عرض مشاركة واحدة
  #124  
قديم 03-27-2015, 11:54 PM
 
الفصل السابع : [ بلطفٍ همسَ الشيطانُ في أذني ! ]









خطوةٌ أخرى قد تجعلني حرًا
ونفسٌ آخر قد يسقيني جمرًا
ربما اسقطُ مجددًا في الظلمات
لأدرك بإني خائفٌ وحسب !
لا أريد تدمير حياة .. ولم ارغب بسلبِ الحياة
تذكر .. يا أنا .. ذلك الشعور
آهٍ وكأنما صوته في اذني يهمسُ على الدوام
بإن اكون منهم اولئك الأشقياء .. آمرًا إيايَ بقتل الحياة
لن اتمكن من النجاح ، هل اوشك الأمرُ على الإنتهاء ؟
اشعرُ بوحدةٍ قاتلة .. الوحدةُ التي تهتزُ عميقًا في جوفي
يتبعها عرقٌ من خوفي .. خوفُ الأرضِ من غضبِ السماء
وها قد سُفِكتْ دمائي على أرضٍ سوداء .. بلا معالمٍ أو نجاة
لا يمكنني المسامحة بعد اليوم .. لا يمكنني مسامحةُ نفسي
وقد آويتِ نفسي صديقًا للوحشِ داخلي .. ويومًا ما سأتركُ هذا الجسد حرًّا
وادعهُ يعيثُ فيمن أحببتُ فسادًا !
- سولومون كومباتلويس




الفصل السابع : [ بلطفٍ همسَ الشيطانُ في أذني ! ]


وإذ عرفَ القلبُ إنكسارًا فإما إصلاحهُ وإما عتقهُ بليدًا مهملا ، ينفضُ غبارَ السجائر عن حجراتهِ المتوقفة ،مشعًا بزمنٍ راحلٍ و أنينٍ غير زائل ،
وقد تنتفضُ الروحُ تباعًا لهمجيةِ الظلامِ القابعِ داخلها فتفتضي طريقًا للوحشِ الكامنِ بين أضلعِ متنفسها
وأيُ بشريٍ هذا يرفضُ الحرية من جسدٍ واهن مثلِ جسدها ؟! تلك التي قبعت على الأرضِ تبكي مطر السماءِ مدرارًا ؟!
وإذ بها تصرخُ فتشرخُ السماءَ بصوتها ، تفطرُ قلوبَ الملائكةِ بلحنها ، وتحيي عزيمةَ الشياطينِ بألمها
خمشت الأرضَ فتصّرُ على وقعِ أظافرها المتقدة ، تنزفُ منها لضربِ قبضتها مرارًا على نفسِ الأرضِ المضطربة !
وما إن تحيي صرخاتها جميعَ الأرواحِ النائمة .. يهرعُ الجميعُ إليها منجدًا ، إلا أن احدهم لم يفهم حقًا ما قد رأتهُ في عينيهِ اللتين أيقظتا روحَ التشرّدِ فيها ، وذكرتاها .. أن الخلاصَ صعبٌ لمن باع روحهُ لـ لوسيفر نفسه !
وكم فكرت سابقًا .. بأنه من نسلِ الشيطان .. ذاك الرجلُ أمهقُ الرأسِ أحمرُ العينينِ كالدماء .. فلما عليها الآن أن تقاسي صدمة لقائه دون إستعداد ؟ وهي التي .. تريد لهُ من قلبها الخلاص ؟!
فريدريك الذي توقّفَ قلبهُ قلقًا على حالها ، قد أدركَ نوعًا جديدًا من الخوفِ عند رؤيتها على الأرض تصرخُ كالمجانين .. وأنهُ إن حدثَ لهذه الفتاةِ شيء .. لن يسامحَ نفسهُ ابدًا
إماراتُ الفزعِ لم تخفى على الأشباحِ المتهجولةِ في هذه المنشأة ، حينما صرخ خائفًا متوترًا مناديًا إياها

- فيميليا !!!!!

صمتت كمن لم يتوقع وقع صوتهِ على أذنها ، رفعت رأسها ببطئٍ وعيناها المهتزتانِ تتوقانِ إليهِ وإلى دفئه ، تراقصت شفتاها خوفًا تناديهِ كما ناداها

- سيد فريدريك !!

ركضَ بسرعةٍ إليها وقلبهُ خفاقٌ فقط يتوقُ لصونها من ذاك الخوفِ الذي ابتعلها لظلماتٍ ثلاث ، دون أن ينتظر سحبها بقوةٍ إلى احضانهِ مخفيًا إياها عن الأحياء ،
فتشبثت بملابسهِ كمن يتشبثُ بآخرِ فرصةٍ للحياة !! وصرخت .. صرخت وحسب ، قهرًا ، ألمًا ، خوفًا وحبًا لذاك الذي شاهدته !
الجميعُ وقفوا مشاهدين .. وهم على الفهمِ غيرُ قادرين ، وكيف لا والتي عرفت بحيويتها على الدوامِ باتت كمن عاد من ارضِ الأموات .. !
لا يدري أوديسيوس – كونه من المراقبين – لما لا يكادُ جسدهُ يتوقفُ عن الإرتجاف .. وعيناه إلى دموعها الحارقةِ تنظران ! أيٌ ألمٍ هو الذي تخفيهِ فتاةُ السادسةِ عشرَ يا تُرى ؟!
إغرورقت عينا فريدريك بالدموعِ المتحسرةِ على حالِ الفتاة ، أغمض عينيهِ متصدعًا ألمًا يربتُ على رأسها بقهرٍ كبير

- فيميليا .. صغيرتي !

لم تتمكن هي من الإحتمال !! عليها أن تخبره !! ان تخبر الجميع بذلك الخيال !! برؤيتهِ هو !! الذي ما توقعت لقياهُ قريبًا وصنفتهُ من المحال !
زادتْ تشبثها بملابسِ قائدها ، دفنت رأسها بعينينِ أشدَّ إنبلاجًا من أوسعِ الأبواب ، رسمت تلك الأعينُ المعنى الحرفي للرعبِ الذؤاف
صرخت بما رأته ، عبّرت عن مكنوناتِ قلبها بحرارةٍ أكبرَ من النيران

- لقد رأيته !! رأيته سيد فريدريك !! رأيت والدي !!! والدي كان امامي !!

فُتحتْ عيناهُ كمن تلقى ضربةً غادرةً من الظهرِ للتو ! بصدمةٍ واضحة كان كمن توقف الزمنُ عن حياته
إرتخت عضلاتهُ مفكرًا .. أيُ خطةٍ لها القدر يخطط ؟!

- رأيتي .. سولومون ؟!

- اجل !
بصوتٍ منكسر أجابتهُ .. وهو فقط لم يعرف كيف يخفف هذا العبأ عنها !





شعورٌ خفي بحدسٍ بشري ، قد ضاعَ من دهورٍ خلت ، ذاك الإحساسُ الغير إعتيادي .. الغريزةُ الحيوانية بقدومِ الخطر قد بلغت أشدها واخزةً العمودَ الفقري لكلا الإثنين اللذين أيهما لا يدري عن مكانهِ الآن
ولم يكونا بفاهمين ، لما لكلِ فردٍ فيهما الشعورُ نفسه ، بل بالأحرى لما يعرفُ كلٌ منهما شعور الآخر ؟!
رطبٌ هو مكانهما ، مظلمٌ فلا حتى الوحوشُ تحبذه ، ولا درايةَ لأساطير مصاصيّ الدماءِ به ، باردٌ كئيبٌ معزول .. !
ساهمت قطرةُ ماءٍ وقعت من السقفِ في أن تعيدَ لـ هايسانث وعيها ببطئ ، فـ عينيها فتحت محاولةً أن تستدرك ما حولها من مشاعر و أحاسيس بالمكان
ملقاةٌ على بطنها ، وكما عرفت من الألمِ في كافةِ أنحاءِ جسدها بإنها قد رميت بقسوةٍ كبيرة !
دفعت بنفسها للأعلى بيديها على الرغمِ من الثقلِ الذي تشعرُ به ، ما استطاعت أن ترى شيئًا من عتمةٍ بدائية كهذه !
تحسست الأرضَ وحسب لعلها بهذا تحصلُ على شيءٍ يفيدها . فلم تفعل !
خلال لحظات اشتعلت إنارةٌ بسيطةٌ في الغرفةِ التي بدت لها كسردابٍ تحت الأرض ، جابت بعينيها المكان فلم تدرك سوى الرطوبةِ والبردِ والعفن عند الجدران
ولمّا وقعت عيناها على شاهان الذي لم يقل حالهُ سوءًا عنها مشت إليه بهوادةٍ حتى جلست بجانبهِ وأرادتْ إيقاظه
فمدت يدها كي تفعل وإذ بهِ يمسكُ بها بقوةٍ كبيرة ويردد دون أن يفتح عينيه

- لا تلمسيني

على الرغمِ من نبرته الهادئة لم ترتح لبقائها معهُ لوحدها ، ففعلت ما ارادهُ وانسحبت يدها بعيدةً عنه ، فتح عينيه ليعتدل في جلوسهِ قريبًا منها مناظرًا إياها بغموض

- أين نحن ؟

هزت رأسها نافيةً أن لديها إجابة ، زفر بإحتقارٍ وأغمض عينيه مبعدًا إياهما عنها ، إتسعت عيناها قليلًا عند رؤيةِ الدماء منسابةً من رأسه ، عرفت بإن السبب يعودُ لإرتطامهِ بالأرض حينما تم جلبهما إلى هذا المكان
بدون أن تشعر بردة فعلها لمست الدم بأطرافِ أصابعها تحت وطأة عينيهِ الباردتين ، لا تدري لما آلمها قلبها لما حلّ به
ضرب يدها بلا إهتمامٍ مبعدًا إياها ناطقًا

- لا تشغلي بالك ، سيتوقفُ النزيفُ لوحده

هو فقط لم يرد لها ان تلمسه او ان تكون قريبةً منه .. وهو يدركُ تمامًا الصلة العميقة التي تربطهُ بها !
تنهدت غير آبهةٍ بما يقوله ، فوجدت نفسها تقطعُ جزءًا من ملابسها وتضعهُ على الجرح فاتسعت عيناه دهشةً لهكذا فعلٍ صادرٍ منها

- لن يتوقف النزيفُ برغبتك وحسب . شاهان

كم ارادَ قتلها ، كم أراد في تلك اللحظة أن يسلبَ الحياة من عينيها هاتين ، العينان اللتينِ شابهتا عينا الأدميرال ويليام .. تمامًا !
ولكنه بالفعلِ إرتاحَ لجوارها وكأنما تاقَ لأن يرتبط بها أو بالآخرِ توقًا لم يألفهُ حتى الساعة !

- أمسك بالقماشةِ جيدًا

إستعادَ وعيهُ من تفكيرهِ العميق حالما نطقت بكلماتها ، فعل ما ارادتهُ ثم وقفت تبحثُ في المكانِ عن أي شيءٍ يساعد في إيقافِ النزيف
السردابُ واسعٌ وفارغ ، إلا من حقيبةٍ كانت عند البابِ الحديدي الموصد ، أمسكتْ بها وفتحتها لتعقدَ حاجبيها بإستفهام

- ماذا وجدتِ ؟

أتاها صوتهُ مرتطمًا بقوقعتي أذنها بوقعٍ غريب ، إلتفتت إليهِ بالحقيبة فـ رأى محتوياتها بدقة

- إسعافاتٌ أولية ؟

لابد وأنهم عرفوا بعنفهم فقرروا أن يحسنوا ضيافتنا !


ساخرةٌ نبرتهُ كما كلماته ، لم تظهر أيُ ردةِ فعلٍ على وجهِ هايسانث ، اغلقت الحقيبة وسارت بها نحوه .
خلال دقائق كانت قد طهرت الجرح بمعقمٍ خاص و ضمدته جيدًا كي لا يلتهب من الهواءِ والرطوبة

- حالما نخرج إذهب لفحصه ، قد يكون لديك ارتجاج ..

ضحك فجأةً ليعقب على كلماتها بسخرية

- رأسي مرتجٌ من الأساس ، إن إرتجَ أكثر فهذهِ مشكلةٌ للعالم !

ضاقت عيناها بحدةٍ بلهاء وتنهدت تستسلم لما يفعلهُ هذا الأبله .. كم كانت مخطئةً حينما فكرت للحظةٍ بإن بينهما إرتباطًا ما !
تمايلت حدقاته ، واسودّتا قليلًا من ذكرى قديمة مرت على بالهِ فجأة ، عرفت هي ذلك من الألمِ البادي في عينيه والقبضِ الشديد على اصابهِ المتكورة !
إبتعدت قليلًا ، ثم إنحنت برأسها له فنظر إليها مستغربًا فعلها

- آسفة ..

- مـاذا ؟!

- آسفةٌ على كلِ شيءٍ فعله والدي وآذاك !

للحظاتٍ وحسب .. لم يشعر بقلبهِ ابدًا ، تعرق فجأةً مرتجفًا ، ولم تكد عيناهٌ تتوقفانِ عن الإلحاح بمنعِ البكاء !
هو .. هو بالفعلِ أرادَ وحسب أن يسمع هذه الكلمة من ويليام ! انا آسف !
لو قالها له .. لكان الحقدُ كلهُ اختفى وما كان ليصبو لقتلهِ أو قتل أبنائه !
شاهان بسيطٌ لهذا الحد .. لدرجةِ أن كلمة آسف كانت لتمحو كل شيءٍ من قلبه !
بين ركبتيه وضع رأسهُ ضامًا إياهُ بيديهِ باكيًا بحرقة ، كبت الأنّاتِ الحائرة الضائعةَ منذ أزلٍ بعيد ، إلا أن بعضها هرب من شفتيهِ سارقًا لحظةَ صمتهِ بعيدًا
حقًا كان يبكي بحرقةٍ فطرت قلبَ هايسانث .. التي ما عرفت شيئًا غير معانقتهِ حلًا !
فـ عانقته دافعةً برأسهِ لصدرها ، وهو لا يزال ضامًا رأسهُ بيديه ، أزاحَ الكلماتِ المتراكمة على صدرهِ بقوله

- لطالما أردتُ سماعها ، كلمة آسف وحسب ! فقط .. فقط اردتُ ان اسمعها تصدرُ منه ! كم تقتُ لذلك !

باتت تسمحُ على شعرهِ وحسب ، دون ان تنطق بأي كلمة !






حصدَ كل الانظار ووجهها إليهِ بمغناطيسيةِ لم يفهم احدٌ كيفية عملها ، وإذ بالأفواهِ تُفْغَرُ مشدوهة ، مصدومةً وغير مستوعبةٍ لما تلقتهُ أعينهم من الصدمة
جلُ ما يعرفونه أن دانتي دائمًا ما يفاجئهم بصيحاتٍ جديدة للموضة ولكن .. يبقى هذا المكانُ منشأةً عسكرية تابعةً للحكومة البريطانية العظيمة !
فكيف باللهِ يأتي إليها ممتطيًا جملًا عربيًا ؟! يرتدي اللباسَ العربي من الثوبِ الأبيض وملحقاته ؟!
ولم يكفهم ذلك حتى تبعتهُ مجموعةٌ من الجواري الحسناواتِ سوداواتِ الشعر والأعين ، ترتدينَ الملابس القديمة للجاريات !
إبتسم بغرورٍ يهزُ شعرهُ متفاخرًا وغير قادرٍ على إستيعابِ كون الروعة تجمعت فيهِ هو

- يا إلهي كلُ الأنظار ترمقني بإعجاب ، آه ارجو أن لا احسد نفسي يومًا لجمالي !

نزل عن الجملِ حالما وصل لوجهته متلفتًا للجارياتِ ناطقًا بالعربية

- يمكنكنّ الإنتظارُ هنا او الذهاب ، ما عدتُ بحاجتكنّ بعد اليوم !

هزت كل الجارياتِ أكتفاهنّ وهممنّ بالخروجِ غير آبهاتٍ بما قالهُ دانتي للتو ، مسح الغبار عن ثوبهِ الأبيض العربي ودخل إلى مكتبِ سولومون
تربعَ على الأرضِ قبل ان يراهُ سولومون حتى ليخرجَ شطيرتين ، إحداهما باللحمِ المقدد والأخرى بالشوكولاتة المفضلة اليه " نوتيلا "
وهو يمضغُ الطعامَ ناداه

- سولومون ، اتيتُ كما طلبتَ مني !

إلتفت إليهِ سولومون بعينينِ حادتين وغير راضيتينِ عن اللوحة السمجة التي يراها أمامه !
ضاقت عيناه وتجاهل الكلمات الخارجة من فاهِ الأحمق ، زفر وتقدمَ إليه يخلعُ قميصهُ دون تفسيرٍ منه
إحمرّت وجنتا دانتي ينظر للذي يتعرى – في نظره – بدهشةٍ عارمة ،
حالما ظهرت عضلات سولومون حتى صرخ بأنثويةٍ بحتة

- ككككككيا !! ما هذا ؟! ياللهول !!

امعن النظر وسولمون قد بدأ يفقد صبرهُ حقًا ، وضع دانتي يدًا على قلبه والأخرى على جبينهِ مردفًا

- Shit !!! what a perfect body
" تبًا !!! يالهُ من جسدٍ مثالي "

بخجلٍ وقفَ ينظرُ إليهِ مبتسمًا ببلاهة حتى وضع يديهِ على خديهِ مضيفًا بخجلٍ وهو يتراقص

- سولومون ! لو كنتُ زوجتكَ لشعرتُ بالغيرةِ من نفسي !

نفذ صبرُ سولومون ، أمسك برأسِ دانتي فضربَ بهِ الجدارَ بقوة ، صرخ بقوةٍ مخيفة

- ايها اللعين لتنزع هذهِ الرصاصة من كتفي دون أن تتحدث

أشار دانتي بإبهامهِ دليلًا على الموافقة ، تركهُ سولومون وجلس على كرسيهِ بهيبةٍ كبيرة ،
تحرّك دانتي بعدتهِ الطبية وبدأ ينتزعُ الرصاصة من كتفِ الجريح – متناسيًا بعمد – إستخدام المخدر الموضعي كي يشعر هذا الأبله بالألم
وبالفعل قليلٌ من إماراتِ الألم ظهرت على وجههِ وتعقيدةُ حاجبيهِ كانت اكبرَ دليلٍ على هذا ، على الرغم من أن عينيهِ مغمضتين إلا أنه تحدثَ فجأةً كي يربك دانتي

- دانتي هل تخفي عني شيئًا ما ؟

بإبتسامةٍ لعينة تعمد دانتي أن يغرز إبرة الخياطة في منطقةٍ حساسة من الكتف فكبتَ سولومون المهُ منتظرًا الإجابة

- كلا ولما قد افعل هذا ؟

بإبتسامةٍ متألمة أجاب سولومون

- لا أدري ربما لأن لعين ؟!

قهقه دانتي بقوةٍ يضربُ جرح سولومون بأقوى ما يمكنه والأخير يكادُ يرمي بنفسهِ على الأرضِ ليتلوى عليها من الألم !
إلا أنه كابد كي يبقي الإبتسامةَ التي حاول بها إخفاء الألم إلا انه فشِلَ بعض الشيء ! كم فرح دانتي حينما تعرق سولومون لمحاولتهِ ألا يظهر المه .. حقًا يشعر بالإثارةِ لهذا !

- أنا لعين ؟! هذه طريقتك في قول انتَ جميل ووسيم ؟! هممم هذا جيد سولومون بدأت تتحدث لغتي الآن !

اصفّر من الألمِ والأخير لا يزالُ يتعمدُ ان يضربَ الجرح بأي طريقةٍ ممكنة ، سأل دانتي بعدها بحيرة

- لما طلبتني أنا كي اعالج جرحك ؟! بإمكان أي طبيبٍ ان يعالجك

- لا ارتاحُ أن يلمس الغرباء جسدي ، على الرغمِ من أني اكره أن تلمسي إلا أنك افضل من الحمقى الآخرين

- إذن أنا احمق ؟

- بالضبط !

تنهد دانتي منكسرًا ، إلتفت يلملم أغراضهُ فنظرَ لـ سولومون بعينين منكسرتين لطيفتين تكادان تبكيانِ البحار من الحزن
رفع سولومون أحد حاجبيه ، ضحك بإستحقارٍ تام ريثما يغلقُ أزرار قميصه الأبيض ، شهق دانتي يرمي نفسهُ على الأرضِ منتحبًا شاكيًا الهم

- إلهي ! أيُ بلاءٍ أنزلتهُ بي ؟! أنا العبدُ الجميل المطيع ؟!

ضاقت عينا الآخر ، ركل دانتي بقوةٍ فتدحرج دون أن يستطيع التوقف ، بغضبٍ أبله كان يصرخ

- اللعنةُ عليك سولومون يا محب تشويه الجمال ! سأقتلك يومًا ما !!

ضحك سولومون بشر ، عيناهُ تلمعان كما الشياطين ، مشيرًا بالمسدسِ لجسد دانتي مستطردًا

- تعال وحاول ، استطيع ان اضمن لك ثقوبًا تضيف لمسةً جمالية على جسدك القبيح !

لم يستطع ان يتحمل اكثر ، اخرج منديلًا أبيض وبكى على الأرضِ كما الأرملة المجروحة لفقدِ زوجها ، القى نظرة إحتقارٍ على سولومون وهمّ خارجًا من مكتبه
وقبل أن يخرج ، إلتفت إليهِ بنصفِ جسدهِ يبتسمُ إبتسامةً زلزلت كيان سولومون لما أتى بعدها

- لا يزال فريدريك شال هاتريك حيًا يا عزيزتي !

تعالت ضحكاتهُ خارجًا ، وهو يعلمُ جيدًا بإنه ألقى قنبلةً على رأسِ سولومون الذي ما تحملت قدماهُ حملهُ اكثر فجلسَ على الكرسي يلهثُ من الصدمة

- لا .. يزال ..حيًا ؟!

نظر لليدِ التي ترتجفُ بحدة وإلى قلبهِ الذي يقرعُ بوتيرةٍ غير منتظمة ، وفجأةً .. إنقلبتَ حالهُ فبات يقهقهُ كما الشياطين في جوفِ الظلام !
وهو فقط .. تحمس لقتل فريدريك مرةً اخرى .. وللأبد !






علك العلكة بمرحٍ يدندنُ بأغنيةٍ يرقصُ على ترديدها في طريقِ ذهابهِ لمكتبِ رئيسه ، حالما سمع الرئيسُ بمقتل الفرقة كاملةً حتى جنّ جنونه وأراد الإستماعَ لتقريرٍ كامل عن الحادثة
بالطبع – كعادته – كينهيلم تهرب من هذا وخرج مسرعًا حينما كان يتظاهرُ بالذهابِ للمكتب ، هز حاجبيهِ بإبتسامةِ نصرٍ حمقاء وركض كما البلهاء خارجًا من المنشأةِ العسكرية كاملة
توقفَ حينما شدّت انظارهُ حلوى يحملها طفلٌ ما ، سالَ لعابهُ ولم يتحمل أن يترك هذا الكنز بين يدي طفلٍ أحمق ! فـ ركضَ مسرعًا ليسرق الحلوى الملونة تحت صدمةٍ الطفل
الذي التفت لـ كينهيلم بنظراتِ إنكارٍ تامة ! لم يتحدث من الصدمة ، بل إلتفت سائرًا يلعنُ هذا اللص اللعين !
تناول الحلوى بسعادةٍ بالغة حتى شعر بإهتزازاتِ الهاتفِ في جيبه فأخرجهُ يتحدث ريثما يأكل الحلوى

- نعم ؟

- كينهيلم ، تعال إلى العنوانِ المدرجِ في الرسالة

- لما ؟

- الرئيس الاعلى يريدك

- سولومون .. لا تجرح مشاعري ، قل لي السبب

- إن توقفتَ عن سرقةِ الحلوى من الأطفال قد أفعلُ يومًا ما

- ت-تبًا ، كيف عرفت ؟!

- حقًا .. كيف عرفت ؟!

اغلق الخط في وجههِ ولا يزالُ كينهيلم يمضعُ الحلوى ببلاهة ، حالما فكر بإن الموضوع سيكونُ ممتعًا .. حتى إلتهمها دفعةً واحدة وسار في طريقهِ بإبتسامةٍ حقيرة !







و هدأ روعُ الملاكِ الذي تمّ ترويعهُ من قبلِ سلالةِ الشيطان ، نامت بعمقٍ كما طفلٌ لم يعرف للهمومِ معنىً بعد
مربتًا على رأسها ، فريدريك كان شارد الذهنِ بقسماتِ ذابلة على غير العادة ، وقد قام بطردِ الجميعِ من الغرفةِ التي اكتضت بهم وبقلقهم عليها
هو يعلمُ اشد العلم بإن سولومون كما هي .. قد كُرِبَ لرؤيةِ إبنته أمامهُ فجأة ، و هو واثقٌ من أن الألم الذي اصابه عند رؤيتها مقعدة لن يزول أبدًا حتى وإن لم يظهرهُ مطلقًا !
وقفت ساباثان تنظرُ إليهِ من بعيد مستندةً على الجدارِ دون أي همسٍ منها حتى ، فاقتربت منهُ بعد حين تضعُ يدها على وجنته وجبينها على جبينه

- عزيزي ، لنتركها ترتاحُ قليلًا ، وعليكَ كذلك .. ان ترتاح من هذا التفكيرِ العميق !

إبتسم بذبول ، يضعُ يده على يدها معقبًا

- ان تتحدثي عن اخيكِ بتلكَ الطريقة .. ساباثان أنتِ قاسية !

أغمضت عينيها ، إبتعدت عنه متجهةً صوب الباب ، إبتسمت لهُ بحزنٍ وأسترسلت

- اخي الأحمق سولومون .. لم يعد اخي حينما قتل زوجتهُ بيديه !

خرجتْ بعدها ، وهو لم يعقب على كلماتها تلك أبدًا ، أعاد النظر إلى فيميليا النائمة وآثارُ الدموع لا تزال واضحةً على وجنتبيها المتوردتين ، بدأ يتذكر .. قصة كفاحِ صديقهِ في الحصولِ على هذه الطفلة الجميلة !

" فلاش باك "
" قبل ستة عشر عامًا وستة أشهر "

تردد كثيرًا في أن يطلب يدها ، فكيف بهِ أن يفعل هذا وهو لا يزال في الحاديةِ والعشرين ؟!
ولكنهُ قلق .. قلقٌ وحسب من أن يسبقهُ رجلٌ آخر إليها ، لن يسمح ان تقع حبُ حياتهِ في يدي شخصٍ آخر ابدًا !
سولومون .. لم يعرف كيف يتصرف حينما كان جالسًا معها في مقهىً وسط باريس ، وهي التي شغفتهُ حبًا بكل ما فيها !
بان التوترُ عليه حتى ضحكت سيلوندريا عليهِ برقةٍ تضمُ يديهِ بيديها ، الشتاءُ في باريس باردٌ جدًا و قاتلٌ للعظام ! إلا إنها حلمت دائمًا بالقدومِ إلى هنا في الشتاء .. وقد حقق لها سولومون هذا !

- ما بك سولومون ؟ لست على عادتك !

إتسعت عيناهُ قليلًا يطيلُ النظرَ إلى الإبتسامةِ الساحرة التي يحملها ثغرها ، إبتسمَ بلطفٍ شديد ، وهو الذي تتوردُ وجنتاهُ دائمًا في البرد ، كما يحمرُ أنفهُ بطريقةٍ يكرهها !

- في الواقع سيلوندريا هناك أمرٌ أريدُ إخباركِ به

- ما هو ؟

ضم يديها بشكلٍ أقوى ، إتسعت إبتسامته حتى توردت وجنتاهُ أكثر يفاجئها بكلماتهِ الصادقة

- هل تقبلين الزواج مني ؟!

شهقت بقوةٍ لتسكب القهوةَ على الطاولة ، بحركةٍ سريعة غطت فمها بيديها ولا تزالُ مصدومةً من طلبِ سولومون المفاجئ !
توترت بشدة ، تشيحُ بعينيها يمنةً ويسرى كي لا تلتقي بعينيهِ الساحرتين !

- ما رأيكِ سيلوندريا ؟!

- أ-أنا ..

- أنتِ ماذا ؟!

صمتت للحظات ، حتى باتت جديةً كعادتها .. بحزمٍ وإنضباط حدثته

- سولومون .. تعرفُ جيدًا بإني لا اجيد الطهو أليس كذلك ؟

- أجل

- كما إني صاحبةُ ذوقٍ سيء في الملابس والأثاث

- أجل اعلم

- ولا تنسى بإني اعشقُ الحيوانات المحنطة

- لن انسى مطلقًا

- هل تقبل بحمقاء مثلي لتكون زوجةً لك ؟

- بالتأكيد !

- إذن .. أنا اقبل !

إتسعت عيناهُ سعادةً بالغة ، أخرج الخاتم بسرعةٍ متوترًا ليضعهُ في إصبعها ، قبل يدها أمام كل من كان في المقهى متناسيًا حضورهم
إبتسمت سيلوندريا حتى توردت وجنتاها ، مردفةً بحب

- سنكون معًا دائمًا .. أليس كذلك ؟!

- أجل !

- إنتهى


اغمض فريدريك عينيه وخرج من غرفةِ فيميليا تاركًا إياها في عالم أحلامها لعلها وحسب .. تبقى فيه كي لا تلاحقها كوابيس العالم الحقيقي !
بات يسير وحيدًا في المقرِ الواسع ، يحاول الفرار بأشد ما يمكنه من الأفكار والذكرياتِ التي تلاحقهُ على الدوام !
توقفَ بعد أن رآهما واقفين يرمقانهِ بقلق .. إبنه رودين و أبنه الآخر الذي لم ينجبه أوديسيوس !
كلاهما اتجها إليهِ في نفسِ الوقتِ فوقفنا بجانبهِ قلقين ، اسرع اوديسيوس يالحديث

- كيف هو حالها الآن ؟

إبتسم فريدريك بفتور

- نائمة بعمق

تنهد اوديسيوس مرتاحًا وكاد يسقطُ من ثقلِ الخوف الذي انزاح فجأةً عن كاهله ، أمسك بهِ رودين مبتسمًا بهدوء

- لا عليك اودي ، كل شيءٍ بخير

- اجل اعلم

حوّل رودين عينيه لوالده الذي حملت عيناهُ نظراتٍ ما استطاع ان يفسرها ، سأل بفضول وجدية

- والدي ما الذي يشغل تفكيرك ؟

إسودّت عينا فريدريك من غضبٍ دفين ، نظر لإبنهِ بجديةٍ يحاورهُ بقوله

- كنتُ أفكر وحسب .. بمشاعر سولومون قبل سنواتٍ طويلة

تعجب رودين كما تعجب اوديسيوس فسألا في آنٍ واحد

- ما الذي تعنيه ؟

أغمض عينيه ، ثم حدثهما بالقصةِ التي اخفاها لسنواتٍ طويلة

- بعدما تقدم سولومون لخطبةِ سيلوندريا وخلال اقلِ من ثلاثةِ اشهر تكرر دخولها للمشفى لأكثرِ من ثمانِ مرات .. وبعدها ..

" فلاش باك "
" قبل ستة عشر عامًا وثلاثة اشهر "

كلٌ منهما جلس على كرسيٍ متجاور ، يمسكانِ أيدي بعضهما بتوترٍ شديد !
سيلوندريا التي كانت تتوقع الأسوء ما أتى على بالها الكلامُ الذي يحدثها بهِ الطبيب ، أمسكَ بها سولومون بقوة من كتفيها كي لا تسقط مغشيًا عليها من الصدمة
نظر للطبيب بنظرات أرهبته وطالب بتفسيرٍ لما يسمعه

- لتفسر هذا الكلام وإلا ..

توتر الطبيب ، إزدرد لعابهُ ثم شرح كل كلمةٍ قالها

- كما قلتُ قبلًا ، لدى السيدة سيلوندريا مشكلةٌ في رحمها ، للأسف ليس لديها فرصةٌ للإنجاب إلا خلالِ هذه السنة .. وبعدها ..

- بعدها ماذا ؟!!

- خلال سنة وبضعة اشهر سيتعفنُ الرحم في داخلِ جسدها ، هو واهنٌ جدًا من المرضِ الغريبِ الذي اصابه .. لذا سنضطر لإزالته بالطبع

- ماذا ؟!!

- آسف سيد سولومون .. ولكن هذهِ الحقيقة المرة !

إرتجفت سيلوندريا ، ساعدها سولومون بالخروجِ من مكتبِ الطبيب فاستوقفتهُ متمسكةً بملابسهِ بشدة ، هي لا تريد هذا !! تريد طفلًا ! طفلًا يكون سولومون والده !!
لن تقبل بإن تخسر هذهِ الفرصة امام المرض ! ستنجبه الآن لو اضطرت ! لا يهمها بإنها في العشرين وحسب من عمرها !
بنبرةٍ باكية حدثت خطيبها

- سولومون أرجوك .. أريد ان انجب طفلًا .. طفلًا أنتَ والده !! أرجوك لا تدع هذه الفرصة الوحيدة تمرُ دون إستغلالها !! ارجوك ..

عيناها الباكيتان قد هزتا قلبه ، وإصرارها هذا اسعدهُ حقًا .. فلربما لم يظهر هذا ولكنه يتوقُ حقًا لأن يكون ابًا .. ابًا لطفلٍ هي والدته !
إحتضنها بقوةٍ بين ذراعيهِ القويتين ، مبتسمًا بثقةٍ وجدية ، مريحًا نفسها

- بالطبع عزيزتي .. سيكون لنا طفلٌ بجمالك !

- إنتهى –


تنهد فريدريك مكملًا

- وبعد عشرةِ اشهرٍ من هذا ولدت فيميليا .. واستأصل الطبيبُ رحم سيلوندريا التي لم تعد قادرةً على الإنجابِ بعدها !

صمتا ولم يعلقا على الذي سمعاه ، فهذهِ الحكاية تعارض في مفهومها تمامًا .. ما سمعاهُ من فيميليا قبلًا !






بعدما توقف شاهان عن البكاءِ بقيا صامتين طوال الساعتين اللتين قضياها في السردابِ الرطب ،
لم ينظرا لبعضهما حتى ، ولم ينبسا ببنتِ شفا تجاه المشاعر التي اجتحفت في سيلها قلبيهما في آنٍ واحد ،
شاهان فقط بقي مفكرًا .. في كيفية إخبارها بالحقيقة ، بالحقيقةِ التي اخفاها داخل صندوقِ أسرارهِ طوال سنواتٍ طويلة
سرقَ نظرة إليها وإلى القسماتِ التي شابهته بعض الشيء .. من الصعبِ ملاحظةُ الشبهِ إلا عند التدقيق في ملامحهما سويةً
إبتسم بسعادةٍ لم تخفى على هايسانث التي تعجبت من هذه سعاةً مفاجئة ، بفضولٍ سألت على غير عادة

- ما الأمر شاهان ؟

توقفَ عن الضحكِ بملامحٍ بلهاء ووجنتين متوردتين ، أشاح بعينيهِ بطريقةٍ مضحكةٍ ولطيفة يحاول التملص من الإجابة ، اغمضت عينيها ثم صمتت لفترةٍ طويلة
فجأةً تذكرت ما ارادت ان تسأله عنه ، نظرت إليه بجديةٍ ممسكةً بيدهِ حتى يتهرب من الإجابة

- ما العلاقةُ التي تربطك بوالدي ؟

إتسعت عيناه تعجبًا لسؤالها ، إكفهر وجههُ قليلًا يحاول أن يبعد عينيهِ عنها دون أن ينجح حقًا في فعلِ هذا ،

- لن ترغبي .. بمعرفةِ هذا هايسانث

كلامهُ هذا اثناها لثوانٍ ولكنها فقط فضوليةٌ بشأنِ والدها .. خاصةً انها ليست بقادرةٍ على رؤيتهِ بل هذا من المستحيلات
بجديةٍ اعادت السؤال

- ما العلاقةُ التي تربطك بوالدي شاهان ؟

عيناه لمعتا بلمعةٍ سعيدةٍ متوترة ، سعيدٌ لأنها ستعرفه .. ومتوترٌ لردةِ الفعلِ التي سيلقاها تاليًا !
وقبل أن يشرع بالإجابةِ تحدثت بغموضٍ ألفهُ فيها

- منذ صغري تعودتُ على رؤيتكَ في ساحةِ التدريب .. مراقبًا بصمت وحسرة كل الأطفالِ الذين يكبرون ليكونوا اقوياء .. كنت ترتدي لباسَ المستشفيات على الدوام ولم ادري لما .. كنتُ دائمًا انجذبُ إليكَ لسببٍ ما

لا يدري كيف يعبر عن هكذا شعور ، شعور أن تتذكرهُ التي يوشكُ على إخبارها بمكن يكون ! إبتسم ببراءةٍ شديدة يشكرها من اعماقه

- شكرًا هايسانث .. يسعدني أن تتذكريني !

لم تفهم سبب السعادةِ التي تسللت إليه ، وهي التي تتذكرهُ بحالهِ المأساوي ذاك ! مراقبٌ وحسب .. صامت .. وآثارُ الألمِ على وجههِ واضحة !
أخذ نفسًا عميقًا ، نظرَ للفراغِ بجدية ثم أخبرها بما ارادت سماعه

- في الواقع هايسانث .. انوو ..

- ماذا ؟

- إن ويليام يكون ..

- يكون ماذا ؟

- ويليام .. هو والدي !

- م- ماذا ؟!

اخذتها الصدمة التي وقعت على مسمعيها ، إتسعت عيناها وصوتُ ما في داخلها .. يثبتُ الأمر وينهيهِ في آنٍ واحد !
أمالت رأسها بغير تصديق .. وخفقانُ قلبها يتسارعُ رويدًا رويدًا ، إزدردت لعابها ، واهتزت شفتاها بحديثها

- إذن أنت تكون ..

- انا شقيقك .. ولدنا في نفس اليومِ حتى لكن من امهاتٍ مختلفات . .

- لم..

- انا ناتجٌ لتجاربِ والدكِ ووالدتك..

ما استطاعت أن تتقبل الصدمةَ الأولى .. حتى اعطاها صدمةً أخرى مذكرًا إياها بمقتلهما قبل تسع سنوات ..
السبب الرئيسي في موتهما .. هو السبب الرئيسي في ولادةِ شاهان ..
أيُ عقدةٍ هذه ؟!


[/FONT]







__________________