السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حب1
كيف حالك آرليت -شان ، أتمنى أنكِ بخير وبصحة وعافية
شكرآٓ جزيلآٓ علي إرسال البارت
فقط انتظرته بشوق
وكان مثلآ العادة مشوقا ومذهلآ ، كما اعتدنا منك
كانت أحداثه جنونية خاصة المقطع الأول بين إليوت وهايسانت ،
هل هو ذاك بالذي في القلوبِ الغائبةِ يصنعُ رعبًا ؟
يستطيرُ شرًّا ولا ينادي معقبًا ؟ الخفاءُ الواضح ، الإرتعاش ..
نوعٌ من الغثيان ، وضيقٌ مفاجئ في المعدةِ المضطربة !
فلم يبقى الكثيرُ على الروحِ من الزوال ولا حتى كِبَرَ أعداء .. !
رجفة .. كانت كفيلةً بدفنِ كل ذنب إقترفهُ عميقًا في نفسه حينَ توارى خلفَ الطينِ والغرو نائمًا في مستنقعٍ موحل
ضبابي ، كثير الهلاوسِ والرجفان .. حتى ان الرعبَ الذي تدسَهُ نفسهُ لنفسه .. تلاشى امامَ تعطشِ الدماءِ هذا !
حين كانت العينان المجنونتانِ بعيدًا أشدّ البعدِ عن مسمى الإنسانية !
ولربما ما صنفها من الوحوش حتى ... فما الذي تكونهُ بالتي لقرارِ الموت تصنعُ إذن ؟!
باتَ يرتجفُ بعينينِ غائرتين ووجهٍ مليءٍ بالحياة ، لا يدري لما تنفسَ بعمقٍ وكأنها المرةُ الأخيرة التي سيعرفُ فيها عبير هذا العالم
وكم كان العبيرُ مقرفًا ، وباءً قاتلًا ، مزينًا بالوصماتِ والثقلِ من الذنوبْ
آهٍ كم آلمتهُ الرئتانِ وعجزَ عن التنفسِ حينها ..
أعجزهُ عن النطقِ ثبوتها وعدمُ تحركها بتاتًا فيما هدأت عيناها تهمسُ في إذنه :-
- أتخاف ؟ أتخافُ من نفسكَ إليوت .. لأني أخافُ من نفسي !
إرتختْ جميعُ عضلاته ريثما أبعدت الخنجر عن حافة موتِ رقبتهِ المتعرقة ، القتهُ جانبًا .
رمقَ عينيها لدقيقةٍ كاملة بإهتمام حتى إختفيا خلفَ خصلاتِ شعرها الداكنة دون أن يجيب على إستفسارها البتة
وعلى الرغمِ من رغبتها في معرفةِ الإجابة لفضولٍ راود مخيلةَ طفلةٍ في التاسعة .. إبتسمت بشرّ
فيهتزُ حاجبُ إليوت الذي ما ادرك مبتغى خلفَ هذا أبدًا .. لحين تقدمت منهُ بخطواتٍ شبحية سريعة مقتنصةً رقبته ، فتحكمُ الخناقَ بكلتا يديها عليها دافعةً إياهُ على الأرضِ فارتطمَ بقوةٍ آلمت ظهره !
جلستْ فوقهُ تخنقهُ بإبتسامةٍ مجنونة وعينانِ تشعانِ شرارًا شيطانيًا ،
شيءٌ ما جعلهُ غير قادرٍ على المقاومة ، ردات الفعلِ في جسدهِ فشلت و كأنما دماغهُ ما ارسل إشارة للجسدِ كي يحمي نفسه منها !
بدأ وجههُ يزرّقُ إختناقًا وهي على نفسِ الحال تبقى .. حتى عاودت التفجرَ بالضحكِ الهستيري مرةً اخرى تاركةً إياهُ بإنبلاجٍ شديد لعينيهِ الذهبيتين .. !
آثارُ يدها طُبِعَتْ على رقبتهِ بلونِ التورمِ الإرجواني .. وقفتْ تترنحُ ريثما ضحكاتها ترنُّ في أذنيه فلا يدري كيف شاركها الضحكَ الهستيري كذلك .. كلاهما جنّا في تلك اللحظة !
ولكنهُ ليس بالذي يغفرُ الزلة ولا العمّدَ ولا الخطأ إن كان في حقه ، فبحركةٍ سريعة تناول الخنجر من على الأرضِ فيجّرُ شعرها للأسفلِ و يرتفعُ رأسها دون أن تظهر ملامحُ وجهها له
يصنعُ جرحًا عرضيًا على طولِ نحرها ويلعق الدماءَ التي نزفت منهُ سائلًا بسايكوباتية
- أتحبين أن يقتلكِ معشوقكِ هايسانث ؟!
بنفسِ إبتسامتهِ المختلة أجابتهُ تتوقُ لذلك
- لتفعل إذن .. إليوت !
إتسعت إبتسامتهُ نامةً عن رضًا تام لإجابتها .. إلا أنه تراجعَ يترنحُ راقصًا بثمالة فأضافَ لكلماتهِ ضاحكًا
- هذا لا يجوز ! العاشقُ لن يتركَ معشوقتهُ تموتُ بسهولة هايسانث ! سيكونُ ممتعًا
لا تريدُ ان تفهم ما يعنيه " سيكون ممتعًا " لأنها – على الرغمِ من قصر المدة – تعلمُ أن هذا الولد مجنون !
مجنونٌ حتى أنها لن تستطيع التأقلمَ مع أمثالهِ ممن يتبرأ الجنونُ منهم !
أغمضت عينيها دون أن تعلّق على الجملة التي خرجت من فاهِ المجنون .. ضاق صدرها وشعرت بأوعيتها الدموية تضيقُ غير سامحةٍ للهواءِ بالعبور
سعلت بشدة وباتت تلهثُ دون توقف ، سقطت على ركبتيها تحاول إلتقاطَ انفاسها و تبحثُ في جيوبها
إستغل إليوت اللحظة فبقدمهِ دفعها من صدرها لتتألمَ أكثر ! وقعت على الأرض ولا تزال تحاول التنفس وسطَ العذابِ التي تمرُ به
- قرأنا في ملفاتكِ الطبية أنك مصابةٌ بالربو ! ليس حادًا ولكن نوباتهِ قاتلة دون الدواء ، والآن آنسة هايسانث .. أين دوائك ؟!
ما قدرت على الإجابة ، داسَ على صدرها بقوةٍ ساحقًا إياه ، ومن جيبهِ الخلفي دواء الربو أخرج !
أشار بهِ نحوها مرددًا بشماتة
- لقد أخذتُ هذا من مستشفى المقر .. توقعتُ ان تنتابكِ حالةٌ قريبًا !
واكب دوسَ صدرها بأكبرِ قوةٍ يمتلكها في قدمه ، وكلما فعل .. كلما غارت عيناهُ أكثر بجنونٍ محض !
ستموت وهذا أكيد إن بقي يفعل هذا .. ليس قادرةً على التنفس !! وكأنما غبار العالمِ قد تجمع في مجراها التنفسي وفي تشعبات رئتيها !!
مضحكة في مقطع بين فريدريك وهايسانت
جفلَ عدة مراتٍ يحاول إستيعاب ما قالتهُ للتو ، ما اهتمت لردةِ فعله بل اكملت ببرود
- في الملفِ الذي أعطاني إياهُ سولومون ، ذُكر بإن موتك قد حصل قبل عشرةِ أيام ، وحينما تكون طبيبًا جنائيًا ستدركُ انه بعد مرورِ عشرةِ أيام تنتفخُ المعدة وقبلها من المفترضِ إنتفاخُ الوجهِ وعدةِ أعضاء .. ولكن هذا لم يحدث لك
لا يدري لما لم يرقهُ هذا كثيرًا .. ما اراد تخيل نفسهِ كجثةٍ جميلة .. ليس قبل مرور ثمانين عامًا
- ولكني أردتُ التأكد لذا فتحت صدرك .. ورأيتُ قلبكَ ينبضُ بسعادةٍ في حقل أزهارٍ قبيح
جُرحَ تمامًا .. تجمعت الدموع في عينيه يجلسُ واضعًا رأسهُ في حضن فيميليا شاكيًا
- فيميليا هل سمعتِ ؟ هي تهين جمالي الأخاذ ؟
- كلا بل اهانت قلبك
- هذا جرمٌ عظيم
- ليس كذلك حقًا .. فحقول أزهاركَ مملة
تدمرت كلُ أحلامهِ وآماله ، فاتخذ من زاويةِ الجدارِ ملجئًا يقيهِ منهم .. هؤلاءِ الأشرار
وصادمة بما يخص ماضي إيليا وهايسانت
فجأة تاهت عينا إيليا .. وصمتَ وما بقي سوى صوت انفاسهِ الحارة وحسب
قلِقَ أوديسيوس ، وظهر ذلك جليًا على وجههِ يسألهُ بخوف
- أوي . ما بكَ إيليا ؟!
لمعت عيناهُ حزنًا يعبر عما في نفسه
- عثرتُ عليها .. عثرتُ على أختي اودي !
إتسعت عينا أوديسيوس بصدمةٍ عارمة ، وبدونِ تصديقٍ سأل
- حقًا ؟! ألم تقل بإنها ميتة .. ؟!
- هذا ما اعتقدته ..
- إذن .. ما الذي جرى ؟!
- أحتضنتي .. وكأنني .. لم ادمر حياتها ابدًا !
- إيليا ..
صمت الطرفانِ غير قادرين على التعبير .. بعد عدةِ دقائق تحدث أوديسيوس بحزم
- إسمعني جيدًا إيليا ، ما دامتْ حيةً فعليكَ أن تعتز بها ! تحميها ! تفعل ما بوسعكَ كي لا تبتعد عن ناظريكَ مجددًا ! أنا واثقٌ بإنها شخصٌ عظيم لأنها ما حاولت قتلك أو الإنتقام ! لذا لا تفرط فيها مطلقًأ !!
صحيح توقعت أنه قتل أهلها ولكن ليس أن يكون أخاها
وكم كان محزن المقطع عندما علمت الحقيقة عن والديها
تنفست الصعداء ببزوغِ شمسِ يوم تحريرها .. على الرغمِ من مرورِ يومين وحسب ..
إلا انها أرادتْ الهربَ حقًا من هذه المنظمةِ الغريبة .. تكفيها هذه الأحداث لحياتها في هذا العالم وفي العالمِ الآخر كذلك !
أجل ستبقى كسولةً لآخرِ يومٍ في حياتها .. ستأكل وتشاهد وتبقى حبيسة المنزل .. يكفيها العالم الخارجي ومشاكله !
حققت حلما أخيرًا .. إستعادت مفتاح شقتها .. والذي كان كما توقعت في مكتبها في المستشفى الخاص الذي تعملُ فيه
بالطبع .. اضطرت لتبرير غيابها وبسهولةٍ إستطاعت ذلك فـ المدير احمق ويصدقُ كل شيءٍ خاصة إن مثلت دور المسكينة !
وصلت هايسانث لشقتها القابعة بعيدًا بعض الشيء عن نهرِ التايمز ، دلفت إليها ترغبُ حقًا بالنومِ على فراشها البارد لباقي أيام عمرها ..
إلا أن رائحةَ القهوة جذبتها .. وجلوسهُ على طاولةِ طعامها ازعجها .. كانت شقتها مرتبة !!
مرتبةً جدًا لدرجة أنها شقهت للمعانِ النظافة ودخولِ اشعة الشمس إليها !
ليست ترا اكوام الكتب .. ولا الطعام المكدس الذي كانت تتوق لتناوله .. ولا الملابس التي القتها على الأرض لتتذكر أن غسلها واجب !!
حتى اماكن اثاثها قد تغير وباتَ مثاليًا !! ولم يعد عشوائيًا كالسابق
- أين أنا ؟! ...
- في شقتك ، آنسة هايسانث !
سولومون اللعين .. لقد اثار الفوضى في شقتها !! كيف يجرؤ ؟!!
- آنسة هايسانث ، تعلمين أن العبقرية ليست مبررًا للفوضى .. ففي النهاية لا شيء اجمل من النظافة ولمعانها !
- أتعاني من هوس النظافة ؟
- اجل
إما ان يكون صريحًا جدًا إما أن يكون هنا ليتلاعب بعقلها ، فكرت .. كيف دخل على اية حال ؟!
لكنها كانت كسولةً جدًا لتسألهُ عن هذا !
اغلقت الباب وخلعت المعطف الطويل لتلقيهِ على الأرض فيحجدها سولومون بنظرةٍ حادة قاتلة
بإنفعالٍ مكبوتٍ ردد
- آنسة هايسانث !! لا تجبريني على غسلكِ أنتِ كذلك !
اخرجت لسانها ساخرةً منه ، ثم سارت لتسكب لها بعض القهوةِ التي اعدها سولومون دون إذنٍ منها
أخرجت الحلوى من الثلاجةِ ووضعتها على الطاولة وبدأت بتناولها دون أن تخرج واحدةً له .. كُسِرَ قلبهُ بعضَ الشيء ..
تنهدَ مستسلمًا .. هذه الفتاةُ غريبةٌ حقًا !!
وقفَ وأشار لها بالوقوفِ كذلك ، فاستدار لتنظر هي لظهرهِ العريضِ بلا إكتراث
- آنسة هايسانث أتعلمين .. أنا لستُ آسفًا
- على ماذا ؟
- هذا ..
بحركةٍ سريعة أمسك بها بقوةٍ دافعًا إياها على الجدارِ المقابل ، كبّل إحدى يديها بجزءٍ من الأصفادِ الحديدة وبالجزءِ الآخر كبّل عمودًا حديديًا مثبتًا بالأرض
ضربَ قدميها فسقطت متألمة ، ثم تنهدَ مجددًا ليبدأ الحديث جديًا
- آنسة هايسانث ، أنا ما كنتُ لأستخدم هذهِ الطريقة .. ولكني أحتاج لفعلِ هذا
كانت تنظرُ إليهِ وحسب .. دون أن تتحدث إليه
- عليّ إخبارك .. بسبب فعلة إيليا الشنيعة ..
إرتجف قلبها ، وأتسعت عيناها بقوةٍ تنكر مقولته .. لا تريد سماع سببه !!
أسبابُ إيليا يجبُ أن تبقى مطمورةً في المجهول .. وإلا فهي لن تسامحه !! مهما كانت أسبابهُ فهي لن تسامحه وستعود لمحاولةِ قتله مجددًا !!
لا تريد أن تعرف !! بقاؤها في جهلها هو ما جعلها تتعامل معهُ بطبيعية ولكنها إن عرفت .. لن تفعل ذلك مجددًا !
- توقف ..
بلا إكتراثٍ أكمل
- السببُ الذي دفع إيليا لتدميرِ عشِ السعادة الخاص بك والذي أدى لقتلِ ابويكِ ، وتدمير حياتك ومحاولة قتلكِ كذلك، هو ..
- توقف ..
- أن والديكِ كانا ..
- توقف ..
- يجريان تجاربَ على البشر !!
- لا تقلها !!!!
إستغرقها الأمر دقيقةً كي تستوعب ما قاله لها .. تجاربُ على البشر ؟!
- تعدت التجاربُ البالغين إلى الأطفال والرضع وحتى الأجنة .. فعلوا كل هذا بالسر وحينما اكتشفنا .. امرنا إيليا بقتل العائلةِ كلها ! كان من المفترضِ ان يقتل نفسهُ كذلك .. ولكني أوقفته !
- مستحيل ..
- ليس مستحيلًا آنسة هايسانث ، والداكِ مجرمان بالسر بطلان في العلن ! كان على احدٍ أن يوقفهما عند حدهما .. كان عليهما الموت .. هما استحقا الموت !
- توقف ..
إحتدت عيناهُ أكثر بإبتسامةٍ حقيرة ، رفع ذقنها بأناملهِ سائلًا
- ما الذي تريدينه الآن ؟! لقد دمر إيليا حياتك .. سلبكِ كل شيءٍ في لحظةٍ غادرة ، حرقت عقلكِ وقلبكِ واحلامك .. سلب منكِ ضحكة والدكِ التي احببتها اكثر من اي شيء وسرق مرح أمكِ الذي كان يدخل السعادةَ على حياتك .. كيف ستسامحينه ؟!
إنه شيطان .. هذا اللعين شيطانٌ حقيقي !! مراد هذا الشيطانِ خبيث .. دمارها العقلي والجسدي !
ويال الأسفِ إذ حقق مراده .. وفتح ابوابَ الحقدِ في قلبها مجددًا .. جحظت عيناها وبدأت ترتجفُ من الغضب والإنكسار
أخيرآ أتمني أن يعجبك ردي لآن حقا لا أعلم كيف أكتب
أرجو أن تضعي البارت عن قريب، وأتمنى أن تعلمني عند نزوله
تحياتي ودمتي بخير " class="inlineimg" />