02-20-2008, 11:00 PM
|
|
][ سمعتُ دَويُّ صراخهم من خلف الظلام ][ ][ سمعتُ دَويُّ صراخهم من خلف الظلام ][
كنتُ أغطّ في نومٍ عميقٍ عندما أقضّ مضجعي صوتٌ غيرُ عاديّ يصرخُ و كأنّهُ إنسانٌ جريحٌ قدْ أثخنتهُ الجراحُ أو كأنّهُ صوتُ طفلٍ قدْ أضاعَ أبويهِ و قدْ أضناهُ البحثُ عنهما أو كانّهُ صوتُ ثكلى قدْ فقدتْ كلّ أبناءِهَا
يا ترى, ما هذا الصّوتُ ؟.. أسرَعتُ تجاهَهُ و كان يعلو كلّما اقتربت
وقفتُ أمامَهُ.. فَعندَما رآني تسابقتْ دُمُوعهُ و اختلطتْ بكلماتهِ: إخوتي, ما الّذي يجري لكُمْ ؟ أما تسمَعُونَ صرخاتنا ؟ أما ترونَ ما يحدثُ لنا ؟
نحنُ إخوانُكُم في غزّةَ, منذُ أسابيعَ و نحنُ مُحاصرونَ لا نجدُ ماءً ولا طعاماً..
منعوا كلّ شيءٍ وصارُوا يبيعونَ الماءَ بأغلى الاثمانِ, قطعوا الكهرباءَ حتّى عن المُستشفياتِ, والمُعاناةُ تزدادُ لعدمِ وصولِ الإمداداتِ الضّروريّةِ إليها, فالمُستشفياتُ لا تفي باحتياجاتِ الحَالاتِ الحَرجَةِ
في الأوضاعِ الطّبيعيّةِ فكيف بها تحتَ الحصار ؟
وأطفالُنا الخدّجُ في أشدّ المُعاناةِ أُغلقت كافّةُ المَعَابرِ
فصارَ أكثرُ من 1.5 مليونَ نسمةٍ منْ سُكّانِ غزّةَ مساجينَ خلفَ تلكَ الجُدرانِ بينَ جُدرانِ حُدودِي والمَآسي دونَ حدّي
كلّ إخواني نسوني ونسوا حبّي وودّي
ويا ليتَهم وقفوا عندَ هذا الحدّ بل يقومونَ بقصفنا وأنتم أيّها المُسلمونَ أينَ أنتم منْ كلّ هذا ؟ أينَ نصرتكم لنا ؟
فاليهودُ لا يرعونَ لشيخٍ حُرمةً, ولا لطفلٍ رحمةً, ولا لمرأةٍ عاطفة
فهُم يعشقونَ الظّلمَ والبغيَ والعُدوانَ, وقدْ شمِلَ ظلمُهم كلّ نوعٍ وجنسٍ,
فهُم حَمَلةُ كأسِ المَوتِ وهُم السّباقونَ في مَيادينِ الإجرام وروّادُ الكبِر والطّغيانِ والتّمرّدِ والإجرَامِ. يا أمّةً طالَما ذلّت لقاتِلِها *** حتّى متى تخفضينَ الرّأسَ للذئب؟
ألا ترينَ دِمَاءَ الطّهر قد سُفِكَت؟ *** في كلّ ناحيَةٍ صوتٌ لِمنتحِبِ
حتّى متّى ترضينَ الضّيمَ خاشِعَةً *** لكلّ باغٍ ومأفونٍ ومُغتَصِبِ؟
وبلادكُم تستقبلُ أعوانَهُم بكلّ الودّ والتّرحابِ كأنّهم قد فَتَحوا القُدسَ أو فكّوا الحِصَارَ !!
أيعقلُ أن يحدثَ كلّ هذا يا أمّةَ محمّد (صلّى الله عليه وسلّم) ؟؟!!
ألا تذكرونَ ما فعلَ الرّسولُ بيهودِ بني قينقاعَ ؟؟!!
ألا تذكرونَ حينَ أجلاهُم منَ المَدينةِ لأنّهم كشفُوا عورةَ امرأةٍ ؟؟!!
والآنَ كم منَ العوراتِ تَتَكشّفُ ؟ وكم منَ النّفوسِ تزهقُ ؟ أليستْ حرمةُ دمِ المُسلمِ أعظمَ من حُرمةِ البيتِ الحرام ؟؟!! أم أنّ الدّنيا شغلتكم وأنستكم أصلَ دينِكُم ؟؟!!
أيّها المٌسلمونَ قد طالَ ليلُ أنينِنَا, ودموعُنا في عيونِنَا لمْ نَجِدْ مَن يُكفكفُها..
ما لكمْ لا تفيقونَ وتنزعون حلّة البائسينَ عنكم ؟
نُراقبُكُم عبرَ الشّاشاتِ لِنَرى الأملَ القادِمَ والفجرَ الصّادقَ الّذي سيبدّدُ ليلَ الذّلِّ,
فإذا بنا نَرَاكُم على ميادينِ الكرةِ لا في ميادينِ الِقتالِ !
وفي حفلاتِ الرّقصِ والطّرَبِ والغِنَاءِ لا على أسوارِ غزّةَ !
نحاولُ أنْ نبحثَ عنْ الغرِّ الميامينِ, فإذا بنا نَرَى أناساً من بني جِلدَتِنَا ولكنّهم أشباهٌ لغيرنا ..
قلتمْ أنّكُم تتقاسَمُونَ معَنا فجائِعَنَا وتشاركُوننَا آلامنا, فإذا بنَا نراكُم قدْ شُغِلتُم بليلى وسَلوى !
أينَ غبتُم ؟ أما آنَ الأوانُ لتعودوا ؟ ...
لا أدري ماذا أقول, أأقولُ أنّ الدّنيا شَغَلتنا فَصِرنا لا نفكّرُ إلاّ في أنفِسَنا ؟
وأيّ شُغلٍ هذا الّذي جَعَلَنَا ننسى إخوتنا ولا نُبالي بالّذي يجري لهم ؟
لماذا لا نقفُ معَهُم ؟ لماذا لا ننصرُ إخوتَنَا لماذا كلّ هذهِ الغفلةِ ؟
أنامُ ملئَ عيني وآكلُ حتّى أملأَ بطني وأشربُ ماءً عذباً زُلالاً
وأتقلّبُ في النّعيمِ ,, وأمرحُ وألهو ,, لا ..
لا يُعقلُ أنْ أكونَ كذلكَ, لا بُدّ أنْ أفيقَ
يكفي إلى هذا الحَدّ أمّي فلسطين
سآتي, سأمسحُ دُمُوعَكُم إخوتي
سألقي ثيابَ الغافلينَ
إنّني نادمٌ ربّاه ربّاه عفوكَ إنّي جئتُ أحملُ نفسي إلى بابِ رَحمتكَ
رُحماكَ يا ربّ رحماكَ ياربُّ
اللّهمّ فرّج هَمّ إخواني هناكَ وفرّج كربَهُم
اللّهمّ أشمَلهُمْ برحمتكَ وتغشّاهُمْ بها
وحرّرالأقصى من دنسِ اليَهودِ
:
:
يا قدسُ صبراً
:
:
هديتنا هذة المرة من قلب غزة عزف الرصاص |