عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-20-2015, 04:47 PM
 




_وهكذَا أدركتِ الأمر .. بغتَة ودجنةُ الليلِ تضمحِل مع نورِ غداةٍ أخرى ،
آنَ وقتُ بوحِ حقيقةٍ بـ ذاتها ! أَثنَاءَ تكدسِ سماءٍ نقيةٍ بـ سوادِ قلوب ..
صحوة بـ أنينٍ أبكمَ الأفواه عن الأكاذيب .. يستجلبُ معه إجحافًا بَهي ~
ألايت .. وُلدتِ لهذا اليوم ، أن تهوري وإحساسٌ بـ الضعضعةِ يجاوركِ.
أن تترنحِي بينَ غياهبِ الظَلَامِ بـ قلبٍ يكادُ يتحطمُ بـ شهوةٍ سفاحة ..
لـ حقيقةِ من فاتكِ أزمانـًا طِوال ! ولستِ من هذا سـ تتمكنينَ من الفرار.
إنها لـ حقيقةٌ آثمة. لـ واقعٌ بحت. يومًا وحدكِ وسطَ معركةٍ سرمديَة!

أرتوشَ لـ ألايت ~



الفصِل الـأوَل : { وَفي لحظةِ هدوء أعلنتْ لـ نَفسي العِصيان وَخضَع القلبُ لهُ متمرداً. }

_ديتـروي فينـآسآ ..
أحدُ أَعضَاءِ مجلسِ الأجنحة الثمانيةَ عشر ، ومسؤولٌ عن حمايةِ أفآنتُ هيّم من السقوط.
بـ صفتِي عذراءَ السماء ، أُحنيكَ عن مسؤوليتك .. أطردكَ من المجلس ، وأُسقطكَ من السماء !

صمتٌ إستولى على من تجمعَ يومها ، أَمَامَ بوابةِ نهايةِ أفآنتُ هيّم .. والمذنبُ وحيدًا مقابلَ جنسِه ،
خصلهُ بيضاءُ ناصعه شديدةُ النقاء أخفت معالمهُ فلم تتضح .. صرخة كُتمت سريعًا حينما وقع ديتـروي ،
وكم كانت صدمة ، وهو من عُرِفَ بـ عَدَمِ شعورهِ بالآلم من أقصى الجروح ! دونَ قدرةٍ على التنفس ..
هاج جناحيهِ الأبيضانِ نقاءً مميزًا .. فيما تلمعُ عروقهَا بألوانَ مختلفة قبل ان تختفي وديتـروي يكافح ،
لإبقاءِ ذاته قويًا رَغمَ سقوطهِ أرضًا ، أَمَامَهُ بـ خطواتٍ معدودة وقفَت لوليـتَآ ونظرةٌ كـ الثلجِ تملكت مقلتيها !
وخلفها بينَ الجموع استمرت دموع آجنِس دون توقفٍ تهبط ! يحتضنُها جآرييـل بكلِ قوتهِ وبفزعٍ يرقبُ صديقه ،
عادت لوليـتآ تتحدثُ .. وقد اختفى البرودُ الذي تملكهَا مسبقًا ، آلمٌ أحاطَ بنظرتها وقد كانت المتجمدة :
_ما زِلتُ لـ خطيئتكَ غَيرَ مصدقة ، ديتـروي ! ولو ان هذا قانونٌ وجبَ عليّ تنفيذه لـ..

صدمتها كانت ضخمة و بـ قدرتهِ كانت تُدرك .. يَقِفُ على قدميهِ وجناحاهُ بعد بياضهما لأسودٍ يتبدلان ،
أعطاها ظهرهُ متكئًا بيده على بوابةِ أفآنتُ هيّم الذهبية والضخمة .. يتمايلُ دون توقف إِثرَ تشنجٍ أصابَ قدميه ،
يقولُ ونبرةٌ لم ترتجف يومًا وكذا اليوم لم تتغير ! لفتاةٍ أودى بقلبها دون علمهِ كما الكثيراتِ غيرها :
_قولكِ لهذه الكلماتُ أَثنَاءَ مغادرتيّ ، آنستي. لَستِ قوية كما عهدتكِ وللتهاونِ في أقسى اللحظات !
بركنِ فمٍ تبسمَ ديتـروي وطرفُ مقلتهِ تنقلت في مكانٍ عاشهُ طويلًا وها هو يغادرُ كـ مذنب ، يهمس :
_مهمتكِ بعد ذهابي لن تكون بـ سهلة ! بوابةُ أفآنتُ هيّم لا تَستَحِقُ حاميًا الا مَن للخيانةِ يكره.
خبثٌ تسللَ إليه غير قادرٍ على محوهِ وَهُوَ لطبيعتهِ الجديدةِ ينجرف ، احدى يديه ارتفعت لـ تخفي قسماتِه :
_من الشياطينِ قد أصبحت ! هل ما تزالينَ تجدينَ فيَ شخصًا للخطايا لا يمُس ؟
ودونَ ان يستمعَ لإجابة مِن مَن راقِبوا بـ دهشة سُحبَ للبوابة التي ترفضُ كل ما لغيرِ المقدسِ بالبقاء !
وخلالَ لحظةٍ وأخرى لم يدركها ديتـروي بـ طويلة ! فَتحَ مقلتيه وجسدهُ يتهادى من السمَاء.



لم يُغفى جفنيه .. رغمَ اصطدامهِ عنيفًا بالأرضٍ هو لم يغفي مقلتيه ، لم يتمكن من إخفاءِ جناحيه ،
وقد شعرَ بها تؤلمانهِ حدّ توقفهما عن الاستجابة إليه .. ومع انه الصباحَ في العالمِ الدنيوي ،
فـ ظلمةُ السمَاءِ كادت تجابهُ الليل في أقسى قتامتِه ، تختفي السَمَاءُ خلف غيومٍ غامقة هائجة ،
ترسلُ رياحًا عاصفة ، فـ تنقسمُ السَمَاءُ مرة وأخرى بالبرقِ بعد ان يزمجرَ الرَعدُ بـ هيبة مخيفة ..
لـ تتابعَ القطراتُ واحدة فـ غيرها .. تبللُ وجه ديتـروي من وجدَ الأجواء بغيضة كما إِعتَادها قبل أمد ،
لطالما وقع في إحنةِ وجودهِ في هذا العالمِ وبشرِه ، دون قواهُ كاملةً كما لو انها لا تحتمِلُ هبيةِ إتيانِه !
تنهيدةٌ تغلغلت من بَينِ شفتيه .. وابتسامة لم تُغير من تجمدِ نظرته ، هزُؤت بـ ضعفِ البشر المستديم.

جلس مدعيًا التشتت ، وقد استشعرَ بِالفِعلِ من يراقبهُ منذ سقوطه ! وانه أيًا كان ليس بـ بشري ،
من ناحيةٍ آخرى .. تعجبت إغرآسيـآ ، وقد وجدت فيه شخصًا مرهقًا ، مشتتًا .. لم تستشعر منه شيء !
فـ بدا أمرُ إرسالها هي 'الساحرة من المستوى الثاني' ضخمًا عليه ، او ان كونه ساقطًا يفوق الكثير ؟
اخرجت زفيرًا قررت على إثره ان تبدأ مهمتها في إبادته ، أدركت ذاتها فجأه بعد ان لمعت السماء ..
على الارض وأنفاسُها لا تُلتقط .. يقابلُها زوجٌ من العيونِ المتجمدة فـ تصلبت أطرافها فزعًا ،
الأَمطَارُ توقفت وهي ما كانت تهطلُ بغزارةٍ منذُ مدة ، بدت كما لو ان السمَاءَ بذاتها أصابها الخوف ،
عيونٌ باردة حمراء ، تلمعُ وسكونُ الليل يحاوطهُما ' ديتـروي يعتليهَا بـ طاقة سوداء وَجهَهَا إليها ،
تَخرجُ الشراراتُ حوله حالكة كما برقٌ اسود .. فيما يدهُ الأخرى تخنقها ، فشعرت ان نهايتها اقتربت ..
لم تتمكن من إغلاقِ مقلتيهَا الزرقاوتيّن ، عيناهُ منعتاها من التفكير ، أحست بأن قواها بلا وجود !
أدركها شعور ان ماضيًا يفوقُ قدرتها يحيطُ تلك المقلتين .. دمعتين اجتمعت عند طَرَفِ عينها اليمنى ،
تكادُ تسقطُ .. وكانَ ديتـروي مستمتعًا بـ ذلك ! لا يذكرُ آخر مرةٍ شعرَ بها بـ شيءٍ وقد خصّ المتعة بذلك ،
أيعقلُ ان طبيعتهُ الجديدة تخترقُ جدرانهُ بـ هَذِهِ السرعة .. او ان لذلك علاقةً بـ كرههِ للبشر ؟
رَغمَ انه إكتشفَ أمرَ كونها ساحرةً الا ان ربعَ دِمَاءِ البشرِ تحيطُ بها كـ قذارةٍ لا تُنفض !
ابتسامة ساخرة لم تغير شيئًا من جمودِ مقلتيه ، يُخفي طاقتهُ الحالكة ، ويتركُها لتتنفس :

_سـ تحتفظونَ بـ صفتكُم المُهانة حتى الفناءِ ، أيها البشر.
إبتعدَ عنها غَيرَ مهتمٍ بـ هلاكها وهي من وُكلَت بإبادته .. حدقَ بـ يَدِهِ التي استدعت قدرتهُ واخفتها ،
لم يتمكن من استدعاءِ أيٍ من أسلحته فـ استخدمَ قواهُ ولم تنهمِل ! تعكرَ مزاجهُ وتضاعف الجو ظلمه حوله ،
وزادَت الامر إغرآسيـآ .. تُتمتمُ بتعويذةٍ أبلغُ منها ديتـروي بها ، تَحمِلُ قوسًا مدت خيطهُ ناحيتها دون سهم !
تنفلقُ بينها وبين هدفِها ثلاثُ دوائرَ سحريةٍ .. فإلتفتَ يحملقَ بها دون ان يبدي ردةَ فعلٍ كانت هي تبحثُ عنها ،
كزّت على أسنانها حاقده وقد آثارت جملتهُ ضغينتها وهي من لـ المتكبرينَ على البشرِ تبغض ..
سحبت الخيطَ أكثر فـ تجلى سهمٌ يلمعُ بـ ضوءٍ رمادي تناسقَ مع قوسِها الأسود ، الدوائرُ بذا لَونِ سحرها ،
تركت السهمَ لـ ينطلقَ متخطيًا الدوائرَ السحرية فيتضاعفُ حجمه .. وعكسَ ما توقعت ، لم يتحرك إنشًا ،
وفوجئت .. حينما أَمسَكَ ديتـروي بـ السهمِ بيدهِ العارية دون ان يتزحزح .. تفارقت شفتيها وهي تتراجعُ حذرة :
_مـ..من أَنت ؟
_ابتعدي! لستُ بـ مزاجٍ يسمحُ لي بالعبثِ معك.
كان السهمُ الذي يخصُها ما يَزَالُ بين يديه .. اختفى بعد ان كان بعيدًا عنها ، يلوحُ امامها دون شيءٍ يفصلهم ،
اشارَ بالسهمِ لرقبتها ، وعادت مقلتيهِ لتقابلَ عينيها اللتين أغمضتهما سريعًا قبل ان تَشعُرَ بـ ذاكَ الشعورِ المخيف :
_قد اقتلكِ لأشعرَ بالراحة ، ايتهُا الحشرة.

سمعت صَوتَ تهشمِ سهمها .. ومن ثمَ خطواتهُ مبتعدة ، قدميها إرتجفتا فـ وقعت ، تدسُ فاهها خلف يدها ،
تمنعُ شهقةً من الخروجِ فـ يسمعهَا ، وقد شعرت بِهِ يفوقُ وجودها حتى ! لو انها ساحرةٌ كاملة .. أكانَ هذا ليحصل ؟!



لم تُصدق ذاتها وإعتقدت أَنهَا لـ للوساوسِ بدأت تُصاحب وقد تاقَت لمن يُعطيها هذا الشعورَ دومًا !
فستانُها أبيضُ لامسَ الارض وخصلُها شقراءُ طويلة جمعتها لـ تُزيّنَ كتفها .. ترتدي أغلى الحليّ والجواهر ،
أغفت مقلتيها تتحسسُه وحضرَها الإحباطُ شديدًا حينما لم يعاودها ذاكَ الشعورُ ثانية ،
فتحت بعد مدةٍ عَينَاهَا الخضراوتانِ اللتينِ إمتلأتا سحرًا لا يُفرغَ ، سِمةٌ إمتازَت سُلالَتُها بها !
إنتابتها رعشةُ برد ، أنبأها ان المطرَ لن ينتهي وانه سـ يعودُ خلال لحظات .. قررت الولوج ولم ترغب بذلك ،
شعورهَا بالوحدةِ هذه الأيامُ عميق! وقد سخِرت من ذاتها ان تحسَ بوجودهِ وهي لم تقابلهُ منذُ 500 عامٍ فـ أكثر !
زوجهَا لا يكادُ يبقى معها يوميّنِ حتى ينكفئُ للإنشغالِ بأمورِ البشرِ التي لن تهتمَ بها يومًا ، ولم تكنّ لـ تمانع ..
زيارةَ صديقٍ قَدِيمٍ لها ! تقدمت لـ سورِ الشرفةِ تتكئ بـ يداها عليه ولم تهتمَ بـ بلَلِهِ .. سُرعَانَ ما إنكفأ الأمر ،
عاد الإحساسُ مجددًا ، مقلتيها إتسعتا واهتزَ بؤبؤاها إثرَ من لم تُصدق ذَاتَهَا عند شعورِها به !
عادت لِلخَلفِ خطواتٍ وعيناها معلقتانِ عليه سُرعَانَ ما هرولت عائدة للداخل .. تَخرجُ من غرفتها متعجلة ،
لم تعبأ بندائاتِ خادمتها التي تفاجئت من خروجها فجأه ، او بـ نظرةِ والدةِ زوجها المتعجبة ..
سرعان ما أصبحت امام بَابٍ أدى للحديقةِ ضخمٌ دفعتهُ بكلتا كفيها .. لـ أنفاسها تكادُ لا تُلتقط ،
إرهاقًا من هرولتِها الطويلة .. كما ان سعادتها جعلت من دُمُوعِهَا تنهملُ دون ان تمنعها !

_أفيريـآ!
لم يكد يتحدثُ بـ كلمةٍ آخرى حتى قذفت ذاتها عليه تحتضنهُ بـ كُلِ شوقٍ امتلكتهُ إليه ! تُريحُ رأسها على كتفه :
_إنه أَنتَ حقًا ! ديتـروي.
ابتسامة لم تغير من جمود مقلتيهِ .. يضعُ يده على خُصلها يحملق بـ برودٍ لـ من خَلفَ الشابه من بشر :
_وانا من إعتقدتُ بـ ان الهوسَ أصابني! حينما شعرتُ بوجودكِ في هذا العالم.
ابتعدت عنه بعد فترة ، واحتلها شعورُ الحنينِ حينما وضعت رأسه بين يديها ، تحدقُ في عَينَيهِ بتركيز :
_إلهي! لم تتغير نظرتكَ ولو قليلًا.
مالَ بـ جذعهِ .. وابتسامتهُ لم تختفي كما لو انه يبادلُها السعادةَ بـ وجودِها ! أرخى رَأسَهُ على كَتِفِهَا ،
يتنهدُ مرهقًا قبل ان يهمسَ لها بما جلبَ لها الصدمة .. تتمسكُ بِهِ كما لو كانَ سـ يختفي مجددًا لأمدٍ طويل :
_لقد سقطتُ من السماء.
لم يتمكن من التماسك .. لم يتوقع بتاتًا ان قواهُ سـ تخورُ إِثرَ سقوطه ! حملقَ بـ عينينِ لا تكادانِ تنظران ،
نَاحِيَةَ البشرِ خَلفَ صديقتهِ من تابعوا بـ تعجبٍ واستغرابٍ ما يحصلُ بينهما .. يتابع التحدث بقوله :
_كانت 500 عامٍ فقط ! لما تعيشينَ مع البشرِ ؟ أفيريـآ.
ابتسامة حنونة احتلت شفتيها .. تبتعدُ عنه تتأملُ مقلتيهِ ، تلمست شَعرهُ بحنين وهبطت يدها لـ خده :
_قصة طويلة عزيزي !
وكما عادتُها هبطت دموعها مجددًا ! حساسه ولم يمانع .. عَكسَ عادتهِ في كرهِ أولئِكَ مرهفوا القلوب ،
كانت هي وحدها دونَ غيرها يرتاحُ لمعاملتهَا له كما الأطفال ولو لم تُدركهُ مشاعرُ السعادةِ منذُ زمن !

تَرَاجَعَت لِلخَلفِ دون ان تبتعدَ مقلتيها عنه .. تسحبهُ معها لداخلِ المنزل وقد تجاهلت نظراتِ والدةِ زوجها الحارقة ،
وبوضوحٍ كانت عيناها تلمعانِ بِذَاتِ لونها ، تحيطُ يديهِ بكفيها ولمعةٌ خضراءُ تحلقُ حولهما خصصتها لعلاجه ..
لم يتمكن ديتـروي من منعِ نفسه حينما مرّ بالبشرِ بأن يرمقهُم بـ احتقارٍ آثَارَ عصبيةِ المرأه سيدةُ المنزل ،
كانت أفيريـآ بالفعل قد التفتت تأمرُ احدى الخادماتِ بصنعِ شايٍ لها ولـ ضيفِها !



_إنني أحببتُ العَيشَ بلآ شعور! والتنفُس، لثوانٍ لآ غير ..~

ديتـروي.














التعديل الأخير تم بواسطة яαcυℓ яєgιиα∂ ; 02-21-2015 الساعة 05:54 AM