عرض مشاركة واحدة
  #385  
قديم 05-15-2015, 12:15 AM
 
رأي ابن عربي:


أما ابن عربي فرأيه في ربه أظهر من أن يخفى.
إنَّه يراه كل كائن، وكل موجود،
ولهذا كان عبَّاد الصنم عنده ناجين،
وعبَّاد العجل فالحين،

وما أخطأ المسيحيون ــ عند ابن عربي ــ
إلا بسبب أنهم قصرَّوا العبادة في مظاهر ثلاثة،
وكان واجبًا عليهم عبادتهم إيَّاه في كل مظاهره،
فمن عبد الحجر فقد عبد ربهم المتجلي في صورة الحجر.



وهكذا، إذ يقول ابن عربي:

«فإن العارف من يرى الحقّ في كل شيء،
بل يراه عين كل شيء» ([1]).


فابن عربي من أصرح الدّعاة إلى وحدة الوجود،
بل هو زعيمها الأول بين الصوفية،



ولكنا نختار لك من كفرياته هذا النص
الذي يدلنا على رأي ابن عربي في ربّه
وتجليه في صورة المرأة التي يتَّصل بها زوجها.


قال:

«ولما أحبّ الرّجل المرأة طلب الوصلة، أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة،
فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح؛
ولهذا تعمّ الشهوة أجزاءه كلها.
ولذلك أمر بالاغتسال منه.
فعمَّت الطهارة كما عمَّ الفناء فيها عند حصول الشهوة.

فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذّ بغيره.
فطهره بالـغسل، ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه.

إذ لا يكون إلا ذلك، فـإذا شاهد
الرجل الحقَّ في المرأة كان شهودًا في منفعل،
وإذا شاهده في نفسه من حيث ظهور المرأة عنه شاهده في فاعل،
وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه
كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة.

فشهوده للحق في المرأة أتمّ وأكمل،
لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل،
ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة،


فلهذا أحب، صلى الله عليه وسلم، النساء
لكمال شهود الحق فيهن،
إذا لا يُشاهَد الحق مجردًا عن المواد أبدًا» ([2]).



هذا نص الفصوص نلخصه في كلمات:


إنّ ربّ ابن عربي يتجلى بصورة عظيمة،
أو أكمل تجلي في صورة المرأة،

إنَّ الزوجة والزوج وقت اتصالهما يكونان الله،
إن الله دائمًا لا يظهر إلا في جسد،
إن الله يحب أن يفهم الزوج أنه كان يلتذّ بربهّ، وكذا الزوجة!



وما أحبّ يا صاحب السماحة
أن أدلك على مكان الكفر الدّنس المجرم في هذه الزندقة،
فإنها أظهر من أن تخفى على سماحتكم.



وإليك ما يقوله عن الله:

«ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات،
وأخبر بذلك عن نفسه،
وبصفات النقص،
وبصفات الذم» ([3]).



ويقول داعيًا إلى عبادة الأصنام حقّ:


«والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلّى للحق يعبد فيه،
ولذلك سموه كلهم إلهًا،
مع اسمه الخاص بحجر، أو شجر،
أو حيوان، أو إنسان،
أو كوكب، أو مَلَك» ([4]).



فهل رأيت يا صاحب السماحة
شيخكم الأكبر وكبريتكم الأحمر،
ماذا يقول عن اللهرب العالمين ؟

أعتقد أنك الآن آسف إذ شكوتنا إلى النيابة.



ولست أطيل عليك في ذكر النصوص.
فهذا النص أهون ما في الفصوص من شرك ووثنيَّة فاجرة.



إن المسيحية الضالة لما تخيلت أن الله يتجسد
اختارت لتجسده جسدًا نظيفًا كريمًا، جسد عيسى،


أما شيخكم الأكبر فاختار أجسادًا تحتقرها الحقارة،
وتخزى من دناءتها المهانة.
اختار الأصنام، وعجل السامري، وغير ذلك،


ثم اختار الأجساد الرقيقة التي تكشف عن دخيلة نفسية هذا الرجل،
اختار أجساد النساء،
وجعل ظهور الله فيها أكمل ظهور!!



إنَّ ابن عربي أحب امرأة ذات مرَّة.
ومن حبه لها جعلها ربّه نفسه،
وزعم لها أن اكتشف فيها الذات الإلهية.



حسبنا من ابن عربي هذا.
ولي أمل كبير،
أن يدلي لنا شيخ الصوفية العالم الكبير برأيه في هذا،
بدل أن يشكونا إلى النيابة.


================

([1]) (ص 22.) من كتاب «الإنسان الكامل» لعبدالكريم الجيلي ط 1293هـ.

([2]) (ص .16) من رسالة «القول الفريد في معرفة التوحيد» لمحمد الدمرداش المحمدي.

([3]) (ص . 14) من رسالة «القول الفريد» المتقدمة.

([4]) (1/338 .) طبع سنة 1314هـ.



__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس