بعد ثلاث أيام في الصباح كان رين يبدو مستاء قليلا لتقول له والدته: عليك أن تبدي تعابير أكثر حيوية من هذه رين
قال رين: كما تشائين يا أمي
سار مغادرا المنزل و هو لا يريد فعل ذلك فعلا لكنه تم إجباره فهو لن يستطيع إكمال بحثه و لم يتزوج الفتاة التي تريدها والدته وصل لذلك المقهى ليذهب للغرفة التي تم حجزها لهما انتظر هناك و هو مشغول الفكر بشيء آخر بل بشخص آخر تماما دخلت الفتاة لينهض و يقول لها: صباح الخير آنسة وريس
قالت الفتاة: صباح الخير
جلست بعجرفة كبيرة على الكرسي المقابل له كان الجو في بداية صامتا ثم بدأت الفتاة الحديث قائلة: يبدو أنهم رفعوك كثيرا فوق المتوقع فقد توقعت شخصا آخر تماما لكن لا بأس بك أيضا
قال رين: إذا يا آنسة سمعت أنك تدرسين في الجامعة فما هو تخصصك؟
قالت الفتاة: أنا أدرس المحاماة تبقى لي ستة أشهر و أتخرج
قال رين: هكذا إذا
قالت الفتاة: و أنت طبيب كما سمعت صحيح؟
قال رين: أجل أنا طبيب
قالت الفتاة: لكنك تبدو أصغر من أن تدخل هذا المجال فما السبب؟
قال رين: لأنني أردت دائما أن أساعد الآخرين و المرضى منهم
قالت الفتاة: تقصد شفقة عليهم أتفهم ذلك لكن هذا لا يجدي في بعض الأحيان فهناك أشخاص مثيرون للشفقة أكثر من ذلك
قال رين: أنا لم أقصد ذلك
تحدثا في موضوع آخر أبديا انسجاما جيدا فيه حتى فتح الباب فجأة لينظر كلاهما في اتجاه الباب كان رين مستغربا من وجود ذلك الشخص في هذا المكان و في هذا الوقت كان ذلك الشخص مادي التي كانت تلتقط أنفاسها و وجهها قد احمر من شدة البرد و ربما الإحراج و ربما الغضب أيضا كان من الصعب جدا لها أن تقف خاصة بعد كل هذا السير الذي قامت به لتقول: لقد أخبرتني بأنك تحبني بأنك تريد البقاء جانبي لكنك ستذهب لتتزوج من فتاة أخرى؟! لقد عرفت منذ البداية بأنه يجب ألا أثق بكلماتك تلك عرفت أنها مجرد آمال و وعود كاذبة أنت مثل الجميع تشفقون عليّ لأنني مريضة و قد لا يبقى حياة لأعيش لأجلها لقد عرفت ذلك دائما لكن أن تفعل هذا بي أمر قاسي أمر قاسي للغاية لقد كنت الشخص الوحيد المقرب لي لقد كنت الشخص الوحيد الذي أنظر إليه لم يكن لديّ أي شخص غيرك بالرغم من كل هذا لقد كذبت عليّ كنت أحاول ألا أصدق ما سمعته لكنني لم أستطع لم أستطع فعل ذلك لقد كان صعبا للغاية لأنني....أحبك
تلك الكلمات خرجت من قلبها الذي حاولت إخفاؤه عن الجميع كانت تلك الكلمات تخرج من قلبها و دموعها من عينيها لقد كانت متألمة للغاية و حزينة جدا فهي كانت تفعل ما بوسعها حتى الآن لأجله هو لا تريد أن يتحمل عبئها نهض رين من كرسيه بتلك الابتسامة اللطيفة التي لطالما أعطاها إياها اقترب منها ليمسك وجنتيها الباردتين المحمرتين للغاية ليجعلها تنظر إليه بعينيها الدامعتين اتسعت تلك الابتسامة ليقوم من بعدها بتقبيلها و يقول لها: و أنا أيضا أحبك مادي
شعرت مادي بسعادة عارمة تغمرها من رأسها لأخمص قدميها ساعدها على النهوض ليقوم بحملها و يخرجا من هناك أخذها لسيارته مضى وقتهما معا هادئا حتى وصلا للمكان الذي أخذها رين إليه ساعدها على الخروج كانا يجلسان بهدوء بقرب بعضهما حتى قال رين: أنا سعيد حقا للغاية لأنك أتيت كل هذه المسافة لأجلي مادي
قالت مادي بإحراج: لا تبالغ في الأمر
ابتسم لها بلطف شديد أمسك بيديها ليقوم بتدفئتهما فقد كانتا باردتين للغاية ليقول لها: جيد أنك ما زلت بخير مادي لقد كنت قلقا للغاية عليك أنا حقا سعيد لأنك بخير....دعيني أخذك لمنزلنا فالجو بارد للغاية بالخارج
قالت مادي: لا داعي لذلك فعمي يعيش هنا و أنا سأذهب للبقاء عنده
قال رين: هكذا إذا حسنا دعيني أوصلك لهناك
أوصلها لمنزل عمها رحب بها و بقدومها و كذلك زوجته و أبنائه غادر رين بعد أن قام بإيصالها ليقول لها عمها: سعيد لأنك أتيت للبقاء عندنا مادي
قالت مادي: و أنا أيضا سعيدة لذلك عمي
قالت زوجته: أظنك متعبة من السفر لذا ارتاحي قليلا
قالت مادي: شكرا لك
أرشدتها للغرفة التي تجهزت لها استلقت على السرير بهدوء لتنام أخذت تتذكر ما حدث هذا اليوم ليحمر وجهها من الخجل لكنها ابتسمت بسعادة ثم نامت بعد أسبوعين كانت مادي في حديقة المنزل تعتني بالأزهار حتى أتت زوجة عمها لتقول لها: عزيزتي مادي لدي خبر رائع لك
قال مادي: ما هو؟
قالت الزوجة: لقد تقدم لخطبتك شاب لطيف للغاية و وسيم أيضا
نظرت مادي إليها بقليل من الاستغراب و الدهشة و الصدمة لتقول لها: ماذا؟ تقدم لخطبتي شخص ما؟ متى حدث هذا؟
قالت الزوجة: قبل ساعتين تقريبا و هم بانتظار موافقتك
قالت مادي: ماذا؟ لماذا وافق عمي على شيء كهذا؟
قالت الزوجة: لماذا عزيزتي؟ ألا تريدين أن تتزوجي؟
قالت مادي: الأمر ليس كذلك أنا....فقط ....الأمر هو أنني....كيف أقول لك ما هو الأمر؟ حسنا
ضحكت الزوجة بمرح و قالت: لقد فهمت ما تريدين قوله عزيزتي....هناك شاب تحبينه صحيح؟
قالت مادي بخجل: أجل
قالت الزوجة: لا عليك عزيزتي إن كنت لا ترغبين بذلك فعمك لن يقوم بإجبارك على ذلك
قالت مادي: لكنني لن أستطيع إخباره بذلك أبدا فأنا بالكاد أخبرتك
ابتسمت لها بمرح شديد أخذتها لعمها ليقول: أهلا بك مادي لابد أن الأخبار السعيدة وصلتك
قالت مادي: أجل
قال العم: حسنا إن كنت لا تريدين ذلك فأنا لن أجبرك عليه أبدا عزيزتي
قالت مادي: الأمر فقط هو أنني.... لماذا قول هذا صعب للغاية؟
ضحكت عليها الزوجة بمرح و تقول: هناك شخص آخر بقلب مادي عزيزي
قال العم: حقا؟ هذا رائع للغاية أخبريني من هو؟
قالت مادي: اسمه رين كيفيان
نظرا لبعضهما باستغراب لتستغرب هي الأخرى ابتسما لها لاحقا بمرح شديد ليقول لها العم: إذا أعد هذه موافقة منك على خطبته لك
فهمت مادي الأمر ليبدأ وجهها بالاحمرار تدريجيا ابتسما لها بمرح شديد بعد ساعات قليلة أخبر عمها عائلة رين بأنها قد وافقت على ذلك و قد تمت حفلة الخطبة و حضرها عدد من الأشخاص و في يوم الزفاف الذي كان بعد الامتحانات الجامعية لذلك حضر كل من يوكي و لوسيان في غرفة العريس كانت مليئة بالضجة فقد كانوا يمرحون بوقتهم حتى قال لوسيان : إذا هذا ما كنت تخطط له منذ البداية أنت حقا شديد الدهاء
قال رين: الأمر لم يكن يحتاج للدهاء
قال يوكي: حقا لم يكن يحتاج لذلك لوسيان تملك مصطلحات سخيفة في بعض الأحيان
قال لوسيان: آه حقا؟....بالمناسبة لماذا قدمت لهنا؟ لقد اعتقدت بأنك ستحقد على رين لأنه أخذ حبيبتك
قال يوكي: من أخبرك بهذا؟ لماذا تستنتج أشياء خاطئة دائما؟
قال لوسيان: ماذا تقصد بكلامك هذا؟ ألست محقا؟
قال يوكي: لم تصب حتى خمس بالمئة من الإجابة....أنا و مادي صديقان مقربان جدا جدا هذا كل ما في الأمر
قال لوسيان: حسنا ربما كان هذا واردا أيضا
ضحكوا عليه بمرح شديد عند العروس كانت شديدة التوتر فهي موضوع الحفل كله كانت ترتدي ثوبا أبيضا منفوش من الأسفل أكمامه حول العنق مفتوح الظهر مسدلة شعرها على كتفيها مموج عرضي و وردة بيضاء قد زينت الطرف الأيسر من شعرها بشكل مائل و حذاء أبيض بكعب متوسط قالت زوجة عمها: لا تقلقي عزيزتي لن يقوم أي شخص بالتهامك ثم أنك تبدين جميلة للغاية
قالت مادي: لكن هذا لا يغير من الأمر شيئا عمتي
قالت ابنة عمها الكبرى: لا تقلقي سوف يكون كل شيء على ما يرام فهي ليلة و ستنتهي
قالت مادي: هذا سيزيد صعوبة الأمر
ابتسمت لها بمرح شديد استمتع الجميع بتلك الليلة و بارك الجميع للعروسين غادر الجميع نهاية الأمسية عدا لوسيان و يوكي اللذين كانا على وشك المغادرة قال عم مادي: لا مزيد من الزيارات المفاجئة بعد الآن و لا أيضا اتصالات بلا أي معنى فمادي الآن أصبحت فتاة مرتبطة لذالا تزعجاها كثيرا
قالا معا: حاضر عمي لن نفعل
قالت زوجته: أنتما لطيفان للغاية يبدو أن جميع أصدقاء مادي مرآة عنها
ابتسمت مادي بمرح ودعاها ليذهبا لمنزليهما الخاص بهما مضت شهور سعيدة عليهما كان رين قد أنهى تقريره و سلمه للجامعة ليتم دراستها و أصبح يعمل في مشفى عام بينما أصبحت مادي تعمل معلمة لأطفال حضانة قريبة منها كان الأطفال يحبونها كثيرا حتى ذلك اليوم بعد عام من زواجهما الذي خرجت مادي فيه من المشفى و هي تبدو سعيدة بعض الشيء عادت للمنزل بتلك الابتسامة على شفتيها جلست قليلا و هي تفكر قليلا لتقول في نفسها: لا أصدق ذلك حقا أنا سأصبح أما هذا أمر صعب التخيل حقا لكن لا أعتقد أن رين سيعجبه هذا فهو سيقلق عليّ كثيرا و ربما لن يوافق على الأمر برمته
تنهدت بهدوء لتقرر بألا تخبره بالأمر في المساء عاد رين بعد منتصف الليل ليرى مادي تجلس و هي تتصفح الانترنت ليقول: مساء الخير عزيزتي
ابتسمت له لتقول: أهلا بعودتك رين
قال لها: لماذا لم تنامي حتى الآن؟
قالت مادي: ما هذا السؤال الغريب؟
ابتسم لها بهدوء و عانقها ابتسمت له تناولا العشاء معا ثم ذهب كل منهما للنوم بعد ثلاثة أشهر في الصباح استيقظت مادي كعادتها مبكرة لتحضر الإفطار بابتسامتها المعتادة حتى أتى رين و قام بمعانقتها ليقول لها: صباح الخير عزيزتي
قالت مادي: صباح الخير رين
قال رين: تبدين سعيدة للغاية هذا اليوم ما السر يا ترى؟
قالت مادي: لا شيء مميز
قال رين: ماذا تقصدين لا شيء مميز؟ لابد أنه يوجد شيئا ما قد أسعدك لهذه الدرجة
ابتسمت مادي و قالت له: حقا لا يوجد شيء
ابتسم لها بمرح شديد رن هاتف المنزل ليذهب و يجيب رفع الخط ليقول: مرحبا
قال المتصل: أهلا رين كيف حالك؟ و كيف حال زوجتك؟
قال رين: بخير يا جون كيف حالك و كاميليا؟
قال جون: جميعنا بخير
قال رين: حمدا لله ما سر اتصالك المفاجئ؟
قال جون: كنا سنذهب في رحلة للشاطئ لذا ما رأيكما في مرافقتنا؟ فأنتما لم تحظيا حتى بإجازة لكما معا
قال رين: حسنا سأحدث مادي بالأمر ثم أرد عليك
قال جون: حسنا أوصل تحياتنا إليها
قال رين: إلى اللقاء
أغلق الخط ليرى مادي قد اهتمت بترتيب الطاولة و وضع الفطور عليها ليقول لها: لقد كنت أود أن أساعدك
ابتسمت له بمرح و قالت: ربما مرة قادمة
قال لها: لقد اتصل ابن عمي جون منذ قليل و قال أنه سيذهب في رحلة للشاطئ برفقة زوجته كاميليا و قام بدعوتنا أتودين الذهاب؟
قالت مادي: ماذا عنك؟ ألن يؤخرك ذاك عن عملك؟
قال رين: لن يضر لو أخذت إجازة ثم أننا يجب أن نرفه عن نفسنا قليلا
ابتسم لها بمرح شديد لتقول: حسنا إن لم تكن تمانع ذلك فلا بأس بالذهاب
ابتسم لها أنهيا فطورهما و أخبر جون أنهما وافقا ليحددا مكان الالتقاء في المطار تجهزا للذهاب وصلا لهناك ليرحب بهما جون و زوجته لتقول: أنا سعيدة لأنني التقيتكما أخيرا آسفة لأنني لم آتي لحفل زفافكما فقد كنت مسافرة لزيارة والدي
قال رين: لا عليك كاميليا
ابتسمت لهما بمرح لتسمك بيدي مادي و تقول لها: إذا أنت العروس الجميلة التي حصل عليها رين؟ لطيفة للغاية
ابتسمت مادي لها بمرح شديد صعدوا الطائرة حتى وصلوا لوجهتهم استراحوا قليلا ثم ذهبوا للشاطئ كان الجو دافئا و جميلا قالت كاميليا: خيرا أن المكان دافئ للغاية
قال رين: أجل فالبرودة قارسة جدافي مديتنا
قال جون: أتمنى أن يشعرك هذا بتحسن مادي فقد سمعت أن البرودة تزعجك للغاية
قالت مادي: شكرا لاهتمامك بي جون
ابتسم لها بمرح شديد استمتعوا قليلا بوقتهم على الشاطئ ثم استرخوا أمام أشعة الشمس التقطوا بعض الصور كان جون يتحدث كثيرا مع مادي التي كانت تحاول التقرب من رين انتهى اليوم ليذهبوا للردهة قالت كاميليا: دعونا نمرح غدا أكثر
قال جون: أجل سوف نمرح أكثر
كانوا سيصعدون المصعد لينظروا إلى مادي التي وقفت قليلا ليقول لهارين: ما الأمر مادي؟
قالت مادي بمرح: سوف أستعمل الدرج أحاول أن أمرن ساقيّ قليلا
قال رين: حسنا سوف أتي معك
قالت مادي: لا داعي لذلك رين
سارت مبتعدة عنهم استغرب رين ذلك ليصعد المصعد معهما و هم مستغربون من ذلك عند مادي التي كانت تنظر للدرج و هي تسير بهدوء و تقول في نفسها: هذا الشخص أنا لست مرتاحة إليه ثم أنني بدأت أشعر بالدوار قليلا
أمسكت بطرف الدرج لتسير ببطء وصلت للغرفة ليقول لها رين: لقد كان الدرج طويلا صحيح؟
ابتسم لها بمرح شديد لتقول: أجل لقد كان كذلك
جلست قليلا لتبدو شاردة قال رين: ما الأمر مادي؟ تتصرفين بغرابة هذا اليوم؟
قالت مادي: لا تقلق أنا بخير رين فقط متعبة قليلا
قال رين: يجدر بك أخذ قسط من الراحة
قبل جبينها لينام كلاهما