الإله عند الصوفية: يدَّعي الصوفية أنهم هم الذين يعرفون الله حق معرفته، ويصِمون سواهم بعمى البصيرة، وفساد الذّوق، وغباء الفكر، وتبلّد الشعور. فما هي معرفة الصوفية بالله؟ وما فهمهم في الله؟ أدعوك بالله يا صاحب السماحة إلى قراءة «فصوص الحكم»، و «عنقاء مغرب»، و «ترجمان الأشواق»، و«مواقع النجوم »، وكلها لابن عربي، وإلى قراءة: «الإنسان الكامل» للجيلي، وإلى «ديوان ابن الفارض» وشرحه للنابلسي، وبخاصة تائيَّته الكبرى وشرحها للقاشاني، وإلى كتاب «الطبقات الكبرى» للشعراني، وكتاب «الإبريز» للدباغ، و«روض القلوب المستطاب» لحسن رضوان، بل حتى إلى مجموع الأوراد التي يتعبد به الصوفية في عصرك. ولماذا أدعوك إلى تلاوة هذه الكتب؟ إنكم يا صاحب السماحة تسمون ابن عربي «الشيخ الأكبر، والكبريت الأحمر» وتسمّون الجيلي «العارف الربانيّ، والمعدن الصمداني» وتسمّون ابن الفارض «سلطان العاشقين» وتسمون الشعراني «الهيكل الصمداني والقطب الرباني». فأنا أدعوك إذن إلى تلاوة كتب يقدسها الصوفية، ويُجِلُّون ــ ولا أقول يعبدون ــ أربابها، فإن كان ما فيها هو دين الصوفية، فلنقرأ معها آية واحدة من القرآن كآية الكرسي وقارن بين ما تلوت من صوفية، وبين ما وعيت من الهداية القرآنية، وسيروعك، بل ربما استفزَّ نقمتك، واستثار لعنتك: أن تجد الصوفية في هذه الكتب يفهمون في ربهم فهمًا شرًّا من فهم النصارى والمجوس في ربهم. وإني لعلى استعداد كبير لملاقاة سماحتكم ومناقشتكم في هذا، فاختر يا سماحة الشيخ أي مكان شئت، حتى ولو قبَّة البدوي. وسأذكر لك هنا بعض نصوص قاطعة الدلالة على حقيقة معتقد الصوفية في ربهم، وسأختار لك يا سيدي أهون ما في هذه الكتب التي تقدسونها، وتجعلون أضرحة أربابها مطافات تستروحون عندها ــ بزعمكم ــ أرواح الله وأنسام الجنة، وتسألون صياخيدها الجلاميد سكينة الروح، وطمأنينة الشعور، وامتزاجكم بحقيقة الذات الإلهية، كما تزعمون.
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |