عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 04-24-2015, 12:56 PM
 
قال ابن القيِّم ‏:‏

‏( ‏وهذا القولُ هو الصواب قطعًا؛
فإنَّ قراءة أُبيّ بنِ كعبٍ
- يعني‏:‏ في آية البقرة -‏:‏

‏( ‏فاختلفوا
فبعث الله النبيين ‏)‏‏.‏

ويشهد لهذه القراءة
قوله تعالى في سورة يونس‏:‏

‏{ ‏وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً
فَاخْتَلَفُواْ‏ }

‏ ‏[‏يونس/19‏]‏‏.‏


يريد - رَحمهُ الله -
أنَّ بعثةَ النبيين سببُها الاختلاف
عما كانوا عليه من الدين الصحيح،


كما كانت العربُ بعد ذلك
على دين إبراهيمَ عليه السلام؛

حتى جاء عمرو بن لحي الخزاعي
فغيّر دينَ إبراهيم،
وجلبَ الأصنام إلى أرض العرب،
وإلى أرض الحجاز بصفة خاصة،

فعُبدت من دون الله،
وانتشر الشركُ في هذه البلاد المقدسة،
وما جاورها؛

إلى أن بعثَ الله نبيه محمدًا
خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم
فدعا الناس إلى
التوحيد،
واتّباع ملَّة إبراهيم،
وجاهد في الله حق جهاده؛
حتى عادت عقيدة التوحيد
وملة إبراهيم،
وكسَّر الأصنام

وأكمل الله به الدين،
وأتمَّ به النعمة على العالمين،


وسارت على نهجه القرون المفضَّلَة
من صدر هذه الأمة؛


إلى أن فشا الجهل في القرون المتأخرة،
ودخلها الدخيلُ من الديانات الأخرى،
فعاد الشرك إلى كثير من هذه الأمة؛
بسبب دعاة الضلالة،
وبسبب البناء على القبور،
متمثلًا بتعظيم الأولياء والصالحين،
وادعاء المحبة لهم؛


حتى بنيت الأضرحة على قبورهم،
واتخذت أوثانًا تُعبدُ من دون الله،
بأنواع القُربات من دعاء واستغاثة،
وذبح ونذر لمقامهم‏.‏

وسَموا هذا الشرك‏:‏
توسُّلًا بالصالحين،
وإظهارًا لمحبتهم،
وليس عبادة لهم،
بزعمهم،

ونسوا أن هذا هو قول المشركين الأولين
حين يقولون‏:‏

‏{ ‏مَا نَعْبُدُهُمْ
إِلا لِيُقَرِّبُونَا
إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ‏}‏

‏[‏الزمر/3‏]‏‏.‏
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس