عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-24-2015, 03:59 PM
 
أنتَ فخرُنا ! : مرايَا تتكسّر ، تُخفي هزِيع السرّ الدفين | روايَة قصيرة !








حقاً أنتِ فخرٌ لنا رهف ، أستمري.
- سكارليت.







إسم الرواية : مرايا تتكسّر ، تُخفي هزيعَ السر الدفين
الإسم بالإنجليزي : Breaking mirrors , Hiding the darkened secret of nightfall
عدد الفصول : غير معروف
سنة الكتابة : 1435 – 2015

النوع : غموض ، جريمة ، مأساة ، قليل من الكوميديا ، خيال علمي
الكاتب : Ghislain
Ghislain@vb.arabseyes.com








زمنٌ ماضٍ ، أهو للحياةِ عائد ؟ أم أنّ هايسانث ستعيشُ الحاضرَ وحسب ؟
هي تسلسلاتٌ شبكية ، قصةٌ معقدة .. قد لا ترويها أسطرٌ قليلة !
فبينَ السطورِ ستجدون الإجابة







إحتمي مني ، انا الظلُ الذي يراقبُ كل حركاتك
أنا الموتُ إن كنتِ للحياةِ رهينة ، وأنا القلبُ في جذعٍ ميت
انا السرُ يجمجمُ في صدركِ هاويًا يعيشُ على حرارةِ أنفاسكِ الخائفة
أنا الخوفُ في عينيكِ الزرقاوتين .. أنا هلاكك .. معذبك .. و عشيقك !





الفصل الأول : [ ستحكيّ لكَ البدايةُ كيف هي النهاية ]

لم يكُن بوِسعِ هايسانث أن تفهم ، كونها مجرّد متخرجةٍ حديثة
سببة إستدعائِها إلى مقرٍّ عسكري تترأسهُ حكومةُ بريطانيا
فلربمَا دونَ إختراعِها تقنيةً جديدة بالليزر تقومُ بإخفاءِ ندوبِ الجراحةِ العميقة
حتى في أعمقِ بقعةٍ من الجسدْ مع إمكانية إستخدامها في إيقافِ النزيفِ الداخلي بسرعةٍ مبهرة
ما كانتْ لتتخرجَ قبل أوانِها ، وما كانت لتكونَ واقفةً أمام الصرحِ العظيم للمنشأةِ العسكرية الضخمة
رغمَ أن إستغلالها لهذه التقنيةِ كان في مجالها الخاص [ الطب الجنائي ]
حيث تعملُ على إخفاءِ الندوبِ الناتجةِ عن تشريحِ الجثث ، وهذا بحسبِ علمها حلمُ كلِ عائلة فقِيد !
فالجثثُ عادةً ما تتشوّه بالندوبِ التي يسببها الجراحُون فيدمي ذلك قلوبَ الاحبّة
قد جرّبت هي فقد احدِ الأحبة قبل فترةٍ ليستْ بطويلة
خالتُها ، في السادسةِ والثلاثينَ من عمرها وحسب .. العائلةُ الوحيدة التي تمتلكها
لم تصدق – ولن تفعل – أنّ ملاكَ الرحمةِ قد تناولَ جرعةً زائدة من المخدرات
كانت خالتها ممرضة ، لم تكُن مدمنة ! مما دفعها للتفكيرِ بإحتمالاتٍ لم ترُق لها – وإن كانت معقولة –
إنقطعَت أفكارُها بقفزِ سيلٍ قصيرٍ من الكلماتِ لقوقعتيّ أذنيها على حينِ غفلةٍ منها
- آنسة نوكتيس ، لقد كنّا بإنتظارك .. أرجوكِ إتبعيني !
إلتقطتْ نفسًا عميقًا بصمتٍ كاسح ، ما انتبهَ عليهِ من بدى لها قائدًا عاليّ الرتبة
ثمّ تابعت خطواتهِ السريعة تسيرُ كالجنودِ مسببةً ضجّة من أفواهِ العكسرِ المتناثِرين كقطعِ الشطرنجِ في الأرجاء
بدونِ أن يثيرَ الشُبهة ، إلتقطت عينا القائدِ لمحةً سريعةً لوجهِ هايسانث ثم إستقامَ بصرهُ مجددًا فأردف
- كما هو متوقعٌ من إبنةِ الأدميرال الراحِل ويليام نوكتيس ، عسْكَريةٌ مثالية
لا تُحبذُ الكلامَ الكثير ، كما إن ذكِر والدها – ولو بالأمرِ الحسن – يثيرُ ذكرياتٍ غير مرحبٍ بها
- أجل ، أشكرك
إستطاعَ – ولو قليلًا – أن يلحظَ النبرة الفريدة التي إمتاز بها الأدميرال في ترددِ موجاتِ صوتها
فاتسعَ ثغرُهُ نامًّا عن إبتسامةٍ شاحبة ، لم يُعقب بعدها على أيٍ من الأفكارِ التي أراد السؤال عنها
إلى حينِ على عتبةِ باب غرفةٍ محصنةٍ وقفا ، فالتفتَ إليها بنظراتٍ جامِدة
يضمُّ يديهِ خلفَ جسدهِ بوقوفٍ مستقيم فيحدثُها بصوتٍ أشبه بالهمس
- آنسة نوكتيس ، كما ترين نحنُ على أعتابِ أمرٍ خطير ، وعليكِ أن تعلمي أنه ما ان تخطي أول خطوةٍ داخِل هذهِ الغرفة فإن لا مجالَ للعودة .. قد تعرضين حياتكِ للخطر بسببِ هذا ، هل تريدين المتابعة ؟!
ما استغرقها الأمرُ كثيرًا حتى أغمضت عينيها تحسمُ امرها
- لم اقطع مسافةَ عشرةِ اميال خارج حدودِ لندن من أجل ان اعودَ بلا فِعل شيء ، سيدي !
تنهدَ بوجهٍ جاد لم تتغيرْ ملامحه ، إلتفت بنصفِ جسدهِ ثم عرّف عن نفسهِ متأخرًا
- أدعى سولومون كومباتلويس ، عقيدٌ في الجيش و القائدُ الأعلى لفرقةِ العمليات الخاصة !
ضاقت عيناها قليلًا ، تتذكرُ قراءة هذا الإسمِ مرةً في الصحف .. إهتزّ قلبها قليلًا عند تذكّرها لآخر مقالٍ كُتب عنه
لقد قيل فيه : أقسى من الفولاذِ ، مُدمرِ الشياطين !
أجل تتذكرُ جيدًا الآن رؤيتهُ مرةً في مقابلةٍ تأخّر عنها ، وحينما حضر بعدَ إنتظارٍ طويل
كانت بقعُ الدماء متناثرةً على وجهه وبكلِ برودٍ عللّ ذلك بقولٍ عقيم : قتلتُ بعض الإرهابيين ، كانوا حشراتٍ متعالية !
أبعدتْ بصرها عن البابِ الحديديّ المطلي باللونِ الأبيض ، فسمعت صوتَ إنبلاجهِ بعدَ دقيقةٍ كاملة
على ما يبدو ، الأقفالُ الموضوعةُ كثيرةٌ و تتطلبُ إجراءاتِ فحصِ البصمة وبصمةِ العين !
وقفَ على جانبِ الباب مادًا يدهُ لها
- تفضلي بالدخول !
خطت قدماها اولَ خطوةٍ نحو عالمٍ ما كان لها الدخولُ إليه ، فوقفتْ تنظرُ إلى غرفةِ العمليات المتطورة
وإلى الفراشِ الذي انتصفَ الغرفة ، تتعلقُ فوقه جثة مغطاةٌ بملاءةِ خضراء فما كان لها رؤية صاحبها
تنحنح العقيد ، ثم تحدّث
- كلُ ما ترينه ، تسمعينه وتقومين بهِ في هذه الغرفة لهو من أقصى درجاتِ السرية ، فكما ترين نحن بحثنا جاهدين عمّن يمكننا الثقةُ به ، ولم نتوصل لشخصٍ أفضَل من إبنة أدميرالٍ سابق
ما اهتمت بعبارةٍ طويلة لم تحمل في طياتها الكثيرَ من المعاني ، سألتْ ببرود
- إذن .. من هو صاحبها ؟
لم يُرق له دخولها في صلبِ الموضوعِ مباشرةً ولكنه تجاوزَ عن ذلك بإن أجاب
- قائدُ منظمةِ [ 666 – KOFA ] ، الخائن فريدريك شال هاتريك
إحتّدت ملامحها بعصبيةٍ جلّة ، لم تقل شيئًا بعد سماعِ الإسم الشهير .. ومن لا يعرف فريدريك شال هاتريك
او منظمته اللعينة تلك ؟
إبتسمتْ بفتور ثم تسائلت مستهزئة
- حسنًا ، وكيفَ حصل وتمّ القضاءُ على قائدِ أشهرِ منظمةٍ في إنجلترا ؟ هل قتله العقيدُ بنفسهِ يا ترى ؟
تحاشى النظر في عينيها ، أغمضَ العينينِ الحمرواتين ثم أعطاها المُراد
- كلا ، بل فعل ذلك لنا شبحٌ قديم كنّا قد استغنينا عنهُ منذُ عشرينَ عامًا
يكفيها هذا القدرُ من المعلومات ، حدّقت بحِدةٍ إلى الجثة المغطاةِ ثم أعقبت
- وما عملي هنا ؟ يمكنكم جلبُ طبيبٍ من وزارة الدفاع كي يشرّح جثته !
إزدرد ريقه ، وبان التوترُ عليهِ جليًا ، بصعوبةٍ نطق
- في الواقع ، اللعين فريدريك قد إستطاع قبل نيفٍ على الشهرين أن يسرق عنصرًا معدلًا في المعاملِ السرية لوزارةِ الدفاع ، مادةٌ زرقاءُ هي مكوّنةٌ من الكربون و ملح البارود و نترات الأمونيوم ، وأنتِ تعلمين بالطبعِ ماهية هذهِ المواد ..
- وبعد ؟
- هو قد زرعها كلها في أحشائه .. اللعين !!
إتسعتْ العينان الزرقاوتانِ بلمعةٍ مستثارة ، إبتسمتْ بجنونٍ تتحدّت منبهرة
- هكذا هو الأمر ؟ .. لا تريدون لطبيبٍ عادي أن يعلم بوجودِ المادة . حسنٌ جدًا !
أحسّت هايسانث لأولِ مرةٍ منذ سنوات بحماسةٍ بالغة فتراودت إلى عقلها مئاتُ الأفكارِ المجنونة التي ما كانت لتخطرَ على بالِ الواقفِ أمامها بتوترٍ شديد
زفر بعمق ، فتح نصف عينيهِ يأمرها جادًا
- عليكِ أن تبدأي الآن وتستخرجي كلّ المادةِ من جوفه ، على الطاولةِ هناك ملفٌ فيهِ كل المعلومات الطبية عنه .. ربما يفيدكِ في شيءٍ ما !
ألقتْ بصرها على الطاولةِ الصغيرة القريبة من الفِراش ، شاهدت الملف الأصفر عليهِ فشعرتْ برغبةٍ شديدة في قرائته .. كم ترغبُ بطردِ هذا الرجلِ من الغرفةِ كي تبدأ كل العمل !
- كما تريد . سيدي !
أعطاها تحية الجنود ، ثم همّ خارجًا بخطواتٍ قصيرةٍ سريعة مغلقًا الباب خلفه
ورامقًا إياها بنظراتٍ حادة وغامضة !
تجاهلت كُل ذلك وابتسمت بخبثٍ تلتقط الملف فتقرؤه .. وتبدأ بعد ذلكَ عملها !

أنهت عملها للتوِ على إكتشافٍ كان ليهزّ دعائم وزارةِ الدفاعِ بأكملها ،
بعدما إستخرجت المادة الزرقاء الزاهية - بهاجسٍ مُخيف – وقعت عيناها على حقيقةٍ مدفونة
فلما تضعُ الأدواتِ على الطاولةِ المخصصةِ لها تتفجرُ بالضحكِ الهستيري وسطَ صمتِ الغرفةِ المُخيف ..
ويدُ الجثة تتدلى من الغطاءِ الأخضر بشحوبِ الأموات وبرود البشرة الفظيعْ
توقفت عن الضحك تستجمعُ أنفاسهَا بعمق ، هزّت رأسها بشكلٍ مختّل ثم إستمعت بكلام سريرتها
- لو علِم السيد سولومون فقط .. لكان شنقَ نفسهُ هنا أمامَ الجثة !
كبتتْ الضِحكة المتفجّرة ، وعمّ السكونُ الغرفة فتدنو فجأةً من متاعٍ لها تخرجَ منه أداةَ الليزر
التي تخفي الندوب ، فتبدأ بمحو كلِ أثرٍ للجراحةِ كان قد بقي !
على الجبهةِ الأخرى إختبئ صاحبُ العينينِ الذهبيتينِ مُرتدٍ لقناعٍ أسود حجبَ نصفَ وجههِ عن الضوء
يدهُ على سماعةٍ صغيرةٍ تمركزّت في إذنه اليسرى ، يستمعُ لمحدثهِ بصمتٍ قاصٍ
- هناكَ من يتجهُ إليكِ من جهةِ عقاربِ الساعة الثالثة ، إنعطف يمينًا في الحال ، حوّل
تضيقُ العينان بإستهتارٍ عظيم ، يعطي الرد متجاهلًا
- ليسَ ممتعًا . ليس ممتعًا أبدًا !
- أيها الأحمق .. إياكَ أن ..
قطعَ الإتصال بنفسهِ ، وبرودُ عينيهِ ترافق مع خفة حركةِ يديه اللتان حملتا مسدس FN-571
بلونٍ فضي مثيرٍ للإنتباه ،
كان متربصًّا .. مُريدًا لإنتهاز الفرصةِ المناسبة ، يشتدُّ بريقُ عينيه على وقعِ الظلِ المقترب
وحالما يكون في المرمى يظهرُ للجندي كالشبح ، و دون أن يسمحَ لهُ بإظهار ردِ الفعلِ المضاد ، يطلقُ الموتَ عليهِ من رصاصةٍ واحدة في الرأس
فيسقطُ صريعًا ، نظرَ إلى المسدس .. نسيّ متعمدًا أن يضع كاتِمَ الصوت .. يال الورطة !
إبتسم بلا مبالاةِ ثم ألقى المسدسَ على الأرضِ حالما سمع صوتَ دوي صفاراتِ الأنذار ، وصوت مكبّراتِ الصوتِ تتحدثُ عبرها مجموعةٌ من الأومر
- إلى جميعِ الوحدات ، إختراقٌ في القطاعِ H ، أكرر إختراقٌ في القطاعِ H
- أوه ، ياللهول .. سأقتل المزيد .. لا رغبة لي !
يمطُّ شفتيهِ بملل ، هزّ كتفيهِ راكضًا بسرعةٍ عبرَ الممرِ الطويل ، لحينِ توقّف عن الركضِ فجأة
و نظرَ إلى فتحة التهوية في السقف فخطرت لبالهِ فكرةٌ عظيمة !
تسلل إليها بعدما تسلق إليها بحبلٍ خاص ، يستطيعُ سماعَ وقعِ خطوات الجنود من هذه البقعة
- ليس جيدًا . ليس جيدًا !
دخل إليها وأغلق الشبّاك خلفه ، أعاد تشغيلَ السماعةِ منتظرًا التعليمات
- أحمق ! العميلةُ سريّة .. ما كان عليكَ أن تنسى وضع كاتِم الصوت
- فيميليا ، لكم هو منكرٌ صوتكِ يدمرُ لحظاتٍ الإستمتاع القليلة !
إغتاظت منهُ زهريةُ الشعرِ وكادت تنفجرُ غضبًا لولا أن سُرِقت منها سماعةُ الإرسال ،
حلّ مكان صوتها صوتٌ ذكوريٌ بحت ، معطيًا الأوامر بدونِ مزاح
- [ إليوت نايتمير ] ، إستمر بالزحفِ مسافة ستة أقدام ثم تسلل عبر الفتحةِ إلى غرفةِ العمليات . خذ الجثة و عد . تمّ !
خفتَ بريقُ عينيه ، وقسماتهُ الغير واضحة باتت كمن إنضّم للتوِ للموتى
- لستُ بحاجةٍ لأوامركْ ، [ أوديسيوس ] ! الا ترى الذنوبَ تقودني لحيثُ يقبعُ الأموات ؟!
أغلق أوديسيوس السماعة دون أن يجيب ، رمقَ فيميليا بغضبٍ ثم سار خارجًا من غرفة تنفيذِ العمليات
أكمل إليوت الزحف كما أُمرَ تمامًا ، لحينِ وصلَ للفتحةِ فانهزعت شباكُها بقدمه فتلى ذلك قفزهُ على الأرضِ
دون أن يعيرَ إنتباهًا حتى للصوتِ المجلجل الذي أصدرهُ للتو
وقعت عيناهُ مباشرةً على الجثة المُغطاة ، ببرودٍ حملها بعدما تأكد أنها لم تمسّ بعد !
بيدٍ واحدة أمسكها وبالأخرى المسدسَ أخرجَ حينما سمع وقعَ خطواتٍ قادمةٍ من خلف بابٍ مفتوح
فتخرجُ هايسانث تجفف يديها من المياهِ بعينينِ هادئتين ، وقعتْ عيناها على الواقفِ بجرمهِ المشهود
إتسعت عيناها .. حينما وبدونِ أي ذرةِ تردد رفعَ ذهبيُ العينين مسدسه
أطلق .. دوى صوتُ الطلقة في أذنيها ببطءٍ شديد .. حرقةٌ في جسدها إثر إختراقِ الرصاصة
و دوارٌ ذكّرها بالماضي ، وإنقطاعٌ لنفسٍ كان طويلا
سطقت هايسانث على الأرضِ ... غريقةً بدمائها !










__________________