ضحية: هذا يا صاحب السماحة رجاء شاب كان صوفيًّا تجرَّع زعافها شهدًا، وذاق مرّها رحيقًا، ثم تهللت في روحه المظلم إشراقات الهداية القرآنية، فإذا هو يكاد يقضي عجبًا من العجب. رأى الماضي الذي كان فيه ماضي الكفر يغتال مهجة إيمانه، والشرك يعصف بالحشاشة الولهى من توحيده، فيا حرَّ قلباه!! كان الشاب اليتيم الروح ينتظر أن يمشي على الماء، ويطير في الهواء، ويمتزج بالروح الإلهي الأعظم، ويمرق كالشهاب من بين حُجب السويَّة والغيريَّة، ليرى حقيقة الوحدة الوجودية، كما وعدته الصوفية!! فعلام مشيت؟ على الجمر المدمدم من سقر.. وفي أي الأجواء طرت؟ أتذكر يا سيدي قصة المشرك قصَّها الله: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}. [الحج: 31]. لقد كنت أنا يا شيخ الصوفية الأكبر أحد أبطال هذه المأساة الدامية.. وبم امتزجت أنا يا سيدي؟ بالشيطان ينفث في دمي إثمه وغوايته، ويندلع من عيني لهبًا يحرق معاني القداسة، ويتأجج في أعماقي غليلاً يهفو بنفسي إلى كل حمأة دنسة، لا غاية لها سوى التحرّق في جحيم الغواية.. وهل رأيت أنا حقيقة الوحدة الكبرى؟ آه من هذه الأسطورة الساجية الفتون، المكحولة الآثام!! ما هي؟ وعدتني الصوفية أنني سأصير بها إلـهًا فأحقّق هتفة الشاعر المتوهج الغليل: آه يا يوم التلاقي!! ليتني كنت إلـهًا!! لأبحت الناس للناس خدودًا وشفاهًا وأُصبح وأُمسي وأنا الإنسان الإلهي بحقيقته، أو الإله الإنساني في صورته، والذي يصرف الوجود بأقداره ومشيئته، ويدين الكون لنزغاته ونزواته، ويسخَّر الجنّ والريح والعواصف في سبيل شهواته. ولم لا؟ فالصوفية على يد عفيف التلمساني أباحت الأم والأخت. وابن عربي في كتابه «الفصوص» من الفص المحمدي يقول يا سيدي ــ وإني والله لشديد الخجل ــ إن الله ربّه يتجلّى أعظم ما يتجلّى في صورة المرأة، وأن الله ربّه يكون وقت اتّصال الزوجين في مظاهر ثلاثة: فاعل، ومنفعل، ثم فاعل ومنفعل معًا في مجلى واحد.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |