عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-25-2015, 03:59 PM
 
قَلم ذَهْبي | المرأة المقدسية ~~




مَا أجملُها قِصتُك !
أبدعتي وتألقتيَ يا غالية
أنيري قسِمي دائِما

- Nasooma

كيفكم أعضاء وزوار اأقسامنا العربية
حبيت أني أقدم لكم قصتي القصيرة الاولى في هذا القسم
الان خليكم مع القصة وبعدين ابتفهوا

القصة

كأي يومٍ من أيام الأسبوع ، همسات المصلين المتوجهين للصلاة بطمأنينة وسكينة
مترددة في تلك الأزقة ، تلك الأسواق والأزقة القديمة التي تدل على ثروة هذا المكان ، روائح المسك المنبعثة من المكان وحدها تشعرك بالهدوء والهداية وتذكرك بذكر الرحمن . على أحدى بوابات المسجد الأقصى ، عددُ لا بأس به من المصلين والمصليات ينتظرون فتح الباب الكبير الذي أمامهم فُتح الباب لتستقبلهم تلك النسمات الهوائية المشبعة بالبرودة اللطيفة ليدخلوا وهم يستغفرون ويدعون الله ، وفي أثناء ذلك الوقت وفي نفس المكان ، امرأه بعقدها الأربعين تقريباً ذات الحجاب الناصع البياض مع جلبابها الاسود الواسع و وجها الذي يشع نوراً مباركاً من الله ، دخلت وهي تعرج على رجلها اليمنى ، رفعت بصرها الى السماء السوداء تدعو ربها بسرها

(( يارب أفتح لنا أبواب رحمتك يا الله كما فتحت لنا أبواب المسجد الأقصى ويوم نفتحه منصورين امين ))
أكملت سيرها المطمئن المتوكل على الله وهي تتجه لتصلي صلاة تحية المسجد ، صلتها في المسجد القبلي ليبدأ صوت الاذان بالعلو لتنتشر الطمأنينة في قلوب المسلمين أجمعين ، أُقيمت الصلاة وصلى الامام بالمصلين ليجلسوا بعدها في أحد زوايا المسجد المزخرف بأجمل ما يكن ، يدرسون القرآن ؛ لتدعوا لهم الملائكة أن يحفظهم الله ، بين تلك الجمعة الطيبة ! كانت أم حسام الحسنة بقولها وفعلها المعروفة لدى الجميع بكرمها وسخائها وصوتها الجميل في تلاوة آيات
القران ، تتلو ايات معطرة تسكن لها القلوب وتريح لها الانفس ، استأذنت
بعدها بالخروج بعد أن طلبتها أحدى زميلاتها في الرباط بالمسجد الأقصى، وقفت تنظر الى الاشجار المنتشرة في المكان تحاول أن تجد بينها (أم محمد) وقد لمحتها بالفعل تسير باتجاهها
(( السلام عليكم ))

(( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته))

وصلت عندها لتلقي التحية وترد عليها بسكينة .، قالت أم حسام
((طلبتني بشئ يا أم محمد خيرُ ان شاء الله ))

تنهدت الاخرى بخفوت لتقول
((خيرُ والحمد لله ... لكنني أردت فقط أن أثلج لكِ صدري وأقول ما في داخلي فلقد تعبت من هذه الضغوط التي أكبحها داخلي ولا أستطيع ان أخبرها لأي أحد ))


أمسكت ام حسام بيد أم محمد وربتت عليها قائلة بابتسامة هادئة

(( يمكنك القول ما شئتِ هيا سنذهب ونجلس أسفل أحدى الأشجار لكي لا نزعج أحد داخل المسجد ))

أومأت لها بالايجاب واتجهتا تجلسان أسفل أحدى الاشجار التي بدأت تتسلسل خصلات أشعة الشمس بينها ، نظرت أم حسام لعيني أم محمد التان تتلألآن الكثير من الاحزان والاحزان

((استهدي بالرحمن و ولتخبريني
الان ماذا هناك ))

تنهدت أم محمد بيأس لتستهدي الرحمن وتستغفره وتبدأ بالقول :
(( لقد تعبت يا أم حسام .. زوجي مسجون بتهمة أنه يرابط بالمسجد الاقصى ، وابني مسجون بتهمة أنه حاول طعن جندي ، وكل شخص ما من عائلتي يجب أن يكون له أحد الاقرباء إما شهيد وأما أسير وإما مظلوم ، ولم يكفي هذا فقط بل الضرائب التي لا نعرف لما ندفعها ، وغير مضايقة المستوطنين لنا وتهديدهم لنا بهدم منزلنا الذي بالبلدة القديمة ومحاولتهم لسرقته أكثر من مرة ، وايضاً لا تعد ولا تحصى المرات التي قاموا بتخريب إطارات سياراتنا ولم نسلم من مشاجراتهم مع ابناءنا ، التي لا تنتهي إلا بإصابة أحد ابنائي ، الامر تجاوز الحدود ولم يعد يطاق يا أم حسام ))

تنهدت أم حسام وهي تستمع الى معاناة أم محمد ولم تكن هي الوحيدة التي تعاني فكل يومٍ تقريباً يحدثنها زميلاتها عن نفس الموال ، إبتسمت لام محمد بتفاؤل لتقول لها :

(( الصبر مفتاح الفرج يا أم محمد ، فلقد وعدنا الله بنصر قريب ، فالله يقيس مدى صبرك الان والله لا يترك المظلومين وحدهم ، فلقد وعدنا أيضاً بجناته بالاخرة اذ لم نحصل عليها في الدنيا ، أصبري وصابري ، فأذا شعرتي بمتاعب الحياة تضغطك بهمومها ..وتعصر قلبك بالامها ..فلا تحزني !! لأنه الله ، يريد أن يخرج أحلى ما فيكِ (إيمانك ) لتنالي الاجر ، فاستعيني بالصبر ))
أمسكت أم محمد بيدين أم حسام وضمتهما لتقول بابتسامة أشرقت على وجهها بامتنان كبير

((أنا أعلم أنها مجرد كلمات منكِ لاكنها تعني لي الكثير ، فتلك الكلمات التي تعديها بسيطة ، زرعت وأسقت وأنبتت روحٌ صابرة في داخلي ..كنت أعلم أنني سألقي مرادي عندكِ .. فشكراً كثيرا لكِ انا حققة ممتنة ...والان استأذنك يجب علي الذهاب ))
وقفت وألقت السلام ورحلت ..رددت عليها السلام بصوت خافت لتقف هي الاخرى بعدها وتتجه الى ذالك الدرج الطويل الذي ينتهي بعدة بوائك رائعة الجمال فاتنة المظهر لافتة الشكل ،القبة الذهبية باسطة نفسها بينها ، لترفع بصرها الى السماء التي مزقت ستائرها السوداء الشمس لتصبح بذالك اللون الازرق الفاتن وترى الطيور المحلقة فيها بحرية كبيرة ، وقالت
(( أتشوق لرؤية ذلك اليوم ..اليوم الذي سنكون فيه أحراراً كهذه الطيور ... بإذن الله ))



شو شو رأيكم
أن شاء الله عجبتكم القصة

طبعا القصة هي عبارة عن معاناة المرأة المقدسية في فلسطين
هي القصة انا كتبتها لأشارك فيها بمسابقة المدرسة
بس قلت لي ما أنزلها بالمنتدى
لانو يمكن في أعضاء او بالاحرى أغلبية الاعضاء ما بيعرفوا هاي المعاناة
وهذه ليست ألا لمحة صغيرة عن تلك المعاناة ح3

وخاصة لمعاناة المرأة المرابطة في المسجد الاقصى
فلها مني ألف تحية

أخيرا شكرا لكم على قراءة القصة حب6
وأتمنى أنها أعجبتكم
ااه صح بحب أشكر Zαмnh على تصميمه الرائع
في امان الله وحفظه


التعديل الأخير تم بواسطة الغزاله الشقيه ; 05-26-2015 الساعة 12:34 PM
رد مع اقتباس