نت تعترف بالخطأ .. أنت إذن إنسان ___ مشاركة في الفعالية طابت أوقاتكم
منذ بضع سنين حاولت تلميذة في الطور الإعدادي أن تزور علامتها في إحدى المواد
وكانت أول مرة تفعلها فلم تفعلها بإتقان وسرعان ما اكتشف الأستاذ أمرها
وقام بتأنيبها أمام زملائها
حاولت الإنكار مرتين وفي الثالثة اعترفت قائلة " نعم لقت زورت علامتي وأعترف أني أخطأت "
ثم دق الجرس ودخل أستاذ آخر ليستأنف مادة أخرى
فتكلم الأستاذان قليلا قبل أن يفترقا وكان تصرف التلميذة محور الحديث
غضب الأستاذ الثاني من تصرف التلميذة وقال للأستاذ الأول : " كنا نعدها نجيبة مؤدبة إمنحها علامة صفر ولا تسامحها "
فرد الأستاذ الأول وفي رده بيت القصيد :
" لا يا أخي لقد كانت تمتلك شجاعة الاعتراف بالخطأ وتقديرا لذلك لن أعاقبها "
***
كان ذلك منذ اثنتا عشرة سنة
وكنت أنا تلك التلميذة
ترسخت عبارة الأستاذ في ذهني وتعلمت واقتنعت منذ ذلك الحين
أن الاعتراف بالخطأ " شجاعة "
وتأملت ردة فعل الأستاذ الأول مقابل انفعال الأستاذ الثاني
ربما لو اقتنع الأستاذ الأول بأني أستحق علامة صفر لزرع في نفسي كرهه وكره مادته وكره الأستاذ الثاني
والأخطر من ذلك : لزرع في نفسي كره الاعتراف بالخطأ ولجعلني أحمل قناعة خاطئة تقول :
أن من يعترف بخطئه سيخسر سينال علامة صفر
ولعشت طول حياتي متمسكة بأخطائي مادام الاعتراف بها يجلب لي الأصفار
هكذا هي أفكارنا حين نواجه شخصا يقر بخطئه
فأغلبنا للأسف ينصب نفسه قاضيا على المخطئ ، وينطق بأقسى حكم عليه
ناسيا أنه أيضا بشر وسيأتيه يوم يخطئ فيه فيقف مكان المتهم لكي يقضى في أمره
أجل :
ألا تعتقدون أن قابليتنا لنسامح وننسى ضعيفة
هل ترون أن الاعتراف بالخطأ أصبح عملة نادرة في النفوس
هل تملك القدرة على رؤية مزايا شخص مهما كثرت عيوبه
أخيرا : الاعتراف بالخطأ شجاعة ، هل توافقني الرأي
دمتم بخير ]
التعديل الأخير تم بواسطة oud ; 04-08-2015 الساعة 09:15 AM |