مذكرات مسلم في بلاد العجائب...!!! مقدمة:
أحيانًا تكون العجيبة هي كلّ ما يشهد النَّاس لها بالاستِغْراب ويتعجَّب منها، أو كما قال ابن منظور: العُجْبُ والعَجَبُ: إِنكارُ ما يَرِدُ عليك لقِلَّةِ اعْتِيادِه؛ لسان العرب. لكنَّ الأعجب من ذلك حين يتعجَّب المرء من منظومة عادات في مجتمع يضمُّه، لا لقلَّة اعتِياده عليه؛ ولكن لأنَّه يشعر بأنَّه أصبح داخل أعجوبة كبيرة؛ وذلك لتعاظم تلك العادات في قلْبه وانفصاله الشعوري عنها.
ويكون السَّبب في ذلك أنَّه لمَّا صادف قلبه وجوارحه عالمه المثالي، فحاول بكلّ جهده ملامسته واتّباعه والعيش فيه وبه، فحدث هذا الانفصال وتلك التَّبعات من هنا، فقد يشعُر إثْر ذلك لا بالعَجَب فقط، بل بالغُرْبة أيضًا. وكلامي هذا ليس بدعًا من القول؛ فالقرآن الكريم يذكُر ذلك في قوْل الله - تعالى - في سورة الصَّافات الآية رقم (12): ﴿ بلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ ﴾.
ففي قراءة أهل الكوفة: ﴿ بلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ ﴾ بضمّ التَّاء من "عجبت"، بمعنى: بل عظُم عندي وكبُر اتّخاذُهم لي شريكًا، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون.
وقرأ ذلك عامَّة قرَّاء المدينة والبصرة وبعضُ قرَّاء الكوفة: (بَلْ عَجِبْتَ) بفتح التَّاء؛ بمعنى: بل عجبتَ أنت يا محمَّد، ويسخرون من هذا القرآن. قال الزجَّاج: أَصلُ العَجَبِ في اللغة: أَنَّ الإِنسان إِذا رأَى ما يُنكره ويَقِلُّ مِثْلُه، قال: قد عَجِبْتُ من كذا". اهـ؛ ابن منظور "لسان العرب". وعلى هذا؛ معنى قراءة مَن قرأَ بضم التَّاءِ؛ لأَنَّ الآدمي إِذا فعل ما يُنْكِرُه اللَّهُ، جاز أَن يقول فيه: عَجِبْتُ.
والصَّواب من القول في ذلك أن يُقال: إنَّهما قراءتانِ مشهورتان في قرَّاء الأمصار، فبأيَّتهما قرأ القارئ فمصيب؛ "تفسير الطبري". وقد أَخبر اللَّه عنهم في غير موضع بالعَجَب من الحَقِّ؛ قال: ﴿ أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً ﴾ [يونس: 2]، وقال: ﴿ بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ [ق: 2]، كذلك في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ﴾ [الرعد: 5]. ورد في تفْسيرها: "إن تعجب - يا محمَّد - من تكذيبهم, وهم قد رأَوا من قُدرة الله وأمْره وما ضرب لهم من الأمثال, فأراهم من حياة الموتَى في الأرض الميّتة, إن تعجَبْ من هذه فتعجَّب من قولهم: ﴿ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [الرعد: 5]؛ الطبري. ومع فارق التشبيه، فقومي دِينُهم ديني، وأنا مُسلم بين مسلمين؛ لكِن لا تزال هناك مساحةٌ فارغة بيْني وبيْنهم، يشغلها أحيانًا العجب. ملحوظه\ الموضوع منقول
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |