عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-24-2015, 10:26 PM
 

.







.










خفايا القدر
بحق لا تعرف ماذا يخبئ لك هذا القدر
لكن عليك الإنتظار ففي النهاية ستلاقيه

بل وقد تقف في وجه قسوته
وأختباراته التي تكون قد أثقلت كاهلك


صعب علينا أن نفهم الحياة والقدر و دورهما في تحركينا لكن
لكل بداية نهاية وكل بداية سيئة نهاية معطرة بعبق النسيم

واليوم سأحكي لكم قصة صديقي
صديقي الذي أخترت له عنوان حياته

ستلاحق الأمل أينما ذهب ...؛


أُطلقت صرخة الم
تلك الصرخة التي هزت جميع الارجاء
صرخة ودعت بها الحياة وعاتبتها
على هذه القسسوة التي هي فيها



صرخة ألم على حال ابنها الذي سيعيش بلا أم
كانت هذه نهايتها وبداية لحياة جديدة
توفيت الأم في تلك اللحظة ولكن قد تركت وراءها صبي لا يعرف
من هذه الدنيا سوى البكاء و البكاء أيضا

لم أعرف ولا هو حتى يعرف ماذا حدث في ذلك الوقت

ولد من سيحمل ملامحها
وُلد من سيذكره بزوجته العزيزة التي توفيت وهي تضعه

مر شهرين وهذا المولود بلا أم بلا رعاية

أليس هذا قاسيا أليس هذه ظلم لما يكون
حظه في هذه الحياة تعيس لهذا الدرجة

!!

من يعتني به ويعطيه حنان أم من سيربيه ليكبر ويصبح شاب

وأسئلة كثيرة دارت في عقل ذلك الوالد المسكين الذي لم يلملم جراحه بعد

طرقه بابه تلك الأنسة في ربيع شبابها

أنا من ستكون أمه
أنا من سيرعى هذا الطفل
من أجل الطفل سأفعل أي شئ

وفعلا تزوجت الأخت من زوج أختها حتى تربي الطفل المسكين
هذه تضحية لا بل أعظم من هذا
أن تعيش مع زوج أختها ولم يمضي شهران على موتها

تعيش مع من أحب أختها بجنون

أحلامها وكل ما كانت تصبو اليه قد تناثر على صخرة الواقع المرير

لكن من أجله تحملت كل هذا ربته أعتنت به

ومشت معه خطوة خطوة كانت كالظل له

كبر صديقنا العزيز وعرف الحقيقة

حقيقة الخطأ الطبي الذي أودى بحياة أمه

لم أسأله عن شعوره بتلك اللحظة فقد خجلت
خجلت من أن افتح أوجاع الماضي
التي لن يشعر بها غيره

ما أصعب أن تفتح الجروح بعد أن قاربت على الأندمال

لكنه لم ييأس ويندب حظه هنا العبرة
أن وجد له دافع في هذه الحياة

بسبب الأخطاء الطبية توفيت روحه التي كانت لتكون

لهذا وضع الهدف نصب عينيه بأنه سيصبح طبيب
طبيب بهذا المجال حتى لا يعاني أي طفل ما عاناه
ليتفادى كل الأخطاء الطبية

أليس هذا يستحق وقفة تقدير وأجلال

مع أنه يعرف في قرارة نفسه أن خمس سنين من حياته
أضافة الى سنتين من التخصص ستذهب هبائا
لن يكن له ذاك الأسم أو تلك المكانه

خاصة في المملكة السعودية


אאאאזגגג


ليست كل أم لديها حنان أم
لن يفهم الكثيرين معنى هذه الجملة

فصحيح أنه لم يكن من لحمها ودمها الا أنه ملك روحها وكيانها
أصبح كل شئ بالنسبة لها وهو فعل الشئ نفسه

لم تكن أم وحسب بل هي الصديقة والأخت ومالكه قلبه

لم أرى في حياتي من يتغزل في والدته مثله
يكتب فيها أحلى الاشعار أحلى اللوحات يرسم
ليسس فقط ليسد لها هذا الدين بل لانها كانت روحه وما زالت كذالك

واليوم هي لا تزال تراه طفلها رغم بلوغه التاسعة عشر

لن أحكي عن هذه العلاقة لاني لا أستطيع وصفها بمجرد كلمات
فهي مشاعر وأحاسيسس لا تترجم حتى


صديقنا لم تقف معاناته هنا بل وقف القدر في وجهه مرة أخرى
رغم معدله المتفوق في الثانوية الا أن النفقات الجامعية لم ترحمه


ظلموه ولكن

لم يستسلم قرر العمل والجد

كيف من أين ولماذا

لا أعرف ولا يهم المهم أنه عمل حارسا في منشأة إدارية

وأجزم من خلال الوصف الذي وصفه لي لذلك العمل
أنه عمل لا يحتاج الا لرجال
قادة ومسؤوليين
وهو أثبت نفسسه رغم صغر سنه واستصغار المسؤولين له

حتى أنه تولى مرسى القيادة بعد مرض مديره الذي جعله نائبا له

جده عمله ثباته وأيمانه أيضا
هو من أوصله وليست الواسطة فلو وجدت عنده
لما عانى كل هذا

من ترقية لاخرى من منصب وفخر لاخر

حتى قررت هذه المنشأه بابتعاثه للدراسة في مجال عملهم
مدة ثلاث سنين في الخارج في دولة أجنبية
ويعود بمنصب أعلى مما كان عليه




قد تقولون أنفتحت له باب السماء وهل عليه الخير

لكن لا لم يكن هذا الذي شعر به

بل الحيرة هي التي أستحوذت تفكيره وغرق في دوامة لا أخر لها


أيترك حلمه بالحصول على شهادة الطب ليمنع مثل هذه الكوارث
التي حصلت معه



أم يوافق على البعثة ويختصر على نفسه تعب سنين
تلك التي ربته وضحت بكل ما تملكك أيستطيع تركها والمغادرة ببساطة



وبعد صراع دام و دام ورأي من هنا و هناك

اختار الطريق الصحيح الأنسب له



لكن بالتأكيد المركز المنصب والجاه لن يحده عن الهدف الاسمى

وقرر المضي قدما دون النظر للاغوائات التي قدمت له


دخل متأخرا عن دفعته بسسة في أول امتحان قد رفع صديقنا


للسنة الثانية وهذه بسبب علاماته العالية
وتقدير أساتذه الطب له بعد أجراء أختبار خاص له

واليوم هو الأول في دفعته ولا زال المشوار أمامه طويل


ضاعت مني الكلمات ولم ولن أعرف كيف سأحكي
عن هذا الفتى الذي كلما نظرت إليه

أشعر بالفخر أشعر بالفخر بأنه يطلق علي اسم أختي

أشعر بسعادة غامرة وأنا أرى نجاحاته


لانه سيفعل المستحيل هذا من الأناس الذين
يجب أن يذكر التاريخ أسمهم

ولكن من يعتبر


علمتني الكثير ولا أعرف حتى كيف سأقول لك شكرا

و هذه قصة تعلموا منها لانها بحاجة لوقفة






.





.

التعديل الأخير تم بواسطة T Y P H O O N ; 03-27-2015 الساعة 08:28 PM
رد مع اقتباس