الحكاية فيها إنّ
يرجع أصل «الحكاية فيها إنّ» إلى رواية طريفة مصدرها مدينة حلب، فلقد هرب رجل اسمه علي بن منقذ من المدينة خشية أن يبطش به حاكمها محمود بن مرداس لخلاف جرى بينهما، فأوعز حاكم حلب إلى كاتبه أن يكتب إلى ابن منقذ يطمئنه لكي يعود، فنفذ الكاتب أمر الحاكم، وكتب رسالة يحثه على العودة، وأورد في نهايتها عبارة «إنّ شاء الله تعالى» بتشديد النون، فأدرك ابن منقذ أن الكاتب يحذره حينما شدد حرف النون، ويذكره بقول الله تعالى: «إنّ الملأ يأتمرون بك»، فرد ابن منقذ على رسالة الحاكم برسالة عادية يشكره على تلطفه، وتسامحه، وعفوه، وختمها بعبارة: «إنّا الخادم المقر بالانعام»، ففطن الكاتب إلى أن ابن منقذ يطلب منه التنبه إلى قوله تعالى «إنّا لن ندخلها ما داموا فيها»، وعلم الكاتب أن ابن منقذ لن يعود إلى حلب في ظل وجود حاكمها محمود بن مرداس