وقد أشار القرآن الكريم ، إلى تلك البشارات ، ودلَّل بها على صدق سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، فقال تعالى : ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾( الرعد : 43 ) ، وقال تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ ءَايَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾( الشعراء : 197 ) ، وقال تعالى : ﴿وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴾( الشعراء : 196 ) ، وقال تعالى : عن سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم : :﴿الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ﴾( البقرة : 146 ) وهذا يعني : أن انطباق البشارات على سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم : يدل على أنه المقصود بها ، وأنه الرَّسول : الذي أخبر الله بمقدمه.
ومن هذه البشارات ما يأتي :
1- النَّبيُّ الأُمِّيّ :
لقد أشار القرآن الكريم ، إلى أُمّيَّة الرَّسول : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، وأنها مذكورة ، عند أهلّ التوراة و الإنجيل ، فقال تعالى : ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَالنَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ﴾( الأعراف : 157 ) ـ
إنَّ أُمّيَّة النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، وكيفية بدء الوحي إليه لأول مرَّة ، موجود ، عند أهلّ الكتاب ، إلى يومنا هذا ، فقد جاء في سفر أشعيا : " ويدفع الكتاب للأميّ ، ويقال له : اقرأ هذا أرجوك فيقول : أنا أميّ " ( 4 ) أي لست بقارئ ، وهذا ترجمة ، للنص الذي ورد ، في نسخة الملك جيمس ، للكتاب المقدَّس ، المعتمدة عند النّصارى ، وهي أوثق النسخ للتوراة والإنجيل عندهم ( 5 ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات : ( 4 ) [ الإصحاح 29 الفقرة 2 ] / ( 5 ) [ تجد في نهاية المبحث النصوص التوارتية والإنجيلية وغيرها المقتبسة مصورة من مراجعها المشار إليها ، ومتسلسلة حسب ورودها في المبحث ومعلمة بالحروف العربية ].
وفي النسخة المسماة
Bible Good News
ورد ما ترجمته ـ كالآتي :
" إذا تعطيه إلى شخص لا يستطيع القراءة وتطلب إليه أن يقرأه عليك سيجيب بأنه لا يعرف كيف ".
وبينما نجد هذا النَّص الواضح ، في الطبعات الإنجليزية ، نرى أنَّ القسس العرب ، قد حرَّفوا هذا النَّص ، في نسخته العربية ، فجعلوا العبارة كالآتي :
" أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له : اقرأ هذا فيقول : لا أعرف الكتابة "
( 6 ).
فانظر : كيف حرَّفوا النَّص ! فالسائل يطلب القراءة ، والنَّبيّ ينفي عن نفسه معرفة الكتابة !!!!
وهذا التحريف مقصود ـ لئلا تتطابق الحادثة المذكورة ، في النَّص السَّابق ، مع قصة ، نزول جبريل عليه السّلام ، على النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، ومطالبته له بالقراءة ، فنفى النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، عن نفسه القدرة على القراءة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 6 ) [ النصوص العربية كلها مقتبسة من "الكتاب المقدس" / دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط ].
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : وقد وقع ، في مرسل : عبيد بن عمير : عند ابن إسحاق : أنَّ النَّبيَّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم قال :
" أتاني جبريل ، بنمط من ديباج ، فيه كتاب ، قال : اقرأ ، قلتُ : ما أنا بقارئ " ( 7 ) .
وكم من الزَّمن ، قد مرَّ ، بعد عيسى عليه السّلام ، وما نزل وحيٌّ ، على نبيّ أُمّيّ ، إلا على النَّبيّ الأُمّيّ : سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم.
و الذي يجدون "" أُمّيّته "" مكتوبةً عندهم ، حتى يومنا هذا .
2- اسمُ النَّبيّ :
أ - لا تزال نسخ التوراة باللغة العبرية ، تحمل اسم سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، جلياً واضحاً ، إلى يومنا هذا.
ففي نشيد الأنشاد : من التوراة ، في الإصحاح الخامس ، الفقرة السادسة عشر ، وردت هذه الكلمات :
" حِكو مَمْتَكيم فِكلّو محمديمزيه دُودي فَزيه ريعي " .
ومعنى هذا :
" كلامه أحلى الكلام : إنه : مُحمَّد العظيم ، هذا حبيبي وهذا خليلي ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 7 ) [ فتح الباري ك/ التفسير ب/ تفسير سورة "اقرأ باسم ربك الذي خلق" ] .
فاللفظ العبري : يذكر اسم سيدنا مُحمَّد ، جلياً واضحاً ، ويلحقه بعبارة ـ ـ ـ بـيم ـ ـ ـالتي تستعمل ، في العبرية للتعظيم ، واسم سيدّنا مُحمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم : مذكور أيضاً ، في المعجم المفهرس للتوراة ( 8 ) عند بيانه هذا اللفظ : المتعلق بالنَّص السَّابق : " محمد يم " ( 9 ) ، لكنَّ يد التحريف ، عند اليهود والنَّصارى ، تأبى التسليم ، بأنَّ لفظ : " محمد " .... هو اسم النَّبيّ ، وتُصرّ على أنه ـ صفة للنَّبيِّ ـ وليس : اسماً له ، فيقولون : إنَّ معنى لفظ : " محمد يم " ..... هو : " المتصف : بالصِّفات الحميدة " ، كما جاء في نسخة : الملك جيمس ، المعتمدة عند النَّصارى ، وعليه : فيكون المعنى ، لهذه الإشارة عندهم : " كلامه أحلى الكلام ( 10 ) إنه صاحب الصِّفات الحميدة " ، فَمَنْ هو يا أهل الكتاب : غير " محمد يم " : سيدّنا مُحمَّد العظيم الرّسول ، الذي كلامه ــ أحسن الكلام ـــ وهو المحمود في صفاته كلّها ، وهو حبيب الله ، وخليله ، كما جاء ذلك ، في نفس النشيد ، عقب ذكر اسمه ، " هذا هو حبيبي وهذا هو خليلي " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات : ( 8 ) و( 9 )[ عند كتابة هذا اللفظ باللغة الإنجليزية يكتبونه كما يلي :
Machmad . ولإفتقار اللغة الإنجليزية للحرف "ح" فإنهم يعبرون عنه بالحرفين ، ch ، ويجعلونه أقرب إلى حرف الخاء، فيكون الاسم هو محمَّد : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، كما جاء في النسخة القياسية المنقحة :