أُنظُر لي ، تعمّق في النظَرِ لتعسّيفكَ المضني فيّ
لا تُصبْ بالأرق ، لا تتّعب بعد ..
فلا يزالُ الليلُ في أوله ، تناولنيّ حيّا ..
أملأ المكانَ بأنينيّ ، وأشبِعْ رغبتّك بتقطِعيّ
أنا هُنا يا عزِيزيْ ، معكَ على الدوام ..
ألا تشعرُ بضحكّتي الشامِتَةِ على جُبْنِك ؟!
تفنَنْ ، أكمِل إرتجَافي و أضطَهِدني ،
بالسِياطِ علّم جسَديّ ، بالنار أوسمّهُ حتَى يذوب
زينّي بالعَار ، دعنّي أصرخُ في رحِمِ الليل منتشيًا ،
آه الألم .. كم لبثتُ متلذذًا بألمي ، أستقيهِ منكَ فوّارا
فاليمتّحِش جسدي بالحديدْ ، لتنكّل هذهِ الجثَة بعد موتِها
ألا ترىَ بسمتيّ ؟! وآهاتيّ اللتي أصدرها مشتهيًا .. ألمك ؟!
أُبقر هذه الأمعاءَ و دع ما فيها متدلّيًا ، لِتُصّب هذه الروح المشَوهةَ بالإذلالْ !
إمتِداخُكَ هذا يُرضينيّ ، سلخُكَ لجِلدي يُعمِيني ..
إشرَب دمائيّ كالوحوشْ ، إحقن شراييني بالسُمِ الذؤاف
الموتُ الأسودْ ، الحلمُ الذي أبتغيهِ مطولًا ،
متاهةٌ هو عذابُكَ و قمطريرٌ لهي مغاراتُ ضحكاتِكْ
المزيد ، آتِني بالمزِيد و أضرِم فيّ النار !
إحرقنّي حيًا .. دعنّي أُعانقُ اللهيب ..
تذوبُ الأعضاء .. تحترقُ الأجزاءُ ببطئ
هذهِ هي جنّهم ، أوه عِزْرائِيل , قابِض الأواح
هلّا أطلتَ هذا العذاب ؟! كربٌ عزيزٌ لهو عليّ
سكرةُ موتي هلّا طالتْ ! فالتقوضْ دعائِم عقليّ
إمحق وجًودي ببطء و شوّه معالِمي
فما زِدتني إلا خّبّالا .. أذقّنِي صديد أهلِ النارْ
دعني أتنشّق خالصِ كبريتِ سقَر
شيعّني على الأوتادِ و أغّرِس الخوازِيقَ داخِليّ
أُصقُلنيّ بالسيوفِ .. ثم تذّكر ضحكاتيّ
بين لهيبِ النِيرانِ المتأجِجَة !
وارِني تحَت التُرابْ
إنقًلني للجانبِ الآخر عبر نهرِ ليثِي
عبّر الضبابْ ، على ركودِ الميَاه
ألبسنِي رداء الإحمرارْ ، إصبغّهً بدمائِي
و جمّل شفاهِي بالرماد .. دعها تَتَحولُ للسوَادْ
إهمِس في أذنّي بعبَاراتْ :
أنَا المَوت ، سأُطيلً عذَابكَ ما دًمتُ حيّا !
لأنّ هذا هو أنَا ، راغبٌ للعذابِ مُستلِّذٌ بالضَياعْ