عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-14-2015, 05:05 PM
 



فصل تمهيـدي:-
مقتطفات ذكرى مشؤوم..

آه تلك الذكرى مرة أخرى, تمر في ذهني ولا يستوعبها عقلي..لعلكم تتسائلون عن ماهيتها!
انها فقط خيوط مشوشة..تمر أمام عيناي كشريط تالف يحتاج للترميم والإصلاح..
ورغم غرابتها ..فإني أود ترميمها بحق!..أود تفكيكها وإعادة نسجها رغم قلة حلتي ورغم غموضها!
تلك الذكرى العويصة أحيانا تأتيني في لحظات تفكيري,فتقطع علي حبال أفكاري!
تشتت ذهني ,وينتهي بها المطاف الى أن تتلف أعصابي, فأجلس معانقة الأرض ,ممسكة رأسي بأطراف أصابعي
لعل هذا يوقفها عن التدفق المتبعثر ...ولكن بشدة وضراوة!
وأحيانا أخرى تأتيني كحلم أو بالأحرى كابوس خلال نومي الذي لم يكتب له الراحة يوما..
تلتهمني بمراوغة فذة ..فأختنق صارخة من نومي الغير مريح بتاتا.. وفي كل تلك الحالات..
أتلق الضرب المبرح من الحارس الجالس هناك أمام القضبان وخلف الجدار الصدئ
ليتركني أتلوى بتألم وأسى على مصيري الأسود القاتم كقتامة الزنزانة التي الآن أقبع داخلها أنا..
بصفتي الشاب الذي ارتكب جريمة بقتله لوالده..
قضيت سنواتي الخمس في السجن أي منذ كنت في الخامسة عشر من عمري ومنذ أن عانقت أخي التوأم
الملطخ بالدماء..هاتفة به رغم ارتجافي بذاتي
- لا تقلق كل شيء على ما يرام!
ومنذ أخر مرة تحسست فيها أني أنثى بحق!.. قبل أن أدفن تحت قناع الشاب الذي قتل أباه..!
لم أكن لأفكر بأني قد أنال حريتي.. عندما جاءني الحارس يقول لي كعادته بنبرة اشمئزاز
- جان ويلكنسون ..حان وقت خروجك..
ولم أكن لأتصرف كشاب أبله, وأهتف به بسعادة
"الحرية"!
بل وأن التساؤل قد دق أبواب محياي..ليهتف بي الحارس كعادته باشمئزاز!
- سوف يتم نقلك الى سجن أخر!
لم أدرك مطلقا أنني سأجد في ذلك السجن ..أخطر أنواع المجرمين..وحتى عندما هتف بي الحارس مودعا
- أتمنى لك حياة هنيئة مع أمثالك من السفلة الأنذال!
وكم كنت ساذجة بتأخر استيعابي أنذاك..وكم كنت بطبيعتي عندما قابلت توديعه ذاك ببرودي المعتاد..
××
أشعر بالشفقة على نفسي ,وبالغضب من ضعفي ,وبالقلق من مصيري..
هكذا شعرت عندما أخذني الشرطي مكبلة بالأصفاد عبر ممر طويل ..غلفه الظلام ,وسكنته أنين وصيحات ألم
تصدر من مئات الزنزانات ,رغم الرعب الذي التهم عضلة قلبي ..فإن أيا من هذا الرعب لم يتغلب على برودة ملامحي..
لم آبه لصيحاتهم الجائعة, ولا بتلك الذراع التي امتدت من بين القضبان لتجذبني من ملابسي الرمادية الخاصة بالسجن..
ولم آبه حتى عندما أخرج الشرطي أداة صغيرة أصاب بها سجينا عن طريق تيار كهربائي صدر منها..
فتركتني تلك الذراع أمضي في طريقي الى المجهول خلف القضبان
..!

××

ليال أمضيتها في زنزانة أكثر ظلمة ,وطعام
أكثر ردائة ,وازددت الى الحرية شوقا..
وازدادت صيحات الوحوش الجائعة ومعها أنين روحي تعالا..
أنا فتاة ...ألا تدركون؟!
أنا لست بقاتل ...ألا تسمعون؟!.. ألا تدركون أو تسمعون؟!
انا لم أقتل أبي ..بل هو الذي قتلني! ..سلب روحي بشكل تدريجي مما جعل موتي أبطأ واحتد ألما..
لسوء حظي وتعاسة حياتي..لم تكن الزنزانة فردية كما هو الحال مع السابقة.. بل كانت مشتركة!..
كان معي في نفس الزنزانة شاب ورجل ما ...وكم كان ذلك الشاب شبيها للغراب!..



×××××××

طبعا هذا الفصل تمهيدي لم يخفيه خلفه من احدآث
كنت قبلا قد وضعت روآيةة هنا ,,لكنها لم تكن بالمستوى المطلووب
فقد كانت لحظةة طيش ولهفةة الى دخول عآلم الكتآبة

وأشكر المصممة Dean ع التحفةة


باذن الله سأجد تفاعلا وأكمل الرواية ان كتب لها ذلك!
وان أعجبتكم ..الاشياء الحلوة











__________________
قلبكَ دافئٌ كما الحنين🌻
سابقاً C I E L
رد مع اقتباس