السلامُ عليكم وَ رحمةٌ اللهِ تعالي و بركاتُهْ .. لا إله إلا الله ، سيدنا مُحمد رسول الله
اللهم صلّ علي سيدنا مُحمد ، و علي آل سيدنا مُحمد
سُبحآن الله - الحمدُ لله
لا إله إلا الله - الله أكبر
أستغفرُ الله الفَصلُ الخآمس | 5
كانت ولادته عصيبة جداً ، لم يتركني فؤاد و لو لدقيقة ، حتي في غرفة العمليات لم يتركني كذلك ، كان يهدئني بكلماته الرقيقة ، و الشافية ، كان يخبرني أنه يجب أن أصمد ، و أن أقاوم ، فطفلنا الجميل سيحتاج لكلينا ، و بهذا ..فتح طفلي عيناه علي هذا العالم ، كم كان جميلاً و صغيراً جداً ، ياله من شعور رائع..شعور أن أسمع شيء صغيراً و قطعة مني يقول لي -ماما- بصوتٍ ناعمٍ و جميل ، في شهر ديسمبر .. ولدته .. ولدت ديسمبر ..لقد أسميته ديسمبر ، رغم غرابة الإسم ..!
لم يعلق فؤاد علي إسم إبني ، لأنه هو من طلب أن أختاره ، أبدي إعجابه و إستغرابه الشديد من الإسم ، لكنه وافق علي أي حال ، ديسمبر..إنه نفس الشهر الذي قابلت فيه رايوتشي لأول مرة ، لذا..أحببت أن أسميه ديسمبر ، حتي تظل تلك الذكري عالقة في ذهني إلي الأبد .
خمس سنوات قضيتها في تربية إبني حتي الآن ، لم يبخل والده بشراء أي شيء له ، كنت أظن أن ديسمبر سوف يجعله ينساني قليلاً ، لكن..تعلق فؤاد بي زاد عن ذي قبل ، أصبح يدللني أكثر من ديسمبر نفسه ، اليوم إتصل بي فؤاد و أخبرني أنه سيتأخر في العمل قليلاً ، و طلبت منه أنني سأخرج مع ديسمبر لأنني أشعر ببعض الضيق ، و سأشتري بعض المستلزمات الخاصة بي ، و وضحت له أنني لن أتأخر ، وافق دون أن يعلق و بعدها ودعني .
نظرت إلي ديسمبر ، لقد إكتسب ملامح والده الهادئة و بشرته البيضاء و شعره الأسود ، و إكتسب مني أنفي الصغير و شفتاي المُنمنمتين و عيناي البنيتان ، و يمتاز ببعض الطول و النحافة ، أحب ديسمبر عندما يبتسم..كم أن إبتسامته دافئة ، ضممته و أنا أستنشق رآئحته .
همست له : هيا بنا صغيري
أمسكت يده لنخرج من المنزل بعد أن أوصدت باب منزلنا بإحكام ، كانت الساعة الثامنة ليلاً وقتها ، في شتاء ديسمبر .. و بينما نحن عائدان ، تركت يد صغيري للحظة و أنا أتذكر شيئاً مهما ، فتحت التقويم الالكتروني الذي في هاتفي الخلوي..يااه..اليوم هو التاسع عشر من ديسمبر ، لمَ كل شيء يذكرني به ؟ فقط..لمَ ..؟ وضعت هاتفي في حقيبتي لأتفاجأ بعدم وجود صغيري ، خفق قلبي رعباً و سرعان ما شعرت بالراحة..فلقد تقدم أمامي و هو يركض في أرجاء المكان بسعادة ، كم هو برئ بأنفه و وجنتيه الحمراوتين .
قلت و أنا أناديه : هيا صغيري تعالي إليّ
قال بتذمر طفولي : ماما..أريد أن ألعب قليلاً
ضحكت بخفة و مددت له يدي : سنلعب غداً عندما تشرق الشمس ، الطقس بارد الآن
ركض نحوي و هو يمسك يدي و قال بمرح : حسناً..لا تنسي لقد وعدتني
قلت له و أنا مبتسمة بجذل : لم أعدك أيها المخادع بعد
ردّ صغيري بضيق : كنت اتوقع إجابتكِ
إكتفيت بضحكة خفيفة و وقع عيناي علي شخص ما ، يرتدي معطف أسود يصل إلي ركبتيه ..بدا فارع الطول و..لا..حسناً حسناً ، ربما يشبهه قليلاً لكنه ليس هو بالطبع أثق في ذلك ، أنا لم أرَ وجهه..لذا ، لم أهتم و سرت من أمامه دون النظر إليه ..
: من فضلك
ما الذي يحدث لي..هذا الصوت..تلك اللكنة ..نفس الحرارة ، قلبي..إنه...لن يكون هو
التفت إليه فنظرت نحوه بذهول ، كنت عاجزة عن الحديث و أنا أرآه أخيراً بعد غياب ثلاثة عشر عاماً ، رايوتشي..لم يتغير ، إنه نفس رجل الاثنان و الثلاثون عاماً..نفس النظرات ، الجسد..الملامح..الأنف..الشعر..الشفتان..حتي نفس الأنفاس ، عدا.. ذاك الإرهاق البادي علي ملامحه أو...ذلك الحمل المثقل بالهموم .
قلت بصعوبة : ت..تقصدني ؟
قال بهدوء : سيدتي..هل تسمحين لي بسؤال ؟
ما أشبه اليوم بالأمس ، عدا..بدلاً من سيدتي..كانت آنستي .
أومأت رأسي دون أن أتحدث
إستطرد قائلاً : فريدة..هل تعرفين شخص إسمه فريدة ؟
من شدة ذهولي لم أستطع التحدث، هل..هل يبحث عنّي ؟ فريدة..أنتِ متزوجة ، و معكِ طفل و ...أنتِ تعشقين رايوتشي حد الموت !
قلتُ بتردد و أنا أهزّ رأسي بسالبية : لا...لا أعرف أحد يدعي فريدة
إستطردتُ مكملة : هل..هل تعلم أي شيء آخر عنها ؟
أخرج من جيب معطفه..ووووه...تلك..قلادتي ..فرآشتي الجميلة ، من أين حصل عليها ؟ لا عجب في أنه قال أنه معه شيء يذكره بي ، رايوتشي ...لمَ ..لمَ ظهرت بعد غياب ثلاثة عشر عاماً ؟ لمَ لم تنساني و فقط ؟
قال بهدوء : هذه لها..كل ما أعرفه أنها الآن أصبحت في الثلاثين من عمرها ، و إسمها فريدة..من القاهرة ، للأسف لا شيء آخر
و قبل أن أتحدث قاطعنا رنين هاتفه النقال ، إستأذن مني و بعدها ردّ علي هاتفه .
سمعته يقول بهدوء : نعم..نعم..حقاً ؟ لا بأس..حسناً ..إنتظروني هناك ..لن أتأخر
إنحني برأسه نصف إنحناءه : أشكرك سيدتي لأنكِ حاولتي مساعدتي..إعذريني..يتوجب عليّ الذهاب الآن
بعدها أدار لي ظهره.للمرةِ الثآنية..و إختفي..وكأنه لم يكن ، تساقطت دموعي دون شعور مني .
همست : رايوتشي
ليتني لم أرك...ليتني لم أرك .
إنتهآء الفصل الخآمس | 5 في الختام ..
آسفة ، رُبما الأمر مُختلفٌ قليلاً الآن بسبب عدم وجود الضبط..
لكن ..للأسف لا أتحدث من حآسوبي ، بل من حآسوب أختي ..
و وجدتُ بالصدفة الروآية كآملة عندها ، لذا ...قلتُ لا بأس إن وضعتها بشكلها الطبيعي..
أدعو ألا يسبب هذا أي إزعاجٍ لكم ، أحاول إنهآءها قبل إمتحاناتي النهآئية ..
أشكركم لأنكم معي حتي النهآية ، و عذراً علي التأخير هذه المرة ..
و أعتذر مرة أخري إن كآن الفصل قصيراً ، أعدكم لن أتأخر في طرحِ القآدم..
و خصوصاً عندما تأكدت أن روآيتي كآملة في حآسوب أختي.
و السلامُ عليكم و رحمةُ الله تعالي و بركاته.