عرض مشاركة واحدة
  #364  
قديم 04-19-2015, 08:06 PM
 
الصوفية





من كتاب

أصول الأديان والفرق

والمذاهب الفكرية


لفضيلة الشيخ سفر الحوالي
حفظه الله تعالى


كلمة الصوفية مأخوذة من كلمة ( سوفيا )

ومعناها في اللغتين اليونانية والهندية القديمة ( الحكمة )

ومنها اشتـقت كلمة ( فيلا سوفيا ) ( فيلسوف )
ومعناها ( محب الحكمة

كما أن كلمة ( ثيو صوفية ) معناها الحكمة المتعلقة بالإله

وهي مذهب معروف قديماً وحديثاً.


والهندوس يطلقون كلمة الصوفية
على رهبان البراهمة وحكمائهم الروحانيين


الذين يهيمون في الغابات عُراة باحثين عن الحكمة والمعرفة

ـــ بزعمهم ـــ

والغاية عندهم الاتحاد بالله والفناء في ذاته

تعالى الله عما يصفون. ( 1 )

وفي الإسلام لم يسمع هذا المصطلح

ـــ أي مصطلح الصوفية ـــ

إلا في نهاية القرن الثاني للهجرة،

وكان يطلق حينئذ على أفراد شاذين

اعتزلوا الناس منقطعين

في رهبانية مخالفة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه في التعبد.

وكان علماء الجرح والتعديل والمؤلفون الأوائل في الفِرَق

يطلقون عليهم وصف ( الزنادقة )

وكان بعضهم لا صلة له بالإسلام أصلاً

وإنما هم رهبان غامضون يسيحون في الأرض

ويعيشون في المغارات والأودية المقفرة.

وانتشرت الصوفية في القرنين الثالث والرابع

ولكـن زعماءها ظلوا متهمين بالزندقة

وجرت محاكمتهم على ذلك مراراً

وكان ممن حوكم الجنيد والنوري وذو النون المصري

ومنهم من قُتل كالحلاج.

وفي القرن الخامس ظهر أبو حامد الغزالي
( المتوفى سنة 505 )

فكان له أكبر الأثر في نشر العقيدة الصوفية

في العالم الإسلامي وإلباسها بلباس الإسلام.

والغزالي فقيه ومتكلم ذو سمعة وشهرة

وقد خلط في مؤلفاته بـين هذه العلوم

وبـين ما نـقل عن الصوفية قبله كالمـحاسبي وأبي طالب المكي

وأضاف إليها من آرائه وفلسفته

فانـتشر التصوف وقبله الناس.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس