غزي يختم عقده الثامن بنيل درجة الدكتوراه
في الوقت الذي ينشغل فيه أقرانه بالبحث عن أسباب الراحة أمضى سلمان عبد الله محمد حرب (79 عاماً) السنوات الأخيرة في الإعداد لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه.
وقبل أيام حقق حرب أمنية طالما حلم بها منذ أن كان صغيراً، وهي الحصول على درجة الدكتوراه.
وقال سلام، الذي عمل ناظر مدرسة وموجهاً للتربية في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا): إنه يعتبر التعليم زينة الرجل مثلما الذهب هو زينة النساء.
ومنح معهد البحوث التابع لجامعة الدول العربية حرب درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عن دراسة أعدها حول "تطوير منهج التربية المدنية للمرحلة الأساسية في فلسطين".
وبدأ حرب الدراسة للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه بعد تقاعده من وكالة الغوث وتوفر الإمكانات في الجامعات المحلية لنيل درجة الماجستير.
ويقول: كنت دائماً أحلم بالحصول على درجة أكاديمية عالية وأخيراً حققت أمنيتي، وسأواصل البحث والتعلم في مجال التربية إن مدّ الله في عمري.
وأضاف: حتى الآن لم أفرغ من الدراسة ولدي أشياء كثيرة أفعلها وسأحاول أن أخدم مجتمعي في المجالات التي أعرفها.
يشار الى ان حرب ولد العام 1929 في قرية أسدود المدمرة، وكان غادرها مع عائلته وهو في العشرين من عمره كما يقول.
وبدأت علاقة الدكتور حرب بالتعليم منذ أن التحق بالمدرسة في قرية أسدود عندما كان في السابعة من عمره.
وقال: درست مع سبعة تلاميذ فقط وعندما أنهيت الصف السابع التحقت في سوق العمل في أحد معسكرات الجيش البريطاني في المنطقة، انتقلت بعدها للعمل في مصلحة سكة الحديد.
وأوضح أنه هاجر مع عائلته إلى غزة واستقر في رفح، حيث عمل في السنوات الأولى للنكبة في مؤسسة (الكويكرز) التي كانت تقدم المواد التموينية كمساعدات للاجئين.
ولم تقف النكبة حائلاً بينه وبين مواصلة تعليمه، وتقدم لنيل شهادة الثانوية العامة بعد إكمال دراسة خاصة لمدة أربع سنوات كانت تعرف بشهادة الثقافة.
وقال حرب: إنه عمل مدرساً للجغرافيا بعد نيل درجة البكالوريوس من جامعة عين شمس.
وانتقل حرب من العمل كمدرس إلى العمل كناظر مدرسة عدة سنوات، لتختاره وكالة الغوث فيما بعد لشغل منصب مشرف مساق تكنولوجيا التربية الذي عمل فيه عشرين عاماً حتى بلوغه سن التقاعد العام 1988.
وقال: إنه تقدم لنيل درجة الماجستير العام 2000، مشيراً إلى أنه تقدم بعدها لنيل درجة الدكتوراه العام 2003 وفي أواخر شهر كانون الأول الماضي حصل على درجة الدكتوراه.
وتمحورت رسالة الدكتوراه حول أهمية إعداد الفرد القادر على التفكير الناقد والتعايش مع مجتمعه في ظل سيادة الدستور والقوانين والمشاركة في الحكم. ما شاء الله تبارك الرحمن ... اصرار وعزيمة ... الله يوفقه |