عرض مشاركة واحدة
  #44  
قديم 02-23-2015, 10:45 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






قرأت العنوان الجميل، وتبادر إلى ذهني معنى مختلف كليًا عن ذلك الذي وجدته بين سطورك...
ولعل مفاجأة القارئ تكون خطوة ذكية، لكن فقط إذا تم استغلالها بصورة صحيحة...




النَّقيِضْ! | أَنا وأَنْتْ مَزيجُ مِنْ الأسَودْ والأبيضَ!



سريعًا جدًا، وقبل أن أبدأ الحديث عن المعنى الذي استوحيته من عنوانك، أمر على بعض أخطاء التشكيل...



النَّقيِضْ : النَّقيضْ / أَنْتْ : أنتَ/ مزيجُ : مزيجٌ/ منْ : منَ/ الأبيضَ : الأبيضِ




نقيضان، ممتزجان، أبيض وأسود...
من قراءة العنوان، حسبتني سأرى بقعة رمادية حيادية حيث سيلتقي الإثنين.. لكن الغريب هو أن يمتزجا دون أن يغير أحدهما الآخر..




ليُزداد قلبي لك... ليَزداد
التشكيل في كثير من المواقع في غير محله، فكأن التشكيل في النص للزينة لا لإبراز الحركات!




أنا لطالما آمنت بهذه الفِكرة
وأنا لطالما آمنت بأن النقيض هو خلاف الشيء، وبأن الأمرين المتناقضين لا يجتمعان على وجه واحد... ومازلت أؤمن بصراحة فهذا هو المعنى المعروف!



لكنكِ تناولتِ مفهوم النقيض في روايتكِ بمعنى [توأم روح / جزء مكمل
للفرد]... والفلسفة الخاصة بالظلام والنور برمتها بدت لي.. ليست غريبة فقط بل وغير مقنعة أيضًا !


كيف يبحث الإنسان عن نقيضٍ سيُكَمِلُه؟ وكيف تتواجد فئتان تنتميان واحدة إلى النور والأخرى إلى الظلام دون أن تفرقا عن بعضهما في شيء سوى هالة تحيط بالجسد؟


النور رمز الخير، والظلام رمز الشر.... لكنهما هنا مجرد أسماء خالية من أي رموز... وسط فلسفة البحث عن [النصف الآخر] والتي كانت لتصلح لعلاقة رومانسية... أكثر منها لعلاقة صديقين شابين!




النَقيضْ ذاك الذي يختلف عنك / قصدي تمامًا، رغم أن الجملة ينقصها "هو".... لكن المغزى هو بأنك لا تركزين على هذه النقطة كما يجب لإقناع القارئ، بقدر ما كررت الكلمات الثلاث: النقيض، الظلام، والنور، على نحو يفترض بأن يبدوَ رنانًا!


ذاك النقيضْ رُبما يكونْ "نوراً" أو "ظلامْ" دامسْ جدًا.. من يدريَ..
ظلامًا دامسًا جدًا، فظلامًا معطوفة على نورًا، ودامسًا لأنها نعت لـظلامًا..


ذاك النقيضْ "غامض جدًا".. بل يُصعِب وجودهُ.. أنه كالإبرة في كومةِ قشْ..
ذاك اسم إشارة للبعيد أتمنى بأن تقللي استخدامه بشكل عام فتكراره يشوه جمال النص، لكن بشكل خاص... لا تُستخدم أسماء الإشارة عند وصف شيء غير معروف أو مرئي كما في المقطع هنا.


من أجل البحثُ عنهُ / من أجلِ البحثِ عنه


أثق بقدرتيَ على وجودِ "نقيضِي الظلام" / لم أفهم الجملة بصراحة، يثق بقدرته على وجودِ نقيضه؟ هل من الممكن أن يكون المعنى : أثق بمقدرتي على إيجاد نقيضي؟


تلك الهالة السوداويَة، التي لا أعلمُ بحق إذا هيَ أو هُو –إذا كان ذَكراً- شخصاً سيئاً / وإن كنت قد استنتجت شيئًا من الجملة السابقة، فأنا هنا قد ضعتُ تمامًا!


فَرُغم ذَلك... "الظلامُ لا بأسَ بهِ... أنهُ كذلك، لا بأسْ" / هذه الجملة بالتحديد تحتاج لمزيد من الصياغة بسبب شدة التكرار فيها، فهي تبدو كحوار بين طرفين يتنافسان على تأكيد: أن الظلام لا بأس به!


زَخات المطر التي تتدلى على زُجاج النافذة : تدلت الثمرة من غصنها، أي تعلقت من علو...
فهي لا تسترعيَ : تسترعي.. الانتباه ، أي تشده، تلفته...

ذو جسد مُعضّل / معضل الشيء، عسيره، صعبه، شديده
تأكدي من معنى الكلمة قبل إدراجها في كتابتك، وإلا جاء المعنى خاطئًا وغريبًا.




بطبعْ أخذت ذو لون سمائي الذي يجذبني لونهُ دائِما / بالطبع أخذت ذات اللون السمائي الذي يجذبني دائمًا


عن باقي الأمور في جسدهِ / عن باقي الأمورفي ملامحه... عينين إذًا هما في الوجه، أو الملامح، أو التقاسيم....أما جسده، فتبدو مثيرة للريبة!


فَهَذا اللون الذي أحبهُ يُزخِر عينيهِ / زَخَرَ ، يَزْخُرُ، زَخْرًا، وزُخُورًا... ما من يُزخِر... فالصحيح هنا : اللون الذي أحبه وتَزْخُرُ به عيناه


التي تتلألأن / التان تتلألآن


كَـضَوء الشَمس بَعد سَقوط المَطر / تشبيه في غير محله، فلا وجه شبه بين العيون الزرقاء وأشعة الشمس بعد المطر... ربما لو كنتِ تصفين عيونًا عسلية أو ذهبية!


ولا تُصاب بزكام / ولا تصب بالزكام.. فعل أمر وليس فعل ماضي مع "الـ" التعريف!


وتلك الرياح التي توجهت إلي لتوحي لي بالبرد لوهلة / الرياح هبت بي، لفحتني، عصفت حولي، فالرياح لا تتوجه لشخص أو مكان بعينه،
لتوحي لي بالبرد لوهلة... توحي أي توهم بالبرد... والمعنى الذي توصله الجملة هو: بأن الرياح توجهت إليه وأوهمته بالبرد لوهلة... فالجو كان دافئًا لا كما تم إيهامه!
انتبهي إلى ترتيب الجملة وتحققي من معاني الكلمات قبل استخدامها،
كي لا تكون النتيجة قارئًا لم يفهم شيئًا كما حصل في هذا المقطع!



ما هي لوهلة / ما هي إلا وهلة!
بالون / باللون



أنا شعرتُ بنظراتهُم الموجهة إلي.. شعرتُ باتساعها الرهيب التي بدت كما لو أنها متفاجئة من شيء ما / شعرت بنظراتهم الموجهة إلي، وابصرت اتساع أعينهم الرهيب الذي بدا وكأنهم تفاجؤوا بشيء ما
لديك أخطاء عدة في الترتيب الصحيح للمفردات في الجملة وفي أكثر من مقطع، كما وأخطاء أخرى عند الجمع والتثنية وأسماء الوصل...



أنا لم أتوانى عَن المشي أو أقاف جسدي لثانية واحدة/ لم أتوانى عن الهرب، ولم أتوقف لثانية واحدة...


كأي رجال العالم كان طويلا / اعتذر يا نوا، لكن هذه الصفات لا تنطبق على جميع رجال العالم!


تَقدم إلي ليُقابلني تقريباً / يقابله تقريبًا؟


هل هو بحقْ / هل هو حقًا... [بحق] تستخدم للإقرار، بينما [حقًا] تستخدم للتعجب المدمج بالتوكيد.. كما في هذه العبارة!




"يامي (الظلام)" "نوا (الأمل) النموذجية"
أحب أن أذكر كم هو مربك بأن يحمل الأبطال، والجماعة التي ينتمون إليها، ومدارسهم كذلك... الاسم نفسه... فنوا من فئة النوا من مدرسة النوا؟!




رأيت بأن نوا فتى خجول، طيب، ساذج بعض الشيء.. ولعل ذلك سبب قلق أخيه الدائم عليه.
أعجبني رسمك له كشخصية فقد وصلتني بوضوح وبمنتهى الشفافية...
لكنني أتمنى من كل قلبي بأن يكون أسلوب سرد روايتك هذه هو البوليفونية، أو تعدد الأصوات.. فوجهة نظر نوا وأيديلوجيته مترددة جدًا، تميل إلى التأكيد المستمر لكل فكرة تمر في ذهنه، فيكرر الشيء مرارًا وكأنه يقسم لنا لنصدقه... فيصبح الاستماع إليه مزعجًا بعد فترة.
وأنا فعليًا أتوق لقراءة الأحداث القادمة من وجهة نظر مغايرة...
من وجهة نظر يامي ربما... أو حتى المدير المنحرف!



استشعر رائحة عنصرية ستسود الجو في المدرسة، وأتوقع متاعب لا حصر لها لنوا... لم أفهم تمامًا ما فائدة إيجاد النقيض، لكن نوا قد عثر على نقيضه كما بدا... فالطالب الذي تكلم نهاية الفصل هو يامي كما أظن..
و هنا......



ما قِصة ذَاك الشُعور السخيفْ؟ ... ذَاك الشعور الذيْ يجعلُ من أنفاسِك ضيقة.. لستَ قادراً على تنفسُ أكسجينِ هذهِ الأرضْ بشكل جيد.. وقلبُك ينبضُ بشكلٍ جنونيَ.. مُخيف، لِما هَذا التوتر، لِما هَذا التَعبْ؟..
لِما أشعرُ أنني سأختفيْ بأي لحظة؟.. ذَاك النور الذي حوليْ اختفى؟.. أينَ أنا؟.. أينُ أنتُم؟
يا إلهيْ.. لا أستطيعُ التَنفُس؟!
حالك السَواد.. ما هَذهِ العَتمة؟.. تباً هل أصبت بالعَمى؟
مُخيف.. بحق الإله مُخيف!!
آهْ.. أين أنتمْ؟ أنقذوني، النجدة.. أر..أر..جو..جوكــم!




أعتقد بأنه شعور الإنسان حين يقابل نقيضه، أو ما شابه...
على كل ... أنا أنتظر القادم بشوق، فالرواية مثيرة للتفكير،


وأتوقع بأن تكون حماسية الأحداث...
جزيل الشكر والتحية