عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 05-10-2015, 08:23 PM
 


























الجُزء الراَبِع - أسَامي !

كيفَ بدا الأمرُ .. لحنهُ موجعٌ .. حتى حديثهُ لا يُحتملُ، بدت ترانيمٌ مُزعِجةٌ.. لم أحتملّْها .. جسدي بدا مُثقلاً.. ضعيفاً، خارت قواهُ.. للحظةْ أنفاسي بدت لم تعرف طريقاً للخروجِ ..

- لِــ .. لِــ ما ؟!
- نوا تشَان
- لِما تجرانِ قدميكُما لِموتٍ مُحتمْ ؟!

لمْ أسمعْ إجابةً.. بدا الصمتُ جوابهُ.. لا أدري .. شعرتُ أنني أودُ الصراخَ بوجهيهما .. صفعِهما بما أوتيتُ مِن قوةٍ !!

أردتُ الصُراخَ فعلاً.. بحجمِ السماءِ كم أنا غاضبٌ عليهما.. كم هما غبيان!!

كيف أصبحَ الغضبُ مُسيطراً.. أنفاسٌ صاعِدةٌ.. وقلبٌ يغلي ..

أنا فقطْ لا أودُ أن أخسرهما.. ليس لي غيرهما وأخي في حياتي.. لا أحدٌ إلا هُم !!

لا أُريدهُم أن يرحلوا.. لا أُريدهم أن يتركوني وحيداً !!

- أينَ هُو ؟!

ألتفتُ إليه.. أسألهُ عن مكان المدعو " اراتا".. نظرَ إلي مسرعاً.. لينده على اسمي قائلاً بقلق .. خائفاً من أفعلا شيئاً سيئاً لِــ "اراتا" :
- نوا تشان.. أرجوكْ

- أنت.. سيكونُ لك حديثاً آخر فيما بعدْ !

بغضبٍ بلغَ أوجهُ .. أخذتُ أجرُ أقدامي متجاهلاً ذاك الأخير الذي يندهُ على اسمي!!

____

لقدْ قمتُ بطابعةِ بعضِ النُسخ لأوراقِ الدعوة الخاصةِ بـناديَ .. أنها ملونة.. وقد قمتُ برسمِ رسوماتٍ لطيفةٍ حتى تجذبهم لتسجيلِ فيها.. بتأكيدِ ستعجبِهم.. أنها جميلة في نظريَ..

- آه كم أنا متشوقٌ لِنادي ..
بِحماسٍ مبالغْ وأنا أقفزُ عالياً.. ما هي للحظة حتى وقعتْ الأوراقَ أرضاً.. يا لي من غبي حقاً..

- يا إلهيَ.. آه

بنبرةٍ منزعجةٍ.. تنهدتُ منزعجاً لأنحني ألملمُ الأوراقَ عن الأرضِ..

- أنظروا .. أنظروا أنهُ صاحِب العينين ذا اللون الغريب..

أخذتُ أتجاهلَ سخريتهً المعتادة.. فأنا أعلمُ أنه " أُوساجيَ " .. فهو دائِماً هكذا.. يكرهُني .. يكرهُ وجودي في هذا المكان..

" صاحب العينين ذا اللونِ الغريب"
" الملاكِ الضعيفْ"
" عارٌ على الظلامْ "

كُلها ألقابٌ منهُ.. هو الذي جعلَ من الجميع يتخذون فكرةَ أنني ضعيفْ.. وعارٌ على فئِةِ الظلامْ !

البعض أخذ يُطلُ من النافِذة والآخرِ من بابِ الغُرفة الصفية.. أخذتْ قدر استطاعتي أن أتجاهلَ تمتماتهم.. سُخرية بعضِهمْ.. حتى ضحكات بعضِهم الساخِرةْ.. تهزأُ بي بنظراتِهم.. وقلةً منهم تشفقُ علي ..


على ماذا يا تُرى تشفقُ؟!
هل على نفسيْ.. هل لأني أصبحتُ عاراً على فئة الظلامِ كما يدعون !!
هل لأني طيبٌ.. أُحبُ الخيرَ.. أُحبُ الجميعَ .. ؟!

ماذا فيها يا تُرى.. ماذا فيها لو كنتُ مختلِفاً عن الجميعِ ؟!
ماذا لو كنتُ شاذا عنهم؟!
مُميز رُبماَ ..
ماذا فيها أن كنتُ طيباً ؟؟ ماذا فيها أن كنتُ رحيماً خيراً يُحِبُ الجَميعَ !!

ماذا فيها.. وأن كنتُ ظلاماً دامساً.. لكن أنا مُختلفٌ.. مُميزٌ عن الجميعِ ..
أنا لستُ عاراً .. أنما أنا مميز.. هالتي الظلامية مهما كانت دامسةٌ..
لديْ قلبٌ ينبضُ نوراً.. رُبما ذاك الشيءِ المُسمى بـالأملِ !

شعرتُ بخطواتِ أحدِهم .. لأراهُ ينحني يلتقِط أحدى الورقاتِ.. ما هي لثوانٍ حتى أخذ يُقهقهُ بصوتٍ عالٍ..
لا أعلمُ لما شعرتُ أنني أودُ البكاء .. غيظاً .. غير محتملٍ ذاك المدعو "أوساجي" .. بشكلٍ لا يُطاقُ !

لقد حفظتُ صوتهُ عن ظهرِ قلبٍ.. أنه حتى لا يستحقُ أن أنظرَ إليه.. لا يستحقُ !!

- نادي الصَداقة أُيُها الأبله.. أنتَ سخيفٌ بشكلٍ غير محتمل أيُها القصير..

أتجاهلُ كل حرفٍ قالهُ.. كل ما أفعلهُ لَمِّ الورق لا غير بدونِ أن أنبسَ بكلمةٍ.. أكبتُ الغيظ .. الغضبِ، الكُره، كلَ المشاعِرَ السيئةْ !!

- أنتَ حقاً عارٌ على فِئتنا.. أُيها الفَضيحة !!

سمعتُ صوت تمزيقِ شيءٍ ما لأنظر لمصدرهِ.. فرأيتُ "أوساجي" يُمزق الورقة وهو يبتسِمُ بسخرية لاذعة..
أخذ الغضبُ يأخذُ مأخذهُ في نفسي.. ليتربع على عرشِ المشاعِر !!

تجمعت شرر الغضب حول نفسي.. لتعمي أنظاري .. غَاضِباً حَانِقاً.. مُغتاظاً من الأخير.. !!

أوقعتُ الأوراقَ أرضاً.. لأنقضَ على الأخير مُسرعاً.. وأنا ألكمهُ بقوة.. بقدرِ ما أوتيتُ من قوةٍ !!
أضربُ.. أضرب.. لا أرى إلا هو أمام عيناي.. كما لو أن الغضَب هو الذي يتحكمُ بيَ..

أضرب.. شعرتُ بدماءٍ تسيل.. شعرتُ أيضاً بالألم في يدي اليُمنى.. سمعتُ صوت الأخير وهو يترجاني أن أقِف عَن ضربهِ !!

ابتعدتُ عنه بهدوء.. أحسستُ أنني قد خرجتُ عن طوري.. لا أعلمُ ما الذي حصلَ تواً..
لكن الذي أمامي.. قد وقع مغشياً عليهِ.. فهرعتُ إليه أمسكهُ قبل أن يقع على الأرضَ !!

أنظارهُم.. أنهم خائِفون.. أنهم يبتعدون خطواتٌ كثيرة عني.. همسات.. تمتمات.. ذاك الذُعر الذي استوطن ملامحَ وجوهِهم .. !!

هل بدوتَ مخيفاً إلى هَذا الحدْ؟ ولم تكُن سوى لَكماتٍ..!!


- أنتَ.. أنتَ ، وَ.. و .. وَحش !

هَذا ما سمعتهُ من فتاةٍ أخذتَ تجري مسرعةً..
الذهول.. الدهشة.. رُبما أيضاً صدمة.. كانت كُلُها حديثيَ .. أنا فقطْ !!
كانت أنظاري تُلاحِقها وهي تجري مسرعةً..
للحظةٍ شعرتُ بالخوفِ.. بالذُعرِ من نفسي!!
_____

غير قادرٍ على التحملِ.. دخلتُ الغرفة الصفية بغضبٍ يتأجج داخل النفسي.. وأنا أحثُ خُطاي إلى ذاك الجالسِ آخر المقعد القريب من النافِذة.. يتحدثُ مع أحدِهم بسعادةٍ غامرةٍ !!

قاطعتُ الحديث حينما وقفتُ بينهما ..لينظرا إلي الاثنان بغرابةٍ ..
الأخير أبعد أنظارهُ عني .. ليقول ببرود اكتست ملامحَ وجهه فجأة :

- ماذا تُريد ؟!

أمسكتُ من ياقتهِ لأقول غاضِباً:
- لِما أنتَ غبي.. قُل لما أنتَ غبي إلى هَذا الحَد
- وأنتَ لم تَكن غبياً حينما اشتركتَ في اللُعبةْ .. إذن نحن مثلك أغبياء.. أنانيين لم نهتمَ لمشاعِرك السخيفة، مثلما فَعلت.. !!

هو صرخ.. بذهولٍ أخذتُ أنظرُ إليه..
هل أنا كنتُ أنانياً حقاً؟ لم أهتمَ لمشاعِرهما ؟!
رُبما أنا كذلك حقاً .. رُبما !!

- لكن !!
- أنا لا أعرفُكَ وأنتَ لا تعرفنيَ.. كان هَذا شرطُك !!

هو صرخ مرة أُخرى.. أعلى من سابِقتها، شعرتُ ببعضِ الأنظار ، وأيضاً سمعت صوتَ أحدهِم ، يحاول أن يُهدأ من الجو المشحون ، المتوتر بيني وبين "أراتا" الذي أخذ ينظرُ إلي بحاجبين معقودتين.. غاضِبتين..
شعرتُ أنه كرهَ أنانيتي، شعرتُ بغضبهِ، وشعرتُ أيضاً ، بالشوق الذي لفحني لحظة رؤيةِ لملامحهِ التي لم تتغير بُتاتاً.. كما هو، لم يختلف ، لم يتغير .. لَقد مرتْ سَنة .. آه كم كانت كثيرةٌ جداً !!



- لَقد أُغمي عليهِ.. أُغمي عليهِ، آسامي لكمهُ بدونِ رحمةٍ !!

صوتِ حدهم وهو يصرخُ.. حديثهُ كان يسترعي أن ننظرَ إليه نحنُ الثلاثة بكل فضول طغى على ملامِحنا..
ليس نحنُ فقط .. بل أيضاً هم، الذين أخذوا ينظرون إليهِ، بكل أهتمامٍ مُبالغْ !!
ما هي للحظة حتى خرج جميعهم يركضون مسرعين يرون ما حصل بدقةٍ !!

نظرتُ إلى الأخير الواقِف، علمتُ أنه " اسوكا".. الذي بادلني الأنظار، يطغى على ملامحهِ التساؤل، والحيرة.. مثلي وكما الجالس على الكرسي أيضاً !!

___

فتحتُ البابَ على مصرِاعيهِ بِذعُرٍ .. بدا أنهُ مبالغاً !
لكمهُ، بِقوةٍ شديدةٍ، بِدونِ رحمةٍ.. رأيتهُ ! عيناي لا تكذِبان .. تلك النظرات ، والغَضب .. آه وهالتهُ !
مُعتِمة .. مُعتِمة ، كما لو أنها سَواداً ! مُخيفة ، بدا وحشاً ينقضُ على فريستهِ!
بدا أيضاً مُخيفاً إلى حدِ الذُعرِ !!

أخذتُ ألتقِطُ أنفاسي .. نظراتي ألقيتُها إلى الشابان الذي بدا أنني قاطعتُ نقاشُهما في شيءٍ ما !!
- ماذا هُنالك آي ؟!

تساءلَ ناناكي سان بنبرةٍ مشوبةٍ بالقلقِ ..
المُدير.. رأيتهُ ينظرُ إليَ قلقاً هو الآخر .. لأولِ مرةٍ أرى هيرومي سَان بِهذا القلق ..

أطلتُ النظرَ إليِهِما.. جداً .. لم أجد كلماتٍ تشرحُ الوضع الذي حصلَ تواً !
طأطأتُ رأسي .. كُلما أتذكرُ تلك الملامِح .. هالتهُ ! .. يُصبِحُ الخَوفَ حديثي !

- لَقد.. لَقد لَكمهُ.. لَكمهُ بدونِ رحمةٍ !!

جرى ناناكي سَان إلي مُسرعاً.. امسك كتفايَ بقوةٍ .. هزنيَ ، الذُعر الذي تملك نفسهُ ، ذلكَ القلق ..
بدا صادقاً.. كم أُحب السيد ناناكيَ.. لطالما كان صادقاً في كُلِ شيءٍ يفعلهُ .. كُلَ شيءٍ !

في كُل هزةٍ ، يتساءلُ من هُو ؟ من هُو ؟! مَن ؟!
لا أعلمُ بما أجيبهُ .. كيف سأقولها .. !

هيرومي سان .. وقف عن كرسيه الهزاز .. قال بصوتهِ البارد – كما العادة.. لن يتغير - :
- أتبعني ناناكي.. هيّا !

المُدير حثَ خُطاه يخرجُ من غرفتهِ .. عدا ناناكي الذي عاد ينظرُ إلي .. بتلك النظراتِ المُتسائلة !
عاجزة عن الرد ، عن الجواب .. لا أعلم !

أنا لا أُريد أن يرحلَ أساميَ.. أخافُ أن يفصِلوه.. أخافُ أن يفعلوا به شيئاً لا يُحمدُ عُقباهُ !
ابتعد ناناكي سان .. حث خُطواتهُ هو الآخر .. أوقفتُها حينما أمسكتُ يدهُ مسرعة ..

- بشكل لا إرادي فعلتُها -... ألتفتَ إلي .. !
أنني على يقين بأن ملامح القلق، والخوف على أسامي قد ظهرت على أسارير وجهي !

- ناناكي سَان.. صدقنيَ هُو لم يقصِد، أنتَ تعرفهُ ! هو لم يقصد ..

ابتسم ليَ.. بدا أنهُ يودُ أن يخفف قلقي .. وخوفيَ !
تركتُ يداه.. أردتُ أن أفسح لهُ مجالاً برحيل !

أكمل خطواتهِ مسرعاً.. أما أنا ما عدتُ أعرف ماذا علي أن أفعلَ ؟
لم أستطع الإجابة .. كما لو أن لِساني قد شُل عن الكلام .. عاجزة عن الرد !
ولا أعلمُ لما !

هو بدا مُخيفاً حقاً .. لَكن لن أنفيَ أنه لم يقصد .. لم يقصد !
- أسامي .. أنهُ أسامي !

______

كُنا أنا وأراتا وأسوكا من الجماهير المُتجمهرة ، من بين هذا الحشد الكبير من الطُلاب !
لم أستطع رؤية ما يحصل.. إلا أنني سمعتُ صوت الأستاذ – أزومي- وهو يصرخُ بوجهِ الطُلاب .. يأمرهُم برحيل .. فاستجابوا منصاعين .. ليُخفف هَذا الحشد ، حتى يجعلُني قادراً على الرؤية أنا والأخريين !
فالفضول كان يقتلني أنا وهما لمعرفة من هذا الفتى – الذي يملك تلك اللكمة القوية والقوة الجبارة أيضاً -
رويداً رويداً أخذت الجماهير تنقشعُ راحلة .. أصابنا الإحباط لوهلة حينما رأينا الفتى يولي أدباره راحلاً مع السيد ناناكي .. والذي بدا أنه يخفف بكاءه أو ما شابه .. فأنا سمعت بكاء أحدهم وأنا كنتُ متقيناً أنهُ هذا الفتى ذا الشعر البُني !

على ما يبدو أنهم قد أخذوا الضحية – المغشية عليها – إلى غُرفة الممُرضة ..
وأزومي سان لم يلحظ وجودي أنا والأخريين ، فبدا أنه كان منشغلاً بالحديث مع المدير هيرومي سان !

- تباً !

بصوتٍ خافت جداً إلا أنني سمعتهُ .. نظرتُ لمصدرهِ لأرى أنهُ " أسوكا" الذي تجمع الغضب مبلغهُ .. رُبما أيضاً الغيظ !
تحولت أساريرهِ لقلق شديد ..

هو جرى يحثُ خطاهُ إلى الموقع المدير وأزومي سان !
أنا فقط أخذت أندهُ على أسمهِ إلا أنه لم يستجب ..

علت على وجهي الدهشة حينما رأيتُ " أسوكا" - يقوس ظهرهِ - ينحني باحترام شديد لمدير المدرسة ..
لا أعلم إذا كان أراتا مندهشاً.. لكن رُبما هو الأخر مثلي ، فانحناءه بهذا الشكل المفاجئ ، يثير الدهشة والحيرة أيضاً .. كما أُستاذ اللُغة.. الذي لم يختلف عنا !

- أرجوك .. صحيح أنني لم أكن من الشاهدين للحادثة .. لكن أسامي يستحيل أن يفعل شيئاً بدونِ سبب .. أنا أعرفهُ .. أسامي فتى مختلفٌ عنهم جميعاً ! أسامي الفتى المُميز .. أسامي الذي قُلت عنهُ أنهُ " المُستقبل"..
أسامي .. أسامي ، أرجوك لا تفصِلهِ أو تنقلهِ ، أو تُعاقِبهُ ، هو ..

- أرجُوك هيرومي سَان ..

قاطعتهُ ، اراتا نده على أسمي لكن لم أستجب لهُ.. أنا الآخر حينما شعرتُ بصدقِ كلماتهِ .. لحقتُ أسوكا.. لأنحني باحترامٍ شديد مثلهُ تماماً .. أترجى ذاك الواقِف .. الذي بجانبي نظر إلي خلال انحناءه.. لأبتسِم لهُ ..

- أرجوك.. إذا كان هَذا الفتى المُميز، إذا كان " المُستقبل".. بتأكيد لن يفعل شيئاً بدون سبب .. !

وقفتُ لأنظر إلى ملامحهِ .. التي لم تتغير بُتاتاً .. كما سابق عهدها ، بارِدة ، جامدة !
إلا أنني لم أيأس .. لم أقنط .. أخذتُ من بعض الأوراق المرمية أرضاً ..

نظرتُ لها .. ابتسمتُ ، رُبما لفحواها .. كَم هو بريء !

- أراد أن يجمع أعضاءً لناديهِ .. بدا كُل شيءٍ بخير .. حينما جاءت الضحية ، تهزأ أو ما شابهُ .. أنظر لتلك الورقة الممُزقة .. المرمية أرضاً !
أشرتُ لمكانها .. نظروا إليها جميعاً.. تنهدتُ بهدوء .. ابتسمتُ بداخلي .. أُريد تحقق العدالة لذاك الفتى .. !

- بتأكيد أن الضحية سَخِرَ على فكرتهِ هذهِ .. وأستفزهُ بتمزيق الورقة ، لذا لكمه بقوة.. لقد أخذ الغضبُ مبلغهُ في نفسهِ لذا لكمه بقوةٍ شديدة ..


صمتُ.. أردتُ رؤية ملامحهِ أكثر .. رؤية ردة فعلهِ.. حملقتُ فيها .... لا أعلم لما شعرتُ بقلق أكثر على المدعو أسامي .. حينما لم أرى أياً ما قلتهُ .. لا استجابة .. لا ردةُ فعل ، سوى جمود وبرود كم يُغيظني !

- أرجوك .. لا تُعاقِبه !
قُلتها .. علني أجعلهُ يحركُ ساكناً !

- رُبما هُو " المُستقبل" لكن يبدو أن " المُستقبل " غير قادر على التحكم بقوته.. سيكون المُستقبلُ دماراً على يد " المُستقبل" نفسهُ !

فهمتُ مقصدهُ للحظة .. توسعت عيناي مندهشاً ، مما رددهُ لِسانهُ !
رحل من أمامي .. لحقهُ المُدرس ، بعدما ربت على كتفي يقول :
- فعلتم ما بوسعِكم

كما لو أنه يخفف عنا .. إلا أنه لم يفعل !
بل شعرنا أنا وأسوكا .. ورُبما أراتا .. بالقلق أكثر فأكثر !

" أسامي .. "

رددتها في نفسي .. ولا أعلم – حقاً - لما أنا قلقٌ عليهِ بهذا الشكل الكبير !!


-

أعتَذِرُ عن التأخرُ الفضيَع والشَديَد أيضاً
الظروفَ دائِماً ما تمنعُني .. أنها عائِقي الوحيدُ !
أرَجو أن تُعجِبكُم هذهِ الجُزئية ..
وأن تَكون مُناسبة للقراءة ليستْ ممُلة..
أشعرُ أن الجزئية طويلة وأخافُ أن تملّوا من القِراءةِ !
أرَجو الخير .. وأرجو أن يَنال حُبُكم واستحسانَكم
وأتقبلُ أي نقدٍ أو أي رأي .. أو حتّى مُلاحظة أو فِكرة ..
رُبما سيكونُ هَذا سببٌ في نجاحِ الروايَة إلى الأفضل أو التحسُن
وآملُ خيراً بهذهِ الجزئية .. كُل الخير

هُناكَ فقط سؤالٌين:
- مَا انطِباعُكم عَن : أُوساجيَ - آيَ .. أبطالُ هذهِ الجزئية ؟
- أننيَ أفسحُ لكم مجالاً لتحدثِ عَن " أسامي "
بطلِ هذهِ الجُزئية .. لَكم حريةُ الرأي والأنتقادِ أيضاً عَنهُ !

قراءةٌ ممتعةٌ
ألقَاكم في الجُزء الخامسِ أن شاء الله ")
في أمان الله وحفظهِ



__________________
~ الوداعُ ما هُو إلّا لِقاءٌ آخر أعزائِي.
مُدونتي، معرضي

Tumblr, @Niluver, @Ask.fm@