من أسباب انتـشار التـصوف ومما مهد لذلك أن الأمة الإسلامية كانت مرهقة بثورات الباطنية وسيطرة الحكومات الرافضية وكان علماء السُنَّة يتعرضون للأذى من دول الرفـض ويحاربون الاعتزال والكلام والباطنية على المستوى الثـقافي في حين كانت الصوفية تنهش في الطبقات الدنيا من الناس. وواكب ذلك تدفق الحملات الصليبية على الشرق الإسلامي فتكاثر أهل الباطل ونشطت سائر أحزابه على كل صعيد. ومما أسهم في انـتشار التصوف عن غير قصد انـتشار علم الكلام بما فيه من جفاف وتعقيد وتـحكيم للعقل والرأي والبحث المجرد فوجد الناس في التصوف بما فيه من ابتعاد عن التعقيد الفلسفي واعتمادٍ على الكشف والأحلام والإلهامات...إلخ ملـجأً ومهرباً من علم الكلام وأهله. هل التـصوف خاص بالمسلمين ؟ يتفق الباحثون في الأديان والمذاهب على أن التصوف فلسفة عالمية واتجاه إنساني عام يوجد في جميع الأديان والأوطان وأنه أشبه شيء بالديانة الهندوسية في غاياته ووسائله وكـثرة طرقه وتناقـض معتـقداته. والاتجاهات الصوفية على اختلاف أسمائها وطرقها ظهرت وما تـزال تظهر في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. أما التصوف المنتسب للإسلام فهو طرق كـثيرة وشُعب متباينة
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |