عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-06-2015, 07:22 PM
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته :
أمـــــا بعــــد :

حاليا أنا في ظروف صعبة , لكن أولا و قبل كل شيء علي وضع الفصل
فأترككم معه :

مع إشراقة رجل في أفنونه أتاه الفرج من غير علمه فكلمة " أنظر في أمرك " ، تحمل في طياتها الكثير ,
تناول قدح ماء جاف الشفتين ، ليطلق بعدها العنان لساقبه تركهما يسرحان بعيدا

في طريقه تراءى له شيخ عجوز من اسوداد نظاراته و احديداب ظهره دلا كلاهما على أنه كفيف , له إلى العباد حاجة ، أضعفها عبور الطريق فلا ضير في ذلك يجتنى
بضع دقائق أجر عليها مكنته من التفرغ لما هو أهم :
قصر العجوز الآخر أو الحكيم :

-سرني مجيئك. فلتجلس هنا حسناً. أولا و قبل كل شيء لا يمكنني الجزم بأنك فعلاً محتاج


- مالذي تقوله ، أما رأيت البارحة تسولي؟
- و من يضمن لك؟ ! كثر المتسولون وراءهم خدع بالأعداد تذكر
- ماذا تقترح إذا
. - أقترح لك عملا يغنيك عن التسول
- و ماحاجتي إليه إذا لم ينفع ؟
- أبعثرة للكرامة وراءها اثمان بخسة ، تغدو بها ضؤوزا أم جاعلا إياه أعلى مقاما و شأنا
- قد صدقت .... إذا ؟
-سل أهالي البلدة عن شيخ كفيف متلفعا نظارات سوداء و عصاه خير معين، تتبعه، يدعى : أبا الحسن فإذا أصبته كن له خادما. إلى أجل غير مسمى
. ترعى شؤونه،

و. ؟
- أجرك علي ، طبعاً ، لكن تذكر ففؤاد مطلوبك غض ، ميال لفئة معينة. تميز بأصواتهم المألوفة لديه. عبر الأعمال الخيرية.
- كمساعدته على عبور الطريق مثلا؟
-أراك على دراية به. أما إلتقيت أحدا بمواصفاته أخرك عن الحضور نصف ساعة هاته الأصبوحة؟ !
- يالك من داهية نبه سيدي. لم يطلق عليك لقب " حكيم " عبثا، لكن لازالت أشك إذا ما كان هو.
-. قد قدمت له معونة سهلت بذلك سبيلك للعمل المعطى لك. عموماً و هل يوجد غيره بما أنك لازالت ضمن مهوى الشك. ؟!
- نسيتك أيضاً حديد الفؤاد فلا مجال للتشكيك بعلمك ها؟ و ما حكاية " الأجل غير مسمى " يطول أم يقصر؟
- ذلك ضمن إطار العمل ليس لك حاجة به لتعلم. و لتشق طريقك بحثا عنه، عملك ما بهين.
أخفتني مقدما لا تقل لي أن مكان ختده خارج البلدة؟

- أغلب الظن نعم. أستنصحك خيرا تأجيل خوفك المقدم، إلى ما بعد.
- سأبذل ما بوسعي. و الآن سأذهب و شكرا لاستضافتي. تراني أثقلت عليك
- لم لا ترمي الثقل جانباً ، و لتمضي قدما
- هذا ما ألقاه إزاء بدور تواضع
- للأسف تواضع في غير محله ، أو لنقل سبق وقته
- قد رسخت رسوخا
- خير لك مساحة تتسع هول لما هو قادم
- تتحدث و كأني ذاهب لملحمة !
- قد تستحيل ذلك أو .....قد تقلب الأمور رأسا على عقب تجد من حولك شاكرين
- مالذي تقصده ؟
- فؤاد نقي خير و أبض من لجج أفئدة أخرى ، فتفتح الأبواب على مصراعيها باسمة ، بينما الألسن ذاك فلان أمطر علينا برغيده !
- لا أظنني واجدا ظالتي المنشودة مستترة وراء ألغازك !
- ربما و ربما لا ..
- فكما قلت سابقاً خير لي إطلاق العنان للساقين عسى مسألة العوص تخفف !
همهم الشيخ ضحكة متدلية ليرد بعدها باتزان :
- أعتمد عليك ، سمعا و طاعة له !
::
::
::
::


أومأ الأخير له مستديرا بهدوء تماشى مع إيصاد باب الحكيم يشعه بنظرات ثقة و جفون قد اسبلت بارتياح. و الرجل أحس أن لكلامه الأخير مغزى سينتشل، فشق طريقه مع وابل من الأسئلة تمطر عليه مترافقة مع إستفسار المارة
شيخ عجوز كفيف، ذو نظارات سوداء و عصاه خير معين، تتبعه،
- أتقصد أبا الحسن؟
- نعم رجاءاً، هل لك أن ترشدني أين يقطن؟
نعم في البلدة المجاورة تبعد مسافة يومين.
- هل قلت يومان؟
- نعم. أعلم أنها مسافة طويلة. في الجهة الشرقية لها يثكم في كوخ متواضع خشبي، يطل على غابة لا يدخلها إلى أقوياء القلوب!
- قد أصبت ظلفي فشكراً لك سيدي
- فلتطلق ساقيك بعيداً و سراعا فإن احتجت معونة تجدني حاضراً
- الشكر للمرة الثانية فقط دلني لأقرب مرشد في البلدة ،

- أستنصحك أبا عمير صاحب نياق عداد

- كم عددهن ؟
أراك أهملت الأفيد فتشاغلت بالعدد ، أغلب الظن ست
- قد أصيب خيرا في ذلك ، و أين أجده؟
- لن تجد رجلا كثير ترحال مثله، هلم معي استفسر لك عنه
::
::
::
::

بينما في قصر الحكيم :
صوت طرق الباب ثم :
- هل لي أن أدخل يا ابن الحكيم؟
- فلتتفضل.
ولج الشيخ العجوز المطلوب بوقار يستتر تساؤل وراء استدعائه فجعل يقعد على أحدى كراسي الحكيم
- سيدي ما حاجتك إلى شيخ كفيف ولى الزمان عليه فما انتفع بعصا له تتبع أو خادم إليه يرتع!
- قد أصبت لك واحدا، ليس كسابقيه. فمره ما شئت و أجرته علي ، و لتكن له رقيبا !

و بهذا اختتم الحوار غموضا، و الكفيف إتخذ طريقه لكوخه تلكُّؤًا . يطول يومين فما أكثر !

مر بجانب واد كدر فلا رائحة ذكية منه تنتشق و لا أسماك طابت قرما تتخذ ، لا شيء سوى كدر مياه عكرة فقدت صفائها
فاقترب منها و كمن ينوي أن يترك أثر
بضع ثوان ارتسمت خلالها علامة معونة
ليستأنف مسيره رويدا


بعد فترة أقل ما يقال عنها أنها عصيبة ، عثر الرجل الفقير على ضالته المنشودة فانتطى أحد نياقه الإثني عشر بعد أن شكر من قدم له المعونة

بعد مضي ثلاثة أيام تخللتها عقبات بسيطة و أخرى ذات مغزى تراه
تلافى العلامة المعنونة . فأخذ بها

في منزل أبا الحسن :
كوخ فاقع لونه يسر الناظرين ، خشبي يترع لشخصين أو ثلاث ،
- يا بني قد سمعت خطوات أم أن أذني لي خوانة ؟
- خادمك الجديد .
- ألفت صوتك و رنتك في ذهني مرسوخة ، أنت هو الرجل الذي ساعدني على عبور الطريق ؟
- أجل هو برثة ملابسه البالية لو أنك تبصر
- قد لا أرى لكنك بصرت بملاذي أم أنك قد التحقت بي ؟
اشاح بوجهه قليلا فتمتم كما المعترف بالهزيمة :
- صدقت ، و لا تنسى أنت تحت رعاية أيادي أمينة
- مع عدم بصري فحدسي بديله ، أتمنى ذلك
-- إذا ؟
- أنت أدرى معينا ، تنظيف و اكتراث بشؤون ملاذ كلانا
حالياً




إلى هنا ينتهي الفصل
نقد بناء , ملاحظات , إضافات , إقتراحات

في انتظاركم بفارغ الصبر
لا واجب دوما :33:
__________________






SasuSaku :The best couple ever in my own opinion , no matter how many couples will come already .. Their love will last for ever
رد مع اقتباس