السلام عليكم ورحمة الله وبركاته س1
الحقيقه اخر شيء توقعته ادخل القسم هذا ههههههههههههه
بس الحقيقه صادفت موضوع باحد المواقع عجبني مره واحببت اجيبه لكم
وهوا يشرح احداث من الانمي ناروتو المشهور الحقيقه امور كثيره ما كنت فاهمها ÷(
وتوضحت ليه كثيراً بعد قرائتي للموضوع فـ حبيت اشاركه معاكم وعسى تعجبكم مثلي وتستفي(:2(:2
==============================================
إن صاحب الرسالة هو من يذهب إلى الناس لتبليغ رسالته، وﻻ ينتظر أن يأتيه الناس أفواجاً ليفيض عليهم من مناهل معرفته ويبلغهم فحوى رسالته، بل يبذل في ذلك وسعه وما ملك، وﻻ يتوانى عن استخدام كل ما أوتي من مواهب في سبيل توصيل رسالته.
إذا نظرت إلى الفئة التي تنهض بها الأمم ستجد أنها فئة الشباب ﻻ ريب! فلا عجب إذاً أن تكون الرسائل موجهة إليهم، والحكيم ممن له هدف يسعى لتحقيقه أو فكرة يريد نشرها هو ذاك الذي يسارع إلى الشباب أول ما يخرجون إلى معترك الحياة الواسع، فيغرس ما يشاء في نفوسهم بشتى الطرائق التي تضمن له ضم هؤﻻء الشباب إليه، واقتناعهم بفكرته.
وبالنظر إلى قصة ناروتو التي كتبها ماساشي كيشيموتو، والتي أضحت من أضخم مبيعات القصص المصورة في التاريخ، ستجد أسلوباً رائعاً ذكياً لغرس تلك الأفكار في نفوس الشباب وعقولهم الباطنة!
لم يعقد مؤتمرات مثلاً ودعا الشباب إليها ﻻستماع ما لديه! بل إنه يعرف تماماً –مثل كل من يعمل في الإعلام– أن عليه هو ان يذهب إلى الشباب فيما يشاهدونه ويتابعوه ويخبرهم بما يريد! وإن قدر الأفكار والقيم التي وضعت في القصص المصورة للشباب لمهول حقاً.
إن الفئة المستهدفة من تلك القصص، وهي الفئة التي شبت عن الطوق لتوها بدءاً ممن أعمارهم خمس عشرة سنة أو نحو هذا، لا يخفى عليها ما غرس في تلك القصص، وهي تتابعها لهذا السبب رغم سخرية الكبار منهم في عدة بلدان، ترى أن متابعة رسوم متحركة هو أمر طفولي خارم للمروءة، بل ربما تجعلك تستحي أن تقرأ مقالاً كهذا أمام الناس لئلا تعير به!
لكي تعرف ثقل تلك الأفكار التي أقصدها وعمقها، دعني أستعرض فكرة واحدة في هذا المقال قد ناقشتها سلسلة ناروتو على مدار خمس عشرة سنة! وهو عمر تلك السلسلة، لعلها أكثر فكرة دارت حولها القصة مرة بعد مرة، وهي تبحث في الطريقة المثلى لتحقيق السلام في العالم وتخليصه من الشر الذي فيه. على الأقل من وجهة نظر المؤلّف!
=======================================
أسلوب العرض في القصة
=======================================
قد أعطى المؤلف شخصيات بعينها في القصة تبنياً لنظريات عدة لتحقيق السلام في عالم مشؤوم مليء بالصراعات العرقية والمادية وغيرها، وعرض لك مسار تحقيق تلك الشخصيات لنظرياتها، وكيف يكون مآل بعضهم إلى فشل ذريع لضعف وسيلته أو سوء مقصده.
أو تنتهي باستئمان شخصية أخرى على حلمه لتحقيق السلام لما رآه أقدر منه على ذلك، أو ربما أشياء أخرى تعرضت لها السلسلة في تناسق فريد يحير عقلي في الكيفية التي عمل بها كيشيموتو لربط الأحداث على مدار تلك السنين، لتخرج في ذلك العمل المتقن. على الرغم من محاولته إضافة القليل من الحبكات الرومانسية على القصة، إﻻ أنها فشلت في الظهور والتغطية على رسالة القصة الرئيسية.
بالرغم من محاولة كيشيموتو التركيز عليها مرة أخرى في الجزء الثاني بعد أن فشل في الجزء الأول في اعطائها جانباً من القصة، إﻻ أن أهداف القصة الأخرى تطغى بشكل ﻻ يجعل الرومانسية مهمشة فحسب، بل إنها تفرض حتى على المؤلف عدم زيادة مقدارها بالأساس! وهذا شيء جيد في نظري مقارنة بأهداف القصة الأخرى.
======================================
هاشيراما، دولة تحمي السلام
======================================
لنبدأ حديثنا عن الشخصيات التي قامت بمحاولات لتحقيق سلام وإنهاء حالات الصراع بذكرنا لهاشيراما “Hashirama”، فتىً ولد في فترة حرب بين القبائل المختلفة، والتي زج بالأطفال فيها دون أي مبرر إلا أنهم يحتاجون إلى كل قوة ممكنة! وقد ساءه بالطبع أن يرى أخاه الصغير مقتولا مضرجاً في دمائه ملقى على الأرض كقطع القماش البالية!
قد ولّـد مشهد أخيه المقتول في نفسه رغبة جامحة في تغيير ذلك الواقع الذي يعيشه، فإن المنطق يقول أن البشر ﻻ يصلحهم إﻻ السلام، وإن الحروب طوارئ ﻷسباب إذا ما انتهت تنتهي الحرب معها. من أجل ذلك عكف على نفسه يدربها أن تكون أقوى وأقوى لكي تصير له الكلمة العليا ويستطيع تنفيذ ما أراد، فإن صاحب القضية ﻻبد له من قوة يرتكن إليها!
لم يشارك حلمه ذاك إﻻ مع صبي آخر قد اكتوى بويلات الحرب أيضاً، ليكتشف بعدها أن قبائلهما معادية لبعضهما، فزاد ذلك من سخط هاشيراما على واقعه، وإصراراً على السعي وراء حلمه، حتى صار قائداً لقريته وحقق حلماً طالما راوده في صغره، وهو أن يبني دولة ﻻ يخاف فيها الناس على حياتهم! ويكبر فيها أبناؤهم إلى أن يشيخوا دون أن يقطع حياتهم سيف غاشم أو رمح أهوج! ودون أن تبقى فيها الضغائن والأحقاد بين الناس.
هكذا كل فكرة عظيمة تتحق ولو بعد ﻷي إذا توفرت العزيمة من أجلها، واشتد إصرار صاحبها في عمله على تحقيقها، فما كان حلماً أحمقاً يسخر منه العقلاء بالأمس يصير إلى حقيقة عظيمة بازغة كالشمس يبهر ضوءها نظر من كان يسخر منها من قبل!
وإن من إصرارك على حلمك بعد تحقيقه أن تمنع أي خطر يهدد ذلك الحلم بعد أن دبت قدماه على أرض واقعك!، فإن هاشيراما لما رأى من صديقه الذي شاركه حلمه ضلالاً وانحرافاً عن المسار الذي يخدم ذلك الحلم، ما ادخر وسعاً في إعادته إلى كنفه مرة بعد مرة، حتى إذا لم يكن هناك بد، قاتله مدافعاً عن هدفه، عن حلمه، فكل شئ يهون في سبيل القضية التي تفني عمرك من أجلها!
========================================
جيرايّا …
========================================
إن لم تكن قد تابعت ناروتو من قبل، فإن “جيرايّا Jiraiya” هو فتى تنبأ له كاهن وهو صغير أنه سيدرب تلميذا سيغير العالم، وقد قابل جيرايّا بعدها طفلاً أثناء الحرب التمس فيه نبوءته، فعكف فترة يدربه هو وأصدقاؤه على فنون القتال، وقد كبر أولئك الأطفال لينشئوا منظمة تدعى “أكاتسُكي Aka Tuski”، أراد أحد هؤﻻء الفتية أن يغير بها ذلك الظلم الواقع على قريته، حيث كانت ساحة لحروب القرى المجاورة لها، وذلك يعني بكلمات أخرى أن السكان المدنيين كانوا يسقطون ضحايا بلا ذنب جنته أيديهم!
ثم درب جيرايا بعده “ميناتو Minato”، فتى موهوب آخر سيكبر ليكون والد “ناروتو” بطل القصة. وقد نال ناروتو نفسه فترة من الرعاية مع جيرايّا حيث فضل أن يبقيه تحت ناظريه خوفاً عليه من الأكاتسُكي، تلك المنظمة التي أسلفت ذكرها، وقد كانت قد ضلت طريقها فلم تعد تسير في نفس الدرب التي بدأت من أجله.
ما يمكنك تعلمه من جيرايّا هو أنه لم يستسلم بعد أول تلميذ له، بل كلما وجد فرصة قد تحدث تغييراً لم يكن ليتوانى عن خوض غمارها حتى النهاية. بل إنه حتى قد ألف كتاباً يكتب فيه قصة محارب شجاع، وقد استلهم مبادئه من تلميذه الأول، ناجاتو، الطفل الذي وجده في الحرب سابقاً.
إن أعظم ما قيل في هذا الكتاب –في الحقيقة كان هذا هو الجزء الوحيد تقريبا الذي ذكر مراراً على مدار القصة– هي كلمات اقتبسها من تلميذه ذاك: “أنه ربما يكون أحمقاً، ربما ﻻيعرف ما هو السلام الحقيقي أو ما عليه فعله، لكنه متأكد أن اﻷمر سينتهي إلى الأسوأ لو استسلم، لذا فإنه سيكسر اللعنة التي حلت على ذلك العالم، وسيجد ذلك السلام الذي يبحث الناس عنه، بل سيصنع واحداً بنفسه إن لم يكن هناك سلام! ﻷنه … ﻻ يستسلم!”
=======================================
ضوء النهار “أكاتسُكي
=======================================
ثلاثة أطفال سحقت الحرب قريتهم، وشاهد أحدُهم أبواه يقتلان أمام عينيه، فقرر أولهم أنه سيكبر ليسيطر على العالم ويوقف ذلك التناحر بين البشر! ووافقه على ذلك رفيقاه.
كان هؤﻻء الأطفال هم أيتام الحرب الذين دربهم جيرايّا على فنون القتال ﻻحقاً، هؤﻻء الثلاثة علموا أن البكاء والنحيب ﻻ يرجع الموتى وﻻ يوقف أنهار الدماء، فأنشأوا منظمة سعت ﻹثبات قوتها بين القرى المتحاربة لكي تفرض شروطها فيما بعد حسبما يضمن سلامة قريتهم أوﻻً، والقرى الباقية بعدها.
غير أن طريق المنظمة انحرف بعد مقتل “ياهيكو Yahiku” مؤسسها، لتنخدع بوعود كاذبة لتحقيق السلام من جهة أخرى لها مصالحها الخاصة، ولتسعى في ذلك قدر جهدها وأفرادها ﻻيدركون أنهم مخدوعون بوعود وهمية لن تتحقق.
=======================================
بين ناجاتو وناروتو
=======================================
ناجاتو، أحد الأطفال الثلاثة، وأحد اﻷسباب التي أبقت جيرايّا ليدربهم على القتال، صار مقتنعاً أن هذا العالم ﻻ يمكن أن يتحقق فيه سلام حقيقي، برغم أنه هو نفسه ذلك الفتى الذي اقتبس منه جيرايا قصة كتابه الذي ذكرته قبل قليل! وبدلاً من ذلك قرر أن العالم ﻻبد أن يعاني من الألم الشديد لكي يكف عن الحرب ويتحقق السلام.
من أجل هذا جعل هدفه جمع أسلحة للدمار الشامل لكي يبيد بها شعوباً بأكملها، ويعتقد أن الناس ستعالج الألم الناتج عن هكذا حروب مع الوقت لكي يحدث سلام مؤقت، يضعف بعدها لينخرط الناس في حرب أخرى وهكذا دواليك!. وبالطبع فإنني في هذا المقال ﻻ أقص حكاية ما قبل النوم مثلاً، وإنما أتوقع منك أن تجد إسقاط هذه القصص في واقعنا لتعتبر منها وتخرج بفائدة تجعلك تعمل بعدها!
وإن من ضمن ما ذكره ناجاتو في حواره مع ناروتو لما أتى لتدمير قرية اﻷخير أنه قال عن الدول الكبرى مثل قرية ناروتو أنها تقوم بالحروب لجمع المال لتحقيق مصالحها الشخصية، فهي تعرف أنها حروب ﻻ أكثر، لكن ما يقع من ضحايا القرى الصغيرة جراء تلك الحروب النفعية ثمن باهظ يولد أجيالاً حاقدة تضل طريقها وتبدأ سلسلة جديدة من الشرور بدافع الإنتقام.
========================================
نظرية مادَرا عن السلام
========================================
“مادَرا Madara” هو ذلك الصبي الذي شارك هاشيراما حلمه لبناء دولة قوية تحمى سلاماً حقيقياً، لكنه ضل طريقه واختار طريقاً زائفاً آخر لتحقيق سلام كامل على العالم، شئ يشبه فكرة جورج أورويل في رواية 1984 المشهورة. فقد كان ينوي أن يخضع العالم تحت نظام يوهمهم أنهم في سلام دائم.
وفكرة مادَرا بدأت في وقت يسبق تاريخ أحداث القصة نفسها! فالمؤلف يذكره على أنه من التاريخ، وتستمر إلى نهاية المسلسل، حيث يعود مادَرا ليشعل حرباً عالمية يقضي بها على القوى الموجودة على الساحة ليخلو له الطريق لتحقيق ما يريد!
وبالطبع فإن المغزى هنا أن مادَرا ليس شخصاً يعود من بعد الموت! –وإن كان في القصة يصور على أنه كذلك– وإنما برأيي، هو فكرة تسير عليها أجيال متعاقبة لتنفيذ خطة محكمة للوصول إلى هدفهم، شئ يشبه سياسة النفس الطويل.
وأنا نفسي لست ضد فكرة القطب الواحد الذي يحكم العالم إذا ما ضمن لي تحقيق الهدف، فالغاية هي تحقيق الهدف بكل الوسائل المشروعة، لكن من يتبنى قطبية العالم ليخرج لي أمثال هتلر وستالين وموسوليني غير مقبول أبداً بالنسبة إلي، وهذا ما كان مادَرا يحاول فعله، فقد فشل في إيجاد طريقة للسلام الحقيقي، فعمد إلى صنع وهم يدخل الناس فيه وﻻ يخرجون!
=======================================
سلسلة الاستغلال للمصالح
=======================================
لفتة عبقرية أخرى من كيشيموتو تحسب له، وهي أنك ستجد أن أعضاء منظمة الأكاتسكي تتم قيادتهم من “ياهيكو”، أو باﻷحرى … من جسد ياهيكو الميت الذي يتحكم به “ناجاتو”، وناجاتو نفسه يتلقى أوامره من “أوبيتو”، فتى آخر كان يحلم أن يغير العالم لكن القدر كان أعجل منه!
هو نفسه، أي أوبيتو يتلقى أوامره من مادَرا الذي أسلفت ذكره!! هل تدرك حجم سلسلة الخداع التي أسوقها لك الآن؟ إن المتابع للقصة يجد أن كلا من ناجاتو وأوبيتو ومادَرا يظنون أنهم ينفذون خططهم الخاصة، غير مدركين أن من فوقهم يضعونهم داخل خطة محكمة يتصرفون فيها وفق طريق موضوعة مسبقاً بترتيب يبدو للناظر أنه قد جاء من ترتيب القدر!
ﻻ تنتهي السلسلة هنا! فإن السلسلة طرفها يمتد إلى “زيتسو” الذي ينفذ بدوره خطة محكمة وضعتها والدته “كاجويا” من قبل!!! والتي تريد باﻷساس استعادة قوتها المسلوبة وليس تحقيق سلام أو شئ من هذا القبيل. تلك المبالغة في سلسلة اﻹستغلال لتنفيذ المصالح الشخصية عن طريق من لهم هدف نبيل أو غير نبيل! ما هي إﻻ إسقاط مباشر على واقعنا بالطبع يقصر المقال عن شرحه.
===========================================
#علمني_ناروتو
===========================================
على أي حال، فهذه أبرز محاولات تحقيق السلام التي وردت في القصة، والتي رأيت أنه إن كان هناك جزء ثان لمقال ناروتو، فإن هذا هو الموضوع المناسب له. وبالنهاية، فإن استخلاص المعاني من سلسلة مثل ناروتو لن ينتهي!، وقد كنت قد اعتدت على كتابة منشورات على حسابي منذ فترة تحت عنوان “علمني ناروتو”، غير أنني توقفت لكثرة ما قد يستفاد منه!
لذا أنا أعرض عليك الآن إن كنت قد استفدت بشئ منه أن تنشره مضيفاً إليه هاشتاج “علمني_ناروتو”. فمن ناحية، قد تحقق أحد أحلامي بأن يدفع ذلك أحدهم إلى إصدار سلسلة قصص تماثل ناروتو في عمق المعنى لتستبدل ذلك الهراء الذي يقدم لشبابنا، ومن ناحية أخرى فقد تصل إلي معاني لم أرها في القصة!
وإنني أترك لك بالطبع اكتشاف كيف نجحت سياسة ناروتو في تحقيق السلام في نهاية القصة، على أنها إحدى طرق صناعة السلام الناجحة، فإن ذلك الفتى الذي يخفي معاناة الوحدة التي قاساها صغيراً بالسخرية أحياناً وبالسذاجة أحياناً أخرى يحمل في تصرفاته كثيراً من الحكمة التي يمكنك تعلمها.
م.ن.ق.و.ل