عرض مشاركة واحدة
  #820  
قديم 04-11-2015, 09:26 AM
 
ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻠﺴﻜﻦ في ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻟﻨﺪﻥ ،
ﻟﻴﻘﺘﺮﺏ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ،
وﻛﺎﻥ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻥ عمله ،
ﻭ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻘﻠﻪ ﺑﺎﻟﺒﺎﺹ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ .

ﻭﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺩﻓﻊ ﺃﺟﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻭ ﺟﻠﺲ ،
ﻓﺎﻛﺘﺸﻒ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺃﻋﺎﺩ ﻟﻪ 20 ﺑﻨﺴﺎً ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻷﺟﺮﺓ .
ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻨﻔﺴﻪ يجب ﺇﺭﺟﺎﻉ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻷﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ حقي .
ﺛﻢ ﻓﻜﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ “ :

ﺇﻧﺲَ ﺍﻷﻣﺮ ،
ﻓﺎﻟﻤﺒﻠﻎ ﺯﻫﻴﺪ ﻭﺿﺌﻴﻞ ،
وﻟﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ،
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺷﺮﻛﺔ ﺍﻟﺒﺎﺻﺎﺕ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺟﺮﺓ ﺍﻟﺒﺎﺻﺎﺕ ﻭﻟﻦ ﻳﻨﻘﺺ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻴﺌﺎً ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ، ﺇﺫﻥ ﺳﺄﺣﺘﻔﻆ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﻭ ﺃﻋﺘﺒﺮﻩ ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺃﺳﻜﺖ .
ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﺎﺹ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ المسلم ،

ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ،
ﺗﻮﻗﻒ ﻟﺤﻈﺔ ﻭ ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻭ ﺃﻋﻄﻰ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﻨﺴﺎً ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ :
ﺗﻔﻀﻞ ، ﺃﻋﻄﻴﺘﻨﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺃﺳﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ !!!
ﻓﺄﺧﺬﻫﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﻭ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻭ ﺳﺄﻟﻪ :

ﺃﻟﺴﺖ ﺍﻟﺴﺎﻛﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ؟
ﺇﻧﻲ ﺃﻓﻜﺮ ﻣﻨﺬ فترة ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺠﺪﻛﻢ ﻟﻠﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ،
ﻭ ﻟﻘﺪ ﺃعطيتك ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻋﻤﺪﺍً ﻷﺭﻯ ﻛﻴﻒ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺗﺼﺮﻓﻚ !!!!!”
ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺹ ،

ﺷﻌﺮ ﺑﻀﻌﻒ ﻓﻲ ﺳﺎﻗﻴﻪ ﻭ ﻛﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺃﺭﺿﺎً ﻣﻦ ﺭﻫﺒﺔ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ !!!
ﻓﺘﻤﺴﻚ ﺑﺄﻗﺮﺏ ﻋﺎﻣﻮﺩ ﻟﻴﺴﺘﻨﺪ ﻋﻠﻴﻪ ،

ﻭ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﺩﻋﺎ ﺑﺎﻛﻴﺎً :
ﻳﺎ ﻟﻠﻪ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﺑﻴﻊ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺑﻨﺴﺎً !!!



من أروع ما كتبه الشيخ
علي الطنطاوي رحمه الله.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس