وقال تعالى:
{ قُلْ هُوَ
اللَّهُ أَحَدٌ *
اللَّهُ الصَّمَدُ *
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ }
[سورة الإخلاص].
عن أنس رضي الله عنه قال:
كانَ رجلٌ من الأنصار يؤمهم في مسجد قُباء،
فكان كلما افتتح سورة
يقرأ بها لهم في الصلاة مما يقرأ به؛
افتتح بـ( قل هو الله أحد )،
حتى يفرغ منها،
ثم كان يقرأ سورة أخرى معها،
وكان يصنعُ ذلك في كل ركعة،
فكلَّمهُ أصحابهُ فقالوا:
إنك تفتتح بهذه السورة،
ثم لا ترى أنها تجزئك حتى تقرأ بالأخرى!
فإما أن تقرأ بها،
وإما أن تدعها وتقرأ بأخرى،
فقال: ما أنا بتاركها،
إن أحببتم أن أؤمكم بذلك فعلتُ،
وإن كرهتم تركتكم،
وكانوا يرون أنه من أفضلهم،
وكرهوا أن يؤمهم غيره،
فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر.
فقال:
( يا فُلانُ،
ما يمنعُك أن تفعلَ ما يأمرك به أصحابُك؟
وما حملَكَ على لُزوم هذه السُّورة في كل ركعة )؟
قال:
إنِّي أُحبُّها،
قال:
( حبُّكَ إياها أدخَلَكَ الجنَّة )
[رواه البخاري في صحيحه].
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ
أن النبي صلى الله عليه وسلم
بعثَ رجلًا على سرية
وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم،
فيختمُ بـ( قل هو الله أحد )،
فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم
فقال:
(سلوه: لأي شيء يفعلُ ذلك)؟
فسألوه، فقال:
لأنها صفةُ الرحمن،
وأنا أحب أن أقرأ بها،
فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
( أخبروه
أن الله تعالى يحبه )
[رواه البخاري في صحيحه].
يعني أنها اشتملت على صفاتِ الرَّحمن.
وقد أخبر سبحانه أنَّ له وجهًا،
فقال:
{ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ }
[الرحمن/27].
وأن له يدين،
فقال: { لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ }
[ص/75]،
{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ }
[المائدة/64].
وأنه يرضى ويحب
ويغضب ويسخط،
إلى غير ذلك
مما وصف الله به نفسه،
أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم.