حجة داحضة: ولقد ناقشت أحد أتباعكم «الغلابة» فاعترف أولاً بالفصوص، وأنها لابن عربي، وبالطبقات، وأنها للشعراني، وأنهما كتابان عظيمان. فجئت بالمسكين أمام مكبر الصوت. وطلبت منه أن يقرأ في الطبقات بعض كرامات سيده علي وحيش. فما إن قرأ، ورأى الجريمة الفاضحة حتى ضرب الأرض بالكتاب قائلاً: هذا مدسوس على الشعراني!! فقلت له: إني معك. ولكن هل يستطيع الصوفية إنكار هذا الكتاب؟ هل يعترفون مثلك: أنه مدسوس على الشعراني؟ فقال: من لم يعترف بذلك كان كافراً. وهكذا إذا لزمت أتباعك الحجة في شيء قالوا: مدسوس.. فليكن يا سماحة الشيخ، غير إنّي قلت له: سل الصوفية وشيخهم الكبير: أن يستنكروا هذه الكتب، وما فيها، وأن لا يدينوا بما فيها. فإن فعلوا كان الخير كل الخير. وكفى الله المؤمنين القتال. فهل تستطيع يا صاحب السماحة، أن تفعل شيئاً من هذا ؟ هل يمكن أن تُصدر بيانًا تقول فيه، مثلاً: لما وجدناه في كتاب «الفصوص» و«الطبقات» و.. و.. مما يخالف الإسلام الذي جاء به كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإنَّا نطلب من أتباعنا أن لا يقرأوا ما فيها، وأن لا يعبدوا الله بما فيها؟؟ هذه واحدة. أو هل تستطيع أن تقول مثلاً: إن كتاب «الفصوص» أو «الطبقات» أو...أو... مدسوس على ابن عربي، أو الشعراني أو...أو... لأن في هذه الكتب كفراً وزندقة؟؟ ليتك تفعل يا سيدي الشيخ. ولكنك لو فعلت أحدهما لثار عليك الصوفية، كما ثار القساوسة من قبل على هرقل؛ لأنهم قد يرتابون في الوجود المطلق وتعيناته، ولا يرتابون في هذه الكتب معاني ونسباً. هل تلبي هذا الرجاء فتصدر منشورًا بتحريم التديّن بما في هذه الكتب؟ هل تثور لله يا سيدي الشيخ، ولا تخاف على منصبك الكبير من ثورة أتباعك؟ ليتك تفعل يا سيدي الشيخ!! وإنا لمنتظرون. إن أتباعك يؤمنون ويدينون بكل حرف في هذه الكتب أكثر مما يتديّنون بكلّ كتاب الله. ولكن، إذا لقوا الذين آمنوا قالوا: مدسوس علينا، وإذا خلوا إلى زعمائهم قالوا: نخدع المؤمنين.. وإلاّ فإنّي أجهر بصوتي عاليًا متحدّيًا أيّ صوفي أن يستطيع الجهر بأن هذه الكتب مدسوسة. فما هي بمدسوسة، ولكنها تُرْس الذي ينأد تحت صدمة الحق الصاعقة. ويقول آخرون: إن ما فيها أسرارًا ورموزًا، لا يفقهها إلا الأقطاب العارفون. فأنّى لك أيها الشاب بفهمها؟! يا سيدي الشيخ من خصائص القرآن: أنه {بَيَانٌ لِلنَّاسِ} وفي الناس الأمّيّ والمتعلّم، والجاهل والعالم، ومع كل هذا فهو بيان لهم جميعًا. فعلى فرض تصديق أن كتبكم رموز، أفيعبد الله بالرّموز؟ وبما لا يفهم المتعبّد؟ أيعبد الله بغير ما شرع القرآن، وفصّلته سنة النبي الكريم، عليه الصلاة والسلام؟ وهل تفهمون أنتم هذه الرموز، أو لا تفهمونها؟ فإذا كنتم تفهمونها وجب عليكم بيانها، حتى يدين بها أتباعكم على بصيرة. وإذا كنتم لا تفهمونها وجب تركها إذن. فهل تستطيع يا سيدي بيان هذه الرموز، كما يزعم أتباعك؟ لقد قرأت شرح القاشاني للفصوص، وبالي أفندي وغيرهما، وقرأت شرح النابلسي والقاشاني لديوان ابن الفارض، وقرأت والله، وقرأت فما وجدت رموزًا، ولكنها دلائل صريحة على حقيقة معتقد الصوفية في ربهم. أي رمز في قول ابن عربي: «إن العارف المكمل من يرى الله في كل شيء، بل يراه عين كل شيء» إن ابن الفارض عربي خشي أن يفهم الناس في حرف «في» الظرفيَّة المجازيَّة، فقطع الشَّكّ باليقين. فقال: «بل عين كل شيء». أهناك رموز؟ أم هناك تصريح وتصريح، وبيان جليّ؟؟ ألا إنَّ الحق بيَّن يا سماحة الشيخ، فاهتف به لربك، ومن أجل ربك. وإلاّ فالحساب بين يدي ربك عسير {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ}. [البقرة:166].
__________________ إن كانت غزوة أحد قد انتهتْ
فإن مهمة الرماة
الذين يحفظون ظهور المسلمين
لم تنته بعد..!!
طوبي للمدافعين عن هذا الدين كل في مجاله،
طوبى للقابضين على الجمر،
كلما وهنوا قليلاً
تعزوا بصوت النبيِّ
صل الله عليه وسلم
ينادي فيهم:
" لا تبرحوا أماكنكم " ! |