عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-27-2015, 02:46 PM
 
Lightbulb الحب وجرثومة المسلسلات !

الحب . .
تلك الكلمة السحرية . .
التي تلهج الألسنة بذكرها . .
والتي قد أصبحت الشغل الشاغل لكثير من البشر . .
ولربما لولا الحروب في بلاد الحروب لتفرغ لها الناس . .
رغم وجود من يتحدث عن الحب وهو تحت القصف . .

ما معنى أن أحبك أو تحبني ؟
هل يعني ذلك أن تتطابق ميولونا وتتشابه أفكارنا ؟
هل يعني ذلك أن أمتلكك بكل ممتلكاتك وتمتلكني بكل ممتلكاتي ؟
هل يعني الحب أن نصبح جسدا واحدا وروحا واحدة ,, وإلا فلا معنى لهذا الحب ؟

هل يشترط أن يكون الحب بين الرجل والمرأة كالحب في الأفلام والمسلسلات
وإلا فلا قيمة له ؟

إن الحب في الواقع الافتراضي ـ وأقصد به حب الممثلين والممثلات لبعضهم مؤقتا ـ
مبني أساسا على المظهر الخارجي ، ثم تأتي من بعد ذلك القائمة المقررة في السيناريو
ولكل قصة سيناريو يختلف عن مثيلاتها من القصص
وكثيرا ما نقرأ هذه العبارة قبل بداية إحدى الحلقات :
( إن أحداث هذا المسلسل مستوحاة من الواقع ) !!

لعل أحداث الواقع في الحقيقة مستوحاة من ذاك المسلسل أو هذا الفلم !
لعل الشاب والفتاة اللذان يتابعان أحداث المسلسل
ما فكرا يوما في إنشاء علاقة حب من ذلك النوع
فما أن تابعا تلك الأحداث حتى ترسخت في اللاوعي برهة من الزمن
ثم جمعت المقادير بين الشاب والفتاة بطريقة أو بأخرى
فتذكر كل منهما أحداث المسلسل
طريقة التعارف
كلمات العشق والغرام
الصعوبات التي سيواجهانها
ثم يتخيلان النهاية السعيدة بالتأكيد

كل ذلك يحدث فجأة في عقل كل منهما ويصدقه .. وتمضي العلاقة في الخفاء
داخل مجتمع مسلم محافظ
وبين رجل لا يحيد عقله الباطن عن التقاليد مهما عميت بصيرته
وامرأة تؤمن بأن كل شيء ممكن مهما طغى سلطان التقاليد ,,

يوما بعد يوم ـ وذلك ما يحدث في عالب قصص الحب ـ
يكتشف الرجل أن تعبه من أجل تشييد منزل وبناء أسرة لا تستحقه فتاة خانت أهلها !
ويوما بعد يوم ـ وأكرر أن ذلك أغلب ما يحدث ـ
تؤكد الفتاة لنفسها أن هذا الرجل يستحيل عليه تركها !

وفي النهاية ، يخترع الرجل عذرا أو أعذارا لكي يقطع العلاقة
وتبكي المرأة يوما أو شهرا ـ حسب نوع الشخصية ـ ثم تعتبر نفسها من أهل الخبرة
في عالم الحب !

فمن أين استوحى الكاتب أحداث مسلسله ؟
ومن أين استوحى الشاب والفتاة أحداث هذا الحب ؟

إن الوصول إلى المحبة الحقيقية في زمننا هذا يعتبر جهادا كبيرا
وخوض غمار معركة بين نفس المؤمن الطاهرة وبين ما يواجهه من جراثيم الإعلام
ولعنة المسلسلات ، وذلك الفيروس الخطير الذي انتشر بين الناس



تحت مسمى الحب !

وليس الحب في ذاته فيروسا فإنه أنقى من ذلك وأطهر
ولكن فلسفة الحب في زمن المسلسلات أصبحت لوحة تحكم تسير بالمجتمع المسلم
نحو أخلاق ردية ودروب مهلكة

ويبقى السؤال الذي مل من طرح نفسه : إلى متى ؟






بقلم : تسنيم الجوهرة .
__________________
خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم
وإن عشتم حنوا إليكم
رد مع اقتباس