه ! ، أذاً لما هذا الحزن أيتها البلهاء ؟ ..


أغمضت عينيها بألم لتفقد السيطرة على دموعها وتبكي بهدوء ، تفجى من رد فعلها ليترك خديها بسرعة قائلاً :


_ ما الامر ! ..


أخفت عينيها لتتحدث بصوتاً مبحوح :


_ لما لا يتوقفان ! ، أنهما يزعجانني بأفعالهم هذه ، لينفصلا ويريحانني من كل هذا الصراخ والشجار الدائم ..


صدم بعض الشيء من حديثها فكيف لفتاة تبلغ من العمر ال 14سنة توافق على انفصال والديها ، مسح دموعها بيده ليقول بخبث :


_ لوسي تبكي أمامي اليوم ، وهذا أكبر ذليلاً من أنها اكبر بكائه في العالم ..


ضن من أن حزنها سيخف الا انهُ زاد من بكائها ليقف قائلاً :


_ لا يهم على أي حال جهزي نفسكِ بسرعة ، سنخرج للتنزه ، رغم أن الوقت متأخر جداً ..


نظرت ليه لتتحدث من بين شهقاتها :


_ لا أريد ، أريد النوم معك اليوم ..


ضحك بخفه ليقول :


_ لوسي ترفض الخروج ، معجزتين حصلتا اليوم ، يجب علي تدوينه لاستقل الفرصة لاحقاً ..


قهقهت بدورها لتذهب إلى الحمام وتغسل وجهها بسرعة ، بينما سيد استغل الفرصة ليرتب السرير فلقد كن غير منضم من جلوسهما بعشوائيةً عليه ، جففت وجهها لتاتي وترمي بنفسها بالجزء الايمن من السرير ليشعر سيدرك بالبلاهة فلقد رتبه منذ بضع ثواناُ وها هي ذي تعيد تجعيده ، تجاهل الامر هذه المرة ليتمدد بجوارها قائلاً :


_ هل اقراء لكِ قصه ! ..


رتبت وضعيتها لتنظر إلى عينيه قائله :


_ نعم ..


أبتسم ليبدا بأحد القصص الطفولية الذي حفاضها لأجلها ليشعر كلاً منهما بشيءً من الراحة ..


/


تفقدت أبنتها لتجد بانها نائمه بعمق وهذا جيد يكفيها كل ذلك الصراخ فلم تعلم ما الذي كانت تريده بالتحديد ، قبلتها على خدها الايمن بهدوء لتسير ببطء فهيا إلى الان لم تستطع التخلص من ألم قدمها ، ذهبت إلى مكتب ألفريد لتطرق الباب مره مرتين ولم يستجب لها ، تعجبت قليلاً لتعاود طرق الباب فهيا لا تريد الدخول دون أن يسمح لها هوا بذلك ، لم تجد أي استجابة فقرارة الاطمئنان عليه من خلف الباب ، فتحت شيءً يسيراً منه لتطل براسها ورات بانه نائماً فوق كومت الاوراق والملفات المرماة بعشوائية ، حتى أن النور مسلطاً على وجهه وهوا يضع نظراته الطبية على عينيه ، ما الذي كان يفعله ! ، تمتمت بذلك في نفسها لتسير إليه فقلبها أألمها من روايته ينام بتلك الطريقة السيئة حتى انه لم يغير ملابسه إلى الان، طبطبت على كتفه ليتحرك قليلاً لكنه لم يستفق ، تنهدت قليلاً لتاتي بأحد الأغطية ، وضعته عليه وابعدت النظارة من على وجهه لتطفئ النور وتذكرت بانها لم تجلب وسادتاً لتخفف من الالم الذي ستسببه الطاولة لخده ، فعادت ادراجها لتجلب واحده ومن ثم وضعتها أسفل راسه مبعدةً تلك الاوراق بسرعة من أسفلها ، نظرت لها رغم أن الظلام يعم الغرفة الا أن هنالك ضوء يأتي من الباب والذي كان مفتوحاً فلم تقفله ، استرقت النظر لها لتجد بانهُ يبحث عن طبيباً ممتازاً للعظام ، شعرت بالفرح والحزن معاً فها هو ذي يبدل جهده ليعالجها لكنه لن يسامحها على فعلتها تلك ، لما لا يفعل وهو يحبها بشده ! ، رتبت الورق بهدوء لترحل بعدها عائدتاً إلى غرفت نومهما ، فتحت الباب لتقفله بعد دخولها مستندتاً عليه ، تنهدت بضيق وحزن لتقول له وكأنها تراه واقفاً أمامها لا نائماً بمكتبه :


_ أنا حقاً أسفه لم أقصد الكذب عليك ، أنا آسفة ..


أكملت جملتها لتركض الدموع من مقلتيها فلقد كانت أسيرة عينيها تريد التحرر منها وها هيا ذي تجد مبتغاها ، مسحتها بسرعة لتخرج دفتراً متوسط الحجم من الدرج الموجود بجوار السرير الخاص بها ، تنهدت حين أخرجته لتفتح الدفتر من المنتصف وظهرت لها كومتاً من الصور القديمة ومن بينهما صوره صغيره لطفلين توأم لم يولدا بعد ، شعرت بالألم يعتصر قلبها لتحتضنها وتبكي من بعدها لم تستطع منع شهقاتها من الخروج لكنها أيضاً لم تمنعها ..


_ لما ! ، لما لم اخبره ؟! ..


ضلت ترددها من بين شهقاتها فلم يكن الامر بين يديها ، لا تريد تبرير الامر له فان كان يحبها حقاً لكان نسي الامر ، فتح الباب بهدوء لتمسك نفسها حتى لا تظهر حزنها لكنها لم تستطع أبعاد عينيها عنه ، ألم يكن نائماً ! ، تمتمت بذلك في دخلها ليتقدم هوا أليها ويجلس بجوارها ، أخبت الصورة في الدفتر ليسرقه هو من بين يديها ليرى الصور الموجودة فيه ، شعر بشيءً من الصدمة فهنالك أيضاً تقارير عن مرض السرطان بدمائها ، نظر لها ليقول بحزم :


_ لم تخبريني بهذا أيضاً ، لما ؟!..


نظرت إلى الارض فلا تعلم حقاً كيف ستتحدث فالطبيب اخبره بانها اجهضت طفليه التوأم ولكنه لم يخبره بمرضها لأنها هيا أيضاً لم تقل له السبب الرئيسي ، أمسكها من كتفيها ليعيد سؤاله :


_ لماذا ؟! ..


صرخت به قائله بألم :


_ لم أرد أخبارك حتى لا تتعب نفسك بالبحث عن شيءً لأجلي ، صحيحاً لم أرد الذهاب إلى المشفى لأعالج قدمي لكن لدافعي هذا فهنالك سبب ، انظر إلى نفسك تنام وأنت تبحث دائماً عن أفضل الاطباء لتعالجني ، لا أريد أن اتعبك أكثر من ذلك فسأرحل بهدوء ولم أرد لك أن تعلم ..


شيءً فشيء كانت نبرت صوتها تقل وتصبح أكثر ألماً بينما الأخر لم يبعد عينيه عنها يعلم تماماً مدا حبها له لكنه لم يتوقع ألبته بانها سوف تخبي كل ذلك الحزن والالم عنه ، وهو الذي ضن بانها اجهضت طفليه دون علمه لأنها لم تعد تحبه ولا تريده ، كل ذلك فقط لأنها راته يتعب نفسه لأجلها وابنتهما ، ضلت تبكي بهدوء ليربت هو على كتفيها ويحتضنها من بعدها قائلاً :


_ آسف ، أنا حقاً آسف ..


شعرت بان هنالك بصيص نوراً صغير من الامل ينير قلبها حين سمعت كلماته لكنها لم تتحدث أردت السكوت فقط لا تريد قول شيء تعلم بانها لن تستطيع الصمود طويلاً أمام عينيه أن حدقت به وهيا تتحدث ففضلت الصمت دون النطق بشيء فقط تريد منه البقاء بجوارها حتى نهايتها حتى تموت وبرفتها احد وليس الموت وحيده..


/


نظر إلى هاتفه وهوا يهمهم لحن أغنية ما يعلم تماماً لما لم يمس النوم جفنيه ويعلم أيضاً بانه أن لم ينم ألان فلن ينام لاحقاً ، جلس بانتظام ليمسك جهاز الحاسوب الخاص به حتى يرى اخبر الفن فعلى أي حال هو يعمل صحفي ولن يدوم عمله طويلاً فلا يستطيع الركض هكذا خلف الفنانين حتى يجد شيءً صغيراً عنها ، تمتم بشيءً لنفسه غير مفهوماً ليشد على قبضته ويقف من بعدها قاصداً الخروج من المنزل ، رأى اخته الكبيرة تجلس أمام التلفاز وتشاهد فيلم رعب قديماً بعض الشيء ، نظر إلى ساعة الغرفة ليجد بانها في تمام الثالثة فجراً ليتقدم أليها بهدوء منتقماً للأيام الخوالي ..


_ لن تستطيع تخويفي آرثر ..


تسمر في مكانه فلا يعلم كيف كشفت أمره فلم يصدر أي صوتاً وهوا يسير نحوها ، تنهد بياس ليجلس بجوارها سارقاً الفوشار من بين يديها قائلاً بهدوء :


_ تباً لكِ ، كيف علمتِ بوجودي !! ..


نظرت له فتصرفه هذا يدل على وجود شيءً يضايقه لتقول بهدوء هيا الاخرى :


_ سمعتك تهبط الدرج ناهيك عن صفقك القوي للباب فهال تتوقع عدم معرفتي لوجودك خلفي !..


قهقه بهدوء فهيا شديدة السمع كعادتها ، نظر إلى الفيلم لتمسك خده الايسر قائله :


_ ما بك ؟! ..


_ إيلين ..


حاولت فهم مقصده لتقول بتعجب :


_ هاه !! ، إيلين من ؟! ..


أبعد يدها واستند على ظهر الأريكة ذات القماش الجلدي ، شعر بالحزن لكن سرعان ما اتخذ قراره بحزم ، قال بهدوء :


_ فتاة ، أنها فتاة أحببتها لكن سرعان ما سأنسأ امرها !..


نظرت له من راسه إلى اغمص قدمه لترا بان ملابسه لم تتغير أيضاً ، ألم ينم ؟! ، همهمت بذلك بنفسها لتقول له بشيءً من الحزم :


_ أبله ، أن كانت لا تحبك فتجاهلها ليس أكثر أو أقل ..


شعر بان كلمها فيه شيءً من الحقيقة ليهمهم موافقاً على فكرتها سيتجاهلها من اليوم وصاعداً لكن قبل ذلك سوف يقول لها أخر شيءً خطر على باله ، أخر شيءً تمنى قوله لها ..


/


استيقظت في الساعة الرابعة فجراً لتستحم بسرعة فكا العادة يجب عليها طهو الطعام وتجهيز نفسها لتذهب إلى المشفى قاصدتاً زيارة والدها المريض ، شعرت بالسعادة فوالدها حقاً يتحسن يوماً بعد يوم وبتكرار زيارتها له واخد الطعام الصحي المناسب له يزيد اصراره وحزمه اكثر للشفاء ، انتهت من عمل كل شيءً تماماً لتتأكد من مظهرها قبل أن تخرج من المنزل ، توقفت أمام المرآه ونظرت إلى ملابسها المكونة من بنطال أسود طويل وبلوزه ذات الون الرمادي وشعرها المربوط إلى الخلف على شكل ديل الحصان ، تمتمت لنفسها بالرضى لترتدي معطفها البني وحدائها ذو الكعب ثم اخدت الطعام بين يديها واخر شيء مفتاح سيارتها ، الوقت شبه متأخر للجميع أو شبه مبكر وهيا لا تثق بسائقي هذه الايام ، ذهبت بسرعة إلى المشفى لتطرق باب غرفته قبل أن تدخل بسرعه وجدته يجلس على سريرة المتحرك أمام النافدة ويمسك بصحيفة اليوم قاصداً اللعب بما فيها وملابسه هيا نفسها ملابس المشفى ، كان يملك شعراً أبيض تماماً وحين استدار ظهرت عينيه الزرقاء ليبتسم لها بحنو ، رفعت يديها لتظهر له ما تمسكه وقالت بمرح :


_ طعامك المفضل سيدي ..


أشار بيده لها قاصدا بذلك تقدم لورا إلى الامام فعلت تماماً ما طلبه لتجلس أمامه فتحدث هوا من فوره :


_ ألم تتوقفي عن القدوم بهذا الوقت يا آنسه !..


رفعت حاجبيها ذلالتاً على موافقتها لحديثه فمهما كان لن تتأخر عن القدوم اليه حتى أن كانت مجرد دقيقه ، فهيا لا تملك أحداً غيره هوا والدها الوحيد ومن تحتاجه وليس والدتها تلك الذي تركتها منذ طفولتها ، رتبت الطعام على الطاولة الصغيرة المتحركة لتقول بدورها :


_ والذي العزيز لن اكف عن القدوم أليك البته ، لهذا السبب ثق باني سأكون بجوارك طوال الوقت ..


نظر لها بسعادة فهيا ليست كوالدتها تبحث عن مصلحتها حتى وان رمت نفسها في التهلكة ، وهيا لن تتركه ابنته الوحيدة والدي ربها واحبها ، لكنهوا يخاف نعم يخاف من أن مرضه لربما سيورث لها ، لا يرد التفكير بالأمر ، ابنته تصب بمثل هذا المرض ، لن يستطيع حقاً العيش ، أعاد نظره لها ليقول :


_ سأجرب طعامكِ الان وسأقيمكِ من عشره ، أن كان تحسن أو تغير أو لم يحدث به أي شيء ..


أومأت أيجاباً فهيا حقاً لا يمكنها العيش دونه ، فهوا يعني لها الحياة بمعنى أوضح ..



تم :>









كيفكم يا شعب الروايات


ترا ها البارت متعوب عليك ، رجيت مخي رجوج حتى اعمل ماسي للكل دون التمييز ، لها السبب ابي رايكم بكل شيء بشكل عام


لا توجد اسئله لليوم أو لنقل لا اريد منكم اجوبه ، فقط أريد منكم أن تصفولي كل شيء تريدوه واريد اراكم بشكلاً حقيقي


أتمنى لكم قرائه ممتعه


فتبعونا هنا في القرية الحمراء .. شبح الظلآم


سلآم ~








__________________
_