عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 05-21-2015, 10:45 PM
 


الموت بسيطرة من اسكيرس يحاصر شعباً يريد الحياة
يتربص به من كل ناحية
يأبى أن يتركهم إلا و قد أصبحوا جماجم متآكلة
أو أن يصيروا في عداد الموتى
لكن اسكيرس سيضمحل يوماً ما
لا محالة ...


الفصل الثاني :: اشراقة صباح ::


ظل يركض و يركض باحثاً عنها دون نتيجة ، قرر أخيراً الولوج للغابة ، لم يكن يسمع شيئاً سوى تكسر العشب تحت قدميه ، صرخ بتعب قائلاً :
- ميلفينست أين أنتِ ؟
توقف ليستريح قليلاً ، ضرب شجرة بجانبه بقوة و هو يزم على شفتيه .
لم يندهش من ردة فعله عندما علم من جون بأمر اختفائها ، فصحيح انه يحب ازعاجها دوماً و التعامل معها ببرود قاتل ، إلا انه في داخله يحبها كأخت صغرى عليه العناية بها بعد ما حصل لها في الماضي ، همس بحزن :
- أيتها الحمقاء ، أين أنتِ ؟ كيف تجرأين على جعلي قلقاً هكذا ؟!
سمع ضحكة ساخرة ، بحث في كل ناحية فلم يجد ذلك الشخص ، ليردف :
- اظهر نفسك يا هذا .
قفز من الشجرة شخص غامض غريب ، يرتدي زياً أسود بدا و كأنه غراب قدم لتوه .
أردف توكي بغضب و هو ماعاد يطيقه :
- من تكون ؟؟ و لِمَ أتيت ؟؟
ضحك ساخراً بملأ شدقيه ثم استرسل في حديثه بخبث و دهاء كبيرين قائلاً :
- أردت اخبارك فقط ، ميلفينست بدأت حياتها الجديدة للتو .
أراد توكي الاستفسار أكثر و لكن ذلك الغريب لم يسمح له بهذا ، فقط اجتمعت حوله كميات ضخمة من الرياح ليختفي بعدها من دون أن يبقى منه أي أثر .
تنهد توكي بحرقة ثم التفت خارجاً من الغابة وهو يجر أذيال الخيبة خلفه .

_____

فتحت عينيها المرتجفتين بخفة ، تأوهت واضعةً يدها على رأسها .
اندهشت من منظر السماء القاتم ، فقد كانت شديدة الزرقة ، بالكاد يتخللها خيوط بيضاء تشكل السحاب ، و أكثر ما أدهشها هو ذلك الجرم الكروي المتوهج الذي يبدو و كأنه نار تشتعل .
نظرت من بعيد لتجد تلك الجوهرة التي رأتها مسبقاً ، اقتربت بخوف منها و هي تخشى أن تفعل بها كما فعلت بالمرة السابقة .
لكن ما إن لمستها حتى تحولت لقلادة جميلة الشكل تبهر الأعين ، على شكل معين يتوسطه جوهرة زرقاء بهذا الشكل ، و محاطة بإطار صلب قليلاً بلون رمادي فيه بعض الجواهر البيضاء المتلألأة .
في لمح البصر التفت تلك القلادة حول رقبتها ، حاولت ميلفينست خلعها لكن دون فائدة .
أخيراً تنهدت ثم وقفت محاولةً أن تستعيد توازنها مرةً أخرى ، سمعت خطوات أقدام تقترب ، فهرعت مسرعةً تختبئ خلف صخرة كبيرة .
ظلت تنتظر ذلك القادم ، حتى ظهر شاب ليس بكبير في السن ربما في أوائل العشرينات من عمره ، ذو شعر بنفسجي قاتم وعينان بلون الرمان ، يرتدي زياً أسوداً و كأنه زي قائد جيش أو قطاع طرق أو ماشابه .
بدا مبتسماً و سعيداً بالحياة على عكسها ، هكذا ظنت نفسها مقارنةً به .
نفخ ذلك الشاب خديه بطفولية ليردف بانزعاج:
- أعلم أنكِ هنا ميلفينست ؟ لذا لا داعي للاختباء .
صُعِقت عندما نطق باسمها ، فكيف يعرف اسمها ؟؟ و كيف اكتشف مكانها ؟؟
عشرات الاسئلة اصطدمت بجدار رأسها دون أن تعثر لها على إجابة .
قررت ألا تجيبه ، حتى يخبرها بمن يكون ، لكنها سمعت صوتاً من خلفها بدا قريباً جداً من أذنها و كأنه لا يبعد عنها قيد أنملة يقول :
- إلى متى ستختبئين ؟
التفتت وراءها لتجده ، تقهقرت للوراء خائفةً منه مردفةً بنبرة ذعر وقلق :
- أنت لست من قطاع الطرق ، أليس كذلك ؟
ضحك بصوت مرتفع ، اجتمعت بعض الدموع في مقلتيه ، سقط على الأرض ملتوياً من الضحك ، أردف و هو بالكاد يستطيع الكلام :
- أنا لست شخصاً سيئاً على الإطلاق ، لقد أتيت إلى هنا بأمر من جلالة الملكة .
كررت ميلفينست بتعجب قائلةً :
- جلالة الملكة ؟ لكن لِمَ ؟
أجابها الشاب بجدية مردفاً :-
- أدعى نيكولاي واتسون ، أنا مستشار جلالة الملكة و المسؤول عن جمع جواهر دولة اسبرطة لذا ...
قاطعته قائلةً و هي تشير إلى القلادة في عنقها :
- أتقصد هذه القلادة ؟
هز رأسه بالموافقة ، لتردف و هي تحاول نزعها :
- اذاً خذها ، و لكني لا أستطيع خلعها .
صرخ نيكولاي قائلاً و قد نفذ صبره :-
- أنا أريدكِ أنتِ و ليست الجوهرة .
- لكن لِمَ ؟
- أرجوكِ رافقيني إلى القصر و هناك ستعرفين كل شيء .
ترددت ميلفينست قليلاً في الموافقة ، رغبت بالرفض فهي لازالت لا تثق به ، لقد تعرفت عليه لتوها ، اضافةً إلى ملابسه الغريبة تبث الريبة في نفسها .
لكنها أخيراً وافقت و رافقته إلى القصر .
امتطى حصاناً أبيض و جعلها تركب أمامه ، ثم هرع به إلى القصر .
و في الطريق رأت ميلفينست العديد من الأشجار مختلفة الأشكال و الأنواع و العشب يغطي كل المكان ، و الزهور تكاد لا تترك مكاناً إلا و تنبت فيه .
و الشلالات تتوسط الجبال الخضراء ، عاكسةً الضوء لتطلق ألوان قوس قزح مالها من مثيل .
فرحت ميلفينست بتلك الطبيعة الخلابة ، فهذا المكان أو دولة اسبرطة بناءً على كلام نيكولاي ، جنة الدنيا .
لاحظ نيكولاي مدى اعجابها ليردف بلطف :
- هل تحبين الطبيعة ميلفينست ؟
اجابته ميلفينست ببرودها المعتاد :
- ليس كثيراً .
اعتلى وجه نيكولاي ملامح حزن و ألم فهو لم يتوقعها أن تكون بذلك البرود .
لم يمر وقت طويل قبل أن يصلوا للقصر .
استقبلهم الكثير من الخدم و هذا المتوقع بلا شك .
قاد نيكولاي ميلفينست إلى ملكة دولة اسبرطة ، اندهشت ميلفينست فقد بدت و كأنها شمس أكثر من كونها انسان .
فشعرها الأصفر الحريري الطويل ينسدل على ظهرها ، و عينيها البنفسجتين تسحر كل من ينظر إليها ، تاجها الأزرق بدا و كأنه يمثل السماء .
ظلت ميلفينست تنظر إليها باعجاب شديد ، أردفت الملكة بصوت رقيق :
- ما خطبكِ ميلفينست ؟
احمرت و جنتا ميلفينست لتردف بسرعة :
- لا شيء على الإطلاق .
ابتسمت الملكة بكل رقة و عذوبة و أردفت وهي تشير باتجاه نيكولاي :
- نيكولاي هلا تركتنا لوحدنا قليلاً من فضلك ؟
هز نيكولاي رأسه بالموافقة و انحنى بكل احترام ليردف :
- كما تأمرين جلالتك !
ثم خرج تاركاً ميلفينست تدور حولها العديد من الأسئلة .
تشتت عقلها لوهلة من الزمن ، لكن قطعت أفكارها الملكة قائلةً :
- ما الخطب ميلفينست ؟
أجابتها ميلفينست ببرودها المعتاد :
- لا شيء على الإطلاق ، لندخل في صلب الموضوع ، لِمَ ترودنني ؟
تنهدت جلالة الملكة بيأس لتردف :
- أدعى فينوس ، ملكة دولة اسبرطة ، منذ زمن بعيد غزا الدولة تنين عُرِف باسم اسكيرس ، أحياناً كان التنين يتنكر بهيئة سيف ليخدع من أمامه .
مرت سنين و التنين يزداد قوة يوماً بعد يوم لكن في أحد الأيام قُضِي عليه بسيف يسمى بآنوي ...
- و ما دخلي أنا بالموضوع ؟
- تنص الأسطورة أنه عندما يجتمع حاملو جواهر الأوراكلس فإن سيف آنوي سيستعيد قوته بلا شك .
- اذاً تريدين القول بأني واحدة من حاملو الجواهر ؟
- تماماً .
صرخت ميلفينست بغضب :
- أنتِ بالتأكيد تمازحينني ، أنا مجرد فتاة عادية تعيسة في حياتها ، لا علاقة لها بجواهر أو سيف غريب أو أياً كان من تلك الأمور .
- ميلفينست نحن بحاجة إليكِ .
- و لِمَ تم اختياري أنا ؟ هناك العديد من الفتيات اللواتي يستطعن القيام بتلك المهمة .
- أنتِ مميزة ميلفينست .
- لست كذلك .
ثم ركضت ميلفينست خارجةً من الغرفة .
لم تعرف إلى أين عليها الذهاب فقد نست طريق العودة .
ظلت تسلك كل طرق القصر دون أن تصل لطريق الخروج ، تمتمت بانزعاج :
- هذا القصر أشبه بمتاهة لا أكثر !

_____

طرق الباب لتردف بصوتها الرقيق المعتاد :
- تفضل .
ولج إلى الغرفة و شعور غريب ينتابه ليردف :
- هل وافقت ؟
هزت جلالة الملكة رأسها بالنفي ، تساقطت دموعها الكريستالية على خديها الحمراوين لتردف بحزن :
- انها بالتأكيد تتألم !

_____

ظلت تفكر فيما قالته جلالة الملكة :-
(( نحن بحاجة إليكِ ))
لم يسبق لأحد أن طلب المساعدة منها ، لكنها لا تستطيع فهي مجرد فتاة عادية ، لا تمتلك سوى ذكريات محزنة و حياة تعيسة .
قطع تفكيرها صوت غريب قادم من داخل القصر ، ظلت تمشي ببطء محاولةً ألا تُحدث أي صوت .
رأت من بعيد وحوش غريبة الشكل ، ذات لون بني و جسد كالأسد لكنهم يقفون كالانسان ، كانت غريبة بمعنى الكلمة .
اقتربت ميلفينست أكثر لتجد نيكولاي يحارب بكل قوته مدافعاً عن جلالة الملكة ، لكن الأمر صعب عليه ليسقط على الأرض مغشياً عليه .
أسرعت ميلفينست إلى نيكولاي تحاول ايقاظه لكن دون جدوى .
صرخت جلالة الملكة :
- ميلفينست انتبهي .
التفتت ميلفينست وراءها لكن كان ذلك بعد فوات الآوان ، أغمضت عينيها و هي متأكدة و بلا شك بأن هذه النهاية ، احتقرت نفسها لأنها ستموت بتلك الطريقة .
شعرت بضوء أزرق ، فتحت عينيها لتجد شاباً ذا شعر سماوي مشع ، و عينان مدرجتان بالأزرق و الأخضر و الأحمر ، يرتدي ملابس زرقاء غريبة ، و يبتسم ابتسامة ملائكية ، سألته ميلفينست قائلةً وهي متأكدة بأنها في حلم لا أكثر :
- من تكون ؟
أجابها بصوت مخملي ناعم :
- أنا ... آنوي .
- و لكن أليس آنوي سيف ؟
ضحك برقة ليردف :
- ربما .
صمت قليلاً ثم استرسل في حديثه :
- ميلفينست الجميع يعتمد عليكِ .
- و لكني لا أستطيع .
- بل تستطعين ، ثقِ بنفسك و ستكونين بخير .
بدأ ضوءه يتلاشى شيئاً فشيئاً حتى اختفى كلياً لتعود إلى الواقع .
و جدت أن قلادتها كونت درعاً وحمتها من الضربة التي كانت ستتسبب في موتها .
علا وجهها ملامح التحدي ، لتمسك بسيف نيكولاي و تحارب بكل ما أوتيت من قوة .
تمكنت من قتل جميع الوحوش ، و قعت على الأرض و قد نفذت قواها ، اقتربت جلالة الملكة منها لتسألها :
- هل أنتِ بخير ؟
أجابتها ميلفينست :
- نعم لا تقلقي .
صمتت قليلاً ثم أكملت و قد انحنت باحترام لجلالة الملكة :
- جلالتكِ أرجوكِ اسمحي لي بأن أكون من حاملي الجواهر ؟
ابتسمت جلالة الملكة لتردف :
- ميلفينست أعينكِ كدرع للدولة ، أرجوكِ احميها بكل ما أوتيتِ من قوة .
ثم ناولتها سيفاً و أكملت :
- مع شريكك سيف النجوم المتلألأة .
وجهت ميلفينست السيف لكتفها كما هي رسوم القسم لتردف بجدية تامة :
- أتعهد بشرفي بحماية دولة اسبرطة .
استيقظ نيكولاي من اغمائه و قد سمع العبارة الاخيرة ليردف :
- أهلاً بكِ في الدولة ميلفينست .
رسمت ميلفينست ابتسامة حنونة و لأول مرة مردفةً :
- شكراً لك .




- آنوي و اسكيرس سيفان متضادان ، كما أنهما في الأصل كانا بشر و لكنهما تحولا لسيفان ستعرفون السبب في ذلك لاحقاً .
- فينوس = وئام
ميلفينست = أنا
نيكولاي و توكي = شخصيات وهمية لا أصل لها ، أُضِيفت للرواية لاضافة بعض النكهة لها ^^
الشخص صاحب الشعر القرمزي = موجود في المنتدى ، لكنه في ظهر حياتي أنا .

الشخصيات :-)



نيكولاي واتسون

مرح و لطيف و دوماً تعلو محياه تلك الابتسامة ، ليس واحداً من حاملي الجواهر لكنه يساعد في البحث عنهم ، يقدر فينوس كثيراً و يعاملها كأخته الصغرى .




فينوس

ملكة دولة اسبرطة ، فتاة رقيقة و حنونة ، سُبِق و أن تسابقت هي و نيكولاي على الحكم .



كيفكم متابعي روايتي ؟؟ ان شالله بخير
اعرف اني منزلتها في غير وقتها لكن لان بتبدأ امتحاناتي و لازم اذاكر غير اني الاسبوع الجاي ممكن ماانزل البارت الجديد
بتمنى ان البارت أعجبكم
لا تنسوني من افعالكم الحلوة
تقييم + لايك + = رد جميل




__________________




صمتًا يا ضجيج اشباحي !!.
فَسعادتي تَنتظرُني!
اَما كَفاكِ وقتاً بجعلي تَعيسَةً؟!
دَعيني لاَسعدَ وحدي!دَعيني اَبتسمُ بسعاده!
واَتركيني لاَعيش...!



اختبر نفسك عني !! | معرضي !!