عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-15-2015, 11:26 AM
 
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين،وأشهد أن لا إله إلا الله رب السموات والأرضين،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله خاتم النبيين صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم تسليما دائما إلى يوم الدين.


أما بعد:


فقد كتبت ما حضرني ذكره في المشهد الكبير بقصر الإمارة والميدان بحضرة الخلق من الأمراء والكتاب والعلماء والفقراء العامة وغيرهم في أمر «البطائحية» ([1])

يوم السبت تاسع جمادى الأولى سنة خمس لتشوف الهمم إلى معرفة ذلك وحرص الناس على الاطلاع عليه فإن من كان غائبًا عن ذلك قد يسمع بعض أطراف الواقعة ومن شهدها فقد رأى وسمع ما رأى وسمع.


ومن الحاضرين من سمع ورأى ما لم يسمع غيره ويره لانتشار هذه الواقعة العظيمة


ولما حصل بها من عز الدين

وظهور كلمته العليا

وقهر الناس على متابعة الكتاب والسنة،

وظهور زيف من خرج عن ذلك

من أهل البدع المضلة والأحوال الفاسدة

والتلبيس على المسلمين.




وقد كتبت في غير هذا الموضع صفة حال هؤلاء «البطائحية» وطريقهم،

وطريق الشيخ أحمد بن الرفاعي وحاله وما وافقوا فيه المسلمين وما خالفوهم؛



ليتبين ما دخلوا فيه من دين الإسلام

وما خرجوا فيه عن دين الإسلام؛



فإن ذلك يطول وصفه في هذا الموضع وإنما كتبت هنا ما حضرني ذكره من حكاية هذه الواقعة المشهورة في مناظرتهم ومقابلتهم.


وذلك أني كنت أعلم من حالهم بما قد ذكرته في غير هذا الموضع -


وهو أنهم وإن كانوا منتسبين إلى الإسلام

وطريقة الفقر والسلوك

ويوجد في بعضهم التعبد والتأله والوجد والمحبة

والزهد والفقر والتواضع،

ولين الجانب والملاطفة في المخاطبة

والمعاشرة والكشف والتصرف ([2])

ونحو ذلك ما يوجد -



فيوجد أيضًا في بعضهم من الشرك وغيره من أنواع الكفر

ومن الغلو والبدع في الإسلام

والإعراض عن كثير مما جاء به الرسول

والاستخفاف بشريعة الإسلام

والكذب والتلبيس وإظهار المخارق الباطلة

وأكل أموال الناس بالباطل

والصد عن سبيل الله ما يوجد.

===============
([1]) البطائحية: هم الرفاعية، لقبوا بالبطائحية نسبة إلى قرى عديدة في واسط بالعراق،
وهم تارة يلقبون بالرفاعية أيضًا وبالأحمدية نسبة إلى أحمد الرفاعي رحمه الله
وقد اقتصر مؤخرًا على تعريفهم بالرفاعية
تمييزا لهم عن جماعة الطريقة الأحمدية المنتسبة إلى أحمد البدوي.

([2]) التصرف عند الصوفية: هو تمكن الشيخ من فعل أمر يعجز الخلق عن فعله عادة؛
ولهذا يرد في كثير من تراجم الصوفية عبارة (المتصرف في الأكوان)
وهي كلمة شنيعة ترفع بمشايخ الطرق إلى مصاف القدرة المطلقة
من المحو والإثبات والعطاء والمنع،
وهي والكشف والوجد وغير ذلك من الكلمات المؤثرة في الألوهية والنبوة
غير مسلم بها وإن قالها من قالها.
__________________
إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " !
رد مع اقتباس