عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 03-25-2015, 10:43 PM
 





فراغ الموت | ظل الشيطان الأسود !

الفصل الأول [ مفتاح إلى الذكريات و عثرات . . ]

كانت تستندُ رأسها إلى الجدار غارقة في تأملُ السماء شديدة الحُلكة بالغيوم ،
تتضاربُ الأفكار إلى عقلها و تهلكه هِيَ ليست نِداً لتِلك الأفكار و الوساوسَ لتُطِلقَ زفرة تنمُ عن مدىَ تعبها
من وضعها و الأيامَ القادمة ،
تذّكرت أن أحدهم سيعودُ و تخشىَ من صحةِ أفكارها مُجرد التفكير بأنها لم تعد تثقُ به كما السابق ترتعب،
لن تتغيرَ قسوةُ الحياةِ تجاهها هي كما هي منذ طفولتها و لا تجِدُ سوىَ أن القدر يسخرُ منها طوال حياتها .

" جولييت اصنعي شيئا لنفسك . . "

انفجرت باكية بعد نفادِ صبرها و تذكرها لعبارة لطالما وضعتها أمام ناظريها لكِنّ دون جدوىَ . .




-

ينظرُ إلى الأسفلّ و يفكِرُ في قضية قد يُصبحُ من خلالها غبياً في نظِر والده أن لم يجِدّ حلاً ، لكِن بالعودةِ
إلى كلام الرئيس بولس فلا جريمة بدون دليل و هذه أولُ قاعدة يسمعها ليبدأ بالعملِ في قضية تثيرُ حنقه !
تمتمَ بسخط بالغ


" لما يتعاملون معي كأني طفل . . اللعنة "


نظرَ مجدداً إلى الأسفل و كادَ ينفجرُ غيضاً بصدق فالأمرُ لا يُحتملّ لكنّ أما التحدي أو أن يًصبحَ
محضَ سخرية لدىَ الجميع ، قرر النزولَ حيثُ سقطت الجُثة من أعلىَ المبنىَ و قد أطلِقَ الرصاصُ
عليها ليبحثَ عن دليل ما ؛ قد تكونَ إما قضيةَ إنتحار بالفعل كما كُتِبّ أو جريمة قتل !
في الرواقَ خلفَ المبنىَ ظل يبحثَ هنا و هناك و يُقلبُ في مكباتِ النفاياتّ عله يجِدّ شيئاً يقوده
إلى حلِ لغزٍ قد يكونُ لمحقق بارع أمراً تافهاً !


" ألكساندر ما رأيك أن تعودّ و تخبِرَ ذلك العجوز بولس بأنه مجرد انتحار و أن المنتحر
لسبب كان يخشىَ المرتفعات فقرر إطلاق النار على نفسه ! "

صفقَ لنفسه على ما بدرَ من عقله الذي اتعبَ نفسه بالتفكير و بالفعل اتخذَ خطوة للأمام لكي يرحل
لمركز الشرطة ، قهقه لثوانٍ لأنه أحمقَ لمجردِ أنه يُعلن الإستسلام مُبكراً كبريائه لن يسمحَ له بذلك
سيقتله الكِبرياءُ لو تقدمَ خطوة للأمام من أجِل أن يعلنِ خسارته بهذه البساطة و توقفَ عند هذا الحد
ليعبثَ بشعره الأسود كما الليلِ في حلكته منزعجاً بشدة من طلبه في أن يُصبحَ محققاً لو أنه ظل بلا
عمل و عابثاً في شوارِع مارسيليا لكان أفضل بكثير مما هو فيه الآن ، تارة يُريدُ البحثّ و أخرىَ
يريدُ الإنسحاب . . أطلق زفيراً ليبدأ بعده بالبحثِ عن أي دليل قد يقوده إلى حلِ تلك القضية
لكِنّ ضوضاءُ و أصواتٌ عالية تتهادىَ إليه من مكانٍ ما لن يُركزِ هكذا ما دامَ الصوتُ عالٍ ،
اتجهَ صوبَ مصدرِ الصوتُ كان حيثُ نهايةِ الزقاقَ الذي يتواجدُ فيه و ظلّ يُحدِقً فحسبّ !


-

يؤذي النور عيني فيثلوس اللتين أغلقهما بمجرد تسلل خيطٍ من الضوءِ إليهما فتحهما ببطء من جديد
ليجولَ بنظرهِ في المكان الذي جهله عقله الشبه غائب عن الوعي ، مُظلمٌ المكان و قليلٌ من الضوءِ
يتسلل إليه هو لا يدري تماماً ما حصلَ ليكونَ هنا و ما إن قام بإسترجاع الأحداثَ حتى أصابه الصداعُ الذي
يفتكُ به على الدوام غير إن عظامه باتت تتأوهُ منزعجة من الألم ؛ لإستلقائه على أرضية صلبة !
سمِعَ صرير بابٍ ما يُفتح ليتبدد ذلك الظلام الذي أحاطَ به ، أصواتٌ آمرة ممن وقفَ قربَ الباب


" علينا إيقاظه لنأخذه إلى برايجنت يجبُ أن ننهي كل شيءٍ بسرعة . . "

حاولَ فيثلوس أن ينتصِبَ على قدميه بقليلٍ من الصعوبة مُخاطباً الواقِفَ بشيءٍ من اللامبالاة


" خذني إلى سيدك إذاً . . "


تبسّم الواقفُ بخبثَ و باتَ يُحدِقُ في فيثلوس الذي بانَ التعبُ على قسماتِ وجهه و كما قيل فأن فيثلوس
على ما يبدو صعبَ المراس كما يُحكىَ عنه ، نطقَ من ابتسم أخيراً بسخرية لاذعة

" نأسفُ على سوء الضيافة فيثلوس دايهري . . سنأخذك فوراً إلى حيثً ينبغي أن تكون "

مشىَ فيثلوسَ خلفه كان من تحدّث و رافقه في الرُدهة التي كانت أشبه بتلك التي في السجون ، وصلَ
إلى المكانِ المنشود و خوفٌ من المجهولّ أخذ له طريقاً في قلبه ليدخلَ بعدها و كما توقعّ فإن من رآه
سيجلبُ له المصائبَ ما دامَ على قيدِ الحياة . . .

" عزيزي دايهري سعيدٌ بتواجدك هنا . . "

ابتعد فيثلوس خطوة للوراء عندما رأىَ الجحيمَ في عيني ذلك السافل ثُم أردفَ من تحدثّ بنبرةٍ مستفزة


" ستكون مُطيعاً دايهري ليس كغيرك . . و دعنا نسترسلُ في حديثنا مباشرة "

شد فيثلوس على قبضته ليعطي لكمة لمن يُخاطبه و قد ظهر الإنزعاجُ على الآخر آمراً أتباعه بعدمِ
ضرب فيثلوس

" أيها الصغير لا تزعجني و دعني أنهي ما أريد . . "

الإنزعاجُ كانَ واضحاً منه غير أن فيثلوس لن يأبه لأوامره و لن يُكرر أخطاء الماضي لن يُصبح
كلباً لديه هذا ما خاطب به نفسه محاولاً إسكاتَ ما اختلجَ كيانه ، فيثلوس لن يسكت لهذا المخلوق
المستبد بتاتاً ليتحدثَ بعد صمت ببرودِ قاتل

" ما دمت على قيدِ الحياة فتأكد بأنكَ لن ترىَ أوزميل لو ركعت أمامي برايجنت "

يستطيع الآن أن يشعرَ فيثلوس بهالاتِ الغضب التي أحاطت ببرايجنت و هذا ما أراده ليشفي
غليله و ليستفزه كما فعلَ الشيء ذاته معه . .


" هل أنت عند كلامك دايهري . . "


أومأ فيثلوس على كلامِ برايجنت ليعقبَ الأخير بخبثٍ كبير

" لك ما تريد .. "

-

مُضرجة بالدماء و رهب ألكساندر التقرب منها لكِن حالها يُرثى لها ، الفتاة قدّ أطلِقَ الرصاصُ
عليها غيرَ الخدوش التي ملئت وجهها الملائكِي لكن ما كانت لوحدها مرمية كالجثث هناك بل ثلاثة
بالقربِ منها كان إثنان منهما قد فارقا الحياة و آخرُ يُصارع مثلها عندما تحسس نبضَ الجميع ،
ذلكَ المشهدَ جعلَ نبضاتِ قلبه تتسارعَ لينبشَ مشاهد في ذاكرته غير واضحة و هذا ما يرهقه عندما
تزوره تلك المشاهد ، أسرعَ في الإتصال بالإسعافِ و الشُرطة فلن يتصرفَ لوحده هذه المرة
لكِن منظرُ تلك الفتاة هو ما آلم قلبه و لا يدري لما ؟ لم يستغرِق الأمر إلا دقائق معدودة لتصل
الشرطة و الإسعاف مما أثار الأمرُ الجلبة في المنطقة !


-


" أين يعبث أولئك الحمقى عندما أحتاج إليهم "

لا حيلةَ له من أولئك المحققين سيجن منهم بلا شك يوماً ما لكن الآن بالفعل هو بحاجة لواحدٍ منهم
و ها هو الفرجُ قد أتاه حين رأىَ وجه جولييت يظهرُ في المركزِ أخيراً ليتجه صوبها

" جولييت أين الجميع اليوم ؟ هل اليومُ عطلة و لست أعلم ؟ المهم أني أحتاجكِ أن ترسلي
لي هذا إلى الإدعاء العام فلستُ مستعدا للتواجدِ هناك هذه الأيام قبل أن يعتذر أحدهم و بعد عودتك
أريد أن تحققي بشأن قضية إختلاس الأموال من البنك المركزي "

أخذت تنظرُ إليه بتعجب من طلباته لتقول بلهجةٍ ساخطة

" على رسلك سيدي أينَ فيثلوس ليحقق بشأن القضية أليسَ هو المسؤول عنها ؟ "
" ألستِ شريكته ، أذهبِ الآن . . "

و قبلَ أن تهم بالخروج أوقفها قدومُ زميلتها كريستيانا

" هذا لكما سيدي أنت و جولييت . . "

أمسكَ بولس بالملف ليفتحه على عجل ووجد أن جل ما احتواه هو قرص قد يكون يحوي على بيانات أو
من هذا القبيل لكن ما لفت انتباه جولييت هي تلك العبارة المكتوبة خلف الملف
" أتمنى أن لا تهملوا القرص . . "
فضولُ أحدهم قد اشتعلَ و ليسَ غير جولييت من أثارَ الأمرُ ريبة و فضولا في نفسها لتسرع في سحبه من بولس و تدخله في الحاسوب . .
-
لحد يرد ,

رد مع اقتباس