.•∷. هـ - وفاته : .•∷.• وبعد حياة طويلة مليئة بالحب والبذل والتضحية والفداء والعدل والإيثار.
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
نام خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فراش الموت ليلحق بحبيبه وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. في جنة الرحمن – رجل وعلاه –إخواناً على سُررٍ متقابلين.
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
عن عائشة – رضي الله عنها- أول ما بُدىء مرض أبي بكر أنه اغتسل، وكان يوماً بارداً فَحُمَّ خمسة عشر يوماً لا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر بالصلاة، وكانوا يعودونه، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه.
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
وعن عائشة قالت : لما مرض أبو بكر مرضه الذى مات فيه قال : ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلى الخليفة من بعدى. فنظرنا فإذا عبدٌ نوبي كان يحمل صبيانه، وإذا ناضح كان يسقي بستانا له (الناضح:هو البعير الذى يستقى عليه)، فبعثنا بهما إلى عمر. قالت :فأخبرني جدي أن عمر بكى وقال :رحمة الله على أبي بكر لقد أتعب مَن بعده تعباً شديداً.
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
وقالت عائشة – رضي الله عنها -: مرض أبو بكر مرضه الذى مات فيه ، دخلت عليه وهو يعالج ما يعالج الميت ونفسه في صدره فتمثلت هذا البيت:
لعمرك ما يغني الثراء عن الفتي ***** إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
فنظر إلىَّ كالغضبان، ثم قال :ليس كذلك يا أم المؤمنين ، ولكن قول الله أصدق: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقْ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدْ } (ق 19) ، ثم قال : يا عائشة :إنه ليس أحدٌ من أهلي أحبُّ إلىَّ منك، وقد كنت نحلتك حائطاً وإن في نفسى منه شيئاً فرُدِّيه إلى الميراث، قالت : نعم فرددته ، وقال – رضي الله عنه -:أما إنا منذ وُلِّينا أمر المسلمين لم نأكل لهم ديناراً ولا درهماً، ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم في بطوننا، ولبسنا من خيش ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فَيء (مغانم) المسلمين قليلٌ ولا كثير إلا هذا العبد الحبشي، وهذا البعير الناضح، وجرد هذه القطيفة، فإذا مت فابعثي بهن إلى عمر، وابرئي منهن ففعلت، فلما جاء الرسول (عمر) بكى حتى جعلت دموعه تسيل في الأرض، ويقول :رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده، رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده، رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده (رواه ابن سعد فى الطبقات(3/147،146).
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
وقال – رضي الله عنه- لما حضرته الوفاة:إن عمر لم يدعني حتى أصبت من بيت المال ستة آلاف درهم،وإن حائطي الذى بمكان كذا فيها، فلما توفي ذُكر ذلك لعمر فقال :يرحم الله أبا بكر، لقد أحب أن لا يدع لأحد بعده مقالاً (المنتظم (4/127) عن ابن سعد،ورجاله ثقات).
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
واستمر مرض أبي بكر مدة خمسة عشر يوماً حتي كان يوم الاثنين ليلة الثلاثاء في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة، قالت عائشة – رضي الله عنها-: أن أبا بكر قال لها : فى أى يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت : في يوم الإثنين ، قال: ما شاء إني لأرجو فيما بيني وبين الليل ، قال :ففيم كفنتموه؟
قالت : في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس فيها قميص ، ولا عمامة.
فقال أبو بكر:انظري ثوبى هذا فيه ردعُ زعفران أو مشقٍ فاغسليه واجعلي معه ثوبين آخرين .
فقالت عائشة: يا أبت هذا خَلِقٌ – قديم – فقالت إن الحى أحق بالجديد، إنما هو للمُهلة (يعني فترة القبر) (رواه ابن سعد فى الطبقات(3/150)،ورجاله ثقات).
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
وعن عائشة – رضي الله عنها- قالت :إن أبا بكر لما حضرته الوفاة، قال:أى يوم هذا ؟ قالوا: يوم الاثنين ، قال :فإن مت من ليلتي فلا تنتظروا بي الغد، فان أحب الأيام والليالي إلىَّ أقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه الإمام أحمد فى مسنده رقم (45).
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
وتوفي – رحمه الله وهو ابن ثلاث وستين سنة.. مُجمعٌ على ذلك في الروايات كلها، استوفى سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر وُلِد بعد الفيل بثلاث سنين – رضي الله عنه – وغسلته زوجة أسماء بنت عميس، وكان قد أوصى بذلك (رواه ابن سعد فى الطبقات(3/204،203) وإسناده صحيح). ودُفِن جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب وصيته، وصلَّى عليه خليفته عمر ابن الخطاب.
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
ونزل قبره عمر وعثمان وطلحة وابنه عبد الرحمن، وجعل رأسه عند كتفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألصق اللحد بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
•••⊱╭••••• ⊱╭•••• ⊱╭•••
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |