[CENTER]
الساركويدُ هو مرضٌ التهابي، يبدأ على هيئة كتلٍ صغيرة حُبيبيَّة الشكل تُدعى الأورامَ الحُبيبيَّة، وهي تظهر في الرئتين أو العُقد اللمفيَّة عادةً، وقد تتجمَّع فتشكِّل كتلاً كبيرة تهاجم الأعضاءَ الأخرى. ويُصيب الساركويد الجلدَ والعينين والكبد غالباً.
يمكن أن تكونَ الإصابةُ بالساركويد خفيفة، لكنَّها قد تكون خطيرة أيضاً، بحيث تسبِّب ضرراً دائماً. كما قد يُصاب الإنسانُ بهذا المرض من غير أن يعرفَ، لأنَّه من الممكن ألاَّ تظهر لديه أيَّةُ أعراض. أمَّا عندما تظهر الأعراضُ، فهي تختلف باختلاف العُضو المصاب.
لا توجد أسبابٌ مؤكَّدة لمرض الساركويد، علماً بأنَّه يصيب الرجالَ والنساء من كلِّ الأعمار والأعراق في جميع البلدان؛ لكنَّه يحدث بين العشرين والأربعين من العمر غالباً، وعند النساء خاصَّةً. وهو أكثر شيوعاً عند الآسيويين والألمان والأيرلنديين وسكَّان بورتوريكو والأفارقة والإسكندينافيين .
الساركويدُ مرضٌ يظهر تَدريجيَّاً، وهو يتظاهر ببعض الأعراض، مثل الكُتل الصغيرة التي تظهر وتختفي على امتداد الحياة. ويمكن أن تظهر في أيِّ عضو في الجسم، ولكنَّها أكثر ما تظهر في الرئتين.
يعاني مئات الآلاف من الناس من الساركويد. ويعيش معظمُ مرضى الساركويد متوسِّط عمر طبيعيَّاً، ويمارسون حياتهم بشكل عاديٍّ. ولكنَّ بعضَ حالات الساركويد تكون شديدة، وربَّما تُؤدِّي إلى الوفاة.
ربما يساعد هذا المرضى على فهم الساركويد، وأعراضه وأسبابه وتشخيصه وسُبُل معالجته .
الساركويدُ مرضٌ تظهر خلاله أورامٌ حُبَيبيَّة في مُختلف أعضاء الجسم , ولكن ما هي الأورام الحُبَيبيَّة .الأورامُ الحُبَيبيَّة هي كُتَلٌ تتكوَّن عندما تتجَمَّع خلايا مَصدَرها الجهاز المناعيِّ معاً؛ حيث إنَّ الجهازَ المناعيَّ مسؤول عن مقاومة الأجسام الغريبة التي تغزو الجسم.
يتكوَّن الجهازُ المناعيُّ من خلايا دمويَّة مُتَخَصِّصَة، تقوم بتدمير الكائنات الدَّقيقة كالجراثيم والفيروسات. وتُدعى هذه الخلايا كُرَيَّات الدم البيضاء.
هناك نوعان من كريَّات الدم البيضاء :
1ـ الخلايا التائيَّة، نسبةً إلى غدَّة التوتة أو التِّيموس.
2ـ الخلايا البائيَّة، نسبة إلى نقيِّ العظم.
ـ تقوم الخلايا التائيَّةُ بالتعرُّف على المواد أو الكائنات الدقيقة الغريبة، وتهاجمها بنفسها.
ـ تقوم الخلايا البائيَّةُ، عندما تتعرَّف على مادَّة غريبة أو كائن دقيقٍ، بإفراز موادَّ كيميائيَّة خاصَّة تُدعى أجساماً مُضادَّة أو أضداداً. وتلتصق هذه الأجسامُ المُضادَّة على الموادِّ الغريبة وتدمِّرها.
عندما ترصد الخلايا التائيَّةُ والخلايا البائيَّة كائناً غريباً، تقوم يإطلاق مواد كيميائيَّة تعمل على استدعاء خلايا دمويَّة أُخرى للمساعدة على تدمير هذا الكائن.
تسبِّب استجابةُ الجهاز المناعيِّ للأجسام الغريبة والكائنات الدقيقة الالتهابَ، حيث يبدو الموضعُ الملتهب أحمرَ مُتَوَرِّماً. وتتكدَّس جميعُ الخلايا التي أتت إلى مكان الالتهاب، في بعض الأحيان، وتشكِّل كتلة صغيرة، تُدعى ورماً حُبَيبياً. يُمكن أن تتشكَّل الأورامُ الحُبَيبية، التي تظهر عند مرضى الساركويد، في أيِّ عضو أو نسيج في الجسم. وتعدُّ الرئتان هما أوَّل الأماكن التي تُصاب غالباً.
كما يُمكن أن تظهر الأورامُ الحُبَيبية أيضاً في العقد اللمفيَّة والجلد والدِّماغ والنُّخاع الشوكيِّ والكليَتَين والعَينَين.
تختفي مُعظمُ الأورام الحُبَيبية، وتشفى في مُعظم الحالات، في غضون سنتَين إلى ثلاث سنوات، دون أن يعلمَ المريضُ بوجودها أو يفعل أيّّ شيء من أجلها.
ولكنَّ هذه الأورامَ لا تختفي في عددٍ قليلٍ من الحالات، فيصبح النسيجُ المُصاب مُتَنَدِّباً، وتُدعى هذه الحالة التلَيُّف.
يُقال عن الساركويد بأنَّه مرضٌ مُزمن، أي أنَّه يستمرُّ طويلاً، وذلك عندما تستمرُّ الأورام الحُبَيبيَّة في التشكُّل مسبِّبةً التليُّف.
عندما يُصيب التَّليُّفُ الناجم عن الساركويد عُضواً مهمَّاً من أعضاء الجسم، كالقلب، على نَحوٍ واسع، فإنَّ الأذى قد يكون خطيراً، وقد يؤدِّي إلى الموت، ولكنَّ هذه الحالات نادرة.
يعيش مُعظمُ مرضى الساركويد حياةً طبيعية. ويشفى ستُّون بالمائة منهم من دون معالجة، بينما يعاني ثلاثون بالمائة من أضرار دائمة، كما يتعرَّض عشرة بالمائة من المرضى لأضرار خطيرة قد تكون قاتلة.
يصيب الساركويدُ الأشخاصَ بين العشرين والأربعين من العمر عادة. وتكون النساءُ البيض مُعرَّضات للإصابة بنفس نسبة الرجال البيض، أمَّا النساءُ السود فهنَّ مُعرَّضات للإصابة بالساركويد أكثر بمرَّتَين من الرجال السود. يُعزى الساركويدُ إلى استجابة غير طبيعية من الجهاز المناعيِّ، وهو الجزءُ من الجسم الذي يقاوم العدوى.
لا يعلم العلماءُ حاليَّاً ما الذي يسبِّب هذه الاستجابةَ غير الطبيعيَّة من الجهاز المناعيِّ ولذلك فلم تحدد له اسباب معينة للإصابة .
[B]
تختلف أعراضُ الساركويد باختلاف العضو من الجسم الذي أُصيب بالمرض، كما أنَّ الأعراض، فضلاً عن ذلك، تختلف من مريض إلى آخر.
يعاني المرضى عادةً من ضيق النَّفَس ومن سُعال لا يختفي إذا كانت الرئتان هما المُصابتين.
أمَّا إذا أُصيبت العينان، فإنَّ الأعراض تتعلَّق بأجزاء العين التي شملتها الإصابة؛ فقد لا يكون هناك أيَّةُ أعراض على الإطلاق في بعض الحالات، أمَّا في حالات أُخرى، فقد يحدث التهابٌ في العين أو سادٌّ أو زَرَق أو عمى.
ويتميّز ساركويدُ الجلد بوجود بُقع مرتفعة أو لُويحات على الوجه عادةً. وتكون هذه اللويحاتُ ضخمة وأرجوانية اللون أحياناً. كما قد تظهر اللويحات على الأطراف والوجه والردفين أيضاً.
يمكن أن تسبِّب إصابةُ المفاصل بالساركويد حدوثَ التهاب المفاصل. والتهابُ المفاصل هو التهابٌ يسبِّب الألم والتيبُّس فيها. ومن المفاصل التي تُصاب بالساركويد مفاصلُ الكاحلَين والمرفقَين والمعصمَين، ومفاصل اليدَين.
يمكن أن تظهر الأورامُ الحُبَيبيَّة الناجمة عن الساركويد في الدماغ أيضاً، وفي النخاع الشوكيِّ والعصبَين البَصَري والوجهيِّ. وهذا ما يؤدِّي إلى ظهور أعراض بحسب العصب المُصاب؛ فقد يؤدِّي الساركويد إلى الشلل الوجهيِّ إذا أُصيب العصبُ الوجهيُّ على سبيل المثال.
إذا أُصيب الكبد أو الكلية أو القلب بالساركويد، فقد يختلُّ عملها. وتتعلَّق الأعراضُ بالعضو المُصاب وبشدَّة الإصابة.
وقد يسبِّب الساركويدُ أعراضاً عامَّة لا تتعلَّق بعضوٍ معيَّن، مثل نقص الوزن والإعياء والتعرُّق الليلي والحُمَّى. [FONT="]
يعدُّ الساركويد صعبَ التشخيص نسبياً، لأنَّ أعراضه قد تشبه أعراضَ أمراضٍ أُخرى. ولكن، يؤكِّد الطبيبُ تشخيصَ الساركويد باستبعاد أو نفي الإصابة بالأمراض الأُخرى عادة.
يقوم الطبيبُ في البداية بأخذ القصَّة المرضيَّة للمريض، ثم يُجري له فحصاً سريرياً (إكلينيكياً). ويكون التصويرُ بالأشعَّة السينيَّة والاختبارات الدمويَّة من أوائل الإجراءات التي يطلبها الطبيبُ عادة.
يمكن أن تعطي صورةُ الصدر الشُّعاعية أوَّلَ المُؤشِّرات على الساركويد الرئويِّ. كما أنَّ الفحوصَ الشعاعيَّة الأكثر تقدُّماً، كالتَّصوير بالرَّنينِ المِغناطيسِيِّ والتصوير الطبقي المحوري، يمكن أن تُستخدم لفحص الأعضاء الأخرى.
يمكن أن يُقدِّم تحليلُ الدم مُؤشِّراً على الساركويد أيضاً؛ وهو يشتملُ على تعداد ونوع خلايا الدم "تِعداد وصيغة"، وبروتين الدم، ومُستوى كالسيوم المصل، وبعض المواد الكيميائيَّة الخاصَّة التي تُصاحب الإصابةَ بالساركويد، والإنزيم المُحَوِّل للأنجيوتنسين.
وهناك اختباراتٌ نوعيَّة للأعضاء المُصابة أيضاً، كاختبارات الوظيفة التنفُّسيَّة، يمكن أن تُقدِّم دليلاً على تشخيص الساركويد الرئويِّ؛ حيث يساعد هذا الاختبارُ على معرفة مدى سلامة الوظيفة الرئويَّة.
عندما يشتبه الطبيبُ بإصابة عضوٍ ما من الجسم بالساركويد، فإنَّه يأخذ عَيِّنة من النسيج لفحصه تحت المِجهَر؛ فنوعُ الخلايا في هذه العَيِّنة يمكن أن تدلَّ الطبيبَ عمَّا إذا كان هناك خَلايا التهابيَّة أم ورم حُبَيبيٌّ.
كما يمكن معرفةُ مكان الالتهاب أيضاً بالتقاط صورة لأعضاء الجسم الداخليَّة بعد حقن موادَّ مُشِعَّة. وتُدعى هذه العمليةُ باسم التَّفرُّس أو التصوير بالغاليوم أو الثاليوم. بما أنَّ الساركويد يمكن أن يختفي من دون معالجة، فقد يكتفي الطبيبُ بمراقبة المرض وعدم معالجته.
يعتمد تحديدُ المعالجة على العضو المُصاب، ومدى شدَّة الالتهاب. ويكون هدفُ المعالجة هو المحافظة على وظيفة العضو وتخفيف الأعراض.
تُعالِج أدويةُ الستيرويدات القشريَّة الالتهابَ، وتوقف تشكُّلَ الأورام الحُبَيبيَّة. ويعدُّ البريدنيزون هو الدواء المُستخدَم عادة.
تؤدِّي المعالجةُ بالستيرويدات القشريَّة إلى التحسُّن عادةً. ولكنَّ الأعراض تعود للظهور بعد وقف المعالجة غالباً. لذلك، قد يكون من الضروريِّ الاستمرارُ بالمعالجة لسنوات عديدة، ما دام المرضُ فعَّالاً في بعض الحالات.
يمكن أن يكون للستيرويدات القشريَّة آثاراً جانبيَّة. ولذلك، يجب على المريض مناقشة هذه الآثار الجانبية المُتوقَّعة مع طبيبه. ولا يجوز التوقُّفُ عن تناول الستيرويدات القشريَّة من دون إشراف الطبيب.
ومن الأدوية الأخرى المُتوفِّرة لمعالجة الساركويد نذكر: هيدروكسي الكلوروكين، الذي يُستعمَل في مُعالجة الملاريا أيضاً، فقد يكون مُفيداً عند ثُلث المرضى تقريباً، وخاصَّة أولئك الذين تشمل الإصابةُ عندهم الجلدَ، أو يكون لديهم مُستوياتٌ عالية من الكالسيوم في الدم. ومن الآثار الجانبية لهيدروكسي الكلوروكين أنَّه يمكن أن يؤذي العينَين، ولذلك يجب فحصُ العينَين كلَّ ستَّة أشهر عند استعمال هذا الدواء.
كما أن الميثوتريكسات والآزويثوبرين والسيكلوفُسفاميد هي من الأدوية التي تؤثِّر في جهاز المناعة، ويبدو أنَّها مفيدة في معالجة الساركويد. ولكن لهذه الأدوية بعضُ الآثار الجانبية المهمَّة، بما في ذلك أنَّها تسبِّب تشوُّهاتٍ عند الأجِنَّة، كما أنَّها تزيد من مخاطر بعض أنواع السرطان.
يعدُّ إجراءُ فحوصات دَوريَّة أمراً بالغ الأهميَّة، كي يتمكَّن الطبيبُ من مراقبة المرض والأعضاء المُصابة والتأثيرات الجانبيَّة للمعالجة، ومن ثمَّ تعديل المعالجة أو وقفها إذا لزم الأمر.
لا تتوفَّر، في الوقت الحاضر، معالجةٌ كفيلة بإصلاح التليُّف أو التندُّب الذي قد يكون موجوداً في الحالات المُتقدِّمة من الساركويد.
قد يكون على المريض تجنُّبُ الأطعمة الغنيَّة بالكالسيوم أو الفيتامين د، أو التعرُّض للشمس، إذا أظهرت فحوصُ الدم مُستوياتٍ عاليةً من الكالسيوم في الدم. ومن الأغذية الغنيَّة بالكالسيوم مُشتقَّات الألبان والبرتقال وسمك السلمون المُعلََّب بعَظمه.
قد يصبح زرعُ الرئة ضرورياً، إذا فشلت كلُّ الخَيارات الأُخرى. الساركويدُ مرضٌ يُعزى إلى التهاب في انسجة الجسم. ويُمكن أن تتشكَّل كُتَلٌ صغيرة تُدعى الأورامَ الحُبَيبيَّة، حيث يمكن أن تُخَلِّف ندبات في الأعضاء المُصابة.
تختفي الأورامُ الحُبَيبيَّة، في مُعظم الحالات، ولا تعود للظهور ثانية. أمَّا إذا لم تختف، فإنَّها قد تسبِّب أعراضاً، حيث تختلف هذه الأعراضُ وفقاً للأعضاء المُصابة.
تتوفَّر، بفضل التقدُّم الطبِّي، معالجاتٌ فعَّالة للمرضى الذين لديهم أورامٌ حُبَيبية ساركويديّة لا تختفي من تلقاء نفسها.
يستطيع معظمُ مرضى الساركويد أن يتمتَّعوا بحياة طبيعية مُفعمة بالنشاط.!
[CENTER]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. كيف الحال جميعاً ان شاء الله تمام ؟! طبعاً مثل ما تشوفون هذي مشاركتي بالفعالية القميلة وموضوع حبيت احطه من قبل دورت عن داء أو مرض مو موجود بالقسم ولقيت الساركويد أولاً عجبني اسمه هع5بعدين قريته وعجبني Happy2 وببعض التنسيق والاجتهاد طلع لكم اللي شفتوه اتمنى يعجبكم ويرضيكم وطبعاً لا تنسوا اللايك + التقييم + رد يفتح النفس وراح أكون اسعد من السعيدة وقتها ياي0 وراح اترككم الحين