عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 04-21-2015, 12:10 AM
 
الباب الثالث‏:‏
في بيان الشرك والانحراف في حياة البشرية

ولمحة تاريخية
عن الكفر والإلحاد والشرك والنِّفاق


الفصل الأول‏:
‏ الانحراف في حياة البشرية

خلق الله الخلق لعبادته،
وهيأ لهم ما يعينهم عليها من رزقه،

قال تعالى‏:‏
‏{‏ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ
إِلا لِيَعْبُدُونِ *

مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ
وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ *

إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ
ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ‏ }‏

‏[‏الذاريات‏:‏ 56-58‏]‏‏.‏


والنفسُ بفطرتها إذا تُركت؛
كانت مقرة لله بالإلهية،
مُحبَّةً لله،
تعبدُه لا تُشرك به شيئًا،

ولكن يفسدها وينحرف بها عن ذلك
ما يُزيِّنُ لها شياطين الإنس والجن
بما يوحي بعضهم إلى بعض
زخرف القول غرورًا،

فالتوحيد مركوز في الفطرة،
والشرك طارئ ودخيل عليها،

قال الله تعالى‏:‏

‏{ ‏فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ‏}‏

‏[‏الروم/30‏]‏‏.‏


وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏(‏ كل مولود يُولَدُ على الفطرة
فأبواه يُهوِّدانه،
أو يُنصِّرانه،
أو يُمجِّسانه‏ )‏ ‏

[‏في الصحيحين من حديث أبي هريرة‏]‏‏.‏


فالأصلُ في بني آدم‏:‏
التوحيد‏.‏
والدينُ الإسلام وكان عليه آدم عليه السلام،
ومن جاءَ بعدَهُ من ذُرّيته قُرونًا طويلة،


قال تعالى‏:‏
‏{‏ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً
فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ‏}‏

‏[‏البقرة/213‏]‏‏.‏


وأوَّلُ ما حدثَ الشركُ
والانحراف عن العقيدة الصحيحة
في قوم نوح،

فكانَ عليه السلام أول رسول إلى البشرية
بعد حدوث الشرك فيها‏:

‏ ‏{ ‏إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ
وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ‏ }‏

‏[‏النساء/163‏]‏‏.‏


قال ابن عباس‏:‏

كان بين آدم ونوح عليهما السلام عشرةُ قرون؛
كلهم على الإسلام‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس