يُحكى أن نسراً وضع عشه على قمة إحدى الأشجار العالية، فجاءت ريحٌ عاتية وهزت الشجرة، فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج.
إختلط الأمر على إحدى الدجاجات فاحتضنت البيضة كواحدة من بيضاتها. وبعد أسابيع فقست البيضة وخرج منها نسر صغيرٌ جميل. وجد النسر نفسه بين الدجاج، وبدأ يعتاد على عادات الدجاج، ويتصرف مثل أقرانه من الصيصان حتى حسب نفسه من الدجاج. وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور، وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعاليً، وعاش حيناً وهو لا يحسب نفسه إلا دجاجة."
وفي يوم مشمس صعدت الدجاجات السلم إلى سطح القن، فانقض أحد الطيور الجارحة عليهن واختطف الدجاجة التي حضنت بيضة النسر، وطار بها. لم يشعر النسر "الداجن" بنفسه إلا وقد حلّق في السماء عالياً مطارداً الطير الجارح حتى أجبره على افلات الدجاجة..... العبرة "الشعوب العظيمة لا تُدجّن ولو طال الزمن".