موضوعي عن عبارة قرأتها مؤخراً ،،
تقول : " إذا رأيت إمرأً يقول فيك من الخير ما ليس فيك ، فلا تأمن عليه أن يقول فيك من الشّر ما ليس فيك "
فما مدى صحة هذه العبارة .. خصوصاً أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يجاملون لدرجة كبيرة أمامنا ..
و هذا يحصل دائماً ..
من وجهة نظري أراها صحيحة وأتفق معها.. فمن يقول فيك من الخير ما ليس فيك ليتملقك.. فإنه لن يتورع أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك تملقاً لغيرك..
فالشخص يستطيع أن يُجامل ويُقدِّر الآخرين من دون أن يكذب.. وذلك بالتركيز على الإيجابيات والتغاضي أو التغافل عن السلبيات.. خصوصاً في الذوقيات والكماليات التي تتسع لمساحة واسعة من الآراء المقبولة..
وقد ورد في الأثر أن عيسى -عليه السلام- مرَّ في نفر من أصحابه على شاة ميتة.. فقال لهم: صفوها، فذكروا من كراهة رائحتها وبشاعة منظرها.. فقال عليه السلام: "لم يقل أحد منكم ما أشد بياض أسنانها"..
ويستطيع أيضاً الشخص الواعي أن ينتقد إذا تطلب الموقف ولكن بطريقة لبقة من دون أن تجرح الآخرين.. ومن خير ما يستشهد به في هذا المقام مقولة الرسول صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- في تفسره لرؤياه: "نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي من الليل"..
أما الانتقاد العنيف للآخرين في كل صغيرة وكبيرة.. وتتبع سقطاتهم والبحث عن معايبهم.. والتجاهل التام لحسناتهم بدافع الصراحة والتقويم.. فأعتقد أنه ليس من الحكمة في شيء.. ولن يستفيد صاحبه سوى تنفير الناس وعدم الأخذ بنصائحه وإن كانت صحيحة..
أُهنئك أخي الكريم على عُمق الفكرة ورُقي الطرح
شكراً جزيلاً لك *****