ولا تنطبق هذه البشارة : على يوشع ، كما يزعم اليهود : لأنَّ : يوشع ، لم يوح إليه "" بكتاب "" ، كما جاء في سفر التثنية : " ولم يقم بعُد نبي في إسرائيل ، مثل موسى " ( 30 ) .
كما أنَّ البشارة : لا تنطبق على عيسى عليه السّلام ، كما يزعم النَّصارى : إذ لم يكن : مثل موسى عليه السّلام من وجوه : فقد وُلد منْ غير أبٍ ، وتكلَّم في المهد ، ولم تكن له شريعة ، كما لموسى عليه السّلام ، ولمْ يمتْ : بل رفعه الله تعالى إليه .
د ـ وفي إنجيل : متى ( 31 ) جاء ما يلي :
" قال لهم يسوع ( 32 ) : أما قرأتم قط في الكتب ، الحجر ، الذي رفضه البناءون ، هو قد صار ـ رأس الزاوية ، من قبل الرَّب ، كان هذا وهو عجيب ، في أعيننا ، لذلك أقول لكم ، إنَّ ملكوتَ الله ، ينزع منكم ، ويعطى لأُمَّة : تعمل أثماره " .
وهذا معناه : أنَّ الرِّسالة ، تنتقل من بني إسرائيل إلى أُمَّةٍ أخرى ، فيكون الرَّسول المُبشّر به : من غير بني إسرائيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 30 ) [ الإصحاح 34 ، الفقرة 10 ].
( 31 ) [ الإصحاح 21 الفقرة 41 – 42 ].
( 32 ) [ هو عيسى عليه السلام ].
4 ـ مكان بعثته ـ صلّى الله عليه وسلم
أ ـ تذكر التوراة ، المكان الذي نشأ فيه ـ إسماعيل عليه السّلام ، فقد جاء في سفر التكوين ( 33 ) :
" وفتح الله عينيها ( 34 ) فأبصرت بئر ماء ( 35 ) فذهبت وملأت القربة ماءً وسقت الغلام ( 36 ) وكان الله مع الغلام فكبر ، وسكن في البرية ، وكان ينمو رامي قوس ، وسكن في برية فاران ".
وقد أشار النَّبيّ : صلّ ياربّ عليه وآله وبارك وسلّم ، إلى أنَّ : إسماعيل عليه السّلام ، كان رامياً ، فقد مرَّ على نفر ، من قبيلة " أسلم " يرمون بالسّهام ، فقال لهم : ( ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ) ( 37 ) ب ـ كما جاء في التوراة ، في سفر أشعيا ( 38 ) : " وحيٌّ من جهة بلاد العرب " . وهذا إعلان : عن المكان ، والأُمّة ، التي سيخرج منها الرَّسول ، حاملاً الوحي ، من الله إلى الناس . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 33 ) [ الإصحاح 21 الفقرات 21 –22 ] / ( 34 ) [ هاجر أم إسماعيل ] / ( 35 ) [ بئر زمزم ] / ( 36 ) [ إسماعيل عليه السلام ] / ( 37 ) [ أخرجه البخاري ك/ الجهاد والسير ب/ التحريض على الرمي ، وابن ماجه في السنن ك / الجهاد ب/ الرمي في سبيل الله ، وأحمد في مسنده 1/364 و 4/50 وابن حبان في صحيحه 10/ 548 وغيرهم ] / ( 38 ) [ الإصحاح 21الفقرة 12 ].
ج ـ ويأتي تحديد آخر للمكان ، الذي سترتفع فيه الدَّعوة الجديدة ، بشعاراتها الجديدة ، التي ترفع منْ رؤوس الجبال ، ويهتف بها الناس ، فتقول التوراة في سفر أشعيا ( 39 ) :
" غنوا للرَّب أغنية جديدة ، تسبيحهُ من أقصى الأرض ، أيها المنحدرون في البحر وملؤه ، والجزائر وسكانها ، لترفع البرّية ومدنها صوتها ( 40 ) الديار التي سكنها قيدار ( 41 ) لتترنم سكان سالع ( 42 ) من رؤوس الجبال ليهتفوا " ( 43 ).
والأغنية عندهم : هي الهتاف ـ ـ بذكر الله ـ ـ الذي يرفع به الصوت ، من رؤوس الجبال ، وهذا لا ينطبق إلا على : الأذان عند المسلمين ، كما أن سكان سالع ، والدِّيار التي سكنها "" قيدار "" هي أماكن ، في جزيرة العرب ، وكلّ ذلك ، يدل على أنَّ مكان الرِّسالة الجديدة ، والرَّسول المُبشّر به : هو ـ ـ جزيرة العرب ـ ـ
د ـ وجاء في التوراة ، في سفر التثنية ( 44 ) :
"جاء الرّب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلالأ من جبل فاران " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معانى بعض الكلمات :
( 39 ) [ الإصحاح 42 الفقرة 10-11 ] / ( 40 ) [ رفع الصوت بالأذان ] / ( 41 ) [ هو أحد أبناء إسماعيل عليه السلام كما تذكر ذلك التوراة في سفر التكوين إصحاح 25 فقرة 12-13 ] / ( 42 ) [ جبل سلع بالمدينة ] / ( 43 ) [ رفع الصوت بالأذان ] / ( 44 ) [ الإصحاح 33 الفقرة 2 ]