الذين يهيمون في الغابات عُراة باحثين عن الحكمة والمعرفة
ـــ بزعمهم ـــ
والغاية عندهم الاتحاد بالله والفناء في ذاته
تعالى الله عما يصفون. ( 1 )
وفي الإسلام لم يسمع هذا المصطلح
ـــ أي مصطلح الصوفية ـــ
إلا في نهاية القرن الثاني للهجرة،
وكان يطلق حينئذ على أفراد شاذين
اعتزلوا الناس منقطعين
في رهبانية مخالفة لمنهج النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه في التعبد.
وكان علماء الجرح والتعديل والمؤلفون الأوائل في الفِرَق
يطلقون عليهم وصف ( الزنادقة )
وكان بعضهم لا صلة له بالإسلام أصلاً
وإنما هم رهبان غامضون يسيحون في الأرض
ويعيشون في المغارات والأودية المقفرة.
وانتشرت الصوفية في القرنين الثالث والرابع
ولكـن زعماءها ظلوا متهمين بالزندقة
وجرت محاكمتهم على ذلك مراراً
وكان ممن حوكم الجنيد والنوري وذو النون المصري
ومنهم من قُتل كالحلاج.
وفي القرن الخامس ظهر أبو حامد الغزالي
( المتوفى سنة 505 )
فكان له أكبر الأثر في نشر العقيدة الصوفية
في العالم الإسلامي وإلباسها بلباس الإسلام.
والغزالي فقيه ومتكلم ذو سمعة وشهرة
وقد خلط في مؤلفاته بـين هذه العلوم
وبـين ما نـقل عن الصوفية قبله كالمـحاسبي وأبي طالب المكي
وأضاف إليها من آرائه وفلسفته
فانـتشر التصوف وقبله الناس.