تأهل عيضه السفياني واللجنة تمنح بطاقة عبور للمشعان منافسة حادة بين العتيبي والشبرمي والرشيدي وآل حيدر اختتمت أول أمس فعاليات الحلقة الثانية من المرحلة الثانية من برنامج مسابقة "شاعر المليون"، تحت رعاية ودعم سمو الشيخ محمد ابن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحه، والذي تُنتجه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وتُنفذه شركة بيراميديا، ويُذاع من على مسرح شاطئ الراحة عبر قناتي أبوظبي وشاعر المليون الفضائيتين إضافة إلى إذاعة إمارات (أف. أم)، وشهدت الحلقة إعلان الدكتور غسان الحسن عضو لجنة التحكيم عن آلية بطاقة العبور التي تمنحها اللجنة لأحد شعراء حلقات المرحلة الثانية كفرصة إضافية، وذلك لتعدد الشعراء المتميزين في هذه المرحلة، وتُمنح البطاقة من خلال التداول بين الأعضاء وتزكيتهم لأحد الشعراء . وبالأمس منحت اللجنة أولى بطاقتها لمتسابق الحلقة الماضية خلف مشعان العنزي، في حين تأهل زميله المتسابق عيضة السفياني إلى المرحلة القادمة، بعد أن حصد أعلى نسبة تصويت. كما شهدت الحلقة في نهايتها قرعة اختيار متسابقي الحلقة القادمة وهم محمد بخيت النوه المنهالي (الإمارات)، عايض بن غيدة القحطاني (قطر)، هلال المطيري (السعودية)، فالح الدهمان الظفيري (السعودية)، وسيتنافس الأربعة بتقديم قصيدة رئيسة إضافة إلى قصيدتين قصيرتين عن بِر الوالدين، وقصر الحصن الشهير في أبوظبي. تميزت الحلقة بالمنافسة الشديدة بين الشعراء الأربعة وهم خالد محمد العتيبي (السعودية)، ثنيان سرور الرشيدي (السعودية)، مهدي آل حيدر الوايلي (السعودية)، خليل الشبرمي التميمي(قطر)، حيث ظهرت إبداعاتهم في القصائد التي قدموها، وبحضور عدد كبير من محبي الشعر الشعبي إضافة إلى ضيف الحلقة المطرب حمد العامري. رغم الحالة الصحية الطارئة له والإصابة التي ألمت بقدمه، إلا أن ذلك لم يمنع المتسابق ثنيان سرور الرشيدي (السعودية)، من المشاركة في الحلقة، حيث قرأ قصيدته بأسلوب متميز، قال عنها الدكتور غسان الحسن: تميزت موضوعاتها بالتسلسل وأشاد صاحبها بالمسابقة والشعر الذي استطاع جمع العرب في حين فشلت السياسة في ذلك، وأضاف: إن القصيدة بها إضاءات شعرية، وقال حمد السعيد: القصيدة تدل على شاعر واحتوت على صور جميلة، وأضاف سلطان العميمي أن فكرة القصيدة تطرق إليها المتسابقون من قبل، إلا أن "ثنيان" تناولها بأسلوب جيد، واستحضرت القصيدة ثلاث مراحل بداية من الماضي ومقارنته بالحاضر وانتهاءً بالمستقبل، وقال بدر صفوق: القصيدة مليئة بالشعر وتراوحت بين القوة والجزالة الشعرية وزاد السياق العام للمدح من حماس الشاعر، وأشاد تركي المريخي بجمال النص. وألقى المتسابق خالد العتيبي (السعودية) قصيدة في مدح الوطن، وأبدى حمد السعيد إعجابه بالنص حيث تناول فكرة مسابقة شاعر المليون، وقال سلطان العميمي: القصيدة تميزت بجمال الإلقاء، ويحمل موضوعها رسالة عن الشعر واستحضر صاحبها التاريخ والدين والبلدان إضافة إلى تقديمه معاني سامية مثل الدعوة للتسامح والتوحد، وتميزت باللغة الشعرية الراقية، وقال بدر صفوق: إن الشاعر اعتمد على عنصر المكان بداية من الحصن، كما تحدث عن الإفرازات الشعرية السيئة غير أن الشاعر حمل رسالة شعرية جميلة، وقال تركي المريخي: إن الشاعر التقط "الحصن" مدخلاً جميلاً للقصيدة، كما يبوح بما يجول في خاطره بقصيدة فاخرة، وذكر الدكتور غسان الحسن جماليات النص التي تمثلت في الإضاءات الشعرية المتعلقة بالوطن والدين والتّوحد والإفتخار بالمعالم الإسلامية، كما بث المتسابق الروح في كثير من الأماكن التي وردت بالنص. تلاه المتسابق خليل الشبرمي التميمي (قطر) الذي ألقى قصيدة غزلية قال عنها سلطان العميمي: إن نصها عاطفي يحمل الكثير من الرِقة واعتمد المتسابق على الجرس الموسيقي والإيقاع والمحسنات البديعية، وانقسمت إلى قسمين، أولهما ذاتي حمل لغة وعبارات الشاعر وتمثل ذلك في الأبيات الخمسة الأولى والأبيات الثلاثة الأخيرة، أما القسم الثاني، فكان في وصف المحبوبة وجاء في منتصف القصيدة واستخدم المتسابق مفردات لها دلالاتها المباشرة، وقال بدر صفوق: إن النص اعتمد على التناقضات وتحول صاحبه من شاعر إلى عازف موسيقي على إيقاع المفردة وأسعد به محبوبته، واتفق معه تركي المريخي في جمال النص بوصف المحبوبة، وأشار الدكتور غسان الحسن إلى إنتماء القصيدة إلى اللغة أكثر من الشعر، فالكلمات منتقاة وتنتمي إلى الموصوفة وتتصل بحرف (الكاف)، غير أن كل كلمة لاتنتمي إلى الأخرى فهي قصيدة مُركبة، وقال حمد السعيد: إن القصيدة بها إبداع شعري ومخزون ثقافي من المفردات. وألقى المتسابق مهدي آل حيدر الوايلي (السعودية) قصيدة في حب الوطن، تفاعل معها الجمهور، وقال بدر صفوق: إن نصها مرتبط بدلالتين، الأولى هي الشاعرية في الوطن، والثانية هي العنف ضد أعداء الوطن، ووصف تركي المريخي الشاعر بالطامح في تقديم نص يلفت الإنتباه، وأشاد الدكتور غسان الحسن بالحماسة القوية في إلقاء الشاعر والعنف الغالب على وصف الوطن والشاعرية الموجودة به، وأضاف: موضوع النص لم يذهب لجزئيات الوطن وإنما ذهب للوطن بمجمله، ووصف حمد السعيد النص بالراقي، وقال سلطان العميمي: إن النص تميز بالبناء المُحكم والصياغة الجميلة ولم يُسرف صاحبه بالجنوح للخيال، ووظف الشاعر مفردات ملائمة لموضوع النص ولها دلالات ومعاني ترتبط بالعلو والشموخ. ثم ألقى المتسابقون الأربعة، قصيدة مكونة من أربعة إلى ستة أبيات عن موضوع الطير، وعلقت لجنة التحكيم على كل قصيدة حيث أشار تركي المريخي إلى تميز كل شاعر في طريقة تناول الغرض مع تقارب مهدي آل حيدر وخالد العتيبي في وصف الطير، وأشار الدكتور غسان الحسن، إلى أن أوصاف المتسابق ثنيان الرشيدي جاءت عامة للطير، وتميز وصف خالد العتيبي بالمقلوب حيث انقلاب المشّبه والمشّبه به، وذهب توظيف الطير عند خليل التميمي كرمز للرجولة، واتخذ مهدي آل حيدر الطير رمزاً في البيت الأول فقط وذهبت بقية أبياته للمدح فقط. وقال حمد السعيد إن مهدي آل حيدر وخالد العتيبي استغلا الطير في المدح، وجاءت فكرة ثنيان الرشيدي بعيدة عن وصف الطير، وذهبت فكرة خليل التميمي إلى النصيحة، وقال سلطان العميمي: إن قصيدة ثنيان الرشيدي بها وصف مبسط عن الطير، والتقط خالد العتيبي الطير كشعار لدولة الإمارات، وعمل التميمي على توظيف النصح مستخدماً الصقر كنموذج للشموخ، أما مهدي آل حيدر فتميز بالذكاء في تحويل الوصف إلى المدح. وقال بدر صفوق: إن ثنيان الرشيدي، استخدم سياق تاريخي في وصف الطير، وكان البيتان الأول والثاني في قصيدة خالد العتيبي لوصف الطير، وتعامل خليل التميمي بذكاء مع وصف الطير، وأوجد مهدي آل حيدر علاقة بين الطير والطبيعة. ثم اختتم كل متسابق الحلقة بإلقاء قصيدة قصيرة ثانية عن التسامح، وصفها الدكتور غسان الحسن بالمتكاملة، حيث اشترط خالد العتيبي التسامح من خلال نفس عالية لا ترضى بالخنوع، وأعطى ثنيان الرشيدي نماذج مشرقة في التسامح كعفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن أحد اليهود وذكر خليل التميمي الجانب السلبي للغرض حيث لا يجوز التسامح في مواطن العزة، وقال حمد السعيد: ذكر المتسابق ثنيان الرشيدي حالتين للتسامح، وأبدع خالد العتيبي في غرض التسامح، وتناوله خليل التميمي بطريقة كوميدية، في حين جاءت قصيدة مهدي آل حيدر عن بعض مواقف الأمة العربية. وقال سلطان العميمي: إن قصيدة ثنيان الرشيدي تميزت بالإستحضار الديني للتسامح، وأعطت قصيدة خالد العتيبي للتسامح مضمون شخصي جميل، وتميزت أبيات التميمي بالطرافة، وأبرزت قصيدة مهدي آل حيدر الغرض من موقفه الخاص. وأضاف بدر صفوق: أن قصيدة خالد العتيبي، تناولت القيم الإنسانية النبيلة، وتناول مهدي آل حيدر التسامح بذكاء متفرد حيث تعامل معه بغير مفهومه العام، وأوجد ثنيان الرشيد مفهوم التسامح من زاوية دينية. واختتم تركي المريخي النقد بقوله إن المتسابقين الاربعة أجادوا توظيف الغرض حيث استخدم خالد العتيبي التسامح لكبح النفس البشرية، وتمثل عند خليل التميمي بالشعار والقيمة، واعتبره مهدي آل حيدر هم سياسي، واستشهد ثنيان الرشيدي بتسامح الرسول. وفي نهاية الحلقة أعلنت لجنة التحكيم عن تقييمها لقصائد المشاركين حيث جاءت درجاتهم كالتالي خليل الشبرمي التميمي (قطر) 44 درجة، وتساوى المتسابقان مهدي آل حيدر خالد العتيبي (السعودية) في النتيجة حيث حصل كلا منهما على 43 درجة، وتلاهما ثنيان سرور الرشيدي (السعودية) ب 35 درجة. منقول |