في لليلة هادئة ..
وعلى اطلالة القمر ..
داهمتني الذكريات ..
فألقت علي أطيافا من الماضي ..
وعلى غفلة مني ..
سطى علي ذلك الحزن وسرق مني الابتسامة ..
ومد يده إلى روح افكاري
وغرس فيها بذرة من لهيب الألم ..
هتكت ستر الجراح ..
وأخرجتها عن صمتها ..
فطفقت تتلف كل شيء ...
حتى أصبح قلبي مقبرة مكتضة بالآحزان ..
لم أعد أرى فيه نافذة أطل من خلفها ..
على أمل شارد فأقبض عليه ..
أو
أمنية جميلة تبتسم من خلف شعاع الشمس ..
فتنفث بضوئها زخات من الفرح ..
يزيل ذلك الواجع الرابض على تخومي قلبي ...
لم يعد بمقدور الفرح أن يستقطبني ...
ولا أن يجذبني إليه بعيدًا عن طقوس الآلم ..
ولم يعد يملك في جعبته ما يقدمه على طاولة الحياة ..
فروحي مليئة بالثقوب ..
التي يتسرب من خلالها عمري ..
ويسير بخطوات ذابلة نحو ملامح المشيخ ..
...
حيرة هي الدنيا ..
فكلما نركض بعيدا عنها ..
نبحث عن شيء من السعادة ..
نتعثر على طرقاتها ..
وكلما نهضنا لنكمل رحلتنا
بالبحث عما يطمس قليل من الحزن ..
يصيبنا سهم طائش
من ناحية كنا ننتظر شروق الأمل من صوبها ..
فتثخن فينا الجراح ..
فيزدحم في أعماقنا ذلك الشعور الصامت ..
الذي لا يجد من الكلمات
ما يصيغ به بعض ما يجده في نفسه ..
فينزوي إلى ركن الكتمان ويستند عليه ..
ثم يلتحف بوشاح الكبت ..
...
مرعب ذلك الإحساس ..
عندما تإن في داخلك ..
ولا يظهر منك إلا قوة زائفة ..
وانت هش وبينك وبين الصراخ ..
لحظة ..
يتصدى لها الكبرياء ..
فتحتضر دون ضجيج ..
وتنزف كل اللوان الحياة ..
ويطويك بصمت مطبق لون الرماد ..
...
فمتى نفترق أيها الحزن ؟!
فلم يعد لدي ما يغريك
ولا ما يبل رمقك ..