عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-13-2015, 09:39 PM
 





وسط قبو مظلم للرعب قد صدح
توهج شعاع أحمر ملئ بالشر
توهج ليلتهم الأخضر و اليابس
في ذلك الوقت تناثرت خصلات شعره القرمزي
ليردف بخبث و دهاء كبير :-
- استيقظ يا وحشي الجميل ، استيقظ .





الفصل الأول : (( السير على الطريق المستقيم ))

تراءى في نظرها لوهلة بأن ذاك الماثل أمامها هو شقيقها ، هرعت إليه مسرعةً لتنصدم بأنه كان مجرد خيال صنعته لتوها .
لم يكن سوى صديقها الأحمق جون .
أردف بنبرة طفولية و بمرحه المعتاد :-
- صباح الخير ميلفينست .
ردت عليه تلك المدعوة بميلفينست ببرود :-
- صباح الخير .
- أوه لِمَ أنتِ باردة هكذا ميلفينست .
رمقته بنظرات باردة كادت تجمده ثم مضت في طريقها غير آبهةً له .
لم يمر وقت طويل قبل أن يصل كليهما للمدرسة العليا .
جلست ميلفينست على مقعدها بكل هدوء غير محدثةٍ أي ضجة على عكس جون الذي اضطرب الفصل ازعاجاً لأجله .

_____

- هل ما تقوله صحيح نيكولاي ؟
تنهد نيكولاي بحرقة و هو يردف :-
- أخشى أن نهايتنا باتت قريبة .
نزلت بعض من دمعاته على خده بدت كنهرٍ جارٍ و استرسل في حديثه :-
- لكن على آنوي أن يستيقظ مرةً أخرى .
هزت جلالتها رأسها بالموافقة ، ثم وقفت بكبرياء و ثقة لامعين قائلةً :-
- فلنجمع حاملو الجواهر في أسرع وقت ممكن .

_____

الجميع محبط جداً بسبب بقعة صغيرة على السبورة تكاد لا ترى بالعين المجردة ، كُتِب عليها (( غداً تبدأ الامتحانات )) .
تنهد الجميع بيأس و اضطرب الفصل لوهلةٍ من الزمن .
إلا ميلفينست لم تهتم لأمر الامتحان و كأنه بالشيء الحسن ، حقاً غريب أمرها .
فجأة ولج إلى الصف طالب غريب الأطوار ، ذا شعر أصفر متطاير قليلاً و عينان مدرجتان باللون الأزرق و السماوي ، كان وسيماً بمعنى الكلمة .
نظرت إليه ميلفينست بتعجب ، اندهشت من شكله ، فقط بدا مألوفاً لها .
حول ذلك الغريب نظراته بين الجميع ثم استقرت عيناه على ميلفينست .
اقترب من مقعدها و ضرب طاولتها بقوة فكسرت لنصفين .
وجد مقعداً فارغاً فهرع إليه و جلس فيه .
نظر الجميع إليه بدهشة و تعجب .
- ما خطبه لِمَ فعل هذا .
هكذا أردف جون و قد احمر وجهه غضباً .
بدت ميلفينست هادئة جداً ، و في الوقت نفسه مضطربة أيضاً .
ابتسمت فجأة بخبث ممزوج بخوف قليل .
دخل المعلم ليُصدم بما حصل لطاولة ميلفينست ، صرخ في وجهها بتهجم شديد :-
- لقد تجاوزتِ حدودكِ ميلفينست ، هيا إلى غرفة المدير حالاً !
وقف جون بغضب قائلاً :-
- هي لم تفعل ذلك ، من قام بهذا هو .
و أشار بيده إلى ذاك الفتى غريب الأطوار .
ارتعب المعلم فجأة و اقشعرت أوصاله ، أردف بصوت مرتجف مرتعب :-
- لا بأس لا بأس ، سأطلب من أحدهم إحضار طاولةٍ جديدة ، رجاءً اجلسي هنا ميلفينست .
و أشار بيده ناحية طاولة صاحبتها غائبة .
اندهش الجميع من تصرفه هذا ، و من ذاك الفتى غريب الأطوار .
انتهى الدوام الدراسي و لم يجرأ أحد على التكلم معه .
ذهب كلٍ في طريقه إلا ميلفينست ظلت تلحق بذاك الأخير حتى استوقفته قائلةً :-
- يا هذا .
التفت إليها ببرود و ليردف بنبرة خالية من المشاعر :-
- لدي اسم يا آنسة .
- لكني لا أعرفه .
- لست مجبراً على اخبارك .
ثم تركها ماضياً في طريقه .
لتصرخ بأعلى صوتها :-
- توكي !!!
التفت إليها و قد علت محياه ابتسامة خبيثة ، أردف بكبر و غرور :-
- احتجتِ كثيراً من الوقت لتتذكريني .
- ما الذي أتى بك إلى هنا ، تعرف بأنه ليس مرحب بك هنا أبداً .
- ليس عليكِ قول هذا أبداً ميلفينست ، فهذه المدينة هي موطني الأصلي .
- لكن لا تتوقع مني أن أستضيفك في منزلي.
ابتسم توكي بخبث و أخرج هاتفاً من جيبه و أردف :-
- يبدو أنه علي الاتصال بالعم جايسون .
ارتجفت ميلفينست خوفاً لتردف بتوتر و قلق :-
- فقط بضعة أيام .
ضحك توكي بملئ شدقيه و تبع ميلفينست إلى منزلها .
كان منزل غامض مثل ميلفينست تماماً ، تحده الأشجار من كل ناحية ، كان في حي شبه منعدم فلا يوجد فيه سوى منزلها و بضعة منازل صغيرة جداً لفقراء المدينة .
تكلم توكي باحتقار و هو متقزز من الحي :-
- أتساءل لِمَ عمي جايسون اختار مثل هذا الحي ؟!
لم تعره ميلفينست أي اهتمام و إنما ولجت لداخل المنزل .
قادت ميلفينست توكي إلى غرفة كحلية اللون ، تغالبها بعض الألوان السوداء و الغامقة .
و صور الجماجم معلقةً على الجدران ، يتوسطها مفرش مجعد مدرج ما بين الأبيض و الرمادي ، ربما يكون هو البقعة الوحيدة البيضاء في الغرفة .
و على الجانب الأيمن وُضِع السرير بأناقة و رقة لا تناسب الغرفة أبداً ، و مكتب صغير بني اللون ملئ بالأدراج ، يقف على جانبه الأيسر هيكل عظمي .
ابتسم توكي بغرور ليردف بعدها :-
- يا لها من غرفة جميلة تناسبني حقاً .
تركته ميلفينست معجباً بغرفته تلك و أسرعت لغرفتها .
ظلت تحدق بصورة دائرية الشكل وضعت على الحائط .
نزلت بعض من دمعاتها الكريستالية على خدها ، كم تأمل حقاً عودة الماضي .

_____

مرت الساعات و الساعات و قد حضر اليوم التالي و توكي لا يكف عن ازعاج ميلفينست لدرجة رغبت فيها أن تقتله و تنهي حياته بسرعة .
بالكاد تمكن توكي و ميلفينست من الوصول للمدرسة في الوقت المحدد .
فقد ركبوا الحافلة الخاطئة التي أخذتهم إلى مكان بعيد جداً عن المدرسة .
ولج جميع الطلاب إلى قاعة الامتحان ، التي كانت بمثابة وادي الذئاب للبعض ، و جنة الدنيا للبعض الآخر .
لم تستغرق ميلفينست وقتاً طويلاً في حل الاسئلة ، فرغم غموضها و برودها إلا أنها ذكية بمعنى الكلمة.
انتهى الوقت أخيراً و الجميع قد خرج باكياً من صعوبة الامتحان .
قررت ميلفينست أن تسبق توكي لذا فعلت غير آبهةً لما سيقوله عنها .
رفعت بصرها إلى السماء و هي تمشي فاصطدمت بعمود في عرض الطريق ، تأوهت من الألم .
لكن ذلك لم يمنعها من إكمال طريقها ؛ لكن شعور غريب استوقفها ، شعرت برغبة شديدة في الذهاب للغابة و الانحراف عن الطريق الصحيح لمنزلها .
و بالفعل فعلت هذا .
لم تكن تعلم إلى أين تذهب ، فقد ظلت تمشي إلى حيث تسحبها قدماها .
فجأة شع نور أزرق فاقتربت منه .
صُعِقت عندما كان صادراً من جوهرة تسر الناظرين ، براقة الطلة .
مدت يدها لتلمسها ، ليلتهمها هذا الضوء إلى مكان مجهول ، من رابع المستحيلات العودة منه .


برب لا أحد يرد ،،،




__________________




صمتًا يا ضجيج اشباحي !!.
فَسعادتي تَنتظرُني!
اَما كَفاكِ وقتاً بجعلي تَعيسَةً؟!
دَعيني لاَسعدَ وحدي!دَعيني اَبتسمُ بسعاده!
واَتركيني لاَعيش...!



اختبر نفسك عني !! | معرضي !!

التعديل الأخير تم بواسطة البقرة ; 05-13-2015 الساعة 10:13 PM